صلى الله عليه وسلم ».
وأما الإيوان الصدراني فجعله مثلهم في العمارة، بل زاد به في صدره سلسبيل ماء ينزل منه الماء، وجعل ذلك السلسبيل من الأحجار القيشاني على عمودي مرمر، وأبدع في نقش أحجاره من الذهب النافر المنزل،
16
وجعل به أيضا تسعة شبابيك، على كل شباك قمرية أيضا بلور منقوشة في ماء الذهب، القمرية الصدرانية من الإيوان مستديرة مكتوب بها «كلما دخل عليها زكريا المحراب»،
17
وبجانبها الأيمن والأيسر قمريتان مستطيلتان، فباليمنى «يا حافظ يا معين»، وبجانبها الأيسر «يا حنان يا منان»، وبالجنب الغربي من الإيوان المذكور بالقمرية الوسطى «لا إله إلا الله نصر من الله وفتح قريب»، وبجوانبها «يا حي يا قيوم»، «يا مجيب الدعوات»، وبالجنب الشرقي «يا قاضي الحاجات، لا إله إلا الله في كل وقت وحين، لا إله إلا الله حتى ترث الأرض ومن عليها وأنت خير الوارثين»، وكل تلك الكتابة على هاتيك القماري بماء الذهب مع النقش من العروق والمشجرات من جميع الأدهان العجيبة، ومنقوش على حلقة ذلك الإيوان الخشب
18
تاريخ انتهاء عمارتها بأبيات في مدح صاحب الدار، وهي بماء الذهب وإتقان صنعة الخط الجميل:
قاعة أشرقت بشمس الصداره
وبها السعد معلن بالبشاره
صفحة غير معروفة