قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
الناشر
دار الفضيلة،الرياض
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣هـ/٢٠٠٢.
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
لذلك حديث عبادة بن الصامت ﵁: أنَّ رسول الله قال وحوله عصابة من أصحابه: "بايعونِي على أن لا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببُهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمَن وفَّى منكم فأجره على الله، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فعُوقب به في الدنيا فهو كفَّارةٌ له، ومَن أصاب من ذلك شيئًا ثم ستَرَه الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه، فبايعناه على ذلك" رواه البخاري (١٨)، ومسلم (١٧٠٩) .
٣ الصغائرُ تُكفَّرُ بالأعمال الصالحة وباجتناب الكبائر، قال الله ﷿: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾ .
وروى مسلم في صحيحه (٢٢٨) عن عثمان بن عفَّان ﵁ قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاةٌ مكتوبة، فيُحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلاَّ كانت كفَّارةً لِما قبلها من الذنوب ما لَم يؤت كبيرة، وذلك الدَّهر كلّه".
وروى مسلم أيضًا (٢٣٣) عن أبي هريرة ﵁: أنَّ رسول الله ﷺ كان يقول: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفِّرات ما بينهنَّ إذا اجتُنبت الكبائر".
والصغيرةُ تضخم وتعظم إذا أُصِرَّ عليها، والكبيرةُ تتضاءل وتتلاشى إذا نُدم على فعلها، كما قال ابن عباس ﵄: "لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار".
٤ إذا مات المسلمُ مرتكبًا كبيرةً ولم يَتُبْ منها، فإنَّ أمرَه إلى الله ﷿، إن شاء عذَّبه وإن شاء عفا عنه، قال الله ﷿: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ
1 / 122