[مقدمة]
هذه قصيدة قالها الفقيه الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود الإلبيري , رحمه الله , يخاطب الشاعر فيها ويعاتب ويحاور من دعاه (أبا بكر).
وكان هذا الرجل قد ذكر بعض معايب الشاعر , وبلغه ما قال. وقد جعل الشاعر هذا المنطلق فرصة لبسط آرائه في العلم والتقوى والتوبة ونبذ الدنيا , وإشارة إلى مقالة أبي بكر فيه , وتجاوزا لها في الوقت نفسه.
واختلط الحديث بين توجيه أبي بكر هذا , والحديث عن النفس , من منطلق لوم الذات (من التحرج المستمر) , وتضخيم الهفوات , وإعلان الخضوع المطلق لله تعالى.
بدأ الشاعر القصيدة بالكلام على غفلة الإنسان عما تصنعه آلة الزمن في بني آدم ... (الأبيات 1 5) , ودعا أبا بكر والخطاب عام إلى العلم النافع (الأبيات 6 10) , وبين منزلة العلم وحلاوته (الأبيات 1119) , وأن الإنسان مسؤول عن علمه والعمل به , وعن جهله لوجهل (الأبيات 20 27) , وسفه من يفضل المال وما يلحق به على العلم (الأبيت 28 44) وهون شأن الدنيا (الأبيات 45 54)؛ فهي عرض فان ودعا إلى الجد دون الهزل وإلى التوبة والخضوع لله تعالى (الأبيات 55 60) , وتعجيل التوبة (الأبيات 61 65) , وجعل نفسه مثالا يتحدث عنه (الأبيات 66 69) , وعاد إلى خطاب أبي بكر , وحذر من الإخلاد إلى الدنيا , ومن نسيان الآخرة (الأبيات 70 81) , وإلى تذكر يوم الحساب (الأبيات 82 86).
وخرج إلى اعتراف عام بالذنوب , وسرد لمعايب الإنسان المقصر (الأبيات 97 99) , وإلى نصائح عامة أخلاقية , في الحذر من رفاق السوء , وأهل الجهل , ودعا إلى إباء الضيم , وإلى الضرب في الأرض الواسعة سعيا وراء ذلك , بقية الأبيات.
صفحة ٢