قاعدة في أنواع التفاريق وصفة الجمع في الأمر المكمل لصاحبه
[بسم الله الرحمن الرحيم] المبتدئ متفرق الهم، متشعب الخاطر بين أمور متنوعة، أولها تحصيل همة يرتقي بها في علومه وأعماله وأحواله، فهو متعوب في تلونه فيها ، تارة يفقدها، وتارة يجدها.
فإذا وجدها فهو متفرق بين علم يضبطه حفظا، أو يفقهه معنى، فإذا حصل ذلك العلم الذي يحتاجه فهو متفرق من نفسه الأبية ، التي تأبى الانفعال لمتقضى العلم من المحاسبات والمراقبات، والقيام بحقائق التقوى ؛ من أداء وظائف المفروضات على أكمل هيئاتها المشروعة، فتارة يجد همة تبعثه على ذلك، وتارة يفقدها.
فإذا وجدها فتارة يقوم بالوظائف قياما مقارنا، وتارة يقوم بها قياما ناقصا، وتارة تغلبه نفسه وتبرد همته، فيهم إلى ركون المحافات ويتقاعد ويتكاسل عن القيام بوظائف العبوديات؛ من المفروضات والمسنونات، فقلبه متفرق - أيضا - من التقصير في ذلك، ومن النشاط في وقت، ومن الكسف في وقت آخر.
وهو متفرق - أيضا - من عدم مؤاتات الأسباب والأصحاب
صفحة ٢٠٦