../kraken_local/image-002.txt
ووينبغي أن تعلم أن البلاغة لما كانت احدى الصناعات، كان الها ما لكل صناعة من المبادىء والموضوعات والأدوات. وأنه ليس وواجبا على كل متعلم لصناعة أن ينظر في مبادئها وموضوعاتها، ولا ان يعلم أدواتها، وهذا عام لجميع الصناعات المهنية التي يباشرها الصانع بأعضائه والعقلية التي يستعمل فيها فكره، فإن في الصناعات المهنية، الصياغة، وموضوعها الذهب والفضة، وليس يجب أن يعلم اعم تعلمها، كيف يستخرج هذان الجوهران من معدنهما، ولا أن ظر في شيء من أمرهما، غير إقامة الصور فيهما . وكذلك لا يعلم أيضا كيف يعمل شيء من آلاتهما مثل المبرد والمطرقة والسندان وغيرها، بل تؤخذ أخذا مسلما، على أن عملها مفوض إلى الحداد، وكذلك صناعة الطب فإنها تنقسم جزأين علمي وعملي ووكلا هذين الجزأين هذه حاله، فإنه ليس يتعلم [صنع] (17).
المكوى، ولا كيف يصنع المبضع، ولا غيرهما من الآلات، بل اولى ذلك أهل صناعة أخرى، ولا في الجزء العلمي أيضا يؤخذ ي مبادئه، بل يؤخذ أخذا مسلما فيه، مثل أنه ليس يبحث عن الحرارة والبرودة لم كانتا فاعلتين والرطوبة واليبوسة لم صارا نفعلتين.
كذلك من أراد أن يتعلم البلاغة لم يلزمه مع تعلمها أن يتعلم ادواتها التي لا تتم إلا بها، ولا أن يبحث عن معانيها وموضوعاتها اي يحتاج إلى ضرورة فيها، كما لا يلزم غيرها من الصناعات التي ذكرنا، فإنه لو لزمنا البحث عن موضوعات البلاغة وتعلم أدواتها
صفحة غير معروفة