القناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة
محقق
د. محمد بن عبد الوهاب العقيل
الناشر
مكتبة أضواء السلف
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
اللبن "حتى إن اللقحة الواحدة" أي: القريبة العهد بالولادة، "لتكفي الفئام" يعني: الجماعة الكثيرة من الناس "واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ" أي: الجماعة من الأقارب "وبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة".
* واختلف في المراد بقوله يتهارجون، فقيل: يتسافدون، وقيل: يتشاورون، والظاهر ما قال شيخنا (١) أنه بمعنى يتقاتلون، أو أعم من ذلك، ويؤيد حمله على التقاتل تفسير الهرج في الحديث الآخر بالقتل (٢)، والله المستعان (٣).
_________
(١) أي: ابن حجر ﵀. انظر قوله هذا في: "فتح الباري": (١٣/ ١٤).
(٢) ورد ذلك في عدة أحاديث في ذلك، منها حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: "يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله، أيما هو؟ قال: القتل القتل".
رواه البخاري: (٦/ ٢٥٩٠، رقم ٦٦٥٢)، ومسلم في العلم، باب رفع العلم وقبضه: (رقم ١٥٧).
(٣) التعليق: تحدث المصنف ﵀ فيما مضى عن يأجوج ومأجوج ووقت خروجهم، وهذا ثابت في الكتاب والسنة كما سبق بيانه، ولا نعلم زمان خروجهم وعدم معرفتنا بمكانهم الآن على كثرتهم لا يمنع من وجودهم فالأرض واسعة وفيها من البلاد ما لا يعلمها إلا الله ولا تغتر بزعم بعضهم أن المكتشفين جابوا الأرض وعرفوها قطعة قطعة فهذا كذب محض وربما وجدوا سدهم وعرفوا مكانهم لكنهم كتموا ذلك، وعلى كل حال فقد أخبر الله بوجودهم وأنهم خارجون آخر الزمان فالواجب تصديق ذلك واعتقاده والإستعاذة بالله من شرهم، والله أعلم.
1 / 52