قاموس فولتير الفلسفي

فولتير ت. 1450 هجري
82

قاموس فولتير الفلسفي

تصانيف

أوانج :

فلنفكر فيما هو أهم من كل ذلك، إذا أراد فيلسوف أن يكون نافعا للمجتمع الإنساني، فيجب أن يجاهر بإيمانه بإله.

هوامش

الإرادة الحرة

منذ أن بدأ البشر في التفكير، شوش الفلاسفة هذا الأمر؛ لكن اللاهوتيين جعلوه مستغلقا بالغوامض السخيفة عن النعمة. ربما كان لوك هو أول من وجد خيطا في هذه المتاهة؛ لأنه كان أول من فحص الطبيعة الإنسانية بالتحليل دون أن يكون لديه غرور الثقة بالانطلاق من مبدأ عام. تجادل البشر نحو ثلاثة آلاف عام عما إن كانت الطبيعة البشرية حرة أم لا. في «مقالة عن الفهم الإنساني»، في فصل «القوة»، يثبت لوك قبل كل شيء أن ذلك السؤال عبثي، وأنه ما من علاقة بين الحرية والإرادة مثلما لا توجد علاقة بين اللون والحركة.

ماذا تعني عبارة «أن تكون حرا»؟ تعني «أن تكون قادرا»، أو قطعا لا تعني شيئا بالتأكيد؛ لأن إرادة «أن تكون قادرا» هي في الحصيلة بسخافة القول إن الإرادة صفراء أو زرقاء، أو مستديرة أو مربعة. أن تريد يعني أن تشاء، وأن تكون حرا يعني أن تكون قادرا، فلنتأمل خطوة بخطوة هذه السلسلة مما يمر بنا من دون أن نشوش عقولنا بأي مصطلحات مدرسية أو أي مبادئ مسبقة.

يقترح عليك أن تمتطي جوادا، وحينها يتعين عليك بالمطلق أن تختار اختيارا؛ لأنه واضح تماما أنك إما ستمتطيه أم لا، فما من حل وسط. ولذا، من باب الضرورة المطلقة أنك ستشاء نعم أو لا. حتى الآن يتجلى أن الإرادة غير حرة. تريد ركوب الجواد، لماذا؟ السبب، كما سيقول امرؤ جاهل، أني أشاء هذا. هذه الإجابة بلهاء، فلا شيء يحدث أو يمكن أن يحدث دون علة، دون سبب؛ ومن ثم يوجد سبب وراء مشيئتك. ما هو؟ الفكرة السائغة لامتطاء الجواد التي تعرض نفسها في دماغك، الفكرة المهيمنة، الفكرة المحددة. لكنك ستقول: ألا أستطيع أن أقاوم فكرة تهيمن علي؟ لا، فماذا ستكون مقاومتك؟ لا شيء. تستطيع بإرادتك أن تطيع فقط فكرة تسيطر عليك بقدر أكبر.

الآن تتلقى جميع أفكارك؛ ومن هنا فأنت تتلقى مشيئتك؛ ومن ثم فأنت تشاء بالضرورة. ولذا فكلمة «حرية» لا تخص إرادتك بأي طريقة.

تسألني كيف يشكل الفكر والمشيئة بداخلنا. أجيبك بأن ليس لدي أدنى فكرة عن ذلك. لا أعلم كيف تصنع الأفكار أكثر مما أعلم كيف صنع العالم. كل ما يمكننا فعله أن نتلمس ما يمر في آلتنا العصية على الفهم.

ليست الإرادة من ثم ملكة يستطيع الفرد أن يصفها بأنها حرة. الإرادة الحرة تعبير فارغ تماما من المعنى، وما أطلق عليه المتحذلقون إرادة اللامبالاة، التي تعني الإرادة بلا سبب، وهم لا يستحق عناء تفنيده.

صفحة غير معروفة