قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
الناشر
دار الفضيلة،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ويأتون إلى البشر بأشكال على غير هيئتهم التي خُلقوا عليها، كما جاء جبريل إلى الرسول ﷺ على صورة رجل غير معروف، في حديث جبريل المشهور من رواية عمر ﵁، وهو أوَّلُ حديث عند مسلم في كتاب الإيمان، وجاء إليه في صورة دحية بن خليفة الكلبي، وجاء جبريل إلى مريم في صورة بشر، وجاءت الملائكةُ إلى إبراهيم في صورة بشر، كما في قول الله ﷿: ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ﴾ الآيات، وقوله: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ﴾ الآيات.
وهم خلقٌ كثير لا يَعلم عددَهم إلاَّ الله ﷿، ويدلُّ لذلك أنَّ البيتَ المعمور وهو في السماء السابعة يدخله كلَّ يوم سبعون ألف مَلَك لا يعودون إليه، رواه البخاري (٣٢٠٧) ومسلم (٢٥٩) .
وروى مسلم في صحيحه (٢٨٤٢) عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "يُؤتَى بجهنَّم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كلِّ زمام سبعون ألف ملَك يَجرُّونها".
والملائكةُ منهم الموكَّلون بالوحي، والموكَّلون بالقَطر، والموكَّلون بالموت، والموكَّلون بالأرحام، والموكَّلون بالحفظ، والمُوكَّلون بالجنَّة، والمُوكَّلون بالنار، والمُوكَّلون بغير ذلك، وكلُّهم مستسلمون منقادون لأمر الله، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمَرون.
والواجبُ على المسلم الإيمانُ والتصديق بكلِّ ما جاء في الكتاب العزيز وصحَّت به السُّنَّة من أخبار عن الملائكة.
٢ من الملائكة من وُكِّل بالحفظ والكتابة، كما قال الله ﷿: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾، وقال:
1 / 150