18
بضعة عشر عاما لأميرها الأول، وحمل لواء الجيش للدفاع عن حدودها في عهد أميرها الثاني، ثم عاد ينظر في كتاب الموفق وهو يفكر في أمر دولة الخلافة العظمى حيث كانت نشأته الأولى، وذكر الماضي والمستقبل، ووازن بين حال وحال، فما هي إلا خطرة فكر حتى خلع الشعار وحطم اللواء، واتخذ طريقه مع رسول الموفق إلى بغداد. •••
وكان جيش المصريين بلا أمير حين زحف إسحاق بجيشه يصحبه محمد بن أبي الساج وأبو العباس بن الموفق، فاجتاز الفرات إلى أرض الشام، ولم يلق الجيش الفاتح في طريقه كيدا، فتسلم قنسرين،
19
والثغور، وأوغل في مملكة بني طولون.
وبلغ النبأ خمارويه بن أحمد بن طولون فعبأ جيشه وخرج للقائهم في سبعين ألفا من المصريين، عليهم السلاح والزرد، ولكن جيش إسحاق لم يتلبث ومضى في طريقة، فما هي إلا جولة وجولة حتى غلب إسحاق على دمشق ففتحها، وانحدر إلى فلسطين يطلب عرش مصر أو رأس خمارويه، وأبو العباس بن الموفق على المقدمة يغني لنفسه في شعر كليب بن وائل:
سأمضي له قدما ولو شاب في الذي
أهم به فيما صنعت المقادم
20
مخافة قول أن يخالف فعله
صفحة غير معروفة