نافع قال: حدثنا سلمة، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر عن قتادة في قوله جل وعز (الم) قال: اسم من أسماء القرآن، قال أبو جعفر: فقد صار على هذين القولين التمام (الم) وهي أولى ما قيل في ذلك وكل ما في القرآن من نظيره فهو مثله في قول الجماعة الذين ذكرناهم وأطلنا شرحه لأن له نظائر ولا نعلم أحدًا صنف كتاب تمام فجمع هذه القوال كلها فيه بشرحها وبالله التوفيق.
(ذلك) ليس بموضع قطع لأنه لا يفيد إلا بما بعده و(الكتاب) فيه تقديرات ستة: على ثلاثة منها يكون التمام ﴿ذلك الكتاب﴾ على أن يكون ما بعده مستأنفًا فمن التقديرات أن يكون ذلك مرفوعًا بالابتداء و(الكتاب) خبره وهذا قول أبي حاتم وقال: ومثله ذلك، وقال أبو عبيدة ذلك بمعنى هذا وأنشدوا:
أقول له والرمح يأطر متنه = تأمل خفاقًا أنني أنا ذلكا
أي: أنا هذا، قال أبو جعفر وحكى لنا علي بن سليمان عن محمد بن يزيد قال: لا يكون ذلك بمعنى هذا لاختلاف معنيهما قال: والمعنى أنى ذلك الذي سمعت به.
والتقدير الثاني: هذا ذلك الكتاب الذي كنتم ترجونه، وهذا قول محمد بن يزيد قال: ويدل عليه ﴿وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا﴾.
[١/ ٣٢]
1 / 32