بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام المقرئ المجود الأديب علم الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب بن غطاس الهمداني السخاوي في خاتمة كتابه الفذ الماتع العجيب النافع «سفر السعادة وسفير الإفادة»:
بحمد الله رب العالمينا ... (1) ... ورب العرش أبدأ مستعينا
وصلى الله خلاق البرايا ... (2) ... على خير البرية أجمعينا
محمد النبي وآله وال ... (3) ... قرابة والصحابة والبنينا
وبعد فإنني أظهرت ما لو ... (4) ... حواه سواي كان به ضنينا
كنوز ما اهتدى غيري إليها ... (5) ... فأبرز جوهرا فيها دفينا
عن العلماء إيماء إليها ... (6) ... وعون الله سهل لي الحزونا
سأخبر بالغريب من المعاني ... (7) ... وأطرف بالعجيب السامعينا
بأم بنين مرجعهم إليها ... (8) ... وما ولدت ولا حملت جنينا
صفحة ٢
وأم لم تزل تؤتى حراما ... (9) ... وحلا لا تعيب الواطئينا إذا ما انحط عنها ابن أتاها ... (10) ... أبوه وعد ذلك منه دينا
وعم آكل في بعض يوم ... (11) ... زبيبا ضعف قنطار وتينا
وخال ما يكون له ابن أخت ... (12) ... وتكرهه البرية أجمعونا
وخال جره خال فأضحى ... (13) ... لمقت الله في المتعرضينا
وخال سر مرآه عجافا ... (14) ... وخال قدوة للمهتدينا
وخال تكثر الرغبات فيه ... (15) ... وخال عدة للظاعنينا
وخال قد أتاه خال مال ... (16) ... فأصبح عنده في الواردينا
وكم خال له في الرأس عين ... (17) ... وفيه تكون عين الحاذرينا
وجد لم يلد ولدا ولكن ... (18) ... به نال المراد الطالبونا
وآل ليس يسمع من ينادي ... (19) ... وفي عجل يجيب الصارخينا
وآل يدخلون الآل نارا ... (20) ... وكان يقيهم ما يكرهونا
وآل قد أحاط به بواك ... (21) ... على آل تسر الشامتينا
صفحة ٣
وآل لا يرى إلا نهارا ... (22) ... ويخفي الليل آل القانتينا ومحدود ولم يقرف بذنب ... (23) ... وحداد وما إن كان قينا
وفي بطن العجوز أقام كلب ... (24) ... فدامت وهي تحمله سنينا
وكم متعفف يجفى ويهجى ... (25) ... وكم متجمل قد عد شينا
وصوم إن تخلل من نواه ... (26) ... نهارا لم يكن في الصائمينا
وصوم مفسد لصلاة قوم ... (27) ... ويكره شينه المتورعونا
وقوم بالغ مائتي ذراع ... (28) ... إمامهم وكان لهم معينا
وقوم يصبحون إذا تعشوا ... (29) ... ونصف الليل أيضا يصبحونا
وعندهم أتان في غدير ... (30) ... وقد ألفت به ماء وطينا
وإن عطش المواشي أوردوها ... (31) ... على ثعبان واد فارتوينا
وتصدر وهي حامضة رواء ... (32) ... جفت ذا خلة وعلت متونا
يظل بصيرهم يجفى ويقصى ... (33) ... ويرميه الأصاغر بالقلينا
وتمنع مقلة لهم اعتداء الظ ... (34) ... لوم فهم بها يتناصفونا
صفحة ٤
وكم بدن لهم يبكي ويشكو ال ... (35) ... عقوق ويشتكي ظلم البنينا وكم بدن لهم ذبحوه أيضا ... (36) ... فكان أحل قوت العابدينا
لديهم عجلتان فذي لشرب ... (37) ... وذي فيها جميعا يرتعونا
لهم من بطن شافعهم حليب ... (38) ... بعيد الرد يغني الشاربينا
وفيهم صندل يتلو المثاني ... (39) ... ويحمل عنهم ما يحملونا
يرى لهم الأهلة كل شهر ... (40) ... ضرير فاق فيها المبصرينا
ويحكم عاجن فيهم عليهم ... (41) ... إذا راحوا عليه مسلمينا
له في عروة بيت كبير ... (42) ... يلاذ به ويؤوي المجحرينا
تظل ببيته العنقاء تقري ... (43) ... أخا سغب وتؤوي الطارقينا
يسر بعانة مهما رأىها ... (44) ... ويشتم من يراه مستعينا
وعاتقه عليه عاتق قد ... (45) ... تلته عاتق وغدت معينا
له في كل عافية نجيب ... (46) ... ويطعم علجه للجائعينا
له في مخرج العاني امتصاص ... (47) ... إذا ما القوم باتوا معطشينا
صفحة ٥
ويجتنب المليح بكل أرض ... (48) ... ويتخذ الدني له قرينا وليس بمخطئ في ذا ولا ذا ... (49) ... ويلعن إذ يحج الزائرينا
وراحة قلبه عند العريجا ... (50) ... وقد يسقي العريجاء الظعونا
ومن عرق له إبل وخيل ... (51) ... غدت عرقا بساحته صفونا
ويصلح قوته عبث ولولا ال ... (52) ... غراب لما غدا في الزارعينا
ويركب كوكبا طورا ويعلو ... (53) ... مرارا كوكبا في المشرفينا
ويبطن حب عمرو وهو ممن ... (54) ... يرى لعلي الفضل المبينا
يجاور دهره ملكا ويأوي ... (55) ... إلى ند غدا حصنا حصينا
ونام قميصه وبوجهه قد ... (56) ... أقامت ناقة فيه سنينا
ويأكل ناصحا أكلا هنيئا ... (57) ... وينصر مهمها مهما أهينا
وإن ير ناطحا للحي يغشى ... (58) ... نعامتهم رأيت له أنينا
ولما خاف نملة اعترته ... (59) ... تمنى نقرسا كي لا يحينا
له في شدة الظلمات نور ... (60) ... يلد حديثه ويقر عينا
صفحة ٦
ويركب وهمه في كل هجر ... (61) ... ليورده عقيب المصدرينا ولما أن حوى هندا أراها ... (62) ... غنى وأعاش منها المقترينا
ويهجر ذا العرارة أهل نجد ... (63) ... وكانوا بالعرارة مغرمينا
ويعتصم الشجاع الندب منهم ... (64) ... بحرباء فيردي المعتدينا
وكم قطعوا أكفا من أناس ... (65) ... لأن حرسوا بيوت الغائبينا
وكم قد أتبعوا حرجا نجيبا ... (66) ... وكم حرج لقوا مستبشرينا
وإن نظروا إلى الجرباء سروا ... (67) ... وأعجبهم بها ما ينظرونا
وجلدهم يسير بهم سريعا ... (68) ... متى نهضوا يقضون الشؤونا
يظل جليلهم فيهم مهانا ... (69) ... ومن عاداهم أمسى جنينا
ولم يذق الخليل لهم طعاما ... (70) ... وقالوا: استغن بالدهماء فينا
وأكثر ما يكون الجدب فيهم ... (71) ... إذا مطروا وكانوا مخصبينا
وأهل الرس خير الناس فيهم ... (72) ... وأهل الرس شر الأرذلينا
وفي رجب هم هزموا الأعادي ... (73) ... بشوال لخمس قد خلونا
صفحة ٧
ويوم السبت عندهم إذا ما ... (74) ... أتاهم بالخميس المنذرونا وفارسهم بمحمله مدل ... (75) ... فلا نخشى من الخف المنونا
ويقدم فارس الهيجاء منهم ... (76) ... رداحا قد تجاوزت المئينا
وإن لمحوا الرقيع استعظموا ما ... (77) ... رأوا وبه هدى للمهتدينا
وكم زرعوا بخل خندريسا ... (78) ... فراحوا من خيار موقرينا
وأرضهم يسام بها وفيها ... (79) ... يباع وما بها من بائعينا
تؤمهم العقاب فلم يضلوا ... (80) ... ويخشون العقيم ويتقونا
تحل النيب عقدتهم لترعى ... (81) ... ويرجع فحلهم منها بطينا
وعقر كان مسكنهم فأودى ... (82) ... فكلهم بعرق يسكنونا
وعودهم به شرفوا وتخشى ... (83) ... عناقهم عشية يغضبونا
وفي أكل العتيق لهم سرور ... (84) ... كما هم بالعماية يفرحونا
ومن عجلاتهم تسقى الأراضي ... (85) ... ومما قد أفاضت يشربونا
وأقبلت الغياهب في الضحى فاغ ... (86) ... تدوا لمجيئها مستبشرينا
صفحة ٨
وقد ساروا على جلد ولكن ... (87) ... بلا جلد شمالا أو يمينا وتسرح في الغضارة إبلهم وال ... (88) ... رعاء تسوقها متباعدينا
وكم بعثوا مدينتهم لتجني ... (89) ... فجاءت بالذي يتخيرونا
وقالوا: ربنا عافيتنا فاك ... (90) ... فنا غفرا فإنا تائبونا
لهم في غرة فخر وعز ... (91) ... وفي غار لدى المتفاخرينا
وإن رأوا الجدا نفروا سراعا ... (92) ... على عجل وقد خافوا الجنونا
وطول رقيبهم ألفا ذراع ... (93) ... وجانب رأسه ملأ الحصونا
ومهما عاينوا رملا ألظوا ... (94) ... ب «يا ذ الطول» رو المجدبينا
وآكل روقه فيهم مطاع ... (95) ... وروق الثور فيه ينتدونا
وريب فيه سعيهم وراحوا ... (96) ... لريحان جميعا طالبينا
وكم مسحوا الرجيع تبركا واغ ... (97) ... تدى في الحي أحمقهم رصينا
وفي بغداد قد كره النصارى ال ... (98) ... مسيح وما اقتدوا بالمسلمينا
وفي كف الصغير مدجج قد ... (99) ... سطا في الكف سطو القادرينا
صفحة ٩
وخود مكرها المحبوب منها ... (100) ... وأرض مكرها ملأ البطونا ومهما لم يجد طاوي مصير ... (101) ... مصيرا كان بعض الهالكينا
ومصر طوله خمسون باعا ... (102) ... وليس بموطن للساكنينا
وأقبل ضاحك في الجو فيه ال ... (103) ... حياة وفيه حبس الضاربينا
وعنز حلقت في الجو تعلو ... (104) ... كتائب يطعن ويرتمينا
ووجه تسرح الأنعام فيه ... (105) ... ويدعى باسمه السادات فينا
وشيخ كان مفتخرا ببول ... (106) ... يرى من أجله النبلاء دونا
يسمى راضعا وتراه هما ... (107) ... وذلك من صفات الألأمينا
ترى في كفه أرضا وفي رأ ... (108) ... سه أرضا وفي الرأس الشؤونا
ويعدو راكبا والأرض تمشي ... (109) ... به مشيا سريعا ليس هونا
وفي فم مهره ديك وفي الوج ... (110) ... ه عصفوران قد لزما الجبينا
وراح إلى المراح فصار عنزا ... (111) ... وجاء إلى الغدير فصار نونا
وفيما قد مضى كان صوفا ... (112) ... يحوك البت منه الناسجونا
صفحة ١٠
وأفقره لئيم فاصطفاه ... (113) ... لخلته وصار له خدينا وأفقره الفرا في يوم عيد ... (114) ... فأغناه عن المتصدقينا
وتقلقه الشقائق إن رأىها ... (115) ... وتقصد رجله الشرك المبينا
له في الرأس في الحمام شن ... (116) ... يديم به على الجسد الشنينا
ويحلف ما له في القوم شيء ... (117) ... ويصدق وهو قد ملك المئينا
ويكره أن يرى شفقا ويأتي الش ... (118) ... باك ليشرب الماء المعينا
ويبسط كفه للنجو يغدو ... (119) ... به فرحا وكان غدا حزينا
له ورق تجود به يداه ... (120) ... على ورق فعاشوا أجمعونا
ويخشى النثر من نظم ويأتي ال ... (121) ... وبيل بإبله كي يرتعينا
له شهلاء تحدث كل يوم ... (122) ... ونحن كذاك أيضا ما بقينا
وفل بشوكة معه سيوف ال ... (123) ... عدى وثنى رماح الطاعنينا
يديم على الشعيرة أي حرص ... (124) ... ويأثم إن قلاها مستهينا
وفي رمضان أفضل ما يراه الص ... (125) ... ليب ونعم ذخر الذاخرينا
صفحة ١١
ويقسم ليس يعرف صوفة وه ... (126) ... وذو بت ويستوفي اليمينا ويفزعه الصبي إذا رأىه ... (127) ... ويهواه الصل إذ أعطاه لينا
يسير وتحته الصحراء تعدو ... (128) ... بها قطع السهولة والمتونا
وبات بصدره ضب وضب ... (129) ... بخف بعيره فحكى الصفونا
يرى في قتل عثمان ثوابا ... (130) ... ويلعن قاتلي عثمان دينا
ويطعم أهله ليلا نهارا ... (131) ... وكان بذاك أزكى المطعمينا
وفي عرقوبه يأوي ويحمي ... (132) ... بعنبره وبالسيف القطينا
ويلزمه عقال كل عام ... (133) ... يعد به من المتصدقينا
ترى في وجهه علما عجيبا ... (134) ... به ولدته أمه مستبينا
ومن عرج الغزالة خاف عدوا ... (135) ... فساق العفو سوق المجحفينا
له غرض له قد قيل: ما إن ... (136) ... له غرض، وشق على الأخينا
ترى بيمينه شرقا وغربا ... (137) ... وغرفته ترى درا مصونا
ويصطاد العقيد فإن يفته ... (138) ... يوافق في العقيد العاجزينا
صفحة ١٢
له كرش بها كبت الأعادي ... (139) ... إذا عدت تفوق الأربعينا وأفضل أكله كعب ويأتي ... (140) ... إلى كر فيشربه معينا
ويطرق رافعا رأسا منيلا ... (141) ... ولم يطرق كفعل معذرينا
وذي جود أشد الناس بخلا ... (142) ... ترى الجوزاء ترضعه مهينا
ورجل ظل يعلو الرأس تحت الر ... (143) ... حى ويخيف جمع الزارعينا
وحس لا يكون لغير حبلى ... (144) ... وحرق لا بنار الموقدينا
ولم يطق السناد الشيخ منا ... (145) ... وساحرنا يفدى بالأبينا
وسن كسره حل مباح ... (146) ... وسوط لا كسوط الضاربينا
وسوق ظل للسوق اضطراب ... (147) ... بها ولها اضطرام المضرمينا
وذي سرو يجوز الحد جودا ... (148) ... بلا سرف وفاق الباذلينا
وشرب عند أهل العلم خير ... (149) ... من الدنيا خلاف الجاهلينا
وأعمى ظل ذا شزر وبت ... (150) ... لزوجته إرادة أن تلينا
وصير ما على الأعمى ملام ... (151) ... به لكن على المتبصرينا
صفحة ١٣
وصبر قد أتانا النهي عنه ... (152) ... وصبر فيه غرم الصابرينا وصرف نسأل الله المعافي ... (153) ... كفايته ونرغب أن يقينا
وعهد يصلح الأشياء طورا ... (154) ... ويصلحها بفعل المكثرينا
وعير في السماء له صعود ... (155) ... ويرجع عندما يعلو إلينا
وعير فوق وجه الماء طاف ... (156) ... وعير تحت ضرب الضاربينا
وكم عرب شكت عربا فكان ال ... (157) ... طبيب بدفع شكواها قمينا
وكم من عرمس تمضي الليالي ... (158) ... ولا تمضي وتبقى ما بقينا
وعصر ما له في الذكر ذكر ... (159) ... ولكن في أيادي المنعمينا
وعقد فيه للرجلين قيد ... (160) ... وعز يضعف الرأس الرصينا
وعضب ليس يطبع من حديد ... (161) ... يجيء به حديد المبغضينا
وعقص عد من عيب الجواري ... (162) ... ومن عيب الرجال الباخلينا
ووقف مثله أيم لهند ... (163) ... به لدغت قلوب العاشقينا
لو النساك يوما عاينوها ... (164) ... تشير به أتوها مهطعينا
صفحة ١٤
وكم من عاذر قد شان وجها ... (165) ... وعات مسبل سترا ثخينا وغل حله ماء زلال ... (166) ... وغيم نبتغي معه العيونا
وقصر فيه تعمى كل عين ... (167) ... عمى يشفى بقدح القادحينا
وكانون وإن كانون وافى ... (168) ... رأيت له الورى مستثقلينا
وراح بجعدة يوما أبوها ... (169) ... ليأكلها وآذى الآكلينا
وجفن فيه فاكهة وطيب ... (170) ... وجفن يمنع النوم الجفونا
وجمع زادهم جمع بجمع ... (171) ... وفيهم جمرة بلغت مئينا
وجبهة فارس هزمت جيوشا ... (172) ... فكان جرادهم حصنا حصينا
ومن عرف الجلا ورأىه يوما ... (173) ... تداوى بالجلا حينا فحينا
وأكمه بالعشي رأى هلالا ... (174) ... وزار أبا له فغدى لعينا
ومن ضرب الحصير غدا ينادي ... (175) ... حشاي حشاي يتبعه أنينا
وحر ترجف الأحشاء منه ... (176) ... وحر يطرب الرجل الرصينا
وحر ناشئ في بطن حر ... (177) ... وحر بات في حر رهينا
صفحة ١٥
وحش تحسن الصلوات فيه ... (178) ... وحش من سلاح القاتلينا وحدس فيه إذلال وحدس ... (179) ... تراح به المطي إذا عيينا
وحدس فيه إتلاف وحدس ... (180) ... لقوم في سراهم يسرعونا
وسبع فيه عدوان وجور ... (181) ... له مدح الإله الصابرينا
وحسبان يريح المرء حينا ... (182) ... وحسبان يسوق إليه حينا
وحبر قد غدا وجها ورأسا ... (183) ... ووجه قد كساه الحبر زينا
ومنكب فارس رجعوا إليه ... (184) ... إذا اشتجروا فكف الجائرينا
وما إن فيهم ورع ونالوا ... (185) ... بسيرتهم مقام الفائزينا
وأنف تخضع الأقوام ذلا ... (186) ... له وترى السلامة أن تدينا
ويطعم آدما ويجيع حوا ... (187) ... ويقسم ما رأى الحسن الحسينا
وجاء بروضة في ظهره قد ... (188) ... علتها ظبية ملئت قرونا
ويحزنه السواك ويشتكيه ... (189) ... إلى من يرسل الغيث الهتونا
وغسل العرش مفروض عليه ... (190) ... نعم، وعلى جميع المحدثينا
صفحة ١٦
يكون بغير مكة ذا اعتمار ... (191) ... ويتركه بها كالمحرمينا وألهاه السفا عن سوم مال ... (192) ... وأبكاه فلم يألف قطينا
ومن ذات السوار يفر بغضا ... (193) ... ومن ذات الشذا حتى يبينا
وإن جرح استقام ونال خيرا ... (194) ... وفداه الأقارب بالأبينا
وعادى الأنثيين فشرداه ... (195) ... عن الأوطان مكتئبا حزينا
ونادى: يا سخينة، فاعترته ... (196) ... سيوف من قريش مصلتينا
وتاه بحجة فغدا بها مف ... (197) ... سدا للحج محتقبا فتونا
وإنسان كسدس الميل طولا ... (198) ... يسبح ربه في الذاكرينا
وأبرص يملأ الأبصار حسنا ... (199) ... وأعور سالم لم يشك عينا
وأعور يرتقي في الجو أيضا ... (200) ... ولست تعيب في عينيه شينا
وإبريق يخاف وحاملوه ... (201) ... كذاك وقد يزين الحاملينا
وأجلح تركب النسوان فيه ... (202) ... إذا نزلت سعاد علت لبينا
وبر فعله أبدا فساد ... (203) ... ومأكول يحب الآكلينا
صفحة ١٧
وأعجف سيره كالريح تخشى ... (204) ... مواقعه على المتباعدينا وقدر ضمنت ديكا وديكا ... (205) ... وما فيها سوى ديك يقينا
ومصباح له عقل وشك ... (206) ... ولولا شكه لغدا سمينا
وشر من ضروب الخير مما ... (207) ... يقيم به الصلاة المتقونا
وقفر ما لمهمهه تناه ... (208) ... ويقطع في فراسخ أربعينا
وواد يستعين بمن أتاه ... (209) ... ويطلب أن يقضي عنه دينا
وأبله يرغب العلماء فيه ... (210) ... ويكسبهم ذكاء وادعينا
وبحر قد نهانا الله عنه ... (211) ... فلا يأتيه إلا المجرمونا
ونص ينكر الفقهاء فيه ... (212) ... على نظاره المتبحرينا
وشرع ما أتت رسل به وه ... (213) ... ودين أولي الهدى والمشركينا
ومن قائم بالقسط عدل ... (214) ... ومن من صفات الجائرينا
وبعل كان فدية بعل بعل ... (215) ... فبانا بعدما اصطحبا سنينا
وربت بيضة في عرض ميل ... (216) ... يخاف الركب فيها الخاربينا
صفحة ١٨
وأوجع بطن عمرو بطن هند ... (217) ... إذ احتفرا ببطنهما عيونا وتمساح تكلم فازدروه ... (218) ... وتبن يحفظ اللبن الثخينا
وعري ثعلب فكساه ثور ... (219) ... كريم جبة فحمى الحصونا
وراح يسوق ثورا بعد ثور ... (220) ... ويقري بالشواء الجائعينا
وربت قرية ضاقت بثور ... (221) ... له سكانها يتجاذبونا
وكم دكاء ترعى في الفيافي ... (222) ... وخيط قد أخاف الخادعينا
وإصلاح الدوا للعلم أصل ... (223) ... وإصلاح الدوا لك لن يكونا
وكم من دمنة عسر شفاها ... (224) ... وكم من دمنة أبكت عيونا
وردف لا تقلقله البرايا ... (225) ... وقد نهضت به سعدى ومينا
وزين لا يرى إلا مهانا ... (226) ... وزيف قد أضل الوامقينا
وزوج في الثرى يلهي بهيج ... (227) ... وزوج قد علا للظاعنينا
وسم أعظم الأشياء نفعا ... (228) ... دواء للنفوس إذا دوينا
وسلق أكله حرم علينا ... (229) ... ويأكلنا ويسلب ما اقتنينا
صفحة ١٩
وسهو تحفظ الأشياء فيه ... (230) ... وساهرة وما رزقت جفونا وجبار بمدح نبينا قد ... (231) ... علا وتراه يحيي الكافرينا
وفي رمضان شعبان أتانا ... (232) ... وفيه قدوة للمقتدينا
ومكة عكة فيها وتبري ... (233) ... بصكتها جلود المحرمينا
وضرة هند قد حسدت عليها ... (234) ... وغاظت ضرتاها الحاسدينا
وعم محمد كان النبي ال ... (235) ... كريم المصطفى وبه هدينا
وعيد لم يكن عيدا لفطر ... (236) ... ولا نحر ولا يختص دينا
بكى من أجله قيس ولبنى ... (237) ... وأرقها فرجعت الحنينا
جلوت خريدة كسيت بهاء ... (238) ... وحسنا رائعا ملأ العيونا
فقل: رحم الرحيم فتى حباه ... (239) ... بجلوتها تسر الناظرينا
بحمد الله تمت والعطايا ... (240) ... لديه تفوق حمد الحامدينا
وصلى الله أفضل من يصلي ... (241) ... على من ساد في الفضل القرونا
محمد النبي وآله والص ... (242) ... حاب الطيبين الأكرمينا
صفحة ٢٠
وحسبي جود ربي والتجائي ... (243) ... إليه لما أؤمل أن يكونا تمت بحمد الله تعالى ومنه وفضله
(¬1)
*******
صفحة ٢١