من الترك والعجم، ولم يكونوا جميعا من الترك أو من العجم، وإنما كذلك كان يصفهم أهل «سامرا»
2
لذلك العهد، وبرغم أن «أحمد بن طولون» كان واحدا من هؤلاء الموالي، فقد كان شديد الازدراء عليهم
3
يستصغر عقولهم وآدابهم، ويذكر أنهم قد تسنموا من المراتب ما لا يستحقون.
على أن أحمد بن طولون إن لم يكن عربيا فقد كانت البداوة طبعا تحدر إليه من أسلافه الأولين، أهل «طغزغز»، وهم قوم يسكنون أرضا واسعة على حدود الصين، يعيشون بها في خيام من الشعر أو من الأدم
4
كما يعيش أعراب البادية، فإذا لم يكن أحمد بن طولون عربي النسب، فقد كان عربي الفطرة والدين.
وقتل المتوكل على سريره بأيدي مواليه من الترك والعجم، وتولى بعده ولده المنتصر، فلم يستتم على سريره بضعة أشهر ثم هلك، وبويع بالخلافة من بعده ابن عمه المستعين ...
وبلغ الموالي مبلغهم من الطغيان والعسف، واجتمعت لهم أسباب السلطة، حتى لا يكاد الخليفة يملك معهم مخرجا ولا مدخلا، ولزم قصره في بغداد يتربص بنفسه كيد الموالي، ويتربصون به!
صفحة غير معروفة