282

قواعد في السلوك الى الله تعالى

تصانيف

نسبة ، وترى نسبة هذا الدين بدين الأنبياء ظاهرة ؛ كأن الجميع من مشكاة واحدة، ولا يشك العاقل أن الله تعالى رحم الخلق ببعثه، حيث بين لهم بواسطة هذا النبي دينه الذي ارتضاه لهم، فتميز دينه بهذه الخصائص عن سائر الأديان، فعافتها القلوب وكرهتها، وعرفت زيغها وانحرافها، وانصبت إلى هذا الدين؛ عارفة أنه دين الذين هدى الله، (فبهداهم أقتده).

وكلما ذكر فضل المعجزات الخارقة الكثيرة ، التي جنسها انشقاق القمر، ونبع الماء من بين الأصابع، وإطعام النفر الكثير من الطعام القليل، وتكثير الماء القليل في الآبار ويوم المزادتين، وإيصال التراب إلى أعين الكفار يوم بدر ويوم حنين، وإبطال الكهنة بمبعثه صلى الله عليه وسلم وحنين الجذع إليه بين أصحابه في جمعهم ومشاهدتهم ذلك من الجذع، والدعاء على سراقة حين ساخت يدا فرسه في الأرض، واشتكاء البعير بحضرة أصحابه بدمع عينه، ودعا بشجرتين حتى توضأ تحتهما، وطاعتهما له بحضرة أصحابه، ورؤية أبي جهل لما أراد أن يؤذيه خندقا من نار بينه وبينه، وكونه مسح ساق ابن عتيك حين انكسرت وكأنه لم يشكها، وضربه الكدية يوم الخندق فعادت كثيبا أهيل، ومسح ضرع شاة فدرت في خيمتي أم معبد، ومرة أخرى كان بذلك إسلام ابن مسعود، ورد العين المقلوعة، فنبتت وصحت، وتفل في عين علي يوم خيبر فبرأ من ساعته، وأخذت الرعشة لرجل حاده فلم يزل يرتعش حتى مات، وأعطى عكاشة جذلا من حطب فصار سيفا، ونفث في عين رجل كانت مبيضة فأبصر بها حتى مات، ونادى شجرة بالحجون، فأجابته، ثم أمرها فرجعت.

صفحة ٣٠٤