فقال أحمد في شبه سخرية: وما شأن عمك سليمان بهذا؟
فقال حسام متلعثما: لا، لا شيء، ولكن هناء وحدها؟
وابتسمت سهير في فرح وهي تقول: لا تخش شيئا يا سي حسام، لقد خرجت في السيارة مع السائق، ولن تذهب إلا إلى محل واحد، وتعود في السيارة، اطمئن يا حبيبي، والله لولا مرضي لخرجت معها.
وازدادت لعثمة حسام، وقد أحس أنه قد كشف خبيئة نفسه: لا، لا شيء، لا شيء ولكن ...
وحينئذ جاء الخادم ليعلن إلى أحمد مجيء فوزي عبد المجيد، ووجد حسام طريقا آخر يسلك فيه بحديث جديد، فقال: يا أخي فوزي هذا لا أطيقه أبدا.
فقال أحمد: ولماذا يا سيدي؟ ألأنه يقول الحق؟ - أكان حقا هذا النقد الذي راح يكيله لعمي وصفي باشا.
فقالت سهير في اهتمام: ينتقد وصفي باشا؟ وأمامك يا أحمد، كيف تسمح له؟
فقال أحمد في لعثمة: إنها مرة واحدة، وقد رددته في خشونة، وأخبرته أنني لا أحب أن يذكر أمامي عمي وصفي باشا إلا بالخير.
وتدخل حسام ثانية قائلا: ليس هذا فقط، ولكنه كثير الانتقاد للأغنياء، وكثير الكلام عن الغنى، فهو لا ينسى مرة أن يقول: إن الغنى لا بد أن تصاحبه الميوعة والجمود، وعدم الإحساس بالفقراء، وكدحهم وشقائهم.
وسارع أحمد قائلا: أليس هذا صحيحا؟
صفحة غير معروفة