وقال نافع (١) سألت ابن أبي مليكة (٢) عن " يد الله " واحدة أم اثنتان؟ فقال: " بل اثنتان " (٣) وقال ابن عمر (٤) وابن عباس (٥) «أول شيء خلقه الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين» (٦) وفي الباب ما لا يحصى كثرة (٧) .
[بعض ما في رسالة الشيخ محمد ناصر الحازمي في مسألة العلو]
وقد جمع الشيخ محمد بن ناصر الحازمي في رسالته (٨) ما ورد عن الصحابة والتابعين وأتباعهم وأئمة الحديث والأئمة الأربعة وعلماء الشافعية والحنفية والمالكية والأشاعرة والمفسرين وغيرهم، في مسألة علو الرب على خلقه، وكونه على العرش فوق [سماواته] (٩) وليس ذكرها ههنا بالتمام من مرادنا، فنؤمن بذلك، ونثبت الصفة من غير تحديد ولا تشبيه، وإن نَبَتْ (١٠) عنها أسماع بعض الجاهلين المقصرين، واستوحشت منها نفوس المتكلمين المعطلين.
_________
(١) وهو ابن عمر بن عبد الله بن جميل بن عامر الجمحي ثقة ثبت مات (سنة ١٦٩ هـ) . تقريب.
(٢) واسمه: عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة أدرك ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ ثقة فقيه مات (سنة ١١٧ هـ)، تقريب.
(٣) رواه الدارمي في رده على المريسي (ص ١٢٢) ح ٥٨ بتحقيقي، والأثر صحيح.
(٤) وهو الصحابي الجليل عبد الله بن أمير المؤمنين الخليفة الثاني لرسول الله ﷺ عمر ﵄ أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة مات (سنة ٧٣ هـ)، انظر التقريب.
(٥) وهو الصحابي الجليل عبد الله ابن عم رسول الله ﷺ العباس دعا له الرسول ﷺ بالفهم في القرآن فكان يسمى بالبحر والحبْر لسعة علمه وهو أحد العبادلة وأحد المكثرين من الصحابة مات (سنة ٦٨ هـ)، انظر التقريب.
(٦) جاء هذا مرفوعًا عن ابن عمر ولفظه: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " أول ما خلق الله القلم فأخذه بيمينه وكلتا يديه يمين، الحديث " أخرجه ابن أبي عاصم في " السنّة " (١٠٦) والآجري في الشريعة (ص ١٧٥) وصححه الشيخ الألباني لغيره كما في التعليق على " السنّة ".
(٧) انظر " مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة " (٢ / ١٥٣ - ١٧٤) .
(٨) سبق التعريف بها في الحاشية رقم (٥) ص ٥٨.
(٩) انظرها في " العلو " للذهبي.
(١٠) أي نفرت منها أسماعهم. انظر المعجم الوسيط (٢ / ٨٩٩) .
1 / 63