47
واجتمع له الخراج والبريد والقضاء، وصار له شعار وراية واستقل، فما ثمة رباط يربطه بالدولة إلا ما يؤدي إليها من الخراج في كل عام .
5
استفحل الخطر على الدولة العباسية في بغداد، وأوشكت وحدتها أن تتفرق، وضغطتها الحوادث من الشرق ومن الغرب، أما في الشرق فقد بلغ علوي البصرة «صاحب الزنج»
48
من القوة ما بلغ حتى أوشك أن يصير إليه أمر المشرق كله، وأما في الغرب فكان أحمد بن طولون.
والخليفة المعتمد على الله في قصره من بغداد مشغول بالقصف
49
والغناء والشراب، لا يكاد يعنيه من أمر الدولة شيء، قد كفاه أخوه طلحة «الموفق» أمر صاحب الزنج بالبصرة، وبذل لحربه كل ما يملك من حول وحيلة، وجرد له كل ما تقدر عليه الدولة من جند وعتاد ... وكفاه أحمد بن طولون نفسه بما وثق من أمره عند الخليفة بالمال والصهر وتمويه الحديث.
50
صفحة غير معروفة