لا تعني تسمية الأشياء بالأسماء التي فرضها الناس عليها الحديث بطريقة سيئة، لكن المرء يدرك أن شعبا ما هو أكثر إبداعا بطبيعته من غيره من خلال الأسماء السليمة التي يمنحها لكل شيء.
فقط من خلال الافتقار للخيال يكيف شعب ما التعبير نفسه لمائة فكرة مختلفة. ومن العقم السخيف أننا لم نعرف كيف نعبر بطريقة مختلفة عن ذراع من البحر، وذراع قياس، وذراع مقعد. ثمة فقر في الفكر في قول «رأس» المسمار، و«رأس» الجيش.
أدى الجهل إلى تكوين عادة أخرى في كل اللغات المعاصرة. لم يعد كثير من الألفاظ يدل على ما ينبغي أن تدل عليه. كانت كلمة
Idiot
تعني «منعزل»، واليوم تعني «أحمق»؛ وكانت كلمة
epiphany
تعني «مظهر»، والآن أصبحت عيد تجلي الأقانيم الثلاثة؛ وكانت كلمة
baptize
تعني أن تغطس في الماء، أما اليوم فتشير إلى التعميد، ونقول تعمد باسم جون أو جيمس.
تضاف إلى هذه المثالب في معظم اللغات الشذوذات الهمجية. فينوس اسم فاتن، أما فينيريل فهو اسم بغيض. ومن النتائج الأخرى لشذوذ هذ اللغات التي تكونت في ظروف عشوائية في أوقات فظة، كمية الكلمات المركبة التي لم تعد توجد الصيغة البسيطة منها. إنها أطفال فقدت آباءها. لدينا، مثلا، كلمة
صفحة غير معروفة