٤٥-من ذا يكيف ذاته وصفاته ... وهو القديم١ مكون الأكوان
٤٦-سبحانه ملكا على العرش استوى ... وحوى جميع الملك والسلطان
٤٧-وكلامه القرآن أنزل آيه ... وحيا على المبعوث من عدنان
٤٨-صلى عليه الله خير صلاته ... ما لاح في فلكيهما القمران
٤٩-هو جاء بالقرآن من عند الذي ... لا تعتريه نوائب الحدثان
٥٠-تنزيل رب العالمين ووحيه ... بشهادة الأحبار والرهبان
٥١-وكلام ربي لا يجيء بمثله ... أحد ولو جمعت له الثقلان
٥٢-وهو المصون من الأباطل كلها ... ومن الزيادة فيه والنقصان
٥٣-من كان يزعم أن يباري نظمه ... ويراه مثل الشعر والهذيان
٥٤-فليأت منه بسورة أو آية ... فإذا رأى النظمين يشتبهان
_________
١ قال شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز ﵀: هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى كما نبه عليه الشارح- أي ابن أبي العز – ﵀ وغيره، وإنما ذكره كثير من علماء الكلام؛ ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء، وأسماء الله توقيفية، لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنقص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي؛ كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح، ولفظ "القديم" لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام؛ لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره، وإن كان مسبوقا بالعدم؛ كما في قوله ﷾: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ [سورة يس: الآية: ٣٩]، وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف- أي الطحاوي- وهو قوله: "قديم بلا ابتداء"، ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى؛ لعدم ثبوته من جهة النقا، ويغني عنه اسمه سبحانه الأول؛ كما قال ﷿: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ﴾ [سورة الحديد، الآية:٣] الآية، والله ولي التوفيق. "حاشية على العقيدة الطحاوية": "ص٩".
1 / 20