قاعدة في بدايات الأولياء ومنح أهل المصافات الأصفياء
[بسم الله الرحمن الرحيم] الحمد لله الذي من على صفوة من خالصته، وأراهم الأشياء على ما هي عليه، فكانوا بحكمها وكيفياتها بلا كيفية منهم تغاير ما جرى به الحكم الشرعي، وانتظام القدري.
فهم منفعلون لما يجتمعان فيه من حكم الله عز وجل ومراده.
فهم به في حركاتهم وهمومهم وإراداتهم، يسمعون وينطقون، ويتصرفون ويتحركون، وإلى حركات نفوسهم لا يلتفتون، ولغير حسن تدبيره لا ينظرون، وبغير أمره لا يعملون.
وهو مستعانهم عند حركات وجودهم، فإليه يرجعون، وإلى مشيئاته وإراداته شاخصون، وعند العوارض الكونية فللطائف حكمه فيها ينظرون، وإلى سواه لا يتحيزون.
عرفوا البلوى بالسواء، فهو الحجاب عن الهدى، والقائم به
صفحة ١٧٣