وقال سبحانه:{ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون} [البقرة:221]. فهذا في بيان ما حرم الله تبارك وتعالى من مناكحتهم.
وقال سبحانه فيما حرم من أكل ذبائحهم :{ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} [الأنعام:121].
وقال سبحانه:{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به} [المائدة:5]، والإهلال به لغير الله، ذكره وتسميته وانتحاره وذبحه لسوى الله.
وقال سبحانه :{وما ذبح على النصب} [المائدة:3]. وما ذبح عليها، فتأويله ما ذبح لها، والنصب فحجارة كانوا ينصبونها ويتخذونها مذابح ومناحر يذبحون عندها ولها ما يذبحون، وينحرون عندها من نحائرهم ما ينحرون، فحرم الله ما ذبح من الذبائح عندها، ونحر من النحائر لها.
قال: ويحل الدم بعد ذلك دون السباء، ولايحرم مناكحة النساء، لخلال أخر من الكفر والعدوان، يعرفها كل من وهبه الله يسيرا من الفهم فيما نزل من القرآن:
منها: ظلم الظالمين، وما بين سبحانه من عدوان المعتدين، فقال سبحانه :{أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} [الحج:39]. فأذن سبحانه للمظلومين بقتال الظالمين لظلمهم إياهم، وأذن للمظلومين - بظلم الظالمين - لا بغيره في أن يسفكوا دماءهم.
صفحة ١٧٣