يثير واحد الزوابع حول مادة دقيقة، متشعبة، كونية، محززة، غائرة؛ والعناصر الأخرى من المادة التي ليست مادة على الإطلاق، وتناغم مسبق، يجعل ساعة الجسد تدق معلنة الساعة، حينما تشير إليه ساعة الروح بعقربها. تجد هذه الأوهام مناصرين لأعوام قليلة. وحينما تصبح تلك النفايات بالية، يظهر متعصبون جدد على المسرح الجوال: إنهم يطردون الجراثيم من العالم، يقولون إن البحر أنتج الجبال، وإن الرجال كانوا يوما ما أسماكا.
كم من الدجل قد زج به في التاريخ، سواء بإدهاش القارئ بالعجائب، أم بدغدغة الخبث البشري بالهجاء، أم بتملق أسر الطغاة بالمديح الشائن؟
الصنف الحقير الذي يكتب من أجل كسب العيش دجال بطريقة أخرى. رجل ما فقير لا عمل له، يبتلى بدخول الجامعة، ويعتقد أنه يعرف كيف يكتب، يتودد إلى أحد باعة الكتب ويسأله العمل عنده. يعلم بائع الكتب أن غالبية الناس الذين يعيشون في منازل ترغب في أن تكون لديها مكتبات صغيرة؛ ومن ثم فإنها تحتاج إلى مختصرات وعناوين جديدة. يكلف الكاتب بإعداد مختصرات لكتب «التاريخ لرافين ثويراس»، و«تاريخ الكنيسة»، و«مجموعة الأمثال الطريفة» المستخلصة من «الميناجيانا»، و«قاموس الرجال العظماء»، حيث يوضع متحذلق مغمور إلى جانب شيشرون، ويوضع قزم من إيطاليا بالقرب من فيرجيل.
ويأمر بائع كتب آخر بروايات أو ترجمات لروايات، ويقول للعامل: «إن لم تكن لديك مخيلة فيمكنك أن تقتبس بعض المغامرات الموجودة في «كورش»، أو في «جوثمان دالفراتشيه»، أو في «أسرار رجل رفيع»، أو «أسرار امرأة رفيعة»، ومن المجموع ستعد مجلدا من أربعمائة صفحة، مقابل عشرين فلسا للصفحة.»
يعطي بائع آخر مجلات عشرة أعوام ماضية وحولياتها لرجل عبقري، ويقول له: «ستعد لي خلاصة من كل ذلك، وتسلمها لي في غضون ثلاثة أشهر تحت عنوان «التاريخ الأمين للأزمنة»، بقلم شوفالييه دي تروا إيتوال، ملازم البحرية العامل بوزارة الخارجية.»
يمكنك أن تجد من هذه الأنواع من الكتب ما يقرب من خمسين ألف كتاب في أوروبا، وتروج جميعها مثل سر تبييض الجلد، وصبغة الشعر، والدواء لكل داء.
القوانين المدنية
موجز من مذكرات وجدت بين أوراق أحد المحامين، قد تكون بحاجة إلى تمحيص
فلتكن عقوبات المجرمين مجدية. فلا جدوى من رجل مشنوق، أما رجل محكوم عليه بأشغال عامة فلا يزال يخدم الدولة، وهو عبرة حية. ***
فلتكن كل القوانين واضحة وموحدة ودقيقة؛ فتأويل القوانين غالبا ما يفسدها. ***
صفحة غير معروفة