عرف أن معناه وحامل رمحًا وقد ذكر الفراء قولا آخر قال العرب: تنسق الشيء على الشيء إذا اختلف اللفظان وإن كان هو هو وأنشد:
وقدمت الأديم لراهشيه = وألفى قولها كذبا ومينا
يذهب إلى أن (المين) هو الكذب، قال أبو جعفر: وهذا البيت لا يشبه من الآية شيئًا لأن المين إن كان هو الكذب بعينه فلا يفيد إلا معنى الكذب فإن القرآن أفاد معنى غير معنى الكتاب، قال مجاهد أي ﴿وفرقانا﴾ بين الحق والباطل وهذا قول حسن حكى سيبويه مررت بزيد أخيك وصديقك.
والقطع التام ﴿لعلكم تهتدون﴾ قال يعقوب والوقف الكافي ﴿فتوبوا إلى بارئكم﴾ وهذا عنده غير غلط لأن ﴿فاقتلوا أنفسكم﴾ عطف عليه وهو أيضًا متعلق بالقول، قال أبو حاتم: ومن الواضح ﴿ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم﴾، وقف حسن وكذا ﴿إنه هو التواب الرحيم﴾ ثم التمام على رأس كل آية إلى قوله ﷿ ﴿وما ظلمونا﴾ أي وما ينقصونا بفعلهم وإنما ينقصوا أنفسهم الثواب والنعيم الدائم، فهذا وقف صالح. والتمام ﴿ولكن كانوا أنفسهم يظلمون﴾ وبعده ﴿نغفر لكم خطاياكم﴾ وقف صالح ﴿وسنزيد المحسنين﴾ وقف
[١/ ٥٩]
1 / 59