48 - الشيخ إبراهيم الكدودي
كان من أهل المعرفة وأرباب الكرامة وأحد الأربعة المقبورين في نواحي شاوذار سمرقند وهم: أبو أحمد الزروديزوي، وعلي الآدمي، وأحمد المعروف بروندة، وإبراهيم الكدودي، وكانوا يأخذون الرغفان من القفاف الخالية، ويسقون من الحباب الفارغة ويستصلحون بالماء دون الدهن.
وقال إبراهيم الكدودي للشيخ أبي القاسم الحكيم رحمهما الله حين رأى في إصبعه خاتما: أيها الشيخ! قد آن لك أن تترك عادات الصبيان الصغار وتتمسك بطرق المشايخ الكبار، فقد بلغت مبلغ أهل الشيب والوقار. فقال: أيها الشيخ إن التختم هو السنة في حق أهل الشباب والشيبة، فمالك وهذا الإنكار والشنعة؟ فأخذ إبراهيم بيد الشيخ الحكيم وقال: احلف بالله العظيم، لقد تختمت لإقامة السنة لا لإظهار الزينة. فلم يحلف. وخلع خاتمه ورمى به في الحوض.
ولما حضر إبراهيم الموت كان عند رأسه الشيخ أبو القاسم الحكيم، والشيخ أبو أحمد الفياضي. فقال لهما: أبشركما أني أموت شهيدا، فإني ما أخلف من متاع الدنيا إلا ما أنا لابسه وهو سربال خلق و( .. .. ) خلق فقالا: هل تشتهي شيئا في هذه الحالة؟ فقال: نعم، أشتهي أن تكون الدنيا كلها لي، فأجعلها لقمة واحدة فأضع النصف منها في فم أحدكما والنصف الآخر في فم الآخر، فلعلكما تشبعان منها.
49 - الإمام الرئيس أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن
محمد بن محمد بن نوح ابن زيد بن النعمة النوحي النسفي
دخل سمرقند كثيرا وكتب عن أهلها. وكانت ولادته ظهر يوم الاثنين العشرين من صفر سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ووفاته بنسف بعد سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
صفحة ٥٩