وهو محفوظ في الصدور، كما قال: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ [العنكبوت: ٤٩] وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «استذكروا القرآن فهو أشد تفصيا من صدور الرجال [من النعم] (١) من عقلها» (٢) .
وهوِ مكتوب في المصاحف، منظور بالأعين، قال تعالى: ﴿وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ - فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ﴾ [الطور: ٢ - ٣] وقال: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ - فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ - لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: ٧٧ - ٧٩] وعن ابن عمر ﵄ «نهى رسول الله ﷺ أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو» (٣) وقال عثمان بن عفان (٤) " ما أحب أن يأتي عليّ يوم وليلة حتى أنظر في كلام الله - يعني القراءة في المصحف - " (٥) وقال عبد الله بن أبي مليكة (٦) " كان عكرمة (٧) بن أبي جهل يأخذ المصحف ويقول: " كلام ربي " (٨) .
_________
(١) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل وصححناه من مصادر الحديث.
(٢) رواه البخاري (٩ / ٧٩ فتح) ومسلم (٧٩٠) ولفظ مسلم: " بئسما لأحدهم يقول: نسيتُ آية كيت وكيت بل هو نُسِّي استذكروا القرآن فلهو أشد تفصِّيا من صدور الرجال من النَّعَمِ بِعُقلها " وأشد تفصيا أي أشد خروجا كما في " النهاية " (٤ / ٤٥٢) .
(٣) رواه البخاري (٦ / ١٣٣ فتح) ومسلم (١٨٦٩) ولكن ليس في البخاري " مخافة أن يناله العدو " وقال البخاري في باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو (٦ / ١٣٤ فتح): " وقد سافر النبي ﷺ وأصحابه في أرض العدو وهم يعلمون القرآن ". وانظر كلام الحافظ في الفتح لبيان صحة زيادة " مخافة أن يناله العدو " حيث رد على من قال إن هذه من تعليل مالك وليست مرفوعة، ولفظ مسلم صريح في الرفع إذ لفظه: " فإني لا آمن أن يناله العدو " فانتفى القول بالإدراج.
وقال الشيخ الألباني عن زيادة مسلم: " ففيها تنبيه إلى علة النهي، ولازمها إذا أُمن أن يناله العدو فلا نهي ". انظر " رياض الصالحين " (ص ٦٢٧) الحاشية منه.
(٤) أمير المؤمنين أحد السابقين الأولين والخلفاء الراشدين والعشرة المبشرة استشهد (سنة ٣٥ هـ) التقريب.
(٥) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في " السنة " (ص ٢١) .
(٦) انظر التعليق رقم (٢) بحاشية ص ٦٣.
(٧) صحابي أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه واستشهد بالشام في خلافة أبي بكر على الصحيح، تقريب.
(٨) رواه عبد الله في " السنة " (ص ٢٠) .
1 / 75