قانون التأويل
محقق
محمد السليماني
الناشر
دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦ هجري
مكان النشر
جدة وبيروت
غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾ [المائدة: ٦٤]، وقال: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِيِنِه﴾ [الزمر: ٦٧]، وقال: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦] ... وقَالَ: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [النور: ٣٥]، وقال: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥]، وقال: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾ [الحديد: ٣] ومثل هذا في القرآن كثير: فهو ﵎ نور السماوات والأرض كما أخبر عن نفسه، وله وجه ونفس وغير ذلك كما وصف به نفسه، ويسمع ويرى ويتكلم، الأول ولا شيء قبله والآخر الباقي إلى غير نهاية، لا شيء بعده، والظاهر العالي فوق كل شيء ... وهو بكل شيء عليم (١)، قيوم حي لا تأخذه سنة ولا نوم" (٢).
قلت: وبعد هذه المقدمة يسوق المؤلف ﵀ الأحاديث الدالة على إثبات الصفات ثم يختمها بقوله:
"فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه ﷺ، وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] لم تره العيون فتحده كيف هو كينونته (كذا)؟ لكن رأته القلوب في حقائق الإيمان به" (٣).
قول الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت: ٤٦٣):
قال ﵀ في رسالته "الصفات": " ... وأما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في السنن الصحاح، فمذهب السلف ﵃ إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، والأصل في هذا أن
(١) اقتباس من الآية: ٢٣٨ من صورة البقرة.
(٢) ابن أبي زمنين: أصول السنة: لوحة ٣ - ٤ (مخطوط مكتبة ريغان كوشك بتركيا تحت رقم ٥١٠/ ٥ ضمن مجموع في العقائد، ولدى مكتبة الوالد -حفظه الله- مصورة منه).
(٣) م، ن: لوحة: ٥.
1 / 356