مقدمة
مقدمة المؤلف
أمريكا: مدخل تاريخي جغرافي سياسي1
مقدمة عامة عن نشأة الأدب الأمريكي
قاموس الأدب الأمريكي
مقدمة
مقدمة المؤلف
أمريكا: مدخل تاريخي جغرافي سياسي1
مقدمة عامة عن نشأة الأدب الأمريكي
قاموس الأدب الأمريكي
قاموس الأدب الأمريكي
قاموس الأدب الأمريكي
تأليف
ماهر البطوطي
مقدمة
كان يوما ما زلت أذكره من عام 1961م حين قررت على نحو قاطع أن أتخذ الكتابة والترجمة مهنة أساسية لي. كنت أدرس آخر سنة في قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة، وقد تشبعت بالمقررات الدراسية، خاصة في تلك السنة، وتأثرت برواية «جيمس جويس»؛ «صورة للفنان في شبابه»، التي قرر بطلها نذر نفسه للأدب والفن والجمال بكل أشكاله. كذلك درسنا همنجواي وحياته وأسلوبه الجديد في الكتابة. وكنت أتابع ما يصدر من كتب مهمة خارج مقررات الدراسة، فتأثرت بأدب «ألبير كامي» وفلسفته، وكتاب «اللامنتمي» الذي كتبه «كولن ولسون» وأصبح حديث الأدباء.
وكنت قد بدأت القراءة وجمع الكتب منذ كنت في العاشرة من عمري، فنشأت على كتب «توفيق الحكيم» و«طه حسين» و«نجيب محفوظ» و«يوسف السباعي» وشعر «أحمد شوقي». وبدأت أيضا في جمع الكتب والسلاسل الجميلة التي كانت تصدر في مصر في الخمسينيات، ومنها: «الهلال» و«كتاب الهلال» و«روايات الهلال»، و«اقرأ»، و«كتب للجميع»، وكتب ومطبوعات «كتابي» و«الكتاب الذهبي»، وغير ذلك.
وبعد التخرج في الجامعة، عرفت أن من يريد أن يتخذ الكتابة مهنة، فعليه إجادة لغته العربية إجادة تامة، وكذلك ألا يعتمد في معيشته على مكافآت الكتابة؛ فدرست القرآن الكريم وتدبرت آياته ولغته، وقرأت كتب النحو المتاحة، وما طالته يدي من كتب التراث العتيقة. ولم أبدأ الكتابة إلا بعد أن شغلت وظيفة مناسبة بوزارة التعليم العالي بالقاهرة، تترك لي وقتا كافيا بعدها للقراءة والكتابة. ولما كنت أريد الكتابة في النقد الأدبي، كانت أوائل مقالاتي نقدا وعرضا لما أحببته من الكتاب والأدباء. ثم جاءت الترجمة وأفسحت لها بعض الوقت أولا، ثم زحفت على معظم الوقت بعد ذلك. وكان أول كتبي المنشورة عن إرنست همنجواي، ثم رواية جيمس جويس التي أحببتها. وبدأت في دراسة اللغتين الإسبانية والفرنسية قبل أن تنتدبني الوزارة للعمل ملحقا ثقافيا في مدريد، حيث قضيت أكثر من أربع سنوات.
وبعد عودتي من إسبانيا، قضيت أربع سنوات أخرى بالقاهرة أزود المجلات في القاهرة وبيروت بمقالاتي المؤلفة والمترجمة، قبل أن أتوجه إلى نيويورك للعمل مترجما ثم محررا بالأمانة العامة للأمم المتحدة. وقد عكفت على الكتابة والترجمة عن الأدب المكتوب بالإسبانية من شعر ورواية ومسرحية، حتى أساهم في تشييد جسر ثقافي للقراء العرب إلى تلك الثقافة الثرية. ولكن لم أنس اللغات الأخرى، فترجمت لشاعر الشعب الأمريكي «والت ويتمان» وبعض آثار اللغة الفرنسية، وزاد إنتاجي بعد التقاعد من العمل حتى قاربت أعمالي ثلاثين كتابا.
ولما كانت الكتب الورقية، رغم أهميتها، تذوي وتغيب حروفها بفعل الزمن، فقد رحبت بقيام مؤسسة «هنداوي» بوضع كتبي رقمية على النت لتكون متاحة لمن يريد قراءتها، والمؤسسة بذلك تضطلع بعمل مهم في نشر الثقافة وإتاحتها وحفظها على مر السنين.
مقدمة المؤلف
يضم هذا القاموس مدخلات متنوعة تتصل كلها بالأدب الأمريكي؛ من أسماء الأدباء، إلى أعمال أدبية هامة، إلى المجلات البارزة، والاتجاهات الأدبية، وما إلى ذلك.
وقد قمنا بترتيب القاموس حسب الألفبائية الإنجليزية، وبالطبع يأتي في الإنجليزية اسم العائلة
surname
قبل اسم العلم
First name
المترجم له، على عكس العربية التي يأتي اسم الشخص فيها قبل اسم العائلة؛ ف
ALLEN, Woody
هو بالعربية وودي آلن. وفي سياق كل مدخل قد يعرض الحديث عن مدخل مستقل آخر، ووجود علامة ⋆
أعلى اسم ما، يعني وجود مدخل مستقل له.
ولما كان هذا القاموس يعد من أوائل المعاجم الأدبية الخاصة بأدب معين، فقد شمل أهم الملامح التي جاء بها الأدب الأمريكي؛ فاحتوى على كل ما هو هام وبارز في ذلك الأدب، على أن يتم التوسع في المدخلات في طبعة أخرى تشمل نطاقا أوسع يضم طبقة أخرى من الأدباء، وأعمالا أدبية أكثر، وربما قضايا أدبية لم تتسع لها هذه الطبعة الأولى.
ونحن نسعد بتلقي تعليقات القراء على هذا القاموس، واقتراحاتهم بشأن ما يمكن أن يضاف إليه، حتى يشمل كل ما يحتاج إليه القارئ - وحتى الأديب - لمعرفة مناحي الأدب الأمريكي على أكمل وجه.
ويود معد هذا القاموس بتوجيه التحية والشكر إلى ناشر القاموس، الأستاذ أحمد علي حسن، صاحب مكتبة الآداب بالقاهرة، لتبنيه فكرة القاموس، ضمن معاجم أخرى، وكذلك لاقتراحاته القيمة في كيفية إعداد هذا القاموس وما أضافته الدار من صور للمؤلفين أو للطبعات الأولى لأشهر الكتب ... إلخ.
ولا يفوتني شكر صديق العمر الأستاذ محمد محمد عتريس، المعجمي والأديب المعروف؛ لإهدائه خرائط أمريكا والمدخل التاريخي الجغرافي السياسي، من كتابه «معجم البلدان 2013م» لإدراجه ضمن هذا القاموس.
وقد رجعت في إعداد القاموس عشرات من المراجع والكتب، وإن كنت أود أن أثبت هنا المراجع الأساسية التي اعتمدت عليها، وبعضها يصدر دوريا، فرجعت إلى أحدث طبعة منها:
STEVEN R. SERAFIN (General Editor): The Continuum Encyclopedia of American Literature, Continuum, New York, 2006.
JAMES D. HART: The Oxford Companion to American Literature, Oxford University Press, Sixth Edition, 2006.
FRANCIS E. SKIPP: Barron’s Study Kege in American Literature, 2009.
RICHARD RULAND and MALCOLM BRADBURY: A History of American Literature, From Puritanism to
DANIEL S. BURT, Editor: The Chronology of American Literature. American’s Literary Achievements from the Colonial Era to Modern Times; Houghton Mifflin Company, New York, 2011.
وإني لأرجو أن يكون هذا العمل في طبعته الأولى هذه إضافة للمكتبة العربية، وإني لأرجو وأعد بطبعات أخرى أكثر تفصيلا. والله ولي التوفيق.
نيويورك في 2013/7/15م
ماهر البطوطي
e.mail: [email protected]
أمريكا: مدخل تاريخي جغرافي سياسي1
•
الاسم الرسمي: الولايات المتحدة الأمريكية
United States of America (وتكتب بالإنجليزية مختصرة
USA
أو
US )، ويسميها الناس اختصارا أمريكا.
2
تتكون الولايات المتحدة الأمريكية من 50 ولاية، منها 48 ولاية مشتركة الحدود (
contiguous states ). وولاية ألاسكا التي تقع في الطرف الشمالي الغربي لقارة أمريكا الشمالية، ويفصلها عن الولايات المتحدة دولة كندا. وولاية هاواي (Hawaii) ، الولاية الجزيرة
island state
التي تقع في قلب المحيط الهادئ. «والولايات المتحدة جمهورية فدرالية»، تتكون من الحكومة الوطنية وخمسين حكومة لولاياتها الخمسين. ويفوض دستور البلاد، الذي أقر في عام 1789م، سلطات معينة إلى الحكومة الوطنية، ويحتفظ بباقي السلطات لحكومة الولايات.
فالحكومة الوطنية «القومية» مسئولة عن الدفاع، والسياسة الخارجية، وتنظيم التجارة الخارجية، والعملة القومية، وتنظيم التجارة بين الولايات، والهجرة.
وفيما يلي أسماء الولايات مرتبة حسب تاريخ انضمامها إلى الاتحاد: (1)
ديلاور (
Delaware ): ديسمبر 1787م. (2)
بنسلفانيا (
): ديسمبر 1787م. (3)
نيو جرزي (
New Jersey ): ديسمبر1787م. (4)
جورجيا (
Georgia ): يناير 1788م. (5)
كونيتيكت (
Connecticut ): يناير 1788م. (6)
مساشوستس (
Massachusetts ): فبراير 1788م. (7)
مريلاند (
Maryland ): أبريل 1788م. (8)
كارولينا الجنوبية (
South Carolina ): مايو 1788م. (9)
نيو هامبشير (
New Hampshire ): يونيو 1877م. (10)
فيرجينيا (
Virginia ): يونيو 1788م. (11)
نيويورك (
New York ): يوليو 1788م. (12)
كارولينا الشمالية (
North Carolina ): نوفمبر 1789م. (13)
رود أيلاند (
Rhode Island ): مايو 1790م. (14)
فيرمونت (
Vermont ): مارس 1791م. (15)
كنتاكي (
Kentucky ): يونيو 1792م. (16)
تينيسي (
Tennessee ): يونيو 1796م. (17)
أوهايو (
Ohio ): مارس 1803م. (18)
لويزيانا (
Louisiana ): أبريل 1812م. (19)
إنديانا (
Indiana ): ديسمبر 1816م. (20)
ميسيسبي (
Mississippi ): ديسمبر 1817م. (21)
إلينوي (
Illinois ): ديسمبر 1818م. (22)
ألاباما (
Alabama ): ديسمبر 1818م. (23)
مين (
Maine ): مارس 1820م. (24)
ميسوري (
Missouri ): أغسطس 1821م. (25)
أركنسو (
Arkansas ): يونيو 1836م. (26)
متشيجان (
Michigan ): يناير 1837م. (27)
فلوريدا (
Florida ): مارس 1845م. (28)
تكساس (
Texas ): ديسمبر 1845. (29)
أيوا (
Iowa ): ديسمبر 1846م. (30)
وسكونسين (
Wisconsin ): مايو 1848م. (31)
كاليفورنيا (
California ): سبتمبر 1850م. (32)
مينيسوتا (
Minnesota ): مايو 1858م. (33)
أوريجون (
Oregon ): فبراير 1859م. (34)
كانساس (
Kansas ): يناير 1861م. (35)
وست فرجينيا (
West Virginia ): يونيو 1863م. (36)
نيفادا (
Nevada ): أكتوبر 1864م. (37)
نبراسكا (
Nebraska ): مارس 1867م. (38)
كولورادو (
Colorado ): أغسطس 1876م. (39)
داكوتا الشمالية (
North Dakota ): نوفمبر 1889م. (40)
داكوتا الجنوبية (
South Dakota ): نوفمبر 1889م. (41)
مونتانا (
Montana ): نوفمبر 1889م. (42)
واشنطن (
Washington ): نوفمبر 1889م. (43)
إيداهو (
Idaho ): يوليو 1890م. (44)
وايومينج (
Wyoming ): يوليو 1890م. (45)
يوتا (
Utah ): يناير 1896م. (46)
أوكلاهوما (
Oklahoma ): نوفمبر 1907م. (47)
نيو مكسيكو (
New Mexico ): يناير 1912م. (48)
أريزونا (
Arizona ): فبراير 1912م. (49)
ألاسكا (
Alaska ): يناير 1959م. (50)
هاواي (
Hawaii ): أغسطس 1959م. • «جغرافية البلاد»: الولايات المتحدة رابع أكبر دولة في العالم مساحة بعد روسيا وكندا والصين، تضم 50 ولاية، منها 48 ولاية مشتركة الحدود، تمتد فوق الجزء الأوسط من قارة أمريكا الشمالية من ساحلها الشرقي (الأطلسي) إلى ساحلها الغربي (الهادئ)، وهذه الولايات الثمانية والأربعون المتجاورة يحدها من الشمال كندا، ومن الجنوب خليج المكسيك والمكسيك، أما الولاية التاسعة والأربعون، وهي ولاية ألاسكا، فتقع أيضا في قارة أمريكا الشمالية (في الشمال الغربي)، ولكن يفصلها عن الولايات الثماني والأربعين المتجاورة دولة كندا، والولاية الخمسون هي هاواي، التي تتكون من عدة جزر تقع وسط المحيط الهادئ على بعد 2400 ميل غربي كاليفورنيا.
يمكن تقسيم الولايات (الثماني والأربعين) المشتركة الحدود إلى «ستة أقاليم طبيعية»: (1) «الأراضي المنخفضة» على ساحل الأطلسي والخليج (خليج المكسيك): ويمتد من لونج أيلاند قبالة مدينة نيويورك إلى ولاية فلوريدا في الجنوب، ومنها يمتد غربا إلى المكسيك. وبه الكثير من البحيرات والمرتفعات الرملية، وعلى ساحل الخليج توجد دلتا نهر المسيسبي. (2) «جبال الأباشي» تلي الإقليم السابق، وتمتد من نوفا سكوشيا (في كندا) إلى الجنوب، وهي جبال منخفضة، تضم الجبال البيضاء والدخانية والسوداء وهضبة أليجيني. (3) «السهول الداخلية»: وتمتد غربا إلى جبال روكي، ويجري فيها نهر المسيسبي-ميسوري وفروعه، وتوجد بها مرتفعات مثل تلال داكوتا السوداء . (4) «جبال روكي» تقع في الجهة الغربية، وفيها قمم يصل ارتفاعها إلى 14000 قدم. (5) «الهضبة والحوض الغربيان»، ويقعان غرب جبال روكي، ويفصلهما عن ساحل المحيط الهادئ سلاسل جبال سيرانيفادا، وبها بحيرة الملح العظمى. (6) «أراضي ساحل المحيط الهادئ».
ويمكن القول إجمالا إن البلاد عبارة عن سهل شاسع في الوسط، وفي الشرق تلال وجبال غير مرتفعة، وفي الغرب جبال عالية .
في الشمال توجد سلسلة «البحيرات العظمى»، وهي أكبر مجموعة بحيرات مياه عذبة في العالم، وهي من الشرق إلى الغرب؛ أونتاريو، إيري، هورون، ميتشيجان وسوبيريور. يربط بينها العديد من القنوات، ونهر سانت لورانس ونهر نياجرا.
و«الأنهار كثيرة»: في الشرق أنهار هدسون، ديلاور، سسكوهنا، بوتوماك، سافنا. وفي الداخل أنهار أوهايو، تينيسي، إلينوي والمسيسيبي. وفي الغرب أنهار ميسوري، بلات، أركنسو، ريوجراندي، كولورادو، سكرمنتو، سنيك، كولومبيا، وفي ألاسكا يوجد يوكون. • «المناخ»: يتأثر تأثرا شديدا بالموقع الجغرافي بين محيطين عظيمين في الشرق وفي الغرب، وبين مساحة هائلة من اليابسة في الشمال، وبحر ضحل ودافئ في الجنوب. تهب الرياح الغربية من جهة المحيط الهادئ محملة بالأمطار الغزيرة على الساحل الشمالي الغربي في الشتاء والخريف، لكنها تقل بعد ذلك في المنطقة الواقعة شرقي الجبال الغربية، أما على ساحل الأطلسي، وساحل خليج المكسيك، فالأمطار غزيرة.
أما عن درجات الحرارة في الشتاء فهي عالية نسبيا على ساحل المحيط الهادئ الذي تحميه الجبال، لكنها تنخفض انخفاضا شديدا في الداخل وفي الشرق، وفي الشمال ثلوج. وفي الصيف تكون درجات الحرارة عالية في معظم الأنحاء؛ حيث تزيد على 75° فهرنهايت، ويصبح الجنوب الشرقي شبه استوائي، وترتفع درجة الرطوبة. تهب الأعاصير في الربيع، وخصوصا في وادي المسيسبي، ويكثر حدوث العواصف الرعدية والأعاصير الصيفية على امتداد ساحل الأطلسي وساحل الخليج (خليج المكسيك). • «العاصمة»: واشنطن دي سي (
Washington D.C. )،
3 «4460000 ألف نسمة». • «المدن الرئيسية»: نيويورك، لوس أنجيلوس، شيكاغو، هيوستون، فيلادلفيا، سان دييجو، ديترويت، سان فرانسسكو، بوسطن، هونولولو، دالاس، فينكس. • «المساحة» (شاملة دائرة كولومبيا والولايات الخمسين): 3618770 ميلا مربعا (9372571كم2)، منها 591004 أميال مربعة في ألاسكا، و6471 ميلا مربعا في هاواي. • «السكان»: 311050977 نسمة. • «الكثافة السكانية »: 88/ميل 2 (34/كم2). • «الأجناس»: قرابة ثلاثة أرباع السكان من أصل أوروبي؛ 29٪ أصلهم من بريطانيا وآيرلندا، 8٪ أصلهم من ألمانيا، 5٪ من إيطاليا، 3٪ من اسكنديناوه، ومثلهم من بولندا. 12٪ من السكان أمريكيون أفارقة، 8٪ أصول إسبانية أو برتغالية أو أمريكا اللاتينية، 3٪ من آسيا وجزر المحيط الهادي. ويكون الأمريكيون الأفارقة 30٪ من مجموع سكان ولايات الجنوب، وهي: ألاباما، وجورجيا، ولويزيانا، والمسيسبي، وكارولينا الجنوبية. أما السكان من أصل آسيوي فيتركزون في كاليفورنيا. • «اللغة»: الإنجليزية، الإسبانية. • «الدين»: البروتستنت 52٪ (أكثرهم: معمدانيون، ميثوديون، لوثريون، ومشيخيون)، أما الروم الكاثوليك فنسبتهم 24٪، اليهود 2٪، المورمون 2٪، المسلمون 0,5٪، البوذيون والهندوس أقل من 0,5٪. • «معرفة القراءة والكتابة»: 97٪.
الولايات المتحدة ثالث أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الصين والهند. وحتى 1840م كان معظم المهاجرين إليها يفدون من إنجلترا واسكوتلندا، وبعد ذلك بدأ يزداد عدد المهاجرين من آيرلندا وألمانيا وشبه جزيرة اسكنديناوه، ثم إيطاليا والدول السلوفاكية، وابتداء من عام 1965م سمح بدخول أعداد كبيرة من أمريكا اللاتينية وآسيا.
أما السود فقد أتوا في البداية كرقيق (بدءا من عام 1619)، أما عدد السود الأمريكيين اليوم فيبلغ 32 مليونا يعيشون في الجنوب وفي المدن الكبرى مثل واشنطن ونيويورك وشيكاغو. أما هنود أمريكا؛ أي سكان البلاد الأصليون، فموجودون في كل الولايات، وخصوصا في منطقة السهول العظمى وفي الغرب، ومن الجماعات الأخرى الهامة المكسيكيون والبورتوريكيون والصينيون واليابانيون. • «نظام الحكم»: جمهورية فيدرالية، وتسيطر على نظام الحكم تقاليد ديمقراطية راسخة، ينص الدستور على قيام اتحاد فيدرالي للولايات، ولكل ولاية دستورها الخاص بها، وحكومتها الخاصة. أما الحكومة الفيدرالية فمسئولة عن الشئون الخارجية، ولها سلطة مشتركة مع الولايات على الشئون المحلية.
وهناك سلطات من فروع ثلاث؛ تنفيذية وتشريعية وقضائية للولايات، ولكل منها مجالها الخاص واستقلالها، لكنها ليست منفصلة عن بعضها انفصالا تاما، وإنما يوجد تداخل بينها؛ إذ منح الدستور كلا منها سلطة تمكنها من إعاقة عمل الفرعين الآخرين.
4
وهذا هو ما يعرف باسم الضوابط والتوازنات بين سلطات الدولة لمنع تركيز السلطة في يد قلة من السياسيين، مما يؤدي إلى قيام حكم استبدادي وطغيان.
يتم انتخاب الرئيس ونائبه بأغلبية أعضاء المجمع الانتخابي لمدة أربع سنوات، ولا ينتخب الرئيس أكثر من مدتين متتاليتين، حتى لا يتحول بطول البقاء في الحكم إلى الاستبداد. وهو رئيس الدولة ورئيس الحكومة كذلك، كما أنه رئيس حزبه؛ فهو على هذا الأساس أحد كبار القادة في مجال التشريع، ورئيس السلطة التنفيذية أيضا. وهو لا يستقيل حتى ولو رفضت الأغلبية في الكونجرس ما يقدمه من برامج.
رئيس الولايات المتحدة الحالي: باراك أوباما. ولد في أغسطس 1961م، وتولى المنصب في 20 يناير 2009م، ثم تولى فترة أخرى في 2013م.
أما السلطة التشريعية فتتمثل في كونجرس الولايات المتحدة (البرلمان) الذي يتكون من مجلسين؛ الشيوخ والنواب، ويضم «مجلس الشيوخ» 100 عضو؛ عضوان عن كل ولاية، ومدة عضو الشيوخ ست سنوات. أما «مجلس النواب» فعدد أعضائه 435 عضوا تنتخبهم الولايات المختلفة، ويحدد لكل منها عدد من الأعضاء على أساس عدد سكانها في آخر تعداد سكاني للولايات المتحدة. ومدة عضو مجلس النواب عامان اثنان؛ ففي كل عامين يجري انتخاب أعضاء مجلس النواب ال 435 بالكامل. أما الشيوخ فيتم انتخاب الثلث؛ أي يتم تجديد ثلث أعضائه كل عامين.
أما «السلطة القضائية» فتتمثل في المحكمة العليا، و11 محكمة استئناف، و93 محكمة مناطق، ومحاكم خاصة مثل محكمة الضرائب ومحكمة الجمارك. • «الأحزاب السياسية»: الحزب الديمقراطي: ليبرالي وسط. الحزب الجمهوري: يمين الوسط. • «التقسيمات الإدارية»: 50 ولاية، ومنطقة كولومبيا. • «الدفاع»: 722,14 مليار دولار. • «الجيش العامل»: 1563996 رجل، لا يوجد تجنيد إجباري. • «الاقتصاد»: العملة: الدولار الأمريكي، ويساوي 100 سنت. • «إجمالي الناتج المحلي»: 14,7 تريليون دولار «التريليون = مليون مليون». • «نصيب الفرد من إ. ن. م.»: 47200 دولار. • «الأرض الزراعية»: 17,8٪. • «المنتجات الزراعية»: البطاطس، الذرة، القمح، الشعير، بنجر السكر، فول الصويا، الموالح والفواكه الأخرى، القطن، الشوفان. • «الثروة الحيوانية»: الماشية: 94,9 مليون رأس، الخنازير 68,4 مليون، الضأن 5,7 مليون، الماعز 3,1 مليون، الدواجن 2,1 مليار. الأسماك 4,7 مليون طن. • «إنتاج الكهرباء»: 3,95 تريليون كيلو وات/ساعة. • «الثروة المنجمية»: الفحم، النحاس (ثاني أكبر منتج في العالم)، الحديد، البوكسيت، الزئبق، الفضة، الذهب، النيكل، الزنك (خامس أكبر منتج في العالم)، التنجستين، اليورانيوم، الفوسفات، البترول والغاز الطبيعي، الأخشاب. • «الصناعة»: الماكينات، تكرير البترول، تصنيع الغذاء، السيارات ، الحديد والصلب، المنتجات الكيماوية، السلع الكهربائية، الأسمدة، الأسمنت، البلاستيك، ورق الجرائد، الطائرات، الأسلحة. • «الصادرات»: الماكينات، الكيماويات، الطائرات، المعدات الحربية، الحبوب، السيارات. • «الواردات»: البترول الخام وبعض منتجات تكريره، الماكينات، السيارات. • «الشركاء التجاريون الرئيسيون»: كندا، اليابان، أوروبا الغربية.
يقوم النظام الاقتصادي الأمريكي على أساس حرية السوق، حيث تتقرر الأمور الاقتصادية على أرض السوق بدون تدخل يذكر من الحكومة.
وتتمتع الولايات المتحدة بالاكتفاء الذاتي بالنسبة للمنتجات الغذائية. • «التاريخ»:
في 1513 ميلادية استكشف الإسباني بونسي دي ليون «فلوريدا» بحثا عن ينبوع الشباب.
5
واستكشف فرانسسكو كورونادو الإقليم الجنوبي الغربي لأمريكا الشمالية في المدة من 1540-42م.
أقام الإسبانيون في عام 1565م أول مستوطنة أوروبية دائمة في أمريكا الشمالية، وسميت سانت أوجستينا في فلوريدا، وحاول سير وولتر رالي الإنجليزي إنشاء مستعمرة إنجليزية في جزيرة رونوك، وأسمى هذه المستعمرة فيرجينيا، وكان ذلك في عام 1585م. وفي عام 1607م أقام المستعمرون الإنجليز مدينة جيمس تاون في فيرجينيا وبدءوا زراعة التبغ، وأنشأ «الآباء الحجاج» في عام 1620م مستعمرة بلايموث (بالقرب من كيب كود)، وتبعهم غيرهم من التطهريين الإنجليز إلى نيو إنجلاند.
وأنشأ الهولنديون في عام 1624م مستعمرة هولندا الجديدة (نيو نذرلاند)، وأنشأ السويديون السويد الجديدة، لكن إنجلترا أخذت المستعمرتين في عام 1664م.
وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كان يتم بيع ملايين الأفريقيين عبيدا في مزارع القطن والتبغ الأمريكية.
وبحلول عام 1723م أصبح عدد المستعمرات البريطانية على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية ثلاث عشرة مستعمرة، كانت آخرها مستعمرة جورجيا. وفي عام 1763م كانت بريطانيا قد توسعت - بعد انتصارها على فرنسا في حرب السنوات السبع - غربا حتى وصلت إلى نهر المسيسبي، وفي عام 1765م حاولت بريطانيا لأول مرة فرض ضرائب في المستعمرات الأمريكية بقانون الدمغة، لكن الاحتجاج من جانب الأمريكيين أرغمها على إلغاء هذه الضريبة في 1767م.
ثم كان «حفل شاي بوسطن» في 1773م عندما اعتلى المستعمرون ظهر السفن المحملة بالشاي وألقوا بحمولتها من الشاي في البحر احتجاجا على رسم الواردات، وقام البريطانيون في عام 1774م بإغلاق ميناء بوسطن، وأسكنوا قوات الجيش في مساشوستس. وفي تلك الأثناء كون المستعمرون أول مؤتمر لهم في قارة أمريكا الشمالية، وقامت «الثورة الأمريكية في عام 1775م»، وجمعت المستعمرات جيش القارة وقاده جورج واشنطن في حربه ضد الحكم البريطاني.
وفي عام 1776م أعلنت المستعمرات الأمريكية استقلالها، وساندت فرنسا وإسبانيا الأمريكيين في حربهم ونضالهم مع بريطانيا، وفي 1781م لقي البريطانيون الهزيمة على أيدي الأمريكيين في معركة يورك تونا، وكونت الولايات الثائرة اتحادا كونفدراليا فضفاضا، تم تقنينه في مواد الاتحاد الكونفدرالي. وفي معاهدة باريس 1783م وافقت بريطانيا على انفصال المستعمرات الأمريكية عنها.
في «1787م» ابتدع «الآباء المؤسسون» «دستورا جديدا» للولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام «1789م انتخب جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية»، وفي عام 1791م صدرت وثيقة الحقوق، وكانت أول تعديلات يتم إدخالها على الدستور الأمريكي، وتمثل ضمانا للحرية الفردية (حرية العبادة والكلام والاجتماع ... إلخ).
وفي عام 1803م تم شراء ولاية لويزيانا، حيث باعت فرنسا هذه الولاية (وهي عبارة عن الأراضي الإسبانية السابقة، الواقعة بين نهر المسيسبي وجبال روكي) إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما بين عامي 1812 و1814م اشتعلت الحرب مع بريطانيا بسبب نزاع حول حقوق فرض الحصار العسكري على الموانئ.
في عام 1819م اشترت الولايات المتحدة من إسبانيا ولاية فلوريدا. وفي القرن التاسع عشر كانت الهجرات بأعداد ضخمة من أوروبا إلى الولايات المتحدة، وراح المستوطنون هناك يتحركون في اتجاه الغرب، وفي طريقهم كانوا يقومون بالقضاء على مقاومة الهنود الحمر، معلنين أن قدر الولايات المتحدة هو أن تسيطر على أمريكا الشمالية. وعند انتهاء القرن التاسع عشر كان عدد الولايات الأمريكية أعضاء الاتحاد قد زاد من 17 إلى 45 ولاية.
فيما بين عامي 1846 و1848م وقعت «الحرب المكسيكية»، وفيها تخلت المكسيك عن أراض شاسعة للولايات المتحدة. وفي عام 1854م صدر قانون إنشاء ولايتي كانساس ونبراسكا، ونص على أن كلا منهما يمكن أن تقرر لنفسها إدخال الرق إلى أراضيها أو لا تدخله، مما زاد من حدة الجدل حول الرق في الولايات الجنوبية، وقام دعاة إلغاء الرق بتكوين الحزب الجمهوري في نفس العام.
و«في عام 1860م انتخب أبراهام لينكولن» (من الحزب الجمهوري) رئيسا للولايات المتحدة، وقد قاد الولايات الشمالية في الحرب الأهلية، إلا أنه حافظ على اتحاد الولايات الأمريكية الذي كان يراه معقلا للحكم الديمقراطي. «في عام 1861م اشتعلت الحرب الأهلية الأمريكية بين ولايات الجنوب (التي كانت تسمى الولايات الكونفدرالية الأمريكية) وولايات الشمال» (وكانت تسمى ولايات الاتحاد). كانت الأولى ترغب في الإبقاء على بعض حقوق الولايات، وخاصة حق الولاية في الإبقاء على الرق، وادعت لنفسها الحق في الانفصال عن الاتحاد، لكن الثانية (ولايات الشمال) حاربت للإبقاء على الاتحاد، ومنع ولايات الجنوب من الانفصال؛ ذلك أن إحدى عشرة ولاية جنوبية انفصلت عن الولايات المتحدة الكونفدرالية الأمريكية برئاسة جيفرسون ديفيز، ورفضت ولايات الشمال الاعتراف بحق أي ولاية في الانفصال عن الاتحاد. ومن أسباب الحرب كذلك الاختلافات الاجتماعية الاقتصادية بين الشمال والجنوب؛ فاقتصاد الجنوب القائم على الزراعة يعتمد على عمل العبيد، ولم يستسغ أهل الولايات الشمالية التي يعتمد اقتصادها على الصناعة أكثر من اعتماده على الزراعة نظام تملك العبيد. أصر كل من الجانبين على موقفه مما أدى إلى وقوع أكثر من 2400 معركة بينهما اشترك فيها أكثر من مليون ونصف مليون مقاتل من دعاة الاتحاد، وقرابة مليون مقاتل من الكونفدراليين الانفصاليين، ومات فيها 600 ألف قتيل، وجرح فيها حوالي مليون شخص.
ويصنفها المؤرخون بأنها أول حرب شاملة في التاريخ الحديث، وربما كانت أكبر قتال متصل في التاريخ قبل الحرب العالمية الأولى؛ إذ استمرت الحرب الأهلية الأمريكية حتى عام 1865م (أي أربع سنوات)، عندما هزمت القوات الاتحادية القوات الكونفدرالية، وألغي الرق، واغتيل لينكولن.
في عام 1867م اشترت الولايات المتحدة ولاية ألاسكا من روسيا، وفي عام 1869م مدت السكة الحديد لتربط الساحل الشرقي بالساحل الغربي، و«تلا ذلك نمو سريع للصناعة والزراعة عبر الخمسين سنة التالية (1870-1920)؛ مما جعل الولايات المتحدة دولة عظيمة الثراء.
في عام 1876م هزم هنود سيو (
Siaux ) الأمريكيون القوات الأمريكية في معركة ليتل بيج هورن؛ فقبائل السو اكتشف الذهب في أراضيهم في ولاية داكوتا، وأرادت القوات الأمريكية إزاحتهم من المنطقة ، لكنهم حاربوها وانتصروا عليها، فما كان من الكونجرس إلا أن ألغى معاهدة فورت لا رامي (1868م) التي كانت قد أعطتهم منطقة كبيرة في تلال داكوتا السوداء، وقد عثر في تلك المناطق على الذهب واليورانيوم والفحم والبترول والغاز الطبيعي، لكن السيو واصلوا ضغوطهم حتى حصلوا في عام 1880م على تعويض مقداره 190 مليون دولار، وهم يعيشون الآن في محميات طبيعية في ولايتي داكوتا الجنوبية ونبراسكا.
في عام 1898م قامت الحرب الإسبانية الأمريكية التي انهزمت فيها إسبانيا، وكسبت الولايات المتحدة بورتوريكو وجوام، وتخلت إسبانيا عن الفلبين للولايات المتحدة، وظلت تحت حكمها حتى عام 1946م، وتخلت لها أيضا عن كوبا، وظلت تحت حكمها حتى عام 1901م.
وفي عام 1898م أدخل التعديل رقم 16 على الدستور الأمريكي، وهو التعديل الذي أعطى الحكومة الفيدرالية سلطة فرض ضريبة الدخل.
في المدة «1917-1918م تدخلت الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)» إلى جانب بريطانيا وفرنسا وروسيا (دول الوفاق الثلاث) ضد ألمانيا والنمسا والمجر. وفي يناير 1918م أعلن الرئيس الأمريكي «وودرو ويلسون نقاطه الأربع عشرة» كأسس للتسوية السلمية، وكانت هذه النقاط أساسا للهدنة التي وقعت في نوفمبر 1918م عندما توقفت الحرب، كما كانت أساسا لمؤتمر السلام الذي انعقد في يناير 1919م، وانتهى بمعاهدة فرساي، كما كانت أساسا لعصبة الأمم (أنشئت في جنيف في 1920م، وحلت 1946م)، ومن أهم هذه النقاط؛ إلغاء الحواجز التجارية، حرية الملاحة في البحار، النزع العام للأسلحة، الجلاء عن الأراضي المحتلة، الاستقلال الذاتي للشعوب الخاضعة للإمبراطورية العثمانية، إنشاء رابطة عامة للأمم. ورغم أن الرئيس الأمريكي ويلسون لعب دورا قياديا في مفاوضات السلام، إلا أنه لم يستطع إقناع مجلس الشيوخ الأمريكي بالموافقة على معاهدة السلام والانضمام إلى عصبة الأمم.
وفي عام 1920م حصلت المرأة الأمريكية على حق الانتخاب، كما تم حظر بيع الخمور، لكن هذا الحظر لم يستمر إلا حتى عام 1933م. وفي عام 1929م وقع انهيار وول ستريت،
6
وأدى انهيار سوق الأوراق المالية إلى «الكساد العظيم»، ولم يكد يحل عام 1933م حتى كان عدد العاطلين 13 مليونا، وفي هذا العام طرح الرئيس فرانكلين روزفلت «الصفقة الجديدة» ليخفف من آثار الكساد العظيم، وهي عبارة عن برنامج ضخم للغوث والإصلاح، فأخضع أموال البنوك ومعاملاتها لإشراف مجلس الاحتياط الفيدرالي، واتخذت الإجراءات لمراقبة سوق الأوراق المالية، وقدمت المعونات للمزارعين، ونفذت برامج كهربة الريف، واتخذت الإجراءات لإيجاد فرص عمل حتى تخف حدة البطالة. ومن ذلك إقامة مشروع ضخم هو مشروع وادي نهر تينيسي، واتخذت الإجراءات لتخفيف حدة الفقر، فأنشئ نظام الضمان الاجتماعي في 1935م.
في عام 1941م هاجم اليابانيون الأسطول الأمريكي الموجود في ميناء «بيرل هاربر» بجزيرة هاواي الأمريكية، فأعلنت الولايات المتحدة الحرب على اليابان، وأعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة التي لعبت بعد ذلك دورا رئيسيا في الحرب العالمية الثانية. وفي يناير 1943م عقد تشرشل رئيس وزراء بريطانيا وروزفلت رئيس أمريكا مؤتمرا في الدار البيضاء بالمغرب، وأعلنا أنه لا يقبل من ألمانيا واليابان سوى الاستسلام غير المشروط.
وفي فبراير 1945م «عقد مؤتمر يالتا» (منتجع جزيرة القرم)، وفيه استكمل زعماء الحلفاء؛ تشرشل وروزفلت وستالين، الخطط الخاصة بهزيمة ألمانيا، وتأسيس الأمم المتحدة. وفي نفس التاريخ استكملت القوات الأمريكية إعادة فتح الفلبين، ونزلت قوات أمريكية في جزيرة يوجيما في جنوب اليابان، وفي شهر يوليو أصدر مؤتمر بوتسدام (في ألمانيا) إنذارا أخيرا لليابان بالاستسلام بلا قيد ولا شرط، وإلا تعرضت للتدمير التام. كما وضع المبادئ السياسية والاقتصادية لحكم ألمانيا في فترة خضوعها لسيطرة الحلفاء. وفي أغسطس 1945م أسقطت الولايات المتحدة قنابلها الذرية على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين، فاستسلمت اليابان.
في عام «1947م أعلن «مبدأ ترومان»»، وفيه تعهدت الولايات المتحدة بمساعدة الدول التي تتعرض للتهديد الشيوعي، وبدأت «الحرب الباردة» بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
وفي المدة «1950-1953م» تورطت القوات الأمريكية في «الحرب الكورية».
في عام 1954م اعتبر الفصل العنصري في المدارس عملا غير دستوري، وبدأت حملة كفاح من أجل منح الحقوق المدنية للسود في أمريكا.
في «عام 1962م» وقعت «أزمة صواريخ كوبا»، وفيها أرغمت الولايات المتحدة الاتحاد السوفييتي على سحب أسلحته النووية من كوبا، وهي الأسلحة التي كانت موجهة إلى قلب أمريكا. وفي نوفمبر «1963م اغتيل الرئيس الأمريكي جون كنيدي»، بطل أزمة كوبا، وتولى الرئيس جونسون الحكم، وقدم برنامج «المجتمع العظيم»، وينص على اتخاذ إجراءات خاصة بالحقوق المدنية وتحقيق الرخاء.
أما تورط الولايات المتحدة في «حرب فيتنام فبدأ في 1961م، وانتهى في 1975م». وقد أحدثت حرب فيتنام اضطرابات شديدة داخل المجتمع الأمريكي، أرغمت الرئيس جونسون على عدم ترشيح نفسه لفترة رئاسة ثانية، وجاء الرئيس نكسون ليوسع - في بداية عهده - نطاق الحرب لتشمل لاوس وكمبوديا، لكنه في النهاية أوقف تورط الولايات المتحدة هناك، وعقد معاهدة سلام في عام 1973م مع فيتنام الشمالية التي ما لبثت أن غزت فيتنام الجنوبية وضمتها إليها.
وفي عهد الرئيس نكسون حدثت «فضيحة ووترجيت»، حين تم ضبط بعض أعوانه يتجسسون على مقر الحزب الديمقراطي المنافس، مما أدى في نهاية الأمر إلى استقالته.
وفي عهد الرئيس الديمقراطي «جيمي كارتر» (1977-1981م)، وقعت أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران، وفشلت عملية عسكرية لإنقاذهم. وحين تولى الحكم الرئيس الجمهوري «رونالد ريجان» (مرتين 1981-1989م) أفرجت طهران عن الأسرى، وخفض الرئيس الضرائب، مما أدى إلى أزمة مالية.
وتولى الرئيس الجمهوري «جورج بوش الأب» الرئاسة من 1989م إلى 1993م، وانتهت في عهده الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفييتي ودول شرق أوروبا الدائرة في فلكه، وأزيل جدار برلين؛ مما أدى إلى توحيد ألمانيا. وقامت في عهده العراق بغزو الكويت واحتلالها، غير أن قوات التحالف الذي أقامته أمريكا دخلت الكويت وأعادت العراق إلى حدوده الدولية.
وفي عام 1993م تولى الرئاسة «بيل كلنتون» من الحزب الديمقراطي (فترتين 1993-2001م)، وشهدت فيهما الولايات المتحدة رواجا اقتصاديا ومحاولة من الرئيس لحل القضية الفلسطينية.
وجاء «جورج بوش الابن» بعد ذلك لفترتين، من 2001م إلى 2009م. وفي بداية حكمه شهدت البلاد الحادث الإرهابي الخطير بتدمير برجي مركز التجارة العالمي وتفجير طائرتين مدنيتين. وقامت الولايات المتحدة نتيجة لذلك بغزو أفغانستان لإسقاط حكم جماعة طالبان فيها، ثم غزت العراق في عام 2003م وأسقطت نظام صدام حسين.
وترك بوش الابن الحكم بعد أن ساد أمريكا والعالم كساد اقتصادي كبير، بينما البلاد تحارب في أفغانستان والعراق.
وفي 2009م تولى «باراك حسين أوباما» الرئاسة، وهو أول أمريكي إفريقي يشغل هذا المنصب. وأعيد انتخابه عام 2013م. وقد وضع أوباما ترتيبات جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان، وقدم برنامجا شاملا للتأمين الصحي، وغير ذلك من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
مقدمة عامة عن نشأة الأدب الأمريكي
من المألوف دائما القول بأن الأدب الأمريكي قد نشأ في أحضان الأدب الإنجليزي، حيث كانت أوائل المستعمرات التي أقامتها المهاجرون إلى الأرض الأمريكية في القرن الثامن عشر تابعة لملك إنجلترا، كما أن معظم المهاجرين كانوا من إنجلترا ذاتها؛ ولذلك فإن الأدب الأمريكي الذي نشأ من ذلك يعد من أحدث الآداب قاطبة. وقد أحضر المهاجرون الأوائل معهم أفكارهم عن التاريخ والدين والكتب، وأساسها الكتاب المقدس الذي تمثلت قوته في نسخة الملك جيمس المعتمدة الصادرة عام 1611م. وبالطبع، قام الحاضر الذي أوجده أولئك المهاجرون على أنقاض ماض ذي ثقافة وحضارة السكان الأصليين، حين فرض المستوطنون على قارة أمريكا الشمالية وعلى ثقافتها طريقتهم في الحياة وفي الحكم، وتاريخهم وآثارهم المسيحية، وعلومهم واقتصادهم وممارساتهم الاستيطانية والتجارية.
وحين توطدت أقدام المستوطنين في البقاع التي أقاموا فيها، بدأت التجارب التي مروا بها تتبلور في سجلات مكتوبة عن الاستكشاف وعن الإبحار وجغرافية الأماكن والملاحظات الطبيعية. وهكذا، حين أقيمت أول مستوطنة إنجليزية دائمة في «جيمس تاون» عام 1607م، كان لها مؤرخها الخاص بها: الكابتن «جون سميث»، الذي كتب «القصة الحقيقية عن فرجينيا» وأصدره عام 1608م في لندن. ثم أصدر كتابه «التاريخ العام لفرجينيا، نيو إنجلاند، وجزائر سمر» (1624م، لندن)، الذي ملأه بالقصص الغرائبية، ومنها الحكاية الرومانسية الأولى في اللغة الإنجليزية عن إنقاذ أميرة من السكان المحليين (الهنود) هي «بوكاهونتاس» ⋆
له من الموت على أيدي هؤلاء المحليين.
وتوالى بعد الكتب التي أصدرها سميث قيام آخرين بنشر تجاربهم في الاستيطان والمغامرات التي قاموا بها في سبيل الحفاظ على مستوطناتهم وعلى تنظيماتها. وكان العامل المسيطر على تلك الكتابات هو الروح التطهرية
، ⋆
وهي عقيدة معظم المهاجرين الأوائل الذين رغبوا أن يتبعوا تفسيرا مخالفا للمراسم المسيحية يعتمد أساسا على البساطة ونبذ ما اعتبروه دخيلا على الروح المسيحية الحقة. وهكذا ظهر كتاب على نفس شاكلة «جون سميث»، مثل «وليام برادفورد» الذي كتب عن «مزرعة بلايموث»، و«جون ونثروب» حاكم مستعمرة خليج ماساشوستس، و«كوتون ماذر» وهو أشهرهم وأهمهم الذي تعتبر كتبه ذروة السجل الاستيطاني في الأرض الأمريكية الجديدة.
وبعد ذلك، بدأ المستوطنون في التفكير بإيجاد أسلوب أمريكي خاص بهم في التعبير الأدبي والتاريخي، وإن كانوا لا يزالون يدورون في فلك الحقبة البيوريتانية. وكانت القصائد الشعرية موجودة في خدمة الدين والشعائر، حتى ظهور «مايكل وجلزورث» بقصيدته «يوم القيامة» (1662م)، التي - وإن كانت في وصف يوم الدين بالتفسير الكلفيني البروتستانتي - كان بها كثافة درامية جعلت منها قراءة رائعة للكثيرين من الأفراد برغم موضوعها النذيري. وقد ساعدت القصيدة على ظهور الشاعرة «آن براد ستريت» التي يعتبرها مؤرخو الأدب أول شاعرة في اللغة الإنجليزية، التي أصدرت أول مجلد من «الشعر الأمريكي» في عام 1650م بعنوان «ربة الشعر العاشرة التي ظهرت مؤخرا في أمريكا».
واستمرت الكتب الصادرة في أمريكا تدور حول تجربة المستوطنين التطهريين مع البرية والصراع مع «الهنود»؛ أي السكان المحليين، مع إضفاء مسحة دينية على تلك التجارب وذلك الصراع. واتخذت القصص التي تعبر عن ذلك شكل «الأليجورية»؛ أي القصة المجارية، على نمط الأليجورية الإنجليزية المشهورة «رحلة الحاج» لجون بنيان.
ومع ذلك، فمع بدايات القرن الثامن عشر، كانت روح «نيو إنجلاند» ⋆
تلك آخذة في التغير؛ فقد بدأت ملامح مع الأمور الدنيوية
Secularism
تلوح في كتابات البيوريتانيين، مثلما ظهر في «يوميات» «صمويل سيووال» الذي بدأ قسا ثم عمل بالتجارة، ثم أصبح قاضي قضاة ماساشوستس، بيوريتانيا صرفا، وقد كان قاضيا في محاكمات الساحرات الشهيرة في «سالم»، بيد أنه قد أنكر دوره في تلك الحادثة بعد ذلك، معتبرا ذلك من قربات الله التي جعلته يتحمل اللوم والعار بسبب دوره ذاك.
وكانت الروح الجديدة في أمريكا واضحة أكثر خارج حدود نطاق «نيو إنجلاند». ومن كتاب تلك الروح كاتب اليوميات «وليام بيرد الثاني» من فرجينيا، الذي رحل إلى إنجلترا وتعلم اللاتينية واليونانية والعبرية والفرنسية والإيطالية، واختلط بنبهاء إنجلترا في عصر عودة الملكية، وجلب معه عند عودته إلى أمريكا عام 1705م آثار كتابات «كونجريف» و«سويفت» و«بوب». وقد تراوحت كتاباته ما بين وصف الطبيعة إلى الأحداث السياسية. وقد سطر «اليوميات السرية» (1709-1712م) على طريقة الإنجليزي «صمويل بيبس»، على نحو مشفر خاص به، ولم تكتشف وتحل رموزها إلا عام 1941م.
وقد جاء «القرن الثامن عشر» بعصر العقل، وتحولت الفلسفة من اللاهوت الجامد تجاه العلوم الطبيعية، وبدأت قيم الطبيعية الأخلاقية والليبرالية والتقدم تصبح تدريجيا الوسائل المناسبة لتفسير التجربة الأمريكية. وظهر ذلك جليا في عقليتين متميزتين أثمرهما ذلك القرن، هما «جوناثان إدواردز» و«بنيامين فرانكلين». وقد عمل هذان الرجلان على تحقيق التغييرات التي شهدها الفكر الأمريكي والتنوع الذي شهده ذلك الفكر. وقد مثلا المبادئ المتناقضة للحياة الأمريكية في القرن الثامن عشر؛ فواحد منهما مثالي، والآخر مادي ، الأول واعظ بيوريتاني يعمل في نيو إنجلاند وفي الولايات الحدودية، والآخر ناشط سياسي يعمل للتأثير في مسار العالم الغربي. وقد اجتمع هذان النقيضان كيما يشكلا الاستمرارية الأساسية للثقافة الأمريكية التي قدماها إلى الأجيال المقبلة.
ومع إسهامات «بنيامين فرانكلين» ⋆
الأدبية، المتمثلة أساسا في سيرته الذاتية، فقد استمر الأدب الأمريكي متابعا للتيارات الأدبية السائدة في إنجلترا. ومع حرب الاستقلال وما تلاها، كان نصا «إعلان الاستقلال» و«الدستور» عملين رئيسيين من الإنجاز الفكري، وعملا على بدء تيار من محاولة خلق فكر وأدب خاصين بالأمة الناشئة. وتركز ذلك مبدئيا في الخطابة البلاغية التي سادت اجتماعات المؤتمرات التي ناقشت الآليات والمؤسسات اللازمة للاتحاد الجديد. بيد أن الكتابات التي نتجت عن هذه الأنشطة كانت سياسية تعنى بتكوين الجمهورية وعلاقة الولايات بعضها ببعض، أكثر منها أدبية.
ولم تتضح ملامح أدب أمريكي جديد إلا في عام 1819م، حين نشر واشنطن إرفنج ⋆
أول حكاية شعبية أدبية أمريكية وهي «رب فان ونكل». وهكذا صاغت الثورة والاستقلال أوضاعا وأحوالا جديدة وتربة مهيئة لظهور الثقافة الأمريكية المتميزة، ومن ثم ظهر «جيمس فنيمور كوبر» ⋆
و«ناثانييل هوثورن» ⋆
و«هنري جيمس»، ⋆
ومن بينهم مشاهير الكتاب والمؤلفين من روائيين وقصاصين وشعراء ونقاد أدبيين، ومن جاء بعدهم ممن شادوا الآداب والثقافة في أمريكا - وأثرها في الآداب والثقافة العالمية - حتى يومنا هذا.
قاموس الأدب الأمريكي
المدخلات مرتبة طبقا لحروف اللغة الإنجليزية
A
إدوارد آبي
ABBEY, Edward (1927-1989)
يطلق عليه النقاد «ثورو الولايات الغربية»؛ فقد تخصص في الكتابة عن التاريخ الطبيعي للصحاري في الجنوب الغربي للولايات المتحدة. وكتب الرواية، والمقال، وكتب الرحلات، واليوميات. وأهم كتبه يوميات نثرية بعنوان «صحراء متفردة» (1968م) عن رحلة في «متنزه آرسز القومي»، يتخللها إشارات لماحة هي نتيجة دراسته لدرجة الماجستير في الفلسفة التي حصل عليها آبي من جامعة «نيو مكسيكو». وأشهر رواياته هي «عصابة المفتاح» (1975م)، ويدعو فيها إلى السياسات الراديكالية بالنسبة للبيئة والطبيعة. وتدور الرواية حول مجموعة تدبر لنسف سد «جلن كانيون»، واستخدمهم المؤلف لتصوير أناس ولايات الغرب قصيري النظر الذين يسعون إلى تدمير البيئة. ومن رواياته الأخرى: «نيران فوق الجبل» (1962م)، «مسعى الأحمق» (1988م).
هنري آدمز
ADAMS, Henry (1838-1918م)
من الجيل الرابع لآل آدمز الذين قاموا بدور كبير في سياسة الولايات المتحدة وآدابها. وقد خرج «هنري» عن خط الأسرة في القيادة السياسية التي كان أبرز أعلامها «جون آدمز» و«جون كومينسي آدمز»، اللذان كانا من رؤساء الجمهورية، الثاني والسادس، على التوالي.
تلقى تعليما جيدا في بوسطن وهارفارد، وعمل فترة في إنجلترا في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. كتب مقالات مهمة تبدت فيها عقيدته المتمثلة في أهمية نظرية التطور في التاريخ البشري وابتعاده عن الآراء التقليدية التي سادت عصره. وبسبب نتائج الحرب الأهلية وما سببته من دمار، هجر السياسة وعمل بالتدريس في هارفارد (1870-1877م). ورأس تحرير مجلة «نورث أميركان ريفيو». واستقر بعد ذلك في واشنطن العاصمة، حيث كتب «الديمقراطية» (1880م)، وهي رواية عن السياسات المتبعة في أمريكا، ورواية «إستير» (1884م) عن المجتمع في نيويورك. وبعد أن توفيت زوجته منتحرة عام 1885م، لم يعد يطيق العيش في واشنطن، فقام برحلة طويلة في مدن الشرق، عاد منها ليكتب «تاريخ الولايات المتحدة» خلال حكومتي توماس جفرسون وجيمس ماديسون، في تسعة مجلدات (1889-1891م). وعاد إلى واشنطن بعد زيارة لفرنسا، جال فيها في إقليم «نورماندي»، وشهد معرض باريس الذي أقيم عام 1900م، والذي تأثر فيه بالآلات الحديثة التي رآها كالقوة الدافعة للقرن العشرين. وكتب بعدها «خطاب لمدرسي التاريخ الأمريكيين» (1910م) شرح فيه نظريته الدينامية للتاريخ، الذي ينتقل من مرحلة إلى أخرى عن طريق عوامل معينة هي التي يجب دراستها. أما كتابه الهام فهو «تربية هنري آدمز» (1907م)، الذي تعدى كونه سيرة ذاتية إلى تصوير الحالات الإنسانية عموما، وشرح فيه كذلك تفصيلات لنظريته في التاريخ الديناميكي.
جيمس آجي
AGEE, James (1909-1955م)
بدأ حياته الأدبية بعد تخرجه من جامعة هارفارد العريقة عام 1932م. عمل في هيئة تحرير مجلتي «فورشن» و«تايم». ⋆
وفي عام 1951م، نشر رواية قصيرة بعنوان «دورية الصباح»، تصور يوما في حياة تلميذ في الثانية عشرة من عمره في مدرسة بولاية «تينيسي». ثم أصدر أهم أعماله في 1957م، وهي رواية «موت في العائلة» وهي شبه سيرة ذاتية، وتحكي قصة شاعرية عن أسرة في «تينيسي » تعيش حياة مطمئنة سعيدة إلى أن تتحطم حياتها بموت الأب في حادث سيارة. وكتب «آجي» مقالات في نقد الأفلام لمجلتي «ذا نيشن» و«تايم»، ثم جمعها بعد ذلك في جزءين بعد وفاته، وضم الجزء الثاني الذي صدر عام 1960م خمسا من سيناريوهات الأفلام التي كتبها بنفسه. كما تم نشر مجموعة من رسائله عام 1962م، ومقالاته الصحفية التي لم تنشر، عام 1985م.
كونراد إيكن
AIKEN, Conrad (1889-1973م)
من أهم الشخصيات في الآداب الأمريكية في القرن العشرين، فقد كتب الشعر والرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي، وكان له تأثير هام في معاصريه ومن أتوا بعده.
درس في جامعة هارفارد، وعاش فترات طويلة في إنجلترا، ثم عاد للاستقرار في ولاية ماساشوستس. كان زميلا في الجامعة للشاعر ت. س. إليوت، ⋆
وتأثر به، وساعد في نشر قصيدة إليوت المشهورة «أغنية حب لألفرد برفروك». ذلك أن «إيكن» عمل ناقدا أدبيا في المجلات الادبية البارزة ، منها «ذا نيو ريببليك» و«ذا ديال» و«كرايتيرون» و«ييل ريفيو» و«الشعر». وساهم في أثناء إقامته بإنجلترا في مجلة «نيويوركر» بباب «رسالة لندن».
تميزت قصائده الأولى بالإيقاع الموسيقي المرهف، وعالج فيها مشكلة الهوية الشخصية، والسعي إلى اكتساب المعرفة الذاتية، والانتقال منها إلى المعارف العالمية. ومن دواوينه التي يتبدى فيها ذلك: «الأرض المنتصرة» (1914م)، «ليلية ذكريات الربيع» (1917م)، ثم اتخذت قصائده صبغة ميتافيزيقية ظهرت في قصائد مثل «الخروج إلى النهار لأوزوريس جونز» (1931م)، و«صور غربي عدن» (1934م).
وعمد «إيكن» في مقالاته النقدية إلى التأثير في الناشرين المحافظين لقبول الكتابات التجريبية التي ظهرت في العشرينيات. وقد أثنى على أعمال د. ه. لوارنس، وإليوت، وفوكنر؛ ونشر مختارات من شعر الأمريكية «إميلي دكنسون» للقراء في إنجلترا.
وقد تناول «إيكن» في رواياته نفس موضوع اكتشاف الذات، واستخدم في رواية «الدائرة العظمى» (1933م) أساليب التحليل النفسي والمنولوج الداخلي، مما دعا «سيجموند فرويد» إلى أن يصفها بأنها «رائعة» ويوصي بقراءتها.
ومن أفضل كتبه النثرية «يوشانت» (1952م)، وهو سيرة ذاتية مصوغة على شكل مقال يستخدم أسلوب تيار الوعي في سرد الأحداث.
إدوارد آلبي
ALBEE, Edward (1928م-...)
أطلق عليه النقاد اسم «الأبسوردي الأمريكي» (نسبة إلى فلسفة اللامعقول
Absurd )، مما ألحقه بمؤلفين أمثال: صمويل بيكيت، ويوجين يونسكو، وجان جينيه، وهارولد بنتر. وربما ساعد في ذلك أن مسرحيته «قصة حديقة الحيوانات» قد عرضت أول مرة مع مسرحية بيكيت «آخر شريط لكراب» في برلين عام 1959م، وهو ما نشر شهرة آلبي في أوروبا. ثم عرضت المسرحية في أمريكا في 1960م، وتلاها مسرحياته العديدة، ومنها «الحلم الأمريكي» 1961م، التي جاءت بعدها المسرحية الشهيرة «من يخاف فرجينيا وولف؟» وهي عمل ناضج مستمر العرض في برودواي، وترجم إلى لغات عديدة، وتحول إلى فيلم سينمائي. وهي تتناول ليلة في حياة زوجين يحلل كل منهما شخصية الآخر على نحو قاس، ينتهي بهدوء ما بعد العاصفة.
وكتب بعد ذلك مسرحية «توزان صعب» التي حازت جائزة بوليتزر ⋆
للمسرح عام 1967م. وهي من المسرحيات القليلة التي كتبها «آلبي» وأعطى شخصياته فيها أسماء. ثم حصل على بوليتزر ثانية عن مسرحيته «ثلاث نساء طويلات» (1994م) عن ثلاثة أجيال من النساء وعملية التوافق بينهن وبين ماضيهن.
لويزا مي ألكوت
ALCOTT, Louisa May (1832-1888م)
ابنة برونسون ألكوت الذي شارك إمرسون ⋆
وثورو ⋆
في النزعة العلوية، ⋆
وتميز في مجالات العالم التربوي والمدرسي. نشأت «لويزا» في ذلك الجو الثقافي، وبدأت نشاطها الأدبي في سن السادسة عشرة، فكتبت مسرحيات وقصائد وقصصا قصيرة، نشرت بعضها في مجلة «أطلانطيك منثلي». تطوعت بالتمريض في أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. وبدأت في كتابة الروايات عام 1865م برواية «طبائع». وأصبحت رئيسة تحرير مجلة شبابية هي «ميريز ميوزيوم» في 1867م، مما أفسح لها المجال لتأليف الرواية التي اشتهرت بها وهي «نساء صغيرات» (1868-1869م)، وهي تمثل وقائع سعيدة لحياتها الأولى في «نيو إنجلاند». ⋆
وقد ضمنت شهرة الرواية دخلا طيبا للأسرة كلها. ثم كتبت رواياتها الأخرى تباعا: «فتاة تقليدية» (1870م)، «رجال صغيرون» (1871م)، «عمل» (1873م).
وقد كتبت بعدها روايات أخرى كثيرة. وتم نشر مجموعة مختارة من خطاباتها بعد ذلك في 1987م، ويومياتها، في 1989م، مما يدل على استمرارية مكانها في الأدب الأمريكي.
وودي آلن
ALLEN, Woody (1935م-...)
برغم شهرة «وودي آلن» كممثل كوميدي ومخرج سينمائي، فهو قد دخل عالم الكتابة مؤلفا أيضا، عن طريق وضعه كوميديات مسرحية معروفة، منها «لا تشرب الماء» (1966م)، و «اعزفها ثانية يا سام» (1969م)، و«اللمبة الطافية» (1981م). كما ساهم في مجلة «ذا نيو يوركر» بكتابة اسكتشات فكاهية جمعها بعد ذلك في ثلاثة كتب. وكتب بعد ذلك الكثير من موضوعات أفلامه التي أخرجها على الشاشة الفضية.
السينما الأمريكية
American Cinema
كانت الصلة بين السينما حين دخلت إلى أمريكا في أوائل القرن العشرين، وبين الأدب الأمريكي وثيقة منذ البداية؛ فقد استخدمت «هوليوود»، مدينة الفيلم الأمريكي، هي ونيويورك بعد ذلك، ما أنتجته القرائح الفكرية والأدبية في تحويلها إلى الشاشة الفضية، سواء القصص القصيرة، أو الرواية والمسرحية، وحتى كتب السيرة الشخصية والتاريخ، في أفلام وثائقية ودرامية.
وقد أثار تحويل الروايات المشهورة إلى أفلام نقاشا متعددا، ما بين محبذ لذلك وحامل عليها. ولما كان للأدب وسيلة تعبير مختلفة عن وسيلة التعبير السينمائية، وجب النظر إلى الأفلام بهذه النظرة؛ فالفيلم - كما قال مرة الأستاذ نجيب محفوظ - صناعة يدخل فيها الكثير من الفنون؛ من إنتاج إلى إخراج وتصوير ومونتاج وتمثيل، وهو آخر الأمر عملية تجارية إلى جانب العملية الفنية؛ ولذلك يجيء مختلفا عن الأصل الأدبي. وقد اشتهر إرنست همنجواي ⋆
بسخريته من الأفلام التي أخذت عن رواياته وقصصه، ويؤخذ عنه قوله: «إن أفضل تعامل مع هوليوود هو أن تذهب إليهم وتلقي لهم بالقصة ويلقوا لك بالنقود، ثم تركب سيارتك وتجري بها بعيدا!» ولكن ذلك لم يمنع قبوله تقديم كل أعماله تقريبا للسينما؛ لما في ذلك من انتشار وريع مالي كبير.
ومن الأمور ذات الدلالة أن أول فيلم أمريكي حاز انتشارا واسعا في أوائل الفن السينمائي كان مأخوذا عن رواية، والفيلم هو «مولد أمة» (1915م) للسينمائي الرائد «د. و. جريفيث»، عن رواية «رجل القبيلة» للقس «توماس ديكسون». وشهدت السينما الصامتة أعمالا أدبية، ولكن على مستوى محدود، أغلبها عن قصص لسمرست موم. ولكن قدوم الفيلم الناطق عام 1927م بفيلم «مغني الجاز»، شجع المنتجين على اختيار روايات مشهورة لتقديمها في السينما؛ فشهدت السينما أفلاما من تأليف «يوجين أونيل»، ⋆
وكثيرا من الأعمال الأدبية غير الأمريكية، وخاصة أعمال شكسبير، ولكن لما كان كلامنا منصبا على الأدب الأمريكي ، نذكر هنا أفلام «الصقر المالطي» عن رواية داشيل هاميت ⋆
المقدم عام 1931م، «وداعا للسلاح» (1932م ثم في 1957م)، و«الإمبراطور جونز» لأونيل و«نداء الطبيعة» لجاك لندن. ⋆
ولكن اللجوء إلى الأدب لتقديمه للجمهور السينمائي قد أخذ دفعة كبيرة منذ خمسينيات القرن العشرين، بتقديم «الصخب والعنف»، ⋆ «موبي ديك»، ⋆ «عربة اسمها الرغبة»، ⋆ «جاتسبي العظيم»، ⋆ «مأساة أمريكية»، «شرقي عدن»، ⋆ «عصر البراءة»، «يوم الجرادة»، «لوليتا»، ⋆
وصولا إلى الأفلام المعاصرة التي قدمت كل أعمال إرنست همنجواي، ومعظم أعمال هنري جيمس، وأعمالا ل «فيليب روث» ⋆
و«دي ليلو» ⋆
و«دكترو»، ⋆
وما زالت السينما تأخذ من عيون الأدب الأمريكي ما تقدم به أعمالا مميزة في تاريخها الفني.
ماكسويل آندرسون
ANDERSON, Maxwell (1888-1959م)
كاتب مسرحي تمرد على واقعية الثلاثينيات، فكتب مسرحيات رومانسية، معظمها من الشعر الحر، تمتلئ بالحنين إلى العصور الماضية والقضايا التي سادت في أوقات سابقة. ومسرحياته المشهورة: «الملكة إليزابيث» (1930م)، «ماري ملكة اسكتلندا» (1933م)، «جان دارك» (1946م)، «آن ذات الألف يوم» (1948م). كما أنه قام أيضا بتأليف تراجيديات عن الجريمة، كما في «كي لارجو» (1939م)، فأثار مناقشة حامية حول ملاءمة كلام الطبقات السفلى من المجرمين بالشعر.
وتراجعت شهرته الآن، وانحصرت في الأفلام التي أنتجت من أعماله، وأول مسرحياته التي كانت بعنوان «ثمن المجد» عام 1924م.
شيروود آندرسون
ANDERSON, Sherwood (1876-1941م)
برغم الشهرة التي أحرزها أتباع آندرسون (مثل همنجواي، وفوكنر، ⋆
وستاينبك ⋆ )، والتي فاقت شهرته، فقد ترك علامات بارزة في تاريخ الأدب الأمريكي. وقد ذكر فوكنر ⋆
أن آندرسون هو «أب جيلي من الكتاب الأمريكيين، وهو أساس الكتابة الأمريكية التي سيسير عليها من يجيئون بعدنا.»
وقد ولد آندرسون في ولاية «أوهايو»، ومنذ سن الرابعة عشرة بدأ حياة التنقل من عمل إلى عمل، وخدم في الحرب الأمريكية الإسبانية. وبعد أن تزوج واستقر في حياته، هجر كل شيء وذهب إلى شيكاغو وبدأ يكتب وينشر رواياته وشعره، بيد أنه لم يلفت الأنظار إليه ككاتب إلى أن نشر روايته «واينزبرج، أوهايو» عام 1919م، وهي مجموعة من القصص القصيرة المرتبطة بعضها ببعض. وتصور القصص سكان تلك المدينة الصغيرة «واينزبرج»، وتبرز مشاكل تدهور الصناعات اليدوية والحياة الريفية، والكبت الجنسي لدى الشباب ، والعجز عن التواصل. وأبان فيها آندرسون فلسفته القائمة على أن القوى الأساسية للسلوك الإنساني تنبع غريزيا، ويجب ألا يتم قمعها بأنماط عصر الآلة الحديث. وقد ترددت هذه النغمة في رواياته التالية، مع عناصر من المعاني الصوفية التي تمزج بين الإنسان والقوى الأساسية في الطبيعة. ومن رواياته الأخرى التي تتبدى فيها كل هذه السمات العامة: «الجياد والإنسان» (1923م)، «ضحك كئيب» (1925م). وقد نشر مذكراته عام 1942م، ونشرت رسائله عام 1953م بعد وفاته.
مايا آنجلو
ANGELOU, Maya (1928م-...)
فنانة متعددة المواهب؛ فهي كاتبة ومغنية وراقصة وممثلة. اشتهرت بأعمالها التي استلهمتها من حياتها كفتاة سوداء في أمريكا ، وإقامتها في مصر وغانا، في رواياتها: «إني أعرف لماذا يشدو الطائر في قفصه» (1970م)، «تجمعوا معا باسمي» (1974م)، «قلب امرأة» (1981م). وكتبت أيضا عدة دواوين شعرية، منها «أعطني فحسب كوب ماء بارد قبل أن أموت» (1971م)، و«لماذا لا تغني» (1983م).
وتتمثل الإضافة الأدبية لآنجلو في أسلوبها في كتابة السير للأمريكيين السود؛ فقد كانت قبل ذلك تقتصر على «قصص الأسر» إبان عصر الرقيق، أما هي فقد أصبحت أعمالها تتحدث فيما وراء التجربة الذاتية للاستعباد لتكون المتحدثة عن عنصرها وجنسها.
والقصص التي تكتبها تدور حول حياتها منذ الطفولة البائسة التي عاشتها؛ فأول رواياتها يحكي فيها الراوي عن طفلة في الثالثة من عمرها، يرسلون بها إلى ولاية «أركانسو» لتعيش مع جدتها لوالدها حتى بلوغها سن السادسة عشرة، حيث تنجب طفلا من زوج أمها عند زيارة لها. وفي روايتها الثانية «تجمعوا باسمي»، يصور الراوي الشخصية التي تتقمص «آنجلو» من سن السادسة عشرة، بعد أن تنجب ولدا، وتعيش حياة غير مستقرة تضطر فيها إلى امتهان الدعارة. ولكن، في الرواية الثالثة «غناء ورقص ومرح»، تكتشف البطلة مواهبها وتبدأ حياتها الفنية، خاصة مشاركتها في أوبرا «بورجي آند بيس» التي تطوف مع فرقتها أنحاء أوروبا. وفي الرواية الرابعة «قلب امرأة»، تبدأ معركة الحقوق المدنية للسود، وتشترك بطلة الرواية مع مجموعة «مارتن لوثر كنج»، ثم تتزوج رجلا عرفته لمدة أسبوعين فقط وتسافر معه إلى أفريقيا، وبعد أن يظهر لها عدم الملاءمة بينهما تفترق عنه، ولكنها تبقى في أفريقيا وتبقى على إخلاصها للكتابة والدفاع عن الحرية.
وفي رواية «كل أبناء الله يحتاجون أحذية للرحلات» (1986م)، تحكي البطلة السنوات الأربع التي قضتها في «غانا»؛ فقد شاركت بالكتابة في الصحف والإذاعة هناك، وعملت في جامعة «أكرا»، وخالطت الأفريقيات وجمعياتهن، ولا يؤرقها إلا رغبة ابنها - الذي بلغ سن التاسعة عشرة - في الاستقلال عنها. كما كتبت آنجلو الشعر أيضا، وكتاب مذكرات تركز بها على الروحية والحسية والشفاء الروحي.
جون آشبري
ASHBERY, John (1927م-...)
شاعر، وصفه النقاد بالأكاديمي، برغم أنه لم يواصل دراسته العليا في جامعة نيويورك. وقد عمل في مجال النشر، ثم سافر إلى فرنسا مراسلا أدبيا لبعض المجلات الأمريكية. وقد نشر أول دواوينه الشعرية عام 1953م بعنوان «تورنادت وقصائد أخرى». وتضم مجموعاته الأخرى دواوين «قسم ملعب التنس» (1962م)، «أنهار وجبال» (1966م)، «ثلاث قصائد» (1972م)، «موجة» (1984م).
وقد وصف النقاد شعر «آشبري» بالصعوبة، بينما شرح نقاد آخرون محاولات الشاعر الوصول باللغة إلى متعة الموسيقى الخفية عن طريق استخدام تكوين تجريدي للجمل، ونظام للكلمات يتتبع شكل الفكرة التي تطرأ على ذهن الشاعر دون أن يحدد ماهية تلك الفكرة. ومن رأي «آشبري» أن على الشاعر أن يقوم بقفزات للخيال تدهش القارئ، ويصوغ تقنيات للصور الشعرية قد لا يكون أحد قد استخدمها من قبله. ويبدو أن صعوبة قراءة هذا الشاعر وتميزه عن «مدرسة نيويورك»، ترجع إلى قيامه في قصائده بالقفز من مجموعة خواطر إلى مجموعة أخرى دون فواصل انتقالية، وهي تقنية حداثية اكتشفها عزرا باوند ⋆
في المسودة الأصلية لقصيدة ت. س. إليوت ⋆ «الأرض الخراب»، حين حذف تلك الفواصل وترك فحسب الشذرات والجمل التجريدية التي تعكس القفزات التقنية والتشظية التي تميز القرن العشرين.
وقد كتب آشبري الرواية والمسرحية أيضا.
إسحاق آزيموف
ASIMOV, Isaac (1920-1992م)
ولد آزيموف في روسيا، ولكنه انتقل مع أسرته إلى نيويورك حين كان في الثالثة من عمره، وتخرج في جامعة كولومبيا وهو في التاسعة عشرة. وبعد أدائه الخدمة العسكرية، عاد إلى الجامعة وحصل على درجة الدكتوراه عام 1948م. وعمل آزيموف أستاذا في كلية الطب ببوسطن عشر سنوات، بيد أنه كرس عمره كله لتأليف وإصدار الكتب ؛ فأصدر منذ عام 1950م عددا هائلا من الكتب في مجالات متعددة، الكثير منها تحت عنوان: «دليل آزيموف في ...» وقد اشتهر برواياته وقصصه في الخيال العلمي، خاصة سلسلة «الأساس»، ثم سلسلة «الروبوت». وتستند السلسلة الأولى التي تحدث وقائعها في المستقبل البعيد إلى ما يسميه بعلم «التاريخ السيكولوجي».
وكتب آزيموف أيضا الرواية البوليسية، وكتب للأطفال، والمقالات، والدين، والنقد الأدبي.
أتلانتيك منثلي
ATLANTIC, Monthly (1857م-...»
مجلة أدبية فنية سياسية شهرية أسسها في بوسطن شخصيات أدبية مرموقة في قطاع «نيو إنجلاند»، ⋆
واختار اسمها الكاتب هولمز، ⋆
ورأس تحريرها في سنواتها الأربع الأولى الشاعر «لويل». ⋆
وقد كتب الاثنان فيها، واستكتبا فيها إمرسون ⋆
ولونجفلو «وويتير»، ⋆
وهارييت بيتشر ستاو، ⋆
وغيرهم من المؤلفين المشهورين. ورغم إعلان محرريها عدم انحيازها لأي مدرسة أدبية أو سياسية، فقد كان معروفا تشجيعها للأدباء من نيو إنجلاند ومناصرتها لإلغاء الرق. وتولى «هاولز» ⋆
رئاسة تحريرها في الفترة بين 1871م إلى 1881م، مما ابتعد بها نوعا ما عن السياسة، وأدخل في المجلة أبوابا جديدة مثل عرض الكتب وأقسام عن العلوم والموسيقى والتعليم. وقد كتب فيها على مر العصور «هنري جيمس» ⋆
وتيودور روزفلت، وما زالت المجلة تواصل الصدور بنجاح كبير.
و. ه. أودن
AUDEN, W. H. (1907-1973م)
شاعر من مواليد إنجلترا ودرس في أكسفورد، ولكنه حصل على الجنسية الأمريكية، فأصبح يدرج في كل من تاريخ الأدب الإنجليزي وتاريخ الأدب الأمريكي، مثله مثل ت. س. إليوت ⋆
وهنري جيمس. ⋆
في خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، وبسبب الأزمة الاقتصادية، تأثر «أودن» هو وبعض الأدباء من زملائه، بالماركسية، وقال «أودن» عن ذلك إنه كان ثائرا «سيكولوجيا أكثر منه سياسيا». ومن أعماله في تلك الفترة «قصائد» (1930م)، و«الخطباء» (1932م)، وهي مزيج من النثر والشعر، ينعى فيها سقوط الطبقة الوسطى ويبشر بالثورة. وكتب أيامها أيضا للمسرح، واشترك مع شروود آندرسون ⋆
في مسرحية «الكلب المهيج للأعصاب» عام 1936م. ثم أثمرت رحلاته زمن الحرب الأهلية الإسبانية قصيدته «إسبانيا» (1937م)، وكتب أيضا عن آيسلندا والصين. وقد انتهت تلك العلامة المميزة لإنتاجه بذهابه إلى الولايات المتحدة عام 1939م، وتجنسه بالجنسية الأمريكية عام 1946م. وقد نحت أراؤه واتجاهاته الأدبية منحى جديدا ظهر في ديوانيه «زمن آخر» (1940م) و«الرجل المزدوج» (1941م). وبعد أن هجر الماركسية، عاد في الأربعينيات إلى موروث الحضارة الكاثوليكية الإنجليزية، وإلى فلسفة وجودية-مسيحية. وظهرت مقطوعة «البحر والمرآة» في كتابه «مؤقتا» (1940م)، وهي تعليق على مسرحية العاصفة لشكسبير، يناقش علاقة الفن بالمجتمع. ثم نشر «زمن القلق» عام 1948- الذي حاز به جائزة بوليتزر - عن عزلة الإنسان التي يزيد من حدتها في عصره الافتقار إلى التقاليد والإيمان. وتبدى في قصائده ودواوينه التالية إبراز التناقض بين الصفات البشرية والقوى الطبيعية، كما تناول علاقة الطبيعة بالتاريخ. وفي عامي 1968 و1970م، قام «أودن» بمراجعة مجموع قصائده، واختار منها ما يريد الحفاظ عليه، وأصدر دواوين «مدينة بلا جدران» (1969م)، «جرافيتي أكاديمي» (1972م)، «شكرا أيها الضباب» (1974م)، ثم أصدر مختاراته «قصائد مجموعة» عام 1976م.
وقد أصدر الدكتور ماهر شفيق فريد ترجمة بديعة لمختارات من شعر «أودن» بالعربية.
كما كتب «أودن» النثر، خاصة الفلسفة، منها كتاب عن اتجاهات الرومانسيين نحو الإنسان والله والطبيعة، وكتاب عن فلسفة كيركجارد.
بول أوستير
AUSTER, Paul (1947م-...)
خريج جامعة كولومبيا بنيويورك. لم يذع اسمه روائيا إلا بعد صدور ثلاثيته عن نيويورك، وهي «مدينة من زجاج» (1985م)، و«أشباح» (1986م)، و«الغرفة المغلقة» (1987م)، وكلها روايات بوليسية بأسلوب ما بعد حداثي وتجريدي.
ورواية أوستير الإنسانية سوداوية متشائمة، وظهرت سوداويته أكثر في روايته «في بلد الأشياء الأخيرة» (1988م)، التي يصور فيها نيويورك كمدينة شريرة، مكانا رهيبا يمتلئ بالجرائم، حيث تصبح مكتبة نيويورك العامة مهجورة لا يزورها أحد، ويلجأ إليها رجل وامرأة يقعان في حب أحدهما الآخر. ولكن الظروف تقهرهما، حتى إن الثلوج تتساقط على المدينة في شهر يوليو، وهي إشارة إلى حلول الشتاء النووي. وفي روايته «قصر القمر» (1989م)، يصور بطلها يقود سيارته من نيويورك إلى أقصى الغرب بحثا عن إرث مدفون في الأرض. وهكذا تجري رواياته التالية في أجواء بوليسية ملغزة؛ «اللفياثان» (1992م)، «مستر فيرتيجو» (1994م).
وكتب أوستير روايات بها جوانب من حياته، منها «اختراع العزلة» (1982م)، وجمع مقالات له في كتاب «فن الجوع» (1991م).
B
جيمس بولدوين
BALDWIN, James (1924-1987م)
بدأ حياته مساعدا لوالده قس الكنيسة، ثم ترك المنزل في السابعة عشرة من عمره، وقضى فترة طويلة مغتربا في فرنسا. روايته الأولى «اذهب وقلها على الجبل» (1953م)، تصف يوما في حياة عدة أشخاص تابعين لكنيسة «هارلم» في نيويورك، وتضمنت الكثير من ذكرياتهم الماضية. ومع نجاح الرواية، ثبتت أقدام بولدوين كأشهر روائي أمريكي أسود منذ «ريتشارد رايت». ⋆
وتعالج روايته «قل لي منذ متى غادر القطار المحطة» (1968م) تقييما لوضع الأمريكيين السود عن طريق ذكريات طفولة وشباب ممثل أسود عن ذكرياته في حي «هارلم» حي السود في مدينة نيويورك. وقد تأثر «بولدوين» في كتاباته بأسلوب «تشارلز ديكنز»، ثم «دستويفسكي» في التحليل والتقنية الديالكتية لدى الروائي الروسي.
أميري بركة
BARAKA, Amiri (1934م-...)
الاسم الذي اتخذه الكاتب الأمريكي الأسود «لي روا جونز» حين قرر عام 1965م الانضمام لحركة الأمريكيين السود. درس في جامعتي «رتجرز» و«هوارد»، كما درس الفلسفة والأدب الألمانيين، ثم قرر التفرغ لخدمة مجتمعه من السود، فهجر الكتابة الرومانسية، وطلق زوجته البيضاء، وأسس مركز «بيت الروح» للأمريكان السود، وغير اسمه إلى «أميري بركة»، ثم كتب عدة مسرحيات من فصل واحد يهاجم فيها البيض بقسوة. وفي روايته «نظام جحيم دانتي» (1965م) يوازي الجحيم الذي صوره دانتي في ملحمته «الكوميديا الإلهية» بالعشوائيات في حي «هارلم». وتظهر نفس اللهجة العنيفة في دواوين الشعر التي أصدرها؛ ومنها «المحاضر الميت» (1964م)، «أغنية الربيع» (1979م). أما قصصه القصيرة التي جمعها في كتاب «حكايات» (1967م)، فهي صور من حياته، وكتب أيضا الكثير من الكتب النثرية عن المشكلات التي تواجه السود في المجتمع الأمريكي، وعن الفنون الموسيقية التي برع السود في أدائها. وقد أصدر عام 1984م «السيرة الذاتية للي روا جونز»، وعمل أستاذا منذ 1983م في قسم الدراسات الأمريكية-الأفريقية بالجامعة الأهلية في «ستوني بروك».
جونا بارنز
BARNES, Djuna (1892-1982م)
من مواليد نيويورك، وأقامت فترات طويلة في أوروبا. كان أول إصداراتها مجموعة مسرحيات وقصص قصيرة وقصائد بعنوان «كتاب» في 1923م، تعالج فيها مشاعر أناس من محبي الحيوانات الأليفة. أما روايتها «غابة الليل» (1936م) فهي عن علاقات خمسة من المرضى النفسانيين. وقد أصدرت أيضا عددا من المسرحيات والقصائد والمقالات، ثم نشرت عام 1985م الأحاديث الصحفية التي أجرتها مع مشاهير الأدباء والفنانين، مع الرسومات التي وضعتها لهم.
جون بارث
BARTH, John (1930م-...)
روائي اهتم بوضع الإنسان وتجاربه الحياتية في الوجود. أول رواياته «الأوبرا الهائمة» (1956م) عن رجل يحاور نفسه وهو يحاول الانتحار، و«نهاية الطريق» (1958م) عن علاقة ثلاثية . وذاعت شهرة بارث حين أصدر الناقد روبرت شولر كتابه «صانعو الخرافات» عام (1967م) وقال فيه إن روايات «بارث» أظهرت اهتمامه بطبيعة الواقعية بوصفها كيانا متحولا، وتعتمد أساسا على ركيزة اللغويات، وهو يتميز باللعب على اللغة وترتيب الكلمات على الصفحة، وخلق أفكار يدعها تتصادم معا في الرواية. وقام «بارث» بعدها بإصدار الروايتين الأوليين له، بعد إجراء تعديلات عليهما، عام 1967م. ونشر بعد ذلك في 1968م روايته «ضائع في بيت اللهو»، وهي أربع عشرة قصة مترابطة فيما بينها، كل منها تتعلق بتجربة خاصة في القص. وكتابه «التوهم» (1972م) يضم ثلاث روايات قصيرة، منها «دنيا زادياد» التي استلهم فيها قصص ألف ليلة وليلة، والروايات الثلاث مرتبطة بفكرة العلاقة بين المؤلف والقارئ، وإمكانية خلق قصص جديدة بخلع أبعاد جديدة على قصص قديمة. وحاز هذا الكتاب الجائزة القومية للكتاب عام 1973م. وقد عاد بارث بعد ذلك إلى الرواية الطويلة، فأصدر «خطابات» (1979م)، «إجازة العام السابع» (1982م)، «الرحلة الأخيرة لفلان البحار» (1991م).
دونالد بارثلم
BARHELME N. Donald (1931-1989م)
أحد أقطاب ما بعد الحداثية، بيد أنه يستعصي على التصنيف؛ فهو من مبتكري «الميتاقصة»، وتبدو في رواياته آثار رومانسية برغم ذلك. كتب الرواية، وكتب للأطفال، وكتب الكثير من القصص القصيرة. حاز جوائز عديدة من جهات مختلفة. من أهم مجموعاته القصصية: «عد يا دكتور كاليجاري» (1964م)، «حياة المدينة» (1970م)، «حزن» (1972م)، «الهواة» (1976م)، وكلها تتميز بالمادة غير المنطقية، العجائبية، والخالية من المعنى. ومن رواياته: «سنو هوايت» (1967م) التي قدم فيها قصة الأطفال المعروفة بشكل آخر عارض فيها قوة الأسطورة بضعف وفراغ أبعاد الثقافة المعاصرة. وله أيضا روايات «الأب الميت» (1975م)، و«الفردوس» (1986م)، و«الملك» (1990م)، وهي تاريخ تصوري للملك آرثر ومائدته المستديرة منقولا إلى بريطانيا في أربعينيات القرن العشرين وهي تواجه النازية.
سيلفيا بيتش
BEACH, Sylvia (1887-1962م)
أمريكية عاشت حياتها في باريس، حيث افتتحت مكتبة «شكسبير وشركاه» لإعارة الكتب للزوار الأمريكيين وغير الأمريكيين الذين ملئوا العاصمة الفرنسية فيما بين الحربين العالميتين، ومعظمهم من الكتاب. وتناوب على مكتبتها عزرا باوند، أرنست همنجواي، جيمس جويس ، فورد مادوكس فورد، شروود آندرسون، وكثير غيرهم. كذلك عقدت صداقات مع الأدباء الفرنسيين مثل «بول فاليري»، و«لاربو»، و«أندريه جيد». وحين لم يجد جيمس جويس ناشرا لكتابه «عوليس»، قامت «سيلفيا بيتش» بنشره في عدة طبعات، وارتبط اسمها باسم جويس طوال حياتها.
الجيل المضروب
Beat Generation, the
حركة بوهيمية ضد ثوابت المجتمع، ظهرت حوالي عام 1956م، وكان مركزها في سان فرانسيسكو ونيويورك. واصطلاح «المضروب
Beat » (وله ترجمات أخرى) يأتي من سخط أدباء الحركة على التقاليد الاجتماعية وعدم انتمائهم إلى أي مظهر من مظاهر الأعراف وطرق السلوك؛ لما اعتقدوه في مجتمع قائم على الفساد والاتجاهات المادية التجارية وهو المجتمع الذي عمل على قمع الإشراقات الفنية والأدبية لكثير من الأدباء والفنانين وضربهم في مقتل. وعمل أعضاء الحركة على محاولة مقاربة ذلك الوضع عن طريق بلوغ حالة من الاستثارة البهيجة، بتعاطي الخمر والمخدرات. واستخدم أعضاء الحركة في أعمالهم الأدبية لغة فيها مفردات غاضبة خاصة بهم، مقترنة بجمل من البوذية التي تأثروا بتعاليمها. ومن أبرز أدباء الحركة «ألن جنزبرج» ⋆
و«جريجوري كورسو» والناشر «لورانس فرليجيتي» ⋆
والروائي «جاك كرواك». ⋆
ومن بين من انتسب لهم جزئيا «وليام بوروز» ⋆
و«نورمان ميلار» ⋆
و«هنري ميللر». ⋆
صول بيلو
BELLOW, Saul (1915-2005م)
ولد في كندا من أبوين روسيين، وهاجرت الأسرة إلى الولايات المتحدة، حيث تلقى «بيلو» تعليمه في شيكاغو، ثم قام بعد ذلك بالتدريس في كبرى الجامعات الأمريكية. غير أن مهنته الأولى كانت الكتابة، حيث أصدر أولى رواياته عام 1944م بعنوان «الرجل المتدلي»، وهي رواية تبحث في وضع الإنسان ووجوده وحريته، وهو موضوع سيتكرر كثيرا في روايات «بيلو». وقد تناولت روايته الثانية «الضحية» (1947م) الموضوع نفسه؛ فبطلها يعيش في نيويورك ويحس بأنه غريب فيها. ثم ينتقل «بيلو» إلى الطبيعة الممتزجة بالسخرية في روايته الشهيرة «مغامرات أوجى مارش» (1953م)، حيث يتابع حياة أمريكي يهودي في شيكاغو. ثم رواية «هندرسون ملك المطر» (1959م)، وفيها تدفع الذاتية المفرطة بأحد المليونيرات إلى الذهاب إلى أفريقيا كيما يصبح صانع معجزات هناك.
وروايته التالية هي التي اشتهرت في العالم العربي، وهي بعنوان «هرزوج» (1964م)، عن حياة وتجارب مثقف يهودي في منتصف العمر، يقف على حافة الانتحار لإحباطاته المتعددة، إلى أن يقتنع بأن وجوده على النحو الذي هو عليه هو أفضل شيء.
ويفوز بيلو بجائزة بوليتزر في الرواية عام 1975م عن روايته «هدية همبولت»، ويعود فيها إلى المشكلة الوجودية. وكتب بعد ذلك روايات عدة، ومجموعات من القصص القصيرة. وقد حاز جائزة نوبل للأدب عام 1976م.
محبوبة
BELOVED
رواية توني موريسون، ⋆
صدرت عام 1987م، ونالت جائزة بوليتزر ⋆
الأمريكية عن ذلك العام. وتبدأ الرواية بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865م)، حيث تعيش «سميث» - وهي من الأرقاء السابقين - مع ابنتها «دنفر» ذات الثمانية عشر ربيعا في ولاية «أوهايو». وتتذكر سميث أيام الرق في ولاية «كنتاكي» منذ عشرين عاما، ومن هنا تمضي الرواية على مستويين؛ مستوى ذكريات الرق، ومستوى حاضر سميث، بعد التحرر. وتتركز الذكريات حول الأهوال التي لاقتها «سميث» في العمل بمزارع أحد ملاك الأراضي في «كنتاكي» وعذاباتها واغتصابها هناك، مما دعاها إلى الفرار والإقامة في أوهايو. وحين يجدها صاحب المزرعة ويريد إعادتها إلى العمل، تهرب ثانية وتحاول قتل أولادها لتحريرهم من الذل، ولكن من يموت على يديها هي الابنة التي لا تعرف اسمها، وتكتب الأم على شاهد قبر الطفلة الاسم «محبوبة». وفي أوهايو في زمن الرواية، تظهر شابة غريبة، ويعتقد الجميع أنها تجسيد «محبوبة»، وتتوثق صلتها ب «سميث» وابنتها «دنفر». وتتحول محبوبة إلى مخلوق متسلط تخضع الأم لطلباتها وأوامرها تكفيرا عن جريمة قتلها إياها. وتتفق شخصيات الحي في أوهايو على الذهاب «لصرف» شبح محبوبة، وتخطئ «سميث» الظن بأحدهم وتظنه مالك الرقيق القديم قد جاء ثانية، فتحاول قتله، ولكن الجميع يمنعونها من ذلك. وفي هذه الجلبة تختفي محبوبة ولا تظهر مرة أخرى.
والرواية ترجمت إلى العربية بقلم الدكتور أمين العيوطي، وتحولت إلى فيلم عام 1998م قامت ببطولته «أوبرا ونفري» صاحبة البرنامج التلفزيوني الشهير.
وقد احتلت هذه الرواية المرتبة رقم 35 في قائمة أفضل 101 رواية عالمية، التي وضعها كاتب هذا القاموس ونشرها في كتابه «الجيل الرائع».
بيلي بد
BILLY Budd
رواية قصيرة من تأليف هرمان ملفيل ⋆
نشرها عام 1924م، ثم صدرت في طبعة منقحة مأخوذة من أصل المخطوط عام 1962م.
والقصة تتناول مشكلة الشر وكيف أن الخير كثيرا ما ينهزم أمام قوى الظلم. تدور القصة في القرن الثامن عشر. «بيلي بد» بحار شاب وسيم، وبسبب براءته وعلاقاته الطيبة بالجميع، يشعر الضابط «كلاجارت» بالمقت والحسد تجاهه. ولا يفهم «بيلي» سببا لكراهية الضابط له؛ فهو لا يعقل كيف للشر أن يحاول تدمير الخير. ويتهم «كلاجارت» «بيلي» بتدبير تمرد على السفينة، وبلغ القبطان بتلك الثورة المزعومة. وعند التحقيق، لا يتمالك «بيلي» نفسه من الاتهام الظالم، فيلطم «كلاجارت» لطمة تقضي عليه. ومع أن قبطان السفينة يتعاطف مع «بيلي»، فإنه لا يملك إلا الحكم عليه بالشنق، وتبقى ذكرى «بيلي بد» عطرة فيما بين البحارة.
إليزابث بيشوب
BISHOP, Elizabeth (1911-1979م)
شاعرة، ولدت في ورشستر بولاية ماساشوستس. عاشت مع أقارب لها في كندا بعد وفاة والدها ومرض والدتها، منذ كانت في الخامسة من عمرها. وبعد تخرجها في الجامعة، عاشت في كي وست، ثم رحلت إلى البرازيل، إلى أن استقرت في بوسطن منذ 1974م، تدرس الأدب في جامعة هارفارد. تعرفت إبان دراستها الجامعية الشاعرة ماريان مور ⋆
التي كتبت لها مقدمة أول مجموعاتها الشعرية «تجارب في التوازن» (1935م). وقد تأثرت في صورها الشعرية وموضوعات قصائدها بماريان مور؛ فهي تمزج بين التجربة الشخصية وغرابة الرؤى والأحلام. وصدرت مجموعتها الشعرية ومجموعات مقالاتها النثرية عام 1983م بعد وفاتها.
ريتشارد بلاكمور
BLACKMUR, Richard (1904-1965م)
شاعر وناقد أدبي، رغم عدم حصوله على أي تعليم جامعي؛ فهو قد أحرز علما نقديا أصبح معه أستاذا في جامعة برنستون الشهيرة بين عامي 1948-1965م. من كتبه ديوان «عالم ثان» (1942م). ومن مجموعات مقالاته الصادرة في كتب: «ثمن العظمة» (1940م)، «الأسد وقرص العسل» (1955م). وله أيضا: «الشكل والقيمة في الشعر الحديث» (1957م)، «أحد عشر مقالا في الرواية الأوروبية» (1964م).
هيلينا بلافاتسكي
BLAVATSKY, Helena (1831-1891م)
ولدت في روسيا وعاشت في أمريكا أربع سنوات بعد طواف في بلدان أوروبا والشرق الأوسط، ومصر، والهند. أسست في أمريكا «الجمعية الثيوصوفية». ونشرت «كشف الغطاء عن إيزيس» (1877م). والثيوصوفية هي نظرية إشراقية ذات صبغة دينية، موضوعها الاتحاد بالرب. صدرت أهم كتاباتها عام 1888م في مجلدين بعنوان «العقيدة السرية»، وفيه عرض لنظريتها في الإشراق والصوفية.
روبرت بلاي
BLY, Robert (1926م-...)
شاعر من أبناء ولاية مينيسوتا. أصدر أول دواوينه عام 1962م «صمت في حقول الثلج». ورغم احتواء قصائده على أجواء الحياة في المزرعة العادية، فقد لفت الانتباه بصوره الشعرية المتميزة التي تمزج بين التجديد والصوفية. وتوالت دواوينه الشعرية، وبعضها يتضمن قصائد مناهضة للحرب في فيتنام، خاصة ديوان «الضوء حول الجسد» (1967م)، الذي حصل على جائزة الكتاب القومي. وتبرع بلاي بقيمتها المادية لمنظمة مناهضة للتجنيد الإجباري. وتوالت دواوينه بوتيرة منتظمة بعد ذلك، إلا أنه اشتهر أيضا بترجماته الشعرية والنثرية؛ فترجم لبابلو نيرودا وريلكه، ولوركا الذي تأثر به بلاي في شعره. وفي النثر، ترجم ل «سلمى لاجيرليف» و«نوت هامسون» الحاصلين على جائزة نوبل للآداب. وقد أصدر «بلاي» مجلة أدبية كان يغير اسمها كل عشر سنوات، توفرت على نشر القصائد الحديثة، وترجماته للقصائد الأجنبية. ومن دواوينه الأخرى: «حياة تحت الأرض» (1972م)، «ستبقى هذه الشجرة ألف عام» (1979م). كما كتب دراسات نقدية عن الترجمة، وعن أعمال العالم النفسي الشهير «كارل يونج».
بول بولز
BOWLES, Paul (1910-1999م)
كاتب وفنان متعدد المواهب. ولد في نيويورك، وتخرج في جامعة فيرجينيا، وعمل في تأليف الموسيقى لعدد من عروض الباليه والأفلام السينمائية. ثم غادر الولايات المتحدة في الأربعينيات وأقام في المغرب مددا طويلة، تحول خلالها إلى تأليف الروايات والقصص. وأشهر رواياته «السماء الواقية» (1949م) التي أخرجها «برناردو برتولوتشي» للسينما عام 1990م. ومعظم كتاباته تتعلق بحياة غير العرب في المغرب. وقد صادق بولز عددا من الكتاب والفنانين العرب، أشهرهم «محمد شكري»، وشجعه على الكتابة وعلى إصدار كتابه «الخبز الحافي». وأصدر بولز مجموعة خطاباته عام 1994م بعنوان «على اتصال».
راي برادبري
BRADBURY, Ray (1920-2012م)
اشتهر بروايات الخيال العلمي والفانتازيا. من قصصه «حوليات كوكب المريخ» (1950م). وأكثر رواياته انتشارا «451 فهرنهايت» (1953م)، وهي درجة الحرارة التي تحترق فيها الكتب، تتناول الرواية مجتمعا يمنع الكتب، ويحرق ما هو موجود منها ومن يمتلكها، حتى يضطر محبو الكتب إلى تقاسم حفظ الكتب المعروفة فيما بينهم. وقد انضمت الرواية إلى صف الروايات المستقبلية إلى جانب «1984» ل «جورج أورويل»، وروايات «ه. ج. ولز». وقد أتاح له عمره المديد - 92 عاما - كتابة الكثير من مثل هذه الروايات، كما كتب أيضا المسرحية والشعر.
البراهمة
BRAHMINS
لقب أطلق كفكاهة على الطبقة العليا في مجتمع نيو إنجلاند، ⋆
مشتق من اسم أعلى طبقة من الهندوس. وقد تحدث الأدباء - في الإشارة إلى تلك الطبقة - عن الصفات الأرستقراطية الهادئة المسالمة في نيو إنجلاند، خاصة في بوسطن. والتي حافظت على نظامها جيلا وراء جيل، فاكتسبت بذلك صفات خاصة مميزة.
جسر سان لويس ريي
The Bridge of San Luis Rey
رواية «ثورنتون وايلدر» ⋆
التي أصدرها عام 1927م، وحازت جائزة بوليتزر للرواية.
تحكي الرواية عن انهيار جسر في مدينة «ليما» عاصمة «البيرو» عام 1714م، ويموت فيه خمسة أشخاص. ويحاول أحد القسس أن يبرر الحادث في إطار الدين، ويجمع نتيجة بحثه في ذلك عدة سنين، وينشره في كتاب تعلن الكنيسة أنه هرطقة، وتحرق الكتاب ومؤلفه. وتنجو نسخة من الكتاب من الحرق، وتحكي الرواية قصة هؤلاء الخمسة الذين ماتوا في الحادث، بما يبرر وفاتهم.
فان ويك بروكس
BROOKS, Van Wyck (1886-1963م)
خريج جامعة هارفارد العريقة. تخصص في النقد الأدبي وسير الحياة. كتب عن حياة «مارك توين» ⋆
و«هنري جيمس». ⋆
ومن كتبه الأخرى: أزمان «ملفيل» ⋆
و«ويتمان» (1947م). ورغم أنه عمل بالتدريس الجامعي والصحافة والترجمة عن الفرنسية، فإن همه الأساسي طوال حياته كان مكرسا لتفسير الحياة الأدبية والثقافية في الولايات المتحدة. وقد أبدى في كتبه كرها لكثير من الحركات والنظريات الأدبية التي ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين.
وليام كالن برايانت
BRYANT, William Cullen (1794-1878م)
من أشهر أدباء القرن التاسع عشر.
ولد في ولاية ماساشوستس، وبدأ في كتابة الشعر في سن الرابعة عشرة، ولكنه تابع دراسة القانون حتى عام 1825م. وفي عام 1824-1825م نشر ما يربو على عشرين قصيدة في «الجازيت الأدبية للولايات المتحدة»، مما جعله يصبح أهم شاعر أمريكي في تلك الحقبة المبكرة. وعمل في الصحافة، حيث أصبح رئيسا لتحرير «نيويورك إيفننج بوست» في 1829م، وقضى فيها زهاء الخمسين عاما. وتميزت قصائده باستجابات انفعالية تجاه الإنسان والطبيعة، التي نظر إليها بوصفها الأثر المنظور للجمال الإلهي العلوي وقوته العظمى. وقد ترجم «الإلياذة » و«الأوديسة» ما بين 1870 و1872م في شعر حر واضح الأسلوب جميله.
بيرل بك
BUCK, Pearl (1892-1973م)
كاتبة ذائعة الصيت نتيجة ترجمة بعض أعمالها إلى لغات عديدة، وإن كان النقد الأكاديمي يتحفظ بالنسبة لها، حتى بعد أن حصلت على جائزة بوليتزر عام 1932م، وجائزة نوبل للأدب عام 1938م.
وتشتهر رواياتها باهتمامها بالصين والشرق الأقصى؛ فهي قد ولدت لأبوين يعملان بالتبشير في الصين، فعايشت الفلاحين الصينيين وتعاملت مع سكان المدن أيضا. وقد تخرجت في جامعة دينية للفتيات فقط، في فيرجينيا، عام 1914م، وعادت بعدها إلى الصين حيث تزوجت خبيرا زراعيا أمريكيا يعمل هناك. وطافت مع زوجها أرجاء شمالي الصين قبل أن تستقر لتعمل مدرسة للغة الإنجليزية في جامعة «نانكنج». وقد عادت «بك» إلى الولايات المتحدة لعلاج ابنها، وأصدرت أول رواية لها عام 1930م بعنوان «ريح شرقية: ريح غربية»، تناولت فيها صدام الحضارات، وهو الموضوع الذي شغلها كثيرا في كتاباتها التالية. بيد أنها كتبت أيضا عن موضوعات أمريكية، خاصة دور المرأة، ومشكلة الأعراق، واتجاهات أمريكا نحو قضايا الشرق الأقصى. وفي عام 1931م أصدرت «بك» أشهر رواياتها «الأرض الطيبة» التي ذاعت ترجماتها في بلاد عديدة، منها الدول العربية، تحولت إلى فيلم مشهور قام فيه «بول موني» بدور البطولة.
وفي عام 1935م، انفصلت «بك» عن زوجها بالطلاق، وتزوجت ناشرها «ريتشارد وولش» الذي يقترن اسمها أحيانا باسمه. ثم أصدرت روايتين تكملان «الأرض الطيبة» هما «أبناء» (1932م) و«بيت منقسم» (1935م)، لتصبح ثلاثية عنوانها «بيت الأرض»، وتعالج تفاصيل التحول المحتم المؤلم من الصين التقليدية إلى الصين الحديثة. ومن الغريب أن «بك» أصدرت كتبها في الفترة من 1945م إلى 1953م تحت اسم مستعار هو «جون سدجز» كيما «تتجنب الصعاب التي تواجه المرأة التي تصبح كاتبة» كما قالت.
تشارلز بكوفسكي
BUKOWSKI, Charles (1920-1994م )
ولد في ألمانيا لأب أمريكي وأم ألمانية، ونشأ في أمريكا. أصبح عاملا حتى سن 35، حين بدأ يكتب الشعر. وقد نشر عددا وفيرا من الكتب، كثير منها على شكل كتيبات محدودة الإصدار، أولها بعنوان «زهرة وقبضة وعويل بهيمي» (1960م)، وأتبعه بكتب أخرى منها «محترق في المياه، وغارق في النار» (1974م). ويبدو في تلك القصائد غريبا غارقا في ذاته ومعتدا بذكورته، ذا اهتمامات شخصية وموضوعات أدبية تتركز في الشراب والجنس والعنف. وقد كتب القصة أيضا، منها «ملاحظات عجوز قذر» (1969م)، وهي مزيج من حياته وخياله. أما كتبه التي تعتبر سيرا ذاتية فتشمل «اعترافات رجل من الجنون بحيث إنه يعيش مع الوحوش» (1965م) و«شكسبير لم يفعل ذلك أبدا» (1979م).
إدجار رايس بوروز
BURROUGHS, Edgar Rice (1875-1950م)
مؤلف سلسلة طرزان المشهورة، التي بدأها عام 1914م عن الصبي الذي نشأ في الغابات وتزوج وأنجب ولدا. وكتب أيضا عن حفيد ذلك الصبي، الذي يتضح أنه ابن أحد النبلاء الإنجليز التي فقد في أفريقيا في صباه وتربى بين القرود. وقد استغلت السينما هذه القصص المتتالية في كثير من أفلام المغامرات الناجحة التي مثل فيها «جوني ويزمولر» دور طرزان.
وليام بوروز
BURROUGHS, William (1914-1997م)
اشتهر بكتاباته الصريحة عن إدمان المخدرات، بدأها برواية «مدمن» في 1953م، ثم برواية «الغداء العاري» (باريس 1959م، نيويورك 1962م). وهما تقرير وجودي مرير عن حياة مدمن، وابتعاث سيريالي للأهوال الشخصية التي تنطوي عليها هذه الحياة. ورغم مولده في «سان لويس» بكاليفورنيا، فقد قضى سنوات طويلة مغتربا في باريس وغيرها من المدن. وقد ارتبط بكتاباته بالجيل المضروب ⋆
بسبب اشتطاطه في العنف، وإن لم يكن منهم، من كتبه المصنفة قريبا من ذلك الجيل: الماحق (1960م)، الآلة الرخوة (1961م)، التذكرة التي انفجرت (1962م)، وهي كلها فانتازيات تسخر من الحياة الحديثة. وقد أصدر ثلاثية روائية تتكون من: «مدن الليلة الحمراء» (1981م) عن مدينة طوباوية، «مكان الطرق الميتة» (1984م) وهي فانتازيا من نوع الخيال العلمي المقرون بقصص الغرب الأمريكية، «الأراضي الغربية» (1987م) عن مصر القديمة. وقد عاش بوروز وقتا في طنجة مع أفراد الجيل المضروب، وتعرف على بول بولز ⋆
وجماعته العربية. واشتهرت حياته بحادثة قتله زوجته وهو يجرب معها إصابة تفاحة وضعتها على رأسها، فجاءت الطلقة في رأسها بدلا من التفاحة!
C
ترومان كابوتي
CAPOTE, Truman (1924-1984م)
روائي من أبناء مدينة «نيو أورليانز». اشتهر برواية «مع سبق الإصرار» ⋆ (1966م)
In Cold Blood ، وهي نوع الرواية الصحفية، حيث عاش المؤلف مع رجلين ارتكبا جريمة قتل وحشية، وحكى حكايتهما حتى نهايتهما على حبل المشنقة. ومن رواياته الأخرى «أصوات أخرى، حجرات أخرى» (1948م)، «بيت الأزهار » (1954م)، وروايته القصيرة «إفطار في تيفاني» (1958م) التي أشيع أنه كتبها إعجابا بالممثلة مارلين مونرو. وقد تحولت إلى فيلم من تمثيل أودري هيبورن، كما أن «مع سبق الإصرار» ظهرت على الشاشة مع مطالع القرن الحادي والعشرين.
قطة على سطح من الصفيح الساخن
Cat on Hot Tin Roof
مسرحية مشهورة لتينسي وليامز ⋆
صدرت عام 1955م، وحصلت على جائزة بوليتزر للمسرح عن ذلك العام. «بج دادي بوليت»، أحد كبار الأثرياء من مزارعي «ميسيسبي»، يحتفل بعيد ميلاده الخامس والستين، محاطا بأفراد أسرته. «برك» ابنه المفضل السكير المنعزل اجتماعيا، وزوجته «ماجي» وهي القطة المحبوبة الثائرة التي تناضل لتنال ما تريده، و«كوبر» الابن الأكبر وهو شخص بخيل منافق وزوجته الحامل في مولودها السادس، و«بيج ماما» زوجة الثري المشاكسة. وفي ثنايا المسرحية، تستبين العلاقات المتشابكة بين الشخصيات، وعلاقة ماجي بأحد أصدقاء زوجها الذي مات بعد ذلك؛ حتى تثير غيرة زوجها كيما يعمل على إنجاب ولد لهما يرث مزارع الأب الشاسعة. ونعرف أن الأب يعاني من مرض السرطان وأن وفاته وشيكة، فتعلن ماجي - كيما تسعد الأب بعد هذا النبأ المحزن - أنها حامل من زوجها، ثم تأخذه إلى غرفتهما ليبدآ حياة جديدة تحقق زيجتهما التي لم تبدأ إلا في تلك الليلة.
وقد أنتجت هوليوود فيلما رائعا عن هذه المسرحية، ببطولة إليزابيث تايلور ومارلون براندو.
الحارس في حقول الشوفان
The Catcher in the Rye
الرواية الوحيدة التي كتبها ج. د. سالنجر ⋆
عام 1951م ونالت شهرة واسعة. وهي تتناول أياما في حياة المراهق «هولدن كوفيلد» ذي الستة عشر عاما، بعد أن فصل من مدرسته الثانوية لتكرار رسوبه. والرواية تحكي على لسانه رأيه في المدرسة وفي مدرسيه وفي الحياة عموما، والسلوكيات التي يسميها «زائفة»
؛ فبعد آخر يوم له في المدرسة، وخوفا من العودة إلى أسرته، يذهب إلى نيويورك. وتصادفه في تلك المدينة الهائلة أحداث يصطدم فيها بأحد عمال الفندق الرخيص الذي نزل به. ويلتقي بصديقة سابقة له هي «سالي هبيز»، ويقترح عليها أن يهربا سويا إلى الريف في نيو إنجلاند هربا من نفاق الناس وزيفهم، ولكنها، وهي البرجوازية الحقة، ترفض ذلك، فيتشاجر معها ويتركها للتجوال في «سنترال بارك». ويتسلل ليلا إلى منزله ليرى أخته الصغيرة «فويبي»، التي تحزن لأحواله. وفي نقاشهما تسأله الأخت عن أي شيء يود أن يقوم به في الحياة، فيرد عليها أنه يود لو يصبح «حارسا في حقول الشوفان»؛ فهو يتصور الآلاف من الأطفال يلعبون في حقل ضخم للشوفان ولا أحد يحرسهم سواه، فهو يقف على حافة هاوية ينتهي بها حقل الشوفان، وعليه أن يرد ويمسك بأي طفل يقترب في لهوه ولعبه من الحافة لئلا يسقط في الهاوية. ومن هنا جاء عنوان الرواية. وبعد محاولات فاشلة منه للبقاء في منزل مدرس قديم له، يعود إلى المنزل بعد أن يدرك أنه ليس بوسعه الهرب والرحيل. ونعلم أنه قد أصيب بانهيار عصبي أدى إلى دخوله مصحا نفسيا، وهو فيه إذ يروي على لسانه هذه القصة.
والرواية مليئة بالأحداث التي تبين الشباب وتوقهم إلى حياة صادقة لا يشيع فيها الكذب والنفاق، وحيرتهم بين ما يعتمل في صدورهم وبين الشر الذي يملأ الحياة في المجتمع. وقد احتج الآباء عند صدور الرواية على إدراجها في مكتبات المدارس، بيد أن شعبيتها قد ازدادت مع مر الأيام إلى درجة إدخالها ضمن برامج الدراسة الأدبية في كثير من المدارس والجامعات؛ حيث أصبحت «أيقونة» الشباب في النصف الأخير من القرن العشرين.
ويلا كاثر
CATHER, Willa (1873-1947م)
روائية عاشت في ولاية نبراسكا، حيث استمدت موضوعات معظم اعمالها. تخرجت في جامعة نبراسكا، وعملت بالصحافة والتدريس، وتركت العمل لتتفرغ للكتابة بعد نشر أول أعمالها الروائية «جسر الإسكندر » عام 1912م. من أهم رواياتها الأخرى: «عزيزتي أنطونيا» (1918م)، «الموت يأتي إلى رئيس الأساقفة» (1927م). ومن رواياتها الشائقة «منزل البروفسور» (1925م) عن أستاذ مثالي يحاول التوافق مع تقدمه في العمر، وعن أحد طلابه الذي يكتشف مدينة قديمة في ولاية «نيو مكسيكو».
كيت شوبان
CHOPIN, Kate (1851-1904م)
روائية من كاليفورنيا عاشت مع زوجها ذي الأصل الكريولي (المخلطون من المستعمرات الفرنسية) في «نيو أورليانز» بولاية «لويزيانا» في مزرعة كبيرة من مزارع القطن. اشتهرت بروايتها «الصحوة» (1899م) التي أثارت عند صدورها ضجة كبيرة؛ حيث تحدثت عن صحوة زوجة على أحاسيسها الجنسية مع شخص آخر غير زوجها، وكتبتها على نحو اتسم بالواقعية وبالطبيعة التي سار عليها إميل زولا الفرنسي؛ مما أثار عليها المجتمع المحافظ، وأنهى بذلك عملها كروائية. وقد نسيت الرواية حتى عادت للظهور في النصف الثاني من القرن العشرين، وقارنها النقاد برواية «مدام بوفاري» لفلوبير.
جيمس فنيمور كوبر
COOPER, James Fenimore (1789-1851م)
من أوائل القصاص الأمريكيين الأصلاء. اشتهر بالروايات التي تصور الرواد الأوائل والتحديات التي واجهتهم في سعيهم للانتشار عبر حدود الولايات، وكتب أيضا عن الثورة الأمريكية ضد إنجلترا. أشهر رواياته «آخر قبيلة الموهيكان» (1826م)، التي تحكي عن التنافس بين الدول الأوروبية للحصول على أرض في القارة الأمريكية، وعن جماعة من السكان البيض وجدت نفسها محاصرة بين الجيوش المتحاربة إبان الحروب الفرنسية هناك سنة 1757م، ومعهم السكان الأصليون من «الهنود الحمر»، وكيف نجح الجنود الأوروبيون في التهام الأراضي بسبب بثهم عوامل الفرقة بين قبائل السكان الأصليين. ومن رواياته المشهورة الأخرى «الرواد» (1823م)، «البراري» (1827م) التي تتناول عبور المستكشفين «لويس» و«كلارك» القارة، وتدمير الطبيعة في سبيل إنشاء الولايات الجديدة.
روايته المشهورة الأخرى «صائد الغزلان» (1841م)، تدور أحداثها أيضا في أثناء الحروب بين الهنود الأصليين والفرنسيين، وهي رومانس تتناول الحب بين قائد هندي وابنة أحد المستوطنين البيض في مناطق الحدود.
وقد انتشرت روايات «كوبر» في عصره لتميزها بالحبكة المثيرة والمواقف الدرامية. ثم عادت كتبه إلى دائرة الاهتمام في منتصف القرن العشرين حين وجد النقاد فيها وصفا للتوترات بين طبقات المجتمع المختلفة، وبين المجتمع والفرد، وبين المستوطنة والبرية، وبين القانون المدني والحقوق الطبيعية، وهي المسائل التي ثارت في تلك الحقبة.
مالكولم كاولي
COWLEY, Malcolm (1898-1989م)
شاعر أمريكي، تخرج في جامعة هارفارد، وخدم في الحرب العالمية الأولى، ثم ذهب بعدها ليعيش في فرنسا. تدل قصائد أول دواوينه «خوانيتا الزرقاء» (1929م) على صور من حالته الذهنية والعاطفية في تلك الفترة من حياته. ثم كتب قصائد معظمها عن «الجيل الضائع» ⋆
في ديوان «فصل جاف» (1942م).
وهو مشهور أيضا بكتبه النثرية في النقد الأدبي؛ ففي عام 1934م أصدر «عودة المنفي» (ونقحه عام 1951م)، وهي مقالات في تحليل أدباء جيل ما بعد الحرب وتحمل ملامح من حياته. «الموضوع الأدبي» (1954م)، «حلم الجبال الذهبية» (1980م). وقد عملت المقدمة التي وضعها لكتاب «من أعمال فوكنر» (1946م) على خلق خلفية وليام فوكنر ⋆
بوصفه كاتبا عظيما.
كرين، ستيفن
CRANE, STEPHEN (1871-1900م)
ولد في نيويورك، ودرس أعواما في جامعتي لافاييت وسيراكيوز دون أن يتم الدراسة، ثم أقام في نيويورك سيتي يعالج الأدب والتأليف. نشر أولى رواياته «ماجي، فتاة الشوارع» عام 1893م على نفقته، ثم نشر رائعته «شارة الشجاعة الحمراء» عام 1895م، وهي دراسة واقعية لعقلية جندي بلا تجربة محصور في عنف المعارك ولهيبها. وقد أدى انشغاله بهذه الرواية إلى اهتمامه بمتابعة الحروب الدائرة أيامه؛ فذهب إلى المكسيك، وإلى كوبا عام 1896م، حيث أنتج قصته القصيرة «القارب المفتوح». وبعد الحرب اليونانية التركية كتب روايته الساخرة «في الخدمة الفاعلة» (1899م) التي تدور حول مراسل حربي وما يصادفه في عمله.
كروكيت، ديفيد
CROCKETT, David (1786-1836م)
المعروف باسم «ديفي كروكيت». عمل أصلا بالسياسة، وانتخب في برلمان ولايته «تينيسي» مرتين، ثم انتخب عضوا بالكونجرس، واشتهر بتبنيه قضايا التوسع الحدودي. نسبت إليه روايات كثيرة تحمل اسمه، أشهرها «أعمال الكولونيل كروكيت ومغامراته في تكساس» (1836م)، ثم «قصة حياة ديفيد كروكيت ابن ولاية تينيسي» التي نشرت بعد وفاته.
كمنجز، إ. إ.
CUMMINGS, E. E (1894-1962م)
Edward Estin CUMMINGS : ماثل إرنست همنجواي في عمله إبان الحرب العالمية الأولى في حملة النقالات، ولكن في الجبهة الفرنسية، ثم سجن في معسكر اعتقال فرنسي عام 1917م بتهمة باطلة. وقد ألهمته تلك التجربة كتابه الأول «الغرفة الهائلة الحجم» عام 1922م. ثم أصدر كتابه الشعري الأول عام 1923م بعنوان «الزنابق والمداخن»، وأتبعه بعدة دواوين أخرى. وتستبين في قصائده إيمانه بالفرد الذي يحيا حياته في مسرة وبهجة، بينما يرى أن الفرد الذي يحيا بعقله فحسب، قد مات وانقرض. ويتميز شعر «كمنجز» بصكه كلمات جديدة، وتجديده في قواعد النحو، والمزج بين الشعر الحر والأشكال الشعرية الأخرى.
البوتقة
The Crucible
مسرحية آرثر ميللر، أصدرها عام 1953م، في أعقاب فشل الحملة التي قادها السناتور الأمريكي «جوزيف ماكارثي» التي بدأها عام 1950م للكشف عن المشاركين في المنظمات الشيوعية في دوائر المصالح الحكومية من الأدباء والفنانين، ومن المتعاطفين مع الاتحاد السوفييتي والشيوعية، في إبان الحرب الباردة التي دارت بين الولايات المتحدة وروسيا في ذلك الوقت. وكان السيناتور مكارثي يعقد جلسات استماع استدعى فيها كبار رجال الأدب والفن «ليعترفوا» على زملائهم المنخرطين في ذلك «النشاط الهدام».
وقد استلهم ميللر هذه الواقعة ليعيد خلق مأساة «مطاردة الساحرات» التي حدثت في مدينة «سالم» «وتنطق سيلم» بولاية ماساشوستس عام 1692م. وتدور المسرحية حول القس «ياريش» الذي يشاهد مصادفة تجمعا للفتيات اللائي يقمن بالرقص حول النار وبأعمال طقوس غريبة في الليل. وقد شارك في هذا الاحتفال ابنة أخيه «أبيجيل» وابنته الصغيرة «بيتي». وبعدها تسقط الطفلة بيتي مريضة لا تستطيع نطقا ولا حراكا، ويحدث نفس الشيء لطفلة أخرى حضرت نفس الاحتفال الطقسي. وسرعان ما تتناثر الإشاعات في المدينة «البيوريتانية» ⋆
عن أثر السحر في المرض الذي انتاب هاتين الفتاتين. ويأتي أحد القضاة إلى البلدة للبحث في ذلك الأمر، وتتكشف وقائع نعلم منها أن هناك مشاكل مادية بين عدد من الأهالي خاصة بالأرض والعلاقات والحسد هي التي تذكي تلك الشائعات. ويتورط أحد شخصيات البلدة؛ «جون بروكتور»، الذي كان على علاقة بأبيجيل ثم أنهاها، في الموضوع؛ إذ تنتقم منه الأخيرة بذكر اسم زوجته «إليزابيث» في أعمال السحر، فيضطر إلى الاعتراف أمام القاضي بالعلاقة المحرمة التي كانت تربطه بأبيجيل التي تريد اتهام زوجته بالسحر ليخلو لها الجو معه. وفي المحاكمة تنقل «أبيجيل» هستيريا السحر والاتصال بالشيطان إلى الفتيات الصغيرات اللائي يشهدن معها برؤيتهن للشيطان. وينتهي الأمر بهروب «أبيجيل» مع اثنين من مثيرات الفتنة، بينما يحكم على «جون بروكتور» بالشنق إلا إذا اعترف كتابة بتواصله مع الشيطان، وتطهره من ذلك بهذا الاعتراف. ويوافق بروكتور على ذلك رغم علمه بأن ذلك غير صحيح، ولكن حين يعرف أن القاضي ينتوي تعليق اعترافه ذلك على باب الكنيسة، مما يحطم سمعته ويشين أولاده، يمزق الاعتراف ويمضي إلى المشنقة غير مبال.
والمسرحية تصوير قوي للشخصيات والضمائر في ذلك العهد، وإسقاط درامي على حدث من الشيء نفسه في أثناء مطاردة الأبرياء بتهم الانتماء إلى المذاهب الهدامة في الخمسينيات من القرن العشرين، والتفتيش في ضمائر الناس، بما يعيد قصة ساحرات سالم ومحاكم التفتيش إلى الزمن الحديث.
وقد قدمت المسرحية على المسرح مرات لا تحصى، وفي بلدان عديدة وبلغات مختلفة. والغريب أن أول من قدمها على الشاشة هو الكاتب الفرنسي جان بول سارتر الذي كتب لها السيناريو لفيلم فرنسي بعنوان «ساحرات سالم» عام 1957م، ومثلت فيه «سيمون سينيوريه» وزوجها «إيف مونتان». ولم يتم عمل فيلم أمريكي عن المسرحية إلا عام 1996م، كتب السيناريو له آرثر ميللر نفسه، وقام بدور القاضي فيه الممثل المسرحي القدير «بول سكوفيلد».
D
دون دي ليلو
DELILLO, Don (1936م-...)
برز «دي ليلو» كواحد من أهم الروائيين الأمريكيين في أواخر القرن العشرين، وقد ركز في رواياته على شرح السطح الخارجي للحياة الأمريكية، بينما هو أيضا يغوص في أعماق الصراعات والهواجس التي ترقد في داخل تلك الحيوات. وهو يكتب عن عصره، وضد عصره في نفس الوقت. ويخامر قراؤه وشخصيات رواياته تجربة الضياع في بيئة ما بعد الحداثة، ومواجهة أزمات الهوية والانفصام بين الكلمات المكتوبة والعالم الخارجي.
وتظهر روايات «دي ليلو» اهتمامه بتصوير الطرائق التي تقوم بها التكنولوجيا الحديثة بتغيير علاقة الإنسان بالواقع؛ ففلسفة الاستهلاك تجعل الناس منعزلين، ومعظمهم يحاول إضفاء هدف ومعنى على عزلته؛ ففي روايته الأولى «أمريكانا» (1971م) يقرر مدير إحدى المحطات التليفزيونية ترك منصبه لعمل الفيلم الذي يتوق إليه لتصوير الضياع الذي يسود مدن أمريكا المنسية. وكانت «تيمة» المؤلف دائما: «هذه هي أمريكا، فمهما كان السوء الذي هي عليه، لا بد لنا أن نتعلم كيف نتعايش معه.»
وتوالت رواياته: «منطقة النهاية» (1972م)، «شارع جريت جونز» (1973م)، و«نجمة راتنر» (1976م) وهي نوع من الخيال العلمي، حيث يحاول العلماء فك شفرة رسالة قادمة من الفضاء، فيكتشفون أن أصلها من كوكب الأرض أرسلتها حضارة متقدمة منذ آلاف السنين. وتسير روايته «الأسماء» في مدار روايات التشويق والإثارة؛ فبطلها يقبل عملا في اليونان يتعلق بتحليل المخاطر لمؤسسة لها صلات بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، حيث ينغمس في بحوث عن إحدى الجماعات الإرهابية التي تعمل «خارج نطاق الزمن». وأشهر روايات «دي ليلو» هي «الضوضاء البيضاء» (1984م)، وفيها عرض وتحليل لكل الأعراض المرضية في أمريكا، الموجودة في الأسرة، ونظام التعليم، وإضفاء الغرابة على الحياة والموت، والاعتماد على الخدمات العلاجية. وتصور روايتاه «ليبرا» (1988م) و«ماو الثاني» رؤيته المفزعة للأحداث في عالم ما بعد الحداثة، حيث أصبحت الحياة مرتبطة بأيقونات التليفزيون «المشوشة والشرهة» التي تقدم مشاهد اغتيال «جون كينيدي»، وحياة الرئيس «ماوتس تونج»، و«آندي وارهل» و«آية الله خوميني».
جون ديوي
DEWEY, John (1859-1952م)
فيلسوف وتربوي شهير، عمل أستاذا في جامعات هامة في مينيسوتا وميتشجان وشيكاغو ونيويورك. ساهم بمحاضراته وكتبه في إشاعة جو من الواقعية العلمية لمواكبة التغيرات المجتمعية الأساسية بعد الاكتشافات والمخترعات العلمية في عصره. وقد نقل «ديوي» الاهتمام في فلسفته التربوية من الدين إلى المشاكل العملية لإعادة التركيبة الاجتماعية. ويقول إنه بما أن الواقع يتغير وينمو، فالحق هو ما يتمثل في نجاح الأفكار والنظريات والعقائد في تكوين الإطار الذي يكفل إحراز أهداف موضوعة. والواقع الوحيد هو التجربة، والمعرفة عملية بالضرورة وليست مجردة أو نظرية. وقد تقدمت العلوم الطبيعية عن طريق تكريس الملاحظة والتجريب والتنقيح في ضوء التجربة؛ والحاجة ماسة لتقدم العلوم الاجتماعية على نحو مماثل، بما يوجه المعارف نحو غايات إنسانية، ويمكن الذكاء من التحكم في البيئة الإنسانية وفيما وراءها. ومن كتبه التي شرح فيها نظريته «كيف نفكر» (1909م)، «مقالات في المنطق التجريبي» (1916م)، «الديمقراطية والتعليم» (1916م)، «الفلسفة والحضارة» (1931م)، «الليبرالية والعمل الاجتماعي» (1935م)، «الحرية والثقافة» (1939م).
ومن الجدير بالذكر، أن «جون ديوي» الفيلسوف والتربوي، هو غير «ملفيل ديوي» (1851-1931م) عالم المكتبات الذي ابتكر «نظام ديوي» في تصنيف الكتب.
جيمس دكي
DICKEY, James (1923-1997م)
شاعر وروائي. أصدر أول دواوينه الشعرية عام 1960م بعنوان «في قلب الحجر». وفي نفس عام صدور ديوانه الرابع عام 1970م، أصدر أولى رواياته «إنقاذ».
في دواوينه الشعرية الأولى، تستبين موضوعات «دكي» الأساسية؛ إذ يستغل الإمكانيات الخيالية للفن، فتصور قصائده - وهي ذات نغمة قصصية تدور حول سيناريوهات سيريالية أو مبالغ فيها - الصلات بين العالم المرئي والعالم الروحاني أو الطبيعي، وكذلك قدرة الإنسان على العنف والإيذاء الجنسي.
وتكثر في قصائد «دكي» ورواياته صور الحرب والجنود والضباط، كما في قصائد مثل «الأداء » و«الشراب من الخوذة».
وفي روايته «إنقاذ»، يقوم أربعة أصدقاء برحلة في قارب لاستكشاف الطبيعة البرية، وبدلا من ذلك، فهم يكتشفون غريزة حب البقاء فيهم ولو عن طريق العنف، وقد تحولت الرواية إلى فيلم أحرز نجاحا كبيرا.
ومن أعماله المشهورة الأخرى القصيدة الطويلة «البرج الفلكي» (1976م)، التي يقدم فيها صوت شاعر ثمل ليصور الشاعر كخالق يستمد قوته من السماء. أما روايته «إلى البحر الأبيض» (1993م)، فهي عن محارب تسقط طائرته في اليابان، ويهرب في غاباتها، وبرغم قتله فهو يصور هربه من الموت عن طريق اتحاده مع الطبيعة وتحوله إلى هبات من الريح.
إميلي دكنسون
DIKINSON, Emily (1830-1886م)
شاعرة عالمية، قطنت وتعلمت في مدينة «إمهرست» بولاية «ماساشوستس. عاشت خمسا وعشرين سنة من حياتها في عزلة عن الجميع فيما عدا أصدقائها الحميمين. وعقدت مع بعض هؤلاء الأصدقاء من الرجال زمالات فكرية، منهم «بنيامين نيوتن» المحامي في مكتب والدها، الذي شجعها على تناول عملها كشاعرة تناولا جديا. وقد أدت وفاة «بنيامين» المبكرة بإميلي إلى اللجوء - حوالي عام 1854م - إلى القس «تشارلز وادزورث» في فيلادلفيا طلبا للنصح والإرشاد أمام ذلك الحدث. وسرعان ما أصبح بالنسبة لها «الصديق الأوفى الأعز»، طبقا لأغراض الشعر «الحبيب» الذي لم تعرفه إلا في خيالها. وحين انتقل وادزورث إلى سان فرانسيسكو عام 1862م، أخذت إميلي تنسحب تدريجيا من حياة المدينة الصغيرة إلى الاهتمام بالشعر. وقد بدأت في مراسلة الكاتب «ت. و. هجنسون» الذي شجعها على مواصلة نظم الشعر. وقد قامت بذلك، محتفظة بما تكتبه لنفسها. وقد أربت القصائد التي كتبتها حتى وفاتها على الألف قصيدة.
وقصائدها تتميز بالقصر، تدور حول مشاعرها وتجلياتها المنبعثة من تواتر الفصول، أو أحداث بسيطة في منزلها وحديقتها، وبصائر دفينة عن حالتها الشعورية، وعن تأملاتها حول أسرار الحب والموت. وكانت رؤاها تتركز على اتجاهين متعارضين؛ عالم القيم المادية، وعالم القيم غير المادية. وقد صاغت قصائدها بأوزان بسيطة وقواف غير مكتملة، مما جعل البعض يعتبرها رائدة شعر المدرسة التصويرية
Imagism .
ولم تعتن إميلي بموضوع النشر؛ فلم تظهر غير ست قصائد لها إبان حياتها، وحتى ذلك تم بغير رضاها؛ فلم يكن النشر في رأيها يشكل جزءا من عالم الشاعر. وبعد وفاتها تم العثور على أكوام من الأوراق التي دونت فيها قصائدها، وعمل فيها المحررون تباعا، فأصدروا منها ستة دواوين؛ «قصائد» (1980م)، قصائد ثانية (1891م)، قصائد ثالثة (1896م)، كلب الصيد الوحيد (1914م) وقد حررته ابنة أخ إميلي، قصائد أخرى (1929م)، قصائد غير منشورة (1936م).
وقد صدرت مجموعة قصائد إميلي دكنسون في ثلاثة مجلدات عام 1955م. وهي تحتل مكانة عالية ضمن الشعراء الأمريكيين مع والت ويتمان ⋆
الذي عاش في زمنها وإن لم يلتقيا أبدا.
دكتورو، إ. ل.
DOCTOROW, E. L. (1931م-...)
هو إدجار لورنس دكتورو، عمل محررا بدور النشر، ثم مدرسا جامعيا. عالج في رواياته المشاكل الاجتماعية المحلية من وجهة نظر وجودية. أول رواياته «مرحبا بالأوقات الصعبة» (1960م) عن الدمار الذي حاق ببلدة حدودية في ولاية «داكوتا» بيد أحد الغرباء الأشرار ممن وفدوا إليها. ثم رواية «سفر دانيال» (1971م)، وهي سيرة خيالية لصبي يستعيد حياة والديه اللذين اقتفيا آثار «إثيل وجوليوس روزنبرج» اللذين أعدما لتزويدهما العدو بمعلومات سرية. ثم أصدر روايته «عصر الجاز» (1975م ) التي حازت جائزة دائرة النقاد وتحولت إلى فيلم بعد ذلك، وهي تصور رأيه الخاص في فترة أوائل القرن العشرين، من خلال شخصيات خيالية مضفورة في شخوص واقعية لهذه الفترة، مثل هنري فورد وإما جولدمان وج. ب. مورجان.
ومن رواياته التي اشتهرت وتحولت إلى فيلم سينمائي أيضا «بيلي باثجيت» (1989م) عن صبي في حي «البرونكس» في الثلاثينيات، ينحرف منجرفا إلى عالم العصابات.
وكتب «دكتورو» أيضا المقالات والقصص القصيرة، وله الكتاب النقدي «جاك لندن، وهمنجواي، والدستور: مقالات مختارة 1977-1992م»، الصادر عام 1993م.
هلدا دوليتل
DOOLITTLE, Hilda (1886-1961م)
كاتبة اشتهرت بالحروف الأولى من اسمها «ه. د.
H. D. ». ولدت في بنسلفانيا، ثم انتقلت في 1911م إلى أوروبا، وتزوجت من الكاتب البريطاني «ريتشارد ألدنجتون» عام 1913م. كتب قصائد تتبع المدرسة التصويرية؛ ففي ديوانها الأول «حديقة البحر» (1916م)، تبدو القصائد وكأنها منحوتة بالإزميل، كلاسيكية موضوعية. أما مجموعتها «ترنيمة» (1921م) فتبين فيها ميولها للحضارة والثقافة الهيلينية. وقد جمعت أعمالها حتى 1925م ثم حتى 1940م، ولكنها أصدرت بعد ذلك ثلاث مجموعات من القصائد، وفي المجموعة الثالثة (1949م) ألحقت بالقصائد مقالات نثرية عن الأدب الإليزابيثي وشكسبير. وصدرت لها بعد وفاتها قصيدة طويلة بعنوان «هيلين في مصر» عام 1961م.
جون دوس باسوس
DOS PASSOS, John (1896-1970م)
بعد أن درس «دوس باسوس» في جامعة هارفارد وتخرج فيها، ذهب إلى إسبانيا لدراسة المعمار، ولكنه شارك في الحرب العالمية الأولى في خدمات الإسعاف. وقد وفرت له تجارب الحرب مادة روايتيه الأوليين «تعليم رجل 1917» (1920م)، و«ثلاثة جنود» (1921م) التي تظهر أثر الحرب في ثلاثة أشخاص يختلفون في أوضاعهم. وفي رواية «شوارع الليل» (1923م) يعالج محاولة صبي حساس الهروب من التقاليد الخرقاء التي تحيط بحياته. ثم بلغ «دوس باسوس» النضج الأدبي بروايته «وصلة مانهاتن» (1925م) التي يستخدم فيها محطة من محطات المترو الأرضي في نيويورك كيما يعطي صورة جمعية للحياة في تلك المدينة الزاخرة بالشخصيات، عبر مئات من الأحداث الخيالية، وقد مدحها النقاد لتقنيتها السردية الجديدة، ونظرة مؤلفها تجاه الحياة.
وفي عام 1930م بدأ «دوس باسوس» نشر أول جزء من ثلاثيته «الولايات المتحدة الأمركية»، بعنوان «خط عرض 42»، ثم «1919» (1932م)، وثالثها «المال الوفير» (1936م). وتم نشر الثلاثية مجتمعة عام 1938م. وتحكي الثلاثية قصة العقود الثلاثة الأولى لأمريكا في القرن العشرين، عارضة الخلفية الاجتماعية للأمة، مركزة على الفساد والانحطاط في حضارة تحتضر تقوم على التجارة والاستغلال. وقد استخدم المؤلف في رواياته تقنيات خاصة جديدة، عرض فيها نتفا من العناوين الرئيسية لأنباء كل حقبة يتحدث عنها، مع ما يتوازى معها من أشرطة سينمائية وأغان وإعلانات توحي بالجو العام فيها. كما قدم ما عرف بمصطلح «عين الكاميرا»، حين يكتب وجهة نظر المؤلف في الموضوع من خلال مقاطع انطباعية بأسلوب «تيار الوعي».
وقد عكست روايات «دوس باسوس» التالية أحداث عصره، مثل قضية «ساكو-فانزتي» والحرب الأهلية الإسبانية. وكتب ثلاثية روائية أخرى جمعت بعنوان «مقاطعة كولومبيا» (وهو الاسم الذي يطلق على العاصمة الأمريكية) عام 1952م، وهي عن حياة عائلة شاب بسيط مثالي يؤمن بالشيوعية، ويتخلى عنه حزبه حين لا يطيع الأوامر. ويتناول الجزء الثاني حياة أخيه، والثالث حياة الأب. ومن رواياته الأخرى المعروفة «من المرجح أن ينجح» (1954م) التي يسخر فيها من البوهيميين والشيوعيين فيما بين الحربين العالميتين.
ثيودور درايزر
DREISER, Theodore (1871-1945م)
عمل «درايزر» في الصحافة في العديد من المدن الأمريكية، من سان لويس بكاليفورنيا إلى نيويورك. وقد تأثر من الناحية الاجتماعية بالكاتب الفرنسي بلزاك، وهكسلي وتندول وسبنسر، فأصبح يرى الحياة بوصفها تكوينا رائعا غريبا لطاقات متحاربة، دونما خطة أو هدف. ثم أصدر في عام 1900م روايته «الأخت كاري»، عن فتاة عاملة تصبح محظية رجل ثري تنحدر به المقادير بينما تصعد هي إلى الثراء والشهرة في عالم التمثيل. وقد عمد ناشر الرواية إلى عدم ترويجها بسبب ما رآه من حياة «كاري» غير الأخلاقية، مما تسبب في عدم ذيوع اسم المؤلف واضطراره إلى الاستمرار في العمل الصحافي من كل نوع.
وقد بدأت شهرته تنتشر مع روايتيه التاليتين: «جيني جيرهارت» (1911م) و«العبقري» (1915م). ثم كانت روايته «مأساة أمريكية» (1925م) التي أكسبته مكانته في عالم الرواية. وتروي حياة شاب ذي شخصية قلقة تضطره الظروف إلى الانحراف حتى إنه ينتهي إلى الإعدام بسبب جريمة قتل. ويتبدى من روايات «درايزر» مفهومه «الطبيعي» للمجتمع الأمريكي، الذي يخلص إلى أنه نظرا إلى أن الطبيعة المضطربة للحياة تعطل الرضاء الروحي للإنسان، فمن الطبيعي والصحيح أن يقتنص المرء ما يستطيع من مزايا اقتصادية ومالية. وقد نجح «درايزر» بفضل قوة تعبيره وقدرته على حشد التفاصيل في رواياته، برغم عدم قدرته على سبك التركيب السردي وحبك تصوير بعض شخصياته.
وقد أظهر «درايزر» بعد ذلك تحولا نحو الاشتراكية في رواياته التالية مثل «أمريكا المأساوية» (1931م) و«أمريكا تستحق الإنقاذ» (1941م). وقد كتب المؤلف أيضا المسرحية، وروايات السيرة الذاتية.
و. إ. ب. دي بوا
DUBOIS, W. E. B. (1868-1963م)
من رواد دعاة الحقوق المدنية للسود في أمريكا. تخرج في هارفارد وعمل أستاذا للاقتصاد والتاريخ بجامعة «أطلانتا» (1897-1910م). أصبح ناشطا وزعيما للإصلاح الاجتماعي باسم زملائه السود، وأنشأ «حركة نياجرا» من المفكرين الشباب، وساهم في إقامة «الرابطة القومية للارتقاء بالملونين» (1909م)، وهي مازالت قائمة حتى اليوم، ولكنه انتقد بعد ذلك تحفظها وجمودها في عام 1948م. وقد كتب في أثناء كفاحه العديد من المؤلفات التي تدعم آراءه، منها «روح السود» (1903م)، «مياه سوداء» (1920م). وكانت رسالته للدكتوراه بعنوان «إلغاء تجارة العبيد الأفريقيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية» (1896م). ومن كتبه الهامة: «المستعمرات والسلام» (1945م) الذي هاجم فيه الإمبريالية وتآمرها ضد الدول الصغيرة، و«غسق الفجر» (1940م) وهو شبه سيرة ذاتية للعنصر الأسود. وقد كتب «دي بوا» الرواية أيضا، فأصدر «الأميرة السوداء» (1928م)، وثلاثية «الشعلة السوداء» ما بين 1957 و1961م. وفي عام 1958م حاز جائزة لينين للسلام العالمي، والتحق عام 1961م بالحزب الشيوعي. وقبل وفاته بعام، انتقل إلى «غانا» وأصبح مواطنا غانيا. وتم نشر مراسلاته في ثلاثة أجزاء عام 1979م.
إيزادورا دنكان
DUNCAN, Isadora (1878-1927م)
ولدت في سان فرانسيسكو. ابتكرت نظريات عن الرقص الكلاسيكي التفسيري، معتمدة على الفكر الجمالي لشعراء مثل «والت ويتمان». ⋆
أصدرت كتاب «حياتي» (1927م) الذي اشتهر بالصراحة والصدق. أورد الروائي «دوس باسوس» ⋆
سيرة مختصرة لها في روايته «المال الوفير».
E
شرقي عدن
East of Eden
من أشهر روايات «جون ستاينبك»، ⋆
صدرت عام 1952م. وهي رواية نفسية بالدرجة الأولى، تبحث في جذور الشر والخير في الإنسان. وتحكي قصة «آدم تراسك» الذي يتزوج «كاثي آميس»، وينجبان صبيين هما «هارون» و«كاليب» اللذين يماثلان «قابيل» و«هابيل». ويغار «كاليب» من هارون لمحبة الأب آدم للأخير، فيصحب أخاه لزيارة الأم التي هجرت العائلة والتحقت ببيت سيئ السمعة بعد أن غيرت اسمها. ويصدم هارون عند معرفته بأمه، ويلتحق بالجيش حيث يقتل في معارك الحرب العالمية الأولى. وتنتحر الأم، ويصاب الأب بالشلل، ويغلب الندم «كاليب». وعلى سرير الموت، يستعيد الأب قصة قابيل وهابيل كما هي مذكورة في التوراة، حين عفا الله تعالى عن قابيل ونفاه إلى شرقي عدن. فبالمثل، يعفو الأب عن «كاليب» ويمنحه الفرصة كيما يحيا حياة جديدة.
والفيلم الذي صيغ عن الرواية في عام 1955م، أخرجه «إليا كازان» وقام بدور «كاليب» فيه «جيمس دين» ونال نجاحا عظيما، وترك أثرا بالغا في شباب تلك الفترة، بينما أصبحت الرواية من كلاسيكيات الأدب الأمريكي الحديث.
توماس ستيرنز إليوت
ELIOT, Thomas Stearns (1888-1965م)
ويعرف عادة باسم
T. S. ELIOT
ت. س. إليوت. من أشهر شعراء اللغة الإنجليزية في العصر الحديث. ولد في مدينة سان لويس الأمريكية وتخرج في جامعة هارفارد، ثم درس في السوربون الفرنسية وأكسفورد البريطانية. رحل إلى أوروبا عام 1914م واستقر في لندن، وحصل على الجنسية البريطانية عام 1927م بسبب ارتباطه بالكنسية الإنجليزية ونظام الدولة في إنجلترا، حيث تحول إلى الكنيسة الأنجلو-كاثوليكية. تنقل في لندن في أعمال كثيرة، في التدريس، ثم وظيفة كتابية في بنك، ثم رأس تحرير مجلة «كرايتيريون» الفصيلة الأدبية. بدأ إنتاجه بكتاب في النقد الأدبي بعنوان «الغابة المقدسة» ركز فيه على أهمية الموروث والتقاليد الأدبية في الإبداع والنقد، وهو انعكاس لروحه المحافظة. وقد تنقل ما بين إنجلترا والولايات المتحدة حيث ألقى محاضرات في جامعة فرجينيا جمعها بعد ذلك في كتاب عنوانه «وراء آلهة غريبة» عام 1934م.
وقد أبان في شعره عن درايته العميقة بمن سبقوه من الشعراء، مع إضفاء مسحة من الحداثة على شعره استبانت في القصيدة التي أعطت عنوانها لعنوان أول دواوينه «بروفروك وملاحظات أخرى» عام 1917م، وعنوان القصيدة «أغنية حب ج. ألفرد بروفروك» الذي نقل الشعر نقلة هائلة من اللغة الشعرية الكلاسيكية إلى لغة الحديث والصور البديعية اليومية. ثم جاءت قصيدته المشهورة «الأرض الخراب» (1922م)
The Waste Land
التي وضعها صديقه الشاعر «عزرا باوند» في صيغتها النهائية، فبلغ فيها تمام تعبيره الشعري لفترة التشاؤم واليأس كما تستبين في القصيدة. وتوالت دواوينه: «الرجال الجوف»، «أربعاء الرماد»، «أربع رباعيات».
ولم يقتصر إنتاج إليوت على الشعر، بل كتب أيضا عددا من الأعمال المسرحية الهامة، منها «جريمة قتل في الكاتدرائية» (1935م)، «اجتماع شمل الأسرة» (1939م)، «الموظف الموثوق به» (1954م).
كما كتب إليوت عددا من المقالات والكتب في النقد الأدبي، وأحدثت مقالته عن «التقاليد والموهبة الفردية» نقلة هامة في أسلوب النقد، وأسست «النقد الجديد» الذي يعتمد على تحليل النص في ذاته والابتعاد عن المشاعر الانطباعية، وأدخل عبارة «المعادل الموضوعي» في النقد، وعبر عن رأيه في الشعر بقوله: «الشعر ليس إطلاق العنان للمشاعر، بل هو هروب من المشاعر؛ إنه ليس التعبير عن الشخصية، بل هو هروب من الشخصية.» وله أيضا كتاب «ملاحظات نحو تعريف الثقافة». وقد تحول كتابه «ديوان القطط» إلى مسرحية غنائية نالت شهرة واسعة.
وقد حاز إليوت جائزة نوبل في الأدب عام 1948م. ومعظم أعماله مترجم إلى اللغة العربية، كما توفر الدكتور ماهر شفيق فريد على تقديم إليوت وأعماله إلى قارئ العربية بجهد ودأب عظيمين، في جملة أعماله النقدية والإبداعية الأخرى.
رالف إليسون
ELLISON, Ralph (1914-1994م)
عمل أستاذا زائرا في تخصص الكتابة الإبداعية، وثقافة السود وآدابهم، في الكثير من الجامعات. اشتهر بروايته «الرجل الخفي» (1952م) التي تقص حياة شاب أسود يحاول العثور على هويته في المجتمع وفيما بينه وبين الجنس الذي ينتمي إليه. حصلت الرواية على الجائزة القومية للكتاب، وما زالت تحتل مكانة عالية في الرواية الأمريكية وفي المناهج الدراسية. كتب أيضا المقالة، والقصة القصيرة.
رتشارد إلمان
ELLMANN, Richard (1918-1987م)
ولد في ميتشجان وتخرج في جامعة ييل. درس الأدب والنقد الأدبي في جامعات عدة في أمريكا وبريطانيا. تخصص في السير الحياتية لأعلام الأدب الأيرلندي. أصدر: «ييتس: الرجل والأقنعة» (1948م)، «هوية ييتس» (1951م)، «جيمس جويس» (1959م)، «أوسكار وايلد» (1988م) الذي نال عنه جائزة بوليتزر.
رالف والدو إمرسون
EMERSON, Ralph Waldo (1803-1882م)
سليل أسرة من «البيوريتان» ⋆ (التطهريون). بدأ منذ دراسته في هارفارد في تدوين يومياته التي استمر في كتابتها طوال حياته. أحب الطبيعة وعشق الحياة في أحضانها، وعبر عن ذلك في قصيدة كتبها بعنوان «وداعا»، بعد أن ترك الإشراف على مدرسة كان يديرها أخوه، وعاد إلى الريف. ثم درس اللاهوت في هارفارد وأصبح كاهنا في أبرشية في بوسطن. ولكن كانت نقطة التحول في حياته عام 1832م، حين استقال من عمله عندما شعر بعجزه عن مناولة رواد الكنيسة القربان المقدس.
وبعد ذلك قام بجولة في أوروبا قابل فيها «توماس كارلايل» و«وليام وردزورث» و«كولردج»، وتقارب في ألمانيا مع الفلسفة «العلوية» (
Transcendentalism ) ⋆
التي تنبع منها المثالية الألمانية.
ومن بين المؤثرات في فكر إمرسون، نجد أفلاطون، والأفلاطونية الجديدة، ودراسته للكتب المقدسة الشرقية، والشك عند الكاتب الفرنسي «مونتاني»، والفلاسفة الإنجليز «بركلي» و«هيوم» و«لوك»، والميتافيزيقية الصوفية عند «سويدنبرج». وقد اتجه بعد عودته إلى بوسطن إلى إلقاء المحاضرات، التي جمعها فيما بعد في مقالات منشورة.
وفي 1835م، تزوج إمرسون واستقر في مدينة كونكورد، حيث أصبح داعية للفلسفة العلوية، مع أصدقائه ثورو ⋆
و«برونسون ألكوت» و«مرجريت فولر». وأصدر أول كتبه التي تعبر عن فلسفته بعنوان «الطبيعة» (1836م)، ثم «المفكر الأمريكي» (1837م). وفي 1838م ألقى خطابا في مدرسة اللاهوت هاجم فيه الدين الشكلي وأثنى على التجربة الروحية الحدسية، وهو ما سبب إبعاده عن الخطابة في هارفارد ثلاثين عاما!
وقد أصدر إمرسون مع رفاقه مجلة «ذي دايال» عام 1840م، وعضد الحركات الإصلاحية، وتوسع في إلقاء محاضراته. وبالإضافة إلى كتب مقالاته، كتب الشعر، وقصائده ميتافيزيقية فكرية. وقد صدرت فيما بعد مراسلاته مع مفكري عصره ضمن أعماله الكاملة، المنشورة في القرن العشرين.
ورغم أن فلسفة إمرسون تعبر عن العلوية والرومانسية، فجذورها تضرب في «التطهرية»، وقد عبر في تراثه عن إيمانه بسمو الفرد، والطابع الروحي الحقيقي، وأهمية الاعتماد على النفس، وطاعة الغريزة، والالتزام بالتفاؤل والأمل، ووجود «الروح العلوية التوحيدية» التي تفسر الظواهر الكثيرة المتعددة للحياة.
لويز إردرتش
ERDRICH, Louise (1954م-...)
روائية وشاعرة ذات أصول ألمانية ممتزجة بأصول السكان الأصليين. نشرت أول رواياتها عام 1984م بعنوان «دواء الحب» التي فازت بجائزة دائرة النقاد. والرواية تتكون من سرديات قصصية بلسان أصوات متعددة من أسرتين يعيش أفرادها في ولاية «نورث داكوتا» حيث عاشت الكاتبة. وقد عالجت فيها أحزان وضحكات أناس فقدوا أملاكهم، فصورتها على نحو روائي جيد. وقد واصلت هذه السلسلة من القصص في روايتيها التاليتين «ملكة البنجر» (1986م) و«مسارات» (1988م)، ثم أكملت الرباعية بروايتها «قصر البنجو» (1994م) التي يظهر فيها أفراد من العائلتين.
ومن رواياتها التالية «الطاعون» (2009م) و«البيت المستدير» (2012م). ويظهر في أعمال الكاتبة تأثير «الواقعية السحرية» في الطريقة التي تنسج بها الصلات بين الشخصيات وأرضهم لتشكل مجتمعا ودودا في البلدة التي اختارتها مسرحا لرواياتها.
وهي تعيش الآن في ولاية مينيسوتا حيث ولدت، وتمتلك محلا صغيرا لبيع الكتب، بينما تواصل كتاباتها.
F
وداعا للسلاح
A Farwell To Arms
ترجمت أيضا بعنوان «وداع للسلاح» و«وداعا أيها السلاح».
ثاني روايات إرنست همنجواي، أصدرها عام 1929م، ويتناول فيها كعادته الأمور التي خبرها بنفسه، وهي هنا الحرب العالمية الأولى حيث عمل سائقا لسيارات إسعاف الصليب الأحمر. وتحكي الرواية عن الملازم الأمريكي «فردرك هنري» الذي يتطوع في الحرب كسائق لسيارات الإسعاف على الجبهة الإيطالية، وحين يصاب بشظايا في ساقه ويدخل المستشفى ، يتعرف على ممرضته الإنجليزية «كاثرين بركلي» ويتحابان. وحين يتعافى «فردرك» يعود إلى الجبهة ويحضر الانسحاب الإيطالي من «كابورتو» حيث تنعقد محكمة عسكرية ميدانية تشتبه في كونه فارا من الحرب، وقبل أن تصدر عليه حكما بالإعدام، يفر هاربا بالفعل، ويلحق بحبيبته حيث يعبران إلى سويسرا المحايدة بعد أن يعلما أن كاثرين حامل. وحين يحين موعد الولادة، ينتهي الأمر بموت الأم والمولود.
والرواية اتهام قوي لشرور الحرب، وتمتلئ بالرموز المعبرة عن قسوتها ولا إنسانيتها . وفي النهاية المأساوية يعبر المؤلف عن وضع الإنسان الوجودي في الدنيا، حيث الموت يقف بالمرصاد، حين يشبه المؤلف الإنسان بالنمل الذي يجري على كتلة من الخشب يلقي بها البطل في النار، فمن النمل من يحترق ومنه من يسقط مشوها، ومنه من يحاول الفرار بلا جدوى.
وقد عالجت السينما الرواية مرتين؛ الأولى عام 1932م، من إخراج «فرانك بورزج»، والثانية عام 1957م من إخراج «تشارلز فيدور» وتمثيل «جنيفر جونز» و«روك هدسون»، وهو الفيلم المعروف الآن لعشاق السينما.
هوارد فاست
FAST, Howard (1914-2003م)
مؤلف للروايات التاريخية. بعض رواياته تحدث في أثناء ثورة الاستقلال الأمريكية، مثل «واديان» (1933م)، «المنتصر» (1942م)، «المواطن توم بين» (1943م). وكتب أيضا عن أحياء نيويورك الفقيرة، وعن السود في الجنوب. اشتهر برواية «سبارتاكوس» (1952م) عن ثورة العبيد ضد الرومان، التي تحولت فيلما من تمثيل «كيرك دوجلاس» حمل الرواية ذاتها إلى كل الأذهان.
وكتب «فاست» خماسية عن سان فرانسيسكو بدأت عام 1977م برواية «المهاجر» وانتهت عام 1985م برواية «ابنة المهاجر». وكان غزير الإنتاج، فكتب روايات عن موضوعات متعددة؛ حرب فيتنام. اتهامات السناتور «جوزيف ماكارثي»، عضويته في الحزب الشيوعي في الفترة من 1943-1956م، التي نال خلالها جائزة لينين للسلام عام 1953م، مما تسبب في ابتعاد الناس عنه وعزلته التي دامت إلى أن خرج من الحزب. وكتب مذكرات بعنوان «أن تكون أحمر» (1990م) عن تعاملاته مع الحزب الشيوعي الأمريكي.
وليام فوكنر
FAULKNER, William (1897-1962م)
من أعلام الرواية الأمريكية التي تناولت مظاهر الحياة في الجنوب الأمريكي في النصف الأول من القرن العشرين. ولد ونشأ في ولاية «ميسيسبي»، ولم يتلق تعليما منتظما، بل تمرس على الكتابة بالعمل أولا في الصحافة. وبعد أن نشر عدة قصائد وروايات، أصدر روايته «سارتوريس» عام 1929م التي حددت طريقته في الكتابة التي تتركز حول التغييرات الجذرية في حياة الأسر العريقة في الجنوب على مر العصور، بما فيها الحرب الأهلية الأمريكية. وتوالت رواياته التي تدور حول شخوص الجنوب، فأصدر «الصخب والعنف» ⋆
و«الحرم». وحفلت رواياته بصور العنف والعلاقات المعقدة والتحليل النفسي العميق. وأصدر فوكنر بعد ذلك العديد من الروايات الهامة ما بين عام 1936م حتى وفاته، منها «أبسالوم .. أبسالوم» و«صلاة جنائزية لراهبة» و«قصة خرافية» التي فازت بجائزة بوليتزر عام 1954م. وقد حاز جائزة نوبل للآداب عام 1950م. ورواياته تتميز بالواقعية في السرد، واختيار صياغة رواية الأجيال لتصوير عامل الزمن والأحداث في المحيط العائلي الذي تميزت به ولايات الجنوب.
لورانس فرلنجتي
FERLINGHETTI, Lawrence (1919م-...)
أحد الأعضاء المؤسسين لحركة «الجيل المضروب». ⋆
وهو شاعر وروائي ورسام وناشر، وله مكتبة للكتب والنشر تسمى «سيتي لايتس»، نشرت قصيدة «جنزبرج» ⋆
الشهيرة «عواء». ⋆
ومن كتبه هو «صور من العالم الذي مضى» (1955م)، «المعنى الخفي للأشياء» (1969م). وكتب عام 1988م رواية «الحب في أيام الغضب» عن ثورة الشباب الفرنسي عام 1968م.
فرانسس سكوت فتزجيرالد
FITZGERALD, Francis. Scott (1896-1940م)
روائي وكاتب قصص قصيرة. ولد في ولاية مينيسوتا، والتحق بجامعة «برنستون» ولكنه لم يتخرج فيها، وزامل فيها الناقد إدموند ولسون ⋆
واشترك مثله في الحرب العالمية الأولى. كتب روايته الأولى «هذا الجانب من الفردوس» ثلاث مرات قبل أن يقبلها الناشر «سكربنر»، ويصدرها عام 1920م لتلاقي نجاحا فوريا؛ إذ عبرت خير تعبير عن جيله وما يعيش فيه من عصر موسيقى وأغاني الجاز. وفي فورة النجاح يتزوج من حبيبته الثرية «زلدا ساير» بعد أسبوع واحد من صدور الرواية. وتنقل الزوجان في رحلات عبر أمريكا، ثم عبرا المحيط إلى باريس في عهد ازدهار الأدباء الأمريكيين والإنجليز المقيمين هناك. وتعرف «سكوت» هناك على إرنست همنجواي، ⋆
ونشأت صداقة وثيقة بينهما، حتى إنهما كانا معا الأساس لمن أطلقت «جرترود ستاين» ⋆
على جيلهم من الأدباء «الجيل الضائع». ⋆
وتنقل الزوجان في عديد من البلدان مع ابنتهما «فرانسيس» وأصبحا ينفقان المال بغير حساب، مما جعلهما مدينين دائما، ودفع سكوت إلى نشر قصص قصيرة في المجلات لتغطية نفقات الأسرة. وسرعان ما نشبت الخلافات بين الزوجين، نتيجة إدمان الكاتب للشراب.
وما بين فرنسا وإيطاليا، كتب سكوت أشهر أعماله «جاتسبي العظيم» (1925م) التي استقبلها النقاد بالمديح والثناء، ولكنها لم تحقق نجاحا تجاريا أيامها، وجلبت دخلا إضافيا عن طريق تحويلها إلى مسرحية وإلى فيلم سينمائي. وقد عمل سكوت في هوليوود كاتبا للسيناريو بعقود محددة الأجل. ووقعت «زيلدا» ⋆
فريسة الاضطرابات العصبية نتيجة تدريباتها الشاقة لتصبح راقصة باليه، وتكرر دخولها المصحات النفسية وعلاجاتها الخارجية طوال حياة زوجها.
وفي عام 1934م، نشر «سكوت» إحدى رواياته الهامة وهي «رقة الليل»، وتحكي حياة عالم نفسي أمريكي يعيش في باريس، وتتدهور حياته في سياق زواجه من مريضة نفسية ثرية.
وحين دخلت «زيلدا» مصحة في عام 1936م، سافر سكوت للعمل في هوليوود ثانية وحده، حيث تعرف على الكاتبة الصحفية السينمائية «شيلا جراهام» ووقع في غرامها. وكان «سكوت» يعمل في آخر رواياته وهي «آخر أباطرة المال»، حين داهمته نوبة قلبية في منزل شيلا جراهام قضت عليه في أول ديسمبر 1940م. وقد أخرج «هنري كنج» في عام 1959م فيلما رائعا عن علاقة «سكوت» و«شيلا جراهام» بعنوان «معبودي الخائن» من تمثيل «جريجوري بيك» و«دبورا كير». وقد قضت الزوجة «زيلدا» في عام 1948م في حريق كبير في المصحة التي كانت مقيمة بها.
لمن تقرع الأجراس؟
For Whom The Bell Tolls?
ثالث روايات الكاتب الأمريكي إرنست همنجواي الأساسية، وعنوانها مأخوذ من قصيدة للشاعر الإنجليزي «جون دن»، وقرع الأجراس كناية عن إعلان الموت. وقد نشرها عام 1940م بعد نهاية الحرب الأهلية الإسبانية عام 1939م التي شهد وقائعها وساعد الجانب الجمهوري فيها بالدعاية وجمع الأموال. وقد انتهت الحرب بهزيمة الجمهوريين وانتصار الجنرال فرانكو ودخول جيشه إلى العاصمة مدريد.
ويقص المؤلف في روايته عن الأمريكي «روبرت جوردان» الذي يحارب في صفوف الجمهوريين، ويذهب إلى مدينة «شقوبية» (
Segovia ) للعمل مع جماعة من المحاربين لنسف جسر هناك. ومع اختلاطه بأفراد الجماعة، يقع في غرام «ماريا» التي شهدت مصرع والديها بيد الفاشيين. ويرسم المؤلف صور شخصيات عدة من بين الجماعة المحاربة، منهم «بيلار » التي ترعى علاقة الحب بين جوردان وماريا، وزوجها «بابلو» الذي لا يشاركها إيمانها بقضية الجمهوريين وشجاعتها، والغجري رافاييل. وتعيق أحداث الحرب وصول رسالة بعثها جوردان إلى مركز القادة يفيد فيها بترجيح فشل الخطة. وحين تنسحب جماعة المحاربين، يتخلف جوردان عنهم ويقوم بنسف الجسر، ويصاب بجروح قاتلة بعد أن ينجح في إتمام مهمته.
وقد لاقت الرواية نجاحا كبيرا عند صدورها؛ إذ كانت الحرب العالمية الثانية قد نشبت بعد انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية، وكانت النفوس محملة بمشاعر مريرة من جراء الأحداث الدامية والخراب الذي ينتج عن الحروب. وسرعان ما تناولتها هوليوود، فأخرجت عنها فيلما شهيرا من إخراج «سام وود»، قام ببطولته «جاري كوبر» و«إنجريد برجمان».
بنيامين فرانكلين
FRANKLIN, Benjamin (1706-1790م)
من مواليد بوسطن. بدأ منذ صباه العمل مع أبيه في صناعة الصابون والشموع، ثم عمل مع أخيه غير الشقيق في الصحيفة التي كان يصدرها هذا الأخير. وتلقى تعليمه من قراءة الكتب. وقد انتقل إلى فيلادلفيا ليعمل في مطبعة مشهورة هناك، وسافر إلى إنجلترا كيما يشتري مطبعة خاصة له، ولكن نقص المال اضطره للعمل في إحدى مطابع لندن. وحين عاد إلى «فيلادلفيا» أنشأ مطبعته، وأصدر صحيفة «فيلادلفيا جازيت» (1729-1766م)، وعددا من أوائل كتبه. وقد عزز شهرته ومكانته بإصدار سلسلة «تقويم ريتشارد المسكين» التي استمرت من عام 1733م إلى 1758م.
وقد وضع «فرانكلين» في سن الثانية والعشرين «منهاجا دينيا» لاكتساب فضائل نافعة، مؤكدا إيمانه بأن أفضل وسيلة دينية هي عمل الخير لبني الإنسان. ومع كتاباته ونجاحه المهني، أصبح قائدا للشئون الخيرية والعلمية والسياسية. وبدأ في إعداد مشاريع لرصف الطرق وإنارتها ونظافتها، وأقام أول «مكتبة دوارة». وقد أسس «الجمعية الفلسفية الأمريكية» وأكاديمية لتعليم الشباب، وهي التي أصبحت بعد ذلك نواة جامعة بنسلفانيا. وعكف على إجراء تجارب علمية في الكهرباء، واخترع موقدا جديدا، ونوعا جديدا من الساعات.
وقد شغل «فرانكلين» عدة مناصب في أثناء الحقبة الاستعمارية الإنجليزية لأمريكا، منها نائب المدير العام لبريد المستعمرات. وفي عام 1757م، ابتعث إلى إنجلترا بهدف الوصول إلى تحسين أحوال الحكم للمستعمرة، وظل هناك حتى عام 1775م، حيث تعرف على أقطاب الفكر هناك ومنهم «هيوم» و«بيرك» و«آدم سميث» وغيرهم. وقد استمر هناك في تجاربه العلمية، ومنحته جامعات إنجليزية درجات أكاديمية.
وحين بدأت بعض الولايات الأمريكية تتململ من الاحتلال الإنجليزي، أصبح فرانكلين مندوبها في إنجلترا، ولم يطالب إلا بأن يعامل الأمريكيون المعاملة نفسها التي يعامل بها المواطنون الإنجليز. ولكنه عارض القوانين الغاشمة التي سنتها إنجلترا لمستعمرتها الأمريكية، وأعرب عن ذلك في كتابين ساخرين نجحا نجاحا باهرا وهما: «قانون صادر من ملك بروسيا» (1773م) و«القواعد التي تؤدي بمملكة عظمى أن تصبح مملكة صغرى» (1773م). وقد أدى سلوكه هذا إلى فقد منصبه في هيئة البريد، فعاد إلى أمريكا حيث شارك في «الكونجرس القاري» وأصبح مديرا للبريد الأمريكي، وساعد في وضع مشروع إعلان الاستقلال. وابتعث بعد ذلك إلى فرنسا للتفاوض على عقد اتفاقية معها، ونجح في عقد تحالف تجاري ودفاعي مع فرنسا في فبراير 1778م. وتم تعيينه في العام نفسه مفوضا لدى البلاط الفرنسي، ونجح في الحصول على قروض من فرنسا، وعقد اتفاقات مع السويد وبروسيا. وإلى جانب كل ذلك، وجد الوقت لمواصلة تجاربه العلمية، وتأليف عدة كتب منها «أخلاقيات الشطرنج» و«الصغير» و«الحوار بين فرانكلين والبلاط» (ما بين 1779 و1780م). وعاد إلى أمريكا في 1785م، وانضم إلى الموقعين على الدستور. وكان آخر أعماله العامة التوقيع على عريضة تذكارية موجهة للكونجرس من أجل إلغاء الرق، ونشر خطابا بعنوان «حول تجارة العبيد» في «ذا فيديرال جازيت».
وقد اشتهرت السيرة الذاتية التي كتبها فرانكلين عن نفسه، برغم أنها شملت حياته حتى عام 1759م فحسب. وقد نشرت في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، قبل صدورها في أمريكا عام 1818م، بيد أن المراجع تذكر أن النسخة الكاملة للسيرة بالإنجليزية لم تنشر إلا عام 1867م. ويبدو فرانكلين فيها نموذجا للمفكر المستنير، الذي يتفق مع آراء «روسو» و«فولتير»، ويستخدم لغة «ديفو» و«أديسون».
وتميز أسلوبه في الكتابة بالوضوح والدقة، وتبدو فيه طباعه العقلية والأخلاقية. وقد تقبل كل أنواع الفكر، وإن كانت ميوله ذات نزعة براجماتية، وكان حماسه موجها نحو العلم التجريبي. وقد صدرت «أوراقه » في 40 مجلدا منذ عام 1959م.
روبرت فروست
FROST, Robert (1874-1963م)
شاعر من «نيو إنجلاند». ⋆
عمل في عدة مهن حرفية، إلى جانب تحرير جريدة محلية والتدريس، قبل أن يستقر في أعمال الفلاحة. وقد أثر ذلك في شعره؛ إذ أصر أن تكون قصائده بسيطة وصادقة.
سافر إلى إنجلترا (1912-1915م) حيث نشر أول دواوينه الشعرية «إرادة صبي» (1913م). ثم عاد إلى أمريكا بعد أن نشر «شمالي بوسطن» عام 1914م، واشتهر بكونه الشاعر الأمريكي. وقد حاز ديوانه نيو هامبشير (1923م) جائزة بوليتزر. وتتالت كتبه رغم انشغاله بالتدريس في جامعات أمهرست وهارفارد وميتشجان، ففاز بجائزة بوليتزر ثانية عام 1936م عن ديوان «مجال أبعد» الذي مزجت قصائده بين الواقع والفانتازيا. أما جائزة بوليتزر الثالثة له فهي عن كتابه «شجرة شاهدة» عام 1942م.
وقد صدرت له عدة كتب تجمع قصائده من فترة لأخرى، ونشرت مجموعة مختارة من رسائله، وكتبت سيرتان لحياته؛ الأولى بقلم «لورنس طومسون» في ثلاثة أجزاء (1966-1977م)، والأخرى بقلم «وليام برتشارد» عام 1984م.
G
وليام جاديس
GADDIS, William (1922-1998م)
تخرج في جامعة هارفارد، وقام برحلات عديدة قبل أن يصدر روايته الأولى «التقديرات» عام 1955م، عن أزمة رسام أمريكي يجوب البلاد كيما يرسم نسخا من الرسوم الأصلية المشهورة، وتناول في روايته التالية «ج. ر.» (1975م) طرق التعليم، والمعاملات التجارية المشبوهة في أمريكا. وقد فاز مرتين بجائزة الكتاب القومية.
مارتا جلهورن
GELLHORN, Martha (1908-1998م)
زوجة الروائي إرنست همنجواي ⋆
الثالثة بين أعوام 1940 و1945م. عملت مراسلة خارجية لمجلة «كوليير»، وجمعت تقاريرها للمجلة عن الحرب الأهلية الإسبانية، وفنلندا، والصين، وأوروبا في الحرب العالمية الثانية، في كتاب «وجه الحرب» الذي صدر عام 1959م. وكتب القصة القصيرة والرواية. وأصدرت سيرتها الذاتية عام 1979م بعنوان «رحلات مع نفسي ومع آخرين».
ألن جنزبرج
GINSBERG, Allen (1926-1998م)
من أفراد مجموعة البيتس
Beats ؛ أي المضروب أو المنهوك. تخرج في جامعة كولومبيا وتعرف فيها على أفراد الجيل المضروب، ⋆
وأصبح من أبرزهم.
نشأ في كنف أبوين يؤمنان بالاشتراكية، وقد درس كيما يصبح محاميا يدافع عن حقوق العمال، ولكنه وجد آماله تصطدم بواقع الحياة في نيويورك القاسية؛ ولذلك فقد انضم إلى صحبة «جاك كيرواك» ⋆
و«وليام بوروز». ⋆
وبعد تخرجه، انغمس «جنزبرج» مع الأفاقين ومدمني المخدرات، وبدلا من الحكم عليه بالسجن، أودع مصحة عقلية، تعرف فيها على الشاعر «كارل سولومون» وتأثر به تأثرا بالغا، ظهر في أول قصائده التي هزت المجتمع الأدبي من جذوره «عواء»، ⋆
وقد بدأ «جنزبرج» القصيدة في أصيل يوم في سان فرانسيسكو، ثم أكملها وراجعها ونشرها في مجلة «سيتي لايتس» عام 1956م، وأهداها إلى «سولومون». وقد أشعلت القصيدة ثورة في الشعر الأمريكي والثقافة الأمريكية السائدة وقتها.
وكان عمله الكبير الثاني بعد ذلك هو قصيدة «قدوس» (1961م) المكونة من خمسة أقسام، التي تحرر فيها تماما من كل قيود النظم والكتابة. وهي تتناول في مضمونها بصورة حية مؤلمة ومتعاطفة تدهور الحالة العقلية لأم «جنزبرج» «نعومي»، الذي شهده الابن منذ صباه، وما مرت به من علاجات قاسية حتى وفاتها في المصحة. والقصيدة تشمل أيضا الحالة الثقافية والاجتماعية والسياسية في ذلك الوقت والاستعدادات للحرب، ومقدمات وضع المواطنين تحت الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي تتجسس عليهم وتجمع المعلومات عن نشاطهم في كل مجال.
ومع شهرة المؤلف، أصبح شخصية عامة، فكان يلقي الخطب للدعوة للتحرر من قيود المجتمع، وشارك في الدعوة إلى تخفيف القيود على استهلاك الماريجوانا ومخدر «إل. إس. دي» الذي غنى له فريق البيتلز. ولكنه أيضا شارك في المظاهرات المعارضة لحرب فيتنام.
وتنوعت قصائده بعد ذلك في موضوعاتها وأسلوبها، وكتب أيضا شعرا خاصا به، وعن حالات الاستشراق التي تنتابه منذ عام 1948م، والتي جعلته يقترب من «وليام بليك» الشاعر والرسام الإنجليزي الصوفي. وكتب قصيدة «التغير» عام 1963م بعد شهور طويلة قضاها في الهند واليابان غارقا في بوذية «زن». ودخل بعد ذلك في التأليف الموسيقي الذي نال فيه شهرة كبيرة كذلك، حتى إنه اشترك بعد ذلك في 1990م مع «بول ماكارتني» من فريق «البيتلز» في العزف بقاعة «ألبرت» في لندن. وفي عقد السبعينيات صدرت له أشعار إيروسية عديدة، وحاز جائزة الكتاب القومية عن ديوانه «سقوط أمريكا» عام 1974م، وأصدر قصائد عديدة عن التأمل وعن البوذية، مما يشير إلى ضمه الكثير من الجوانب التي تعتبر متناقضة في ظاهرها. وقد ذاعت شهرة «جنزبرج» في كل البلدان، وخاصة بلاد أوروبا الشرقية إبان سيطرة الشيوعية عليها. وحين فام بزيارة براغ في 1965م احتفى به المواطنون هناك، حتى إن الحكومة الشيوعية قامت بإبعاده. وبعد سقوط النظام الشيوعي في تلك البلاد، اعترف الأدباء والفنانون فيها بالأثر الذي تركه «جنزبرج» فيهم، كما جرى تكريمه في عدد من البلاد الأخرى ومنها فرنسا.
وكان «جنزبرج» يختلط بالناس والأدباء في نيويورك، حيث كان يعيش في سكن متواضع بالقرب من الشارع رقم 14، وقد صادفه كاتب هذه السطور أكثر من مرة وحضر مناسبات إلقائه الشعر، وناقشه في موضوعات كثيرة.
ذهب مع الريح
Gone With the Wind
رواية شهيرة من تأليف «مرجريت ميتشيل» نشرتها عام 1936م، ونالت عنها جائزة بوليتزر. ⋆
وقد ذاعت شهرتها بعد أن تحولت إلى فيلم طويل عام 1939م، قام ببطولته كلارك جيبل وفيفان لي.
عناقيد الغضب
GRAPES of Wrath
رواية ل «جون ستاينبك» صدرت عام 1939م ونالت جائزة بوليتزر. وتصف الرواية سوء أحوال العمال الزراعيين الذين كانوا يئنون تحت وطأة الكساد الاقتصادي الذي اجتاح أمريكا في الثلاثينيات عقب كارثة 1929م المالية. وركزت الرواية على فئة «عمال التراحيل» الذين نزحوا من مختلف الولايات، خاصة «أوكلاهوما»، بحثا عن عمل في «كاليفورنيا» ذات الأراضي الخصيبة، فوقعوا في براثن كبار الملاك وممثليهم الذين استغلوا أولئك العمال أسوأ استغلال، واستثمروا جهودهم لقاء ملاليم لا تقيم الأود، حتى إن الكثيرين منهم ماتوا جوعا. وقد تجهز المؤلف لكتابة روايته بأن صاحب العمال في حياتهم وتجوالهم بحثا عن عمل، عدة سنوات. وقد أثارت الرواية عند صدورها عاصفة من الغضب والاحتجاج على كاتبها من الأثرياء والإقطاعيين إلى الحد الذي جرى معه إحراق نسخ من الكتاب في عقر دار الروائي، وهي بلدة «ساليناس» بكاليفورنيا. ولكن الرواية دفعت أيضا أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى إجراء تحقيقات أيدت صحة ما رواه ستاينبك عن أحوال العمال، وأدت إلى سن تشريعات جديدة لتحسين أوضاعهم والحفاظ على حقوقهم. وقد لاقت الرواية بعد ذلك تقدير الجميع.
وقد تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي عام 1940م. تم ترشيحه لعدة جوائز أوسكار، ودفعت له هوليوود خمسين ألف دولار ثمنا للقصة، وأخرجه «جون فورد» وقام ببطولته «هنري فوندا».
جاتسبي العظيم
The Great Gatsby
رواية سكوت فتزجيرالد ⋆
التي أصدرها عام 1925م. تحكي عن «نك كاراواي» الذي يعمل في مجال الصكوك المالية ويعيش في ضاحية «لونج آيلاند» بنيويورك. وإلى جوار «نك» يعيش «جاي جاتسبي» وهو رجل غامض، يقيم حفلات باذخة في قصره يمولها من ثروته الطائلة الناتجة عن التهريب والأنشطة الخارجة على القانون. وكان جاتسبي قد وقع في غرام «ديزي» ابنة عم «نك» حين كان ما يزال فقيرا، ولكنها تزوجت «توم بوكانان» الثري. وعن طريق الجار «نك»، يعمد جاتسبي إلى لقاء «ديزي» ويغريها بحبه وشخصيته فتصبح عشيقته. وتقع أحداث كثيرة، أهمها أن «ديزي» كانت تقود سيارتها فصدمت وقتلت السيدة التي أحبها توم زوج ديزي، ويخبر توم زوج السيدة أن جاتسبي هو الذي قتل زوجته، فيتوجه الزوج إلى جاتسبي ويطلق عليه الرصاص فيقتله ثم ينتحر.
وتبدو الرواية في ملخصها مجرد ميلودراما حزينة، بيد أنها كانت تقدم تصويرا فنيا رائعا لعصر «الجاز» الذي كانت تعيشه أمريكا آنذاك، وكيف تحول «الحلم الأمريكي» إلى مجرد وهم نتيجة تشييده على أسس من الفساد والجريمة، يقابل ذلك الحب الذي يشعر به جاتسبي نحو ديزي وتضحيته من أجلها. وقد استخدم «سكوت فتزجيرالد» تقنية الراوي «نك كاراواي» ببراعة لتصوير الأحداث والشخصيات.
وقد تحولت الرواية إلى فيلم سينمائي مرتين؛ الأولى عام 1949م، حيث قام الممثل «آلان لاد» بدور جاتسبي. والثانية عام 1974م، وقام بالدور «روبرت بدفورد»، وكتب السيناريو له «فرانسيس فورد كوبولا». وقد ظهر فيلم جديد ثالث عن الرواية هذا العام - 2013 - بطولة «ليوناردو دي كابريو».
H
أليكس هيلي
HALEY, Alex (1921-1992م)
من مواليد ولاية نيويورك. بعد عمله في الصحافة، ساعد في كتابة معظم «السيرة الذاتية لمالكولم إكس» (1965م)، الذي تحول بعد ذلك إلى فيلم كتب السيناريو له المؤلف «جيمس بولدوين». ⋆
وقد شغلته رغبة استكشاف تراث السود في أمريكا، عن طريق البحث الذي شمل الأعراف والتقاليد الشفوية في دولة «جامبيا»، فأصل هناك تاريخ أسرته عبر سبعة أجيال إلى شخصية «كونتا كنتي»، الذي استعبدوه ونقلوه إلى أمريكا لمدينة «أنابوليس» عام 1767م. ومن هذه الوقائع، إلى جانب أحداث وارتجالات قصصية أخرى، أنتج كتابه «جذور» (1976م) الذي نال عنه جائزة بوليتزر خاصة في 1977م. وقد نشر عام 1988م كتابا للنشء بعنوان «نوع مختلف من الكريسماس» عن شاب في «نورث كارولينا» عام 1855م ينشط في العمل على إلغاء الرق.
داشيل هاميت
HAMMETT, Dashiell (1894-1961م)
عمل مفتش شرطة خاصا في مدينة بنكرتون في سان فرانسيسكو، ثم استوحى من جو المدينة ومن عمله مواد لرواياته، وأهمها «الحصاد الأحمر» (1929م) و«الصقر المالطي» (1930م)، ثم كتب «الرجل النحيف» (1932م) التي تحولت كلها إلى أفلام شهيرة، مما دفعه إلى الانتقال إلى جنوب كاليفورنيا للعمل في كتابة السيناريوهات. وكان من الفنانين الذين رفضوا المثول أمام لجنة التحقيق التي أقامها السيناتور «مكارثي» للكشف عن الأنشطة الشيوعية في أمريكا، فدخل السجن. وقد كتبت صديقته «ليليان هلمان» ⋆
عن موقفه المشرف، وعن تلك الحقبة كتابها «زمن اللئام» (1976م).
وقد نقل «هاميت» رواية الجرائم من مجال التحقيقات السلمية العادية إلى مجالها الطبيعي في البيئة الفاسدة العنيفة، واستخدم أسلوب همنجواي ⋆
في الحوار المركز المختصر لأول مرة في الروايات البوليسية.
فرانك هاريس
HARRIS, Frank (1856-1931م)
ولد في آيرلندا وانتقل إلى الولايات المتحدة عام 1870م. عمل في مهن متواضعة منها مسح الأحذية، ثم التحق بجامعة «كانساس»، وبعد تخرجه عمل بالمحاماة. ثم ارتحل إلى أوروبا طلبا لمزيد من التجارب والعلم، حيث التقى بكثير من أعلام عصره؛ مثل «برنارد شو»، و«أوسكار وايلد». وأصدر كتب قصص قصيرة منها «المتادور مونثس» (1900م)، ونشر روايته «القنبلة» في عام 1908م. أما مسرحيته «مستر ومسز ديفنتري» (1900م)، فيجادل بعض النقاد أن معظمها من تأليف «أوسكار وايلد»! وحين عاد إلى أمريكا، أصدر مجلة «بيرسون ماجازين»، بيد أن أراءه المنحازة إلى الألمان في أثناء الحرب العالمية الأولى اضطرته إلى الرحيل إلى مدينة «نيس» الفرنسية. وقد نال شهرة ذات صيت سيئ بكتبه، مثل «أوسكار وايلد: حياته واعترافاته» في جزءين (1916م)، وكتابه ذي الأجزاء الخمسة «صور معاصرة» (1915-1927م)، وهو اسكتشات انطباعية وتشهيرية في الغالب عن معارفه. ثم جاء كتابه البالغ الصراحة والجرأة «حياتي وغرامياتي» في ثلاثة أجزاء (1923-1927م) الذي تم منعه في بلاد كثيرة لفحشه. بيد أن ذلك لم يمنعه من إصدار كتب أكاديمية عن شكسبير، ودراسات سيكولوجية، وروايات فنية.
جيم هاريسون
HARRISON, Jim (1937م-...)
من سلالة خليط من السكان الأصليين الهنود والأمريكيين، عاش في المنطقة الريفية في شمال ولاية «وسكنسون». واشتهر بكتابه «أساطير الخريف» (1979م) الذي يضم ثلاث روايات قصيرة عن موضوع الانتقام العنيف. وقد نشر بعد ذلك الكتب التي تضم ثلاث روايات قصيرة، في «المرأة التي يضيئها الذباب الناري» (1990م)، وكتاب «جوليب» (1994م). وما زال يصدر رواياته تباعا وتلقى رواجا كبيرا.
جامعة هارفارد
HARVARD UNIVERSITY
أول مؤسسة للتعليم العالي في أمريكا الشمالية. أنشئت عام 1636م في نيو تاون (كمبردج) بمنحة من «مستعمرة خليج ماساشوستس». وبعد ذلك بثلاث سنوات، سميت الكلية هارفارد نسبة إلى «جون هارفارد» (1607-1638م) الذي أوصى بنصف ثروته (780 جنيها إنجليزيا) ومكتبته التي تضم 400 مجلد إلى المؤسسة الجديدة. وكانت الكلية في بادئ أمرها مرتبطة بالكنيسة وبالدولة، ولكن بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كانت هذه الصلة قد انقطعت تماما. وكانت «مدرسة هارفارد لعلوم الإلهيات» التي أنشئت عام 1819م في الجامعة، معقلا لطائفة «التوحيديون»، ولكنها تحولت بعد ذلك إلى مدرسة للدراسات العليا في اللاهوت، وانفصلت تماما عن أي طائفة مسيحية. ومن كليات الجامعة المميزة؛ كلية الطب (1782م)، والقانون (1817م)، والعلوم (1847م) التي تحولت بعد ذلك للهندسة (1907م)، وإدارة الأعمال (1908م).
وتضم الجامعة عديدا من المتاحف الهامة في تخصصات مختلفة، وأكبر مكتبة جامعية في الولايات المتحدة. ورأس الجامعة منذ إنشائها أعلام في الفكر والأدب والسياسة، ولعبت دورا هاما في الحياة الثقافية والعلمية الأمريكية. وممن تخرجوا في الجامعة ثم أصبحوا أعضاء في مجلس أمنائها أعلام كبار، منهم: لونجفلو، ⋆
هنري آدمز، ⋆
سنتيانا، ⋆
هوايتهد، وليام جيمس، ⋆
ومن خريجيها المعروفين: إمرسون، ⋆
ثورو، ⋆
فان ديك بروكس، ⋆
ت. س. إليوت، ⋆
كونراد إيكن، ⋆
كمنجر، ⋆
دوس باسوس، ⋆
جون أبدايك. ⋆
ناثانييل هوثورن
HAWTHORNE, Nathaniel (1804-1864م)
من أرومة «تطهرية»، ظهرت آثارها في كتبه، جنبا إلى جنب مع التيارات الفكرية والثقافية المعاصرة له. توفي والده في غينيا التي كانت تحت الحكم الهولندي، وترك زوجته وابنه في عزلة حزينة، أثرت على «هوثورن» وتركت فيه نزعة الوحدة والتشاؤم. وقد أنفق الابن وقته في قراءة الأدب، وبعد دراسته الجامعية، عاد إلى موطن أسرته مدينة «سالم»، التي شهدت واقعة «مطاردة الساحرات»، وبدأ في كتابة خواطر وقصص ينشرها في الصحف المحلية، ثم كتب بعض القصص والروايات التي تعالج مواضيع الذنب والغموض، والفخر الأخلاقي والفكري.
وفي عام 1836م، خرج «هوثورن» من عزلته وعمل مع الناشر «جودريتش» رئيسا لتحرير مجلة شهرية كان يصدرها، وصنف بعدها كتاب «التاريخ العالمي لبيتر بارلي» (1837م)، كما أصدر عدة كتب للأطفال. وعمل في الوقت نفسه مفتشا في جمرك بوسطن. وبرغم زواجه بعد ذلك ونجاح زيجته، فقد واصل عزلته وابتعاده عن أقرانه من المؤلفين، عاكفا في كتاباته على تحليل العقلية «التطهرية» في سلسلة من القصص التي جمعها في كتاب عام 1846م.
وبعد أن فقد وظيفته التي انتقل إليها في مدينة «سالم» وعمل بها من 1846م حتى 1849م، نتيجة تغيير في الإدارة، عمل على كتابة روايته التي اشتهر بها وهي «الحرف القرمزي»، التي صورت المشكلة التطهرية التي طالما شغلت تفكيره. وشجعه نجاح الرواية على مواصلة الكتابة، فأصدر «المنزل ذو القباب السبع» (1851م)، و«قصص تانجلوود» (1852م). وقد التقى في هذه الفترة «هرمان ملفيل» ⋆
الذي كان معجبا بكتبه، ثم كوفئ «هوثورون» على الكتاب الذي أصدره عن حياة زميله في الجامعة «فرانكلين بيرس» ليواكب حملة هذا الأخير الانتخابية لرئاسة الجمهورية، بتعيينه قنصلا في ليفربول، وكان رحيله إلى أوروبا عام 1853م منعطفا جديدا في حياته، ملأه بالتجوال وكتابة يومياته. وقضى سنتين في إيطاليا بعد نهاية عمله في ليفربول، ثم عاد إلى أمريكا عام 1860م ليستقر في مدينته «كونكورد». وقد واصل كتاباته في مجلة «أتلانتيك منثلي»؛ ⋆
وأصدر كتابا عن مشاهداته في إنجلترا عام 1860م بعنوان «وطننا القديم»، ورواية تجري حوادثها في إيطاليا، غير أنه لم يكتب ما يوازي رواياته الشهيرة الأولى بعد ذلك.
راندولف هيرست
HEARST, Randolph (1863-1951م)
من أبناء سان فرانسيسكو، تولى إدارة صحيفة والده عضو مجلس الشيوخ، «إكزامينر» عام 1887م. وبعد هذه الصحيفة الصغيرة، شيد «هيرست» سلسلة قوية من الصحف عبر الولايات المتحدة كلها. وبالموازاة مع ذلك، امتلك وسائل إعلامية وترفيهية متعددة، من شركات إذاعية وسينمائية، وبلغت الصحف التي يصدرها أكثر من 30 صحيفة توزع ملايين من النسخ، ومجلات شهيرة. وقد اختير نائبا عن نيويورك في الكونجرس (1903-1907م). وقد عكست وسائل إعلامه وجهات نظره السياسية على نحو يتعمد الإثارة، حتى إن معارضيه أطلقوا لقب «الصحافة الصفراء» على صحفه، بعد تناولها الحرب الأمريكية الإسبانية، ومن بعدها الحرب مع المكسيك، بصورة طنانة مغالى فيها.
جوزيف هلر
HELLER, Joseph (1923-1999م)
من مواليد نيويورك. اشترك في الحرب العالمية الثانية، التي أوحت له بروايته الشهيرة «بين نارين» (
Catch-22 ) التي نشرها عام 1961م. وقد صور فيها سخريته من قادته الذين يفضلون التضحية بالأرواح مقابل الحصول على المجد الحربي وتحقيقا لطموحاتهم. وقد راجت هذه الرواية خاصة في أثناء الاحتجاجات على اشتراك أمريكا في حرب فيتنام.
وفي رواية هلر التالية «شيء ما حدث» (1974م) يقدم رجل أعمال ناجحا، ولكن حياته مظلمة، ويعبر عن سخطه مما فعل في عمله وما سيفعله فيه مستقبلا. وفي رواية «ثمين كالذهب» (1979م) يعود المؤلف إلى نبرة السخرية، في معالجته الكوميدية لحياة أسرة يهودية، وللمشهد السياسي في واشنطن العاصمة. وقد أصدر بعد ذلك عديدا من الروايات، منها ملحق لروايته «بين نارين»، عام 1994م، عنوانها «وقت الإغلاق»، عن شخصية «باساريان» بعد أن طلق زوجتين، يعيش وحده في «مانهاتن»، مؤمنا الآن أنه لا يمكنه هذه المرة أن يفلت من الموت كما فعل سابقا.
ليليان هلمان
HELLMAN, Lillian (1905-1984م)
مؤلفة مسرحيات، منها «ساعة الأطفال» (1934م)، وهي مأساة عن طفلة شريرة تتهم صاحبتي مدرستها الداخلية بالشذوذ. واشتهرت مسرحيتها «الثعالب الصغيرة» (1939م) عن كفاح أسرة رجعية من الجنوب للحفاظ على الثروة والجاه برغم صراعاتهم فيما بينهم وتغير المجتمع من حولهم. ولها مسرحية «رياح ثاقبة» (1944م) عن أسرة سفير سابق للولايات المتحدة في واشنطن وأوروبا.
وقد شاركت «هلمان» المؤلف «ريتشارد ولبر» ⋆
وضع أوبرا كوميدية عن قصة «كانديد» لفولتير، عام 1957م، ولها مذكراتها بعنوان «امرأة لم تكتمل» (1969م )، التي ركزت فيها على تجاربها الشخصية أكثر من صفاتها الأدبية.
إرنست همنجواي
HEMINGWAY, Ernest (1899-1961م)
أشهر الروائيين الأمريكيين المحدثين. من مواليد ولاية «إلينوي». دأب منذ صغره على ملازمة والده الطبيب في هواياته صيد البر والبحر، مما انعكس بعد ذلك عليه هو نفسه، وصوره في قصصه ورواياته. بعد حصوله على شهادة «الثانوية»، عمل في صحيفة «كانساس سيتي ستار»، ثم تطوع في خدمة الصليب الأحمر في الجبهة الإيطالية إبان الحرب العالمية الأولى، وأصيب هناك بالعديد من الشظايا في ساقه استدعت دخوله المستشفى، حيث تعرف على إحدى الممرضات هناك، ظهرت بعد ذلك في قصة قصيرة له، وفي رواية «وداعا للسلاح». ⋆
رحل بعد نهاية الحرب إلى باريس، حيث شرع في كتابة أولى رواياته «وتشرق الشمس أيضا» ⋆
بعد رحلة إلى إسبانيا حضر فيها مصارعات الثيران ومهرجانها في «بمبلونة». وكان قد تزوج من «هادلي ريتشاردسون»، ولكن الزيجة لم تنجح، وبعد طلاقه منها تزوج من «بولين بفايفر» عام 1927م. وأوحت له صعوبات مولد ابنه من «بولين»، «باتريك»، خاتمة روايته «وداعا للسلاح»، عن تجاربه في الحرب العالمية الأولى.
وتوالت كتبه فأصدر «موت في الأصيل» عن فن مصارعة الثيران، وكتب الكثير من قصصه القصيرة. وبعد أن قام برحلة صيد إلى أفريقيا عام 1933م، شارك في رصد الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت في 1936م، وانضم إلى صفوف الجمهوريين ضد قوات «فرانكو» التي ساعدتها أسلحة «هتلر» و«موسوليني»، والتي انتهت بانتصار فرانكو ودخوله إلى مدريد. وكتب همنجواي عن تلك الحرب المأساوية روايته «لمن تقرع الأجراس» ⋆ (1940م). وكان قد تعرف في إسبانيا بالصحفية «مارتا جلهورن»، ⋆
فتزوجها بعد طلاقه من «بولين بفايفر»، وابتاعا ضيعة بالقرب من هافانا عاصمة كوبا أطلقا عليها اسم «الضيعة الخارجية». ولكن الزيجة لم تستمر غير سنوات قليلة، تزوج همنجواي بعدها «ماري ولش»، التي عرفت كيف تعيش معه إلى حين وفاته. ويكتب همنجواي المزيد من القصص والروايات: «ثلوج كليمنجارو»، «عبر النهر وبين الأشجار»، ثم رائعته التي قوبلت بنجاح عظيم ونالت جائزة بوليتزر عام 1953م: «العجوز والبحر». ⋆
وتعززت مكانة همنجواي الأدبية بفوزه بجائزة نوبل للأدب عام 1954م.
ثم يذهب الكاتب إلى رحلة لأفريقيا مرة أخرى مع زوجته «ماري ولش»، ولكن الرحلة لم تكن موفقة، حيث سقطت بهما الطائرة التي نقلتهما بين مدن أفريقيا مرتين، وكانت الثانية منهما خطيرة إلى حد أن وكالات الأنباء طيرت خبر مصرع همنجواي، إلا أنه نجا بحياته مع إصابته بحروق عديدة أثرت فيه أسوأ تأثير.
وبعد فترة نقاهة من الحادث، يعود همنجواي لزيارة إسبانيا، ويراقب مصارعة الثيران التي يتنافس فيها المصارعان الشهيران «أنطونيو أوردونييث» و«لويس ميجيل»، ويشرع همنجواي في كتابة مقال مطول عن تلك المنافسة بعنوان «الصيف الخطير». وكان بعد عودته من هذه الرحلة أن بدأ المقربون منه يلاحظون تغييرات خطيرة في مسلكه وأفكاره؛ إذ هاجمته الشكوك وفقد القدرة على الكتابة والترحال، بما شخصه الأطباء بأنه حالة من الاكتئاب الحاد. ولم تفلح صور العلاج التي تلقاها همنجواي في شفائه، فأقدم على الانتحار بطلقة من بندقيته في منزله في مدينة «كيتشوم» بولاية «إيداهو» في يوليو 1961م.
وقد صدرت بعد وفاة همنجواي بعض الكتب التي لم تنشر في حياته، منها: «الصيف الخطير»، «جنة عدن»، «عيد متنقل»، «جزر في تيار الخليج»، «حقيقي عند الوهلة الأولى».
وقد تميز السرد القصصي عند همنجواي بالتركيز على الفعل والحركة، والاقتصاد في استخدام الكلمات والأوصاف التي لا تخدم الحدث، مما جعل لغته في القصص القصيرة والرواية تعتمد على الأسلوب البرقي الموجز والابتعاد عن العاطفة والانفعالات. وقد تأثر أدباء كثيرون في مختلف اللغات بهذا الأسلوب، ولكن لم يبدعوا فيه ما أبدع همنجواي.
وقد تزوج همنجواي أربع مرات، وتنقل ما بين عدة مدن في أمريكا، وأحب إسبانيا وفرنسا، وعاش في هافانا عاصمة كوبا، وفي ضواحيها منزله الذي حولته السلطات هناك إلى متحف. وكانت أعماله القصصية والروائية مادة صالحة للسينما، حيث تحولت معظم أعماله إلى أفلام لاقت نجاحا عظيما.
انظر أيضا:
همنجواي، القصص القصيرة.
لمن تقرع الأجراس.
وداعا للسلاح.
العجوز والبحر.
والشمس تشرق أيضا.
القصص القصيرة الكاملة لإرنست همنجواي
HEMINGWAY, Ernest: The Complete Short Stories
رغم أن همنجواي قد اشتهر برواياته، فإن قصصه القصيرة تقدم هي الأخرى نماذج قصصية ذات معمار فني محكم، مما يجعل من معظم تلك القصص أعمالا خالدة ضمن إنتاج الكاتب، وجعل عددا منها يتحول أيضا إلى أفلام سينمائية وتليفزيونية ناجحة.
وقد صدرت قصص همنجواي القصيرة أول ما صدرت في مجموعات هي: «في زماننا» عام 1925م، و«رجال بلا نساء» عام 1927م، و«المنتصر لا يربح شيئا» عام 1933م. كما نشر الكاتب عددا آخر من القصص في الصحف والمجلات بخلاف تلك الكتب الثلاثة. وقد بلغت قصصه القصيرة حوالي الثمانين قصة.
والقصة القصيرة عند همنجواي تتصف بالتركيز الشديد، وتشرك القارئ في مطالعة تجربة إنسانية. وأسلوب الكاتب فيها يمثل رأيه في فكرة جبل الثلج العائم الذي لا يظهر للعيان منه سوى ثمن حجمه فقط، بينما بقيته مختفية تحت الماء؛ فالرواية عنده يمكن أن تظهر من ذلك الجبل الثلجي الكثير مما هو مختف؛ فطبيعتها تسمح بوجود التفاصيل الضرورية التي تكتمل معها الصورة الشاملة التي تقدمها الرواية. أما القصة القصيرة فهي تقدم الجزء الظاهر فحسب، وتترك للقارئ تشرب البقية وفقا لإحساسه ومقدار تجاربه في الحياة. وقد سمحت له القصة القصيرة أن يتجلى في أسلوبه اللغوي المشهور بالاقتصاد في التعبير، وهو أيضا يستخدم فيها الحوار الذي يتصف بالإيجاز والتكرار المقصود واستخدام المفردات الشائعة المعروفة لمن يتحدث من شخصيات القصة.
ونقدم فيما يلي نص قصة قصيرة مشهورة لهمنجواي تعتبر نموذجا جيدا لهذا النوع الذي أبدع فيه.
1
قطة تحت المطر
لم يكن في الفندق من أمريكي سوى رجل وزوجته، ولم يكونا يعرفان أي شخص يصادفانه على السلالم في طريقهما من الحجرة وإليها. كانت حجرتهما في الطابق الثاني وتطل على البحر، وكانت تطل أيضا على الحديقة العامة وعلى النصب التذكاري المقام لذكرى الحرب. كانت الحديقة العامة تغص بالنخيلات الضخام وبالمقاعد الخضراء. وحين يكون الجو صافيا، كان يفد إليها باستمرار أحد الفنانين حاملا معه لوحة الرسم. وكان الفنانون يحبون طريقة نمو النخيل، والألوان الناصعة للفندق المواجه للحدائق وللبحر. وكان الإيطاليون يفدون من أقصى البقاع لمشاهدة النصب التذكاري، وكان مصنوعا من البرونز ويلتمع حين تهطل عليه الأمطار. أخذت السماء تمطر، وطفق ماؤها يقطر من على أفنان النخيل، وتكونت بحيرات صغيرة من الماء على الممرات المغطاة بالحصباء. وتدفقت موجات البحر في خيط طويل تحت الأمطار ثم انحسرت ثانية على الشاطئ لتعود مرة أخرى متدفقة في خيط طويل تحت الأمطار. وانفضت السيارات من حول النصب التذكاري في الميدان. وعبر الميدان، وقف نادل في ممر المقهى، يتطلع أمامه إلى الميدان المقفر.
ووقفت الزوجة الأمريكية تتطلع إلى الخارج من النافذة. وهناك ، وتحت نافذتها تماما، كانت ثمة قطة تقبع تحت مائدة خضراء تقطر بمياه المطر. وكانت القطة تحاول أن تلملم نفسها حتى لا يصيبها رذاذ الماء.
قالت المرأة الأمريكية: سأهبط إلى أسفل لأحضر هذه القطيطة.
فتطوع زوجها قائلا وهو يرقد على الفراش: سأقوم أنا بهذه المهمة. - كلا .. سأحضرها أنا بنفسي، تلك القطيطة المسكينة في الخارج تحاول أن تتقي الأمطار تحت المائدة.
وواصل الزوج قراءته وهو راقد يرتكز على زوج من الحشايا في نهاية الفراش. قال: حاذري أن يصيبك البلل.
وهبطت الزوجة إلى الطابق السفلي، ووقف صاحب الفندق وانحنى لها حين مرت أمام غرفته. كان مكتبه في الطرف الأقصى من الغرفة. كان رجلا مسنا بالغ الطول.
قالت الزوجة بالإيطالية: إن المطر يهطل.
وكانت معجبة بصاحب الفندق. - أجل، أجل يا سنيورا. إن الجو سيئ للغاية.
ووقف خلف مكتبه في الطرف الأقصى من الغرفة المعتمة. كانت الزوجة معجبة به؛ معجبة بالطريقة الصارمة الجادة التي يتلقى بها أي شكوى من النزلاء، معجبة بهيبته، معجبة بطريقة خدمته لها، معجبة بالطريقة التي كان يشعر بها بمكانته كصاحب الفندق، معجبة بوجهه العجوز الثقيل ويديه الكبيرتين.
وفتحت الباب وهي ممتلئة إعجابا به ونظرت إلى الخارج. كان المطر يهطل بشدة. وكان ثمة رجل يرتدي قبعة من المطاط يعبر الميدان المقفر متجها إلى المقهى. لا بد أن القطة في الناحية اليمنى، وربما تستطيع أن تتجه إليها محتمية بأفاريز السطح. وإذ كانت تقف في المدخل أحست بمظلة تنفتح إلى جوارها. كانت خادمة غرفتها، وقالت لها بالإيطالية وهي تبتسم : «يجب ألا تبلك مياه الأمطار.» لا بد أن صاحب الفندق قد بعث بها خلفها. وسارت على طول الممر المغطى بالحصباء والخادمة تمسك بالمظلة فوقها حتى وصلت إلى أسفل نافذة غرفتها. وعثرت هناك على المائدة، يلتمع سطحها الأخضر مغسولا بمياه الأمطار، ولكن القطة لم تكن موجودة تحتها. وغمرتها فجأة موجة من خيبة الأمل. وتطلعت إليها الخادمة، وقالت بالإيطالية: هل ضاع منك شيء يا سنيورا؟
فقالت الزوجة الأمريكية: لقد كانت هنا قطة. - قطة؟
فقالت بالإيطالية: أجل، القطة .
فضحكت الخادمة وقالت: قطة، قطة تحت المطر؟ - أجل، تحت المائدة. أوه، لقد أردت أن أحصل عليها. أردت أن أحصل على قطيطة.
واربد وجه الخادمة حين كانت الزوجة تتحدث بالإنجليزية، وقالت: هيا يا سنيورا، لا بد أن نعود إلى الداخل، سوف تصيبك مياه الأمطار.
فقالت الزوجة الأمريكية: أظن ذلك.
وعادا مرة أخرى عبر الممر المغطى بالحصباء ودخلا من الباب، وبقيت الخادمة في الخارج لتغلق المظلة. وحين مرت الزوجة الأمريكية بغرفة صاحب الفندق انحنى لها الرجل من وراء مكتبه، وأحست الزوجة بشيء ضئيل ومحكم في داخلها. لقد جعلها صاحب الفندق تشعر بشدة ضآلتها وأهميتها الحقيقية في ذات الوقت. وشعرت شعورا وقتيا بأهميتها القصوى. وصعدت السلالم، وفتحت باب الغرفة. وكان زوجها «جورج» راقدا على الفراش، يقرأ.
وسألها وهو يضع الكتاب جانبا: هل حصلت على القطة؟ - لقد اختفت.
فقال وهو يرفع عينيه من القراءة: إني لأعجب أين ذهبت.
وجلست هي على الفراش إلى جواره.
قالت: لقد كنت أرغب جدا فيها. لا أعرف لماذا أريدها بهذه الطريقة. لقد أردت تلك القطيطة المسكينة. لم يكن مناسبا ترك مثل هذه القطيطة المسكينة، هناك تحت المطر.
وواصل «جورج» قراءته.
وسارت الزوجة عبر الغرفة وجلست أمام التسريحة تتطلع إلى نفسها في مرآة اليد. ودرست صورة وجهها الجانبي، الجانب الأيمن أولا ثم الجانب الأيسر، ثم درست خلفية رأسها ثم عنقها.
قالت وهي تنظر مرة أخرى إلى جانب وجهها: ألا تظن أنه من الأفضل أن أطيل شعري قليلا؟
ونظر «جورج» إليها ورأى عنقها من الخلف وقد بدا واضحا كأنه عنق صبي. - إني أحبه هكذا.
فقالت: لقد مللت ذلك .. مللت أن أبدو وكأنني صبي صغير.
اعتدل «جورج» في رقدته على الفراش، ولم يكن قد أزاح عنها بصره منذ أن بدأت تتحدث. وقال: إنك تبدين لطيفة جميلة رائعة.
ووضعت المرآة على التسريحة، وسارت إلى النافذة ونظرت منها. كان الظلام قد بدأ ينسدل.
قالت: أريد أن أسدل شعري على ظهري مسترسلا ناعما، وأجعل منه ضفيرة كبيرة أستطيع أن أتحسسها، وأريد أن يكون لي قطيطة أجلسها على حجري وتهر حين أربت على ظهرها.
فقال «جورج» من على الفراش: ماذا؟ - وأريد أن آكل على مائدة بملاعقي الفضية الخاصة، وأريد شموعا على المائدة، وأريد أن نكون في فصل الربيع، وأريد أن أنسق شعري أمام مرآة، وأريد قطيطة، وأريد بعض الملابس.
فقال «جورج» وهو يعاود القراءة: أوه، اصمتي وخذي شيئا فاقرئيه.
كانت زوجته تتطلع من النافذة، وكان الظلام قد لف الآن كل شيء وما زال المطر يتساقط فوق النخيل.
قالت: على كل حال، أريد قطة .. أريد قطة .. أريد قطة الآن .. فإذا لم يكن باستطاعتي أن أطيل شعري أو أن أحصل على أي متعة أخرى، فباستطاعتي الحصول على قطة.
ولم يكن «جورج» ينصت إليها؛ كان يقرأ في كتابه، وتطلعت زوجته خارج النافذة حيث بدأ الضوء يسطع على الميدان.
ودق أحدهم الباب.
قال «جورج»: ادخل! ورفع عينيه من الكتاب.
وعلى عتبة الغرفة كانت الخادمة تقف ممسكة بقطة كبيرة مصنوعة من البلاستيك وهي تضمها إليها في إحكام وتحملها على صدرها.
وقالت: عفوا يا سيدي. لقد طلب مني صاحب الفندق أن أحضر هذه القطة للسنيورا.
روبرت هريك
HERRICK, Robert (1868-1938م)
تخرج في جامعة هارفرد عام 1980م، وعمل أستاذا للأدب الإنجليزي في جامعة شيكاغو من 1893م إلى 1923م. تظهر رواياته اهتمامه بالتناقضات بين الصفات الشخصية والمتطلبات العملية، وهو يناصر الحرية الفردية والمسئولية الأدبية في مواجهة مجتمع مادي فاسد. ومن رواياته المعبرة عن ذلك الاتجاه: «الرجل الرابح» (1897م) عن أحد العلماء الذي تؤثر حياته الأسرية والمالية في عمله، رغم إيمانه بحرية الإرادة عند الإنسان. وفي نفس الاتجاه رواية «إنجيل الحرية» (1898م) و«شبكة الحياة» (1900م)، و«العالم الحقيقي» (1901م).
وكتب بعد ذلك روايات ناجحة عن صراع شخصيات معينة بين الرغبة في النجاح المادي والمحافظة على النزاهة الشخصية، وزاد عليها تناول وضع المرأة في المجتمع. ومن هذه الروايات «مذكرات مواطن أمريكي» (1905م)، و«معا» (1908م) التي تحلل مشكلات الزواج الحديث. واستبانت في رواياته التالية نظرة تشاؤمية أكثر تجاه أساليب المجتمع في أيامه، فكتب عن الفساد في المؤسسات الصناعية الكبرى موجها لها انتقادات حادة. وجاءت رواياته معنية بالتركيب الاجتماعي أكثر منها بالتركيب الفني للرواية.
جون هيرسي
HERSEY, John (1914-1993م)
أمريكي ولد في الصين لأبوين يعملان بالتبشير هناك، وتلقى تعليمه في الصين وفي جامعة ييل وفي إنجلترا. وقد عمل سكرتيرا للروائي «سنكلير لويس»، ⋆
ومراسلا لمجلة «تايم»، ⋆
ثم بدأ في وضع كتب عن الحرب العالمية الثانية. واعتمد في رواياته على استخدام تقنية توثيقية، كما في روايته «جرس لأدانو» (1944م) التي فازت بجائزة بوليتزر في الرواية، تدور حول إحدى القرى الإيطالية في «صقلية» تحت حكم النازي. ثم كتب الكثير من الروايات؛ منها «مشتري الأطفال» (1960م)، «تحت عين العاصفة» (1967م)، «الدعوة» (1985م). وقد استخدم في رواياته وقصصه تجاربه في الأماكن التي زارها والأماكن التي تلقى فيها تعليمه.
أوسكار إخويلوس
HIJUELOS, Oscar (1951م-...)
من مواليد نيويورك من أسرة كوبية، ورغم أنه معروف بأنه أديب أمريكا الإسباني، فإن أسلوبه يفتقر إلى الاتجاهات والصفات المرتبطة عادة بأدب اللغة الإسبانية؛ فهو يستخدم في رواياته تقنيات قصصية مستحدثة، مصورا الشخصيات الكوبية التي تعيش في أمريكا.
وقد نال «إخويلوس» قبولا نقديا حسنا، إلا أنه لم يصدر تقييم عام لأعماله التي نشرها حتى الآن. وأشهر رواياته هي «ملوك المامبو يغنون أغاني الحب» (1989م)، التي تصور حياة أخوين يرحلان عن «كوبا» كي يعملا في المجال الموسيقي في نيويورك في أثناء رواج موسيقى المامبو هناك، ويعاني الأخوان من الأمراض التي ألمت بهما من قبل، فيقضي أحدهما نحبه، بينما يعمل الآخر في البحرية التجارية، ثم يعود ليعمل مشرفا للبناية التي يقيم بها. ويستخدم المؤلف في روايته الأحلام والنبوءات واسترجاع الأحداث السابقة
Flashbacks . كما أنه يقسم روايته، التي تصف ليلة واحدة، إلى قسمين؛ ألف، وباء، كأنهما وجها أسطوانة موسيقية. وقد نالت الرواية جائزة بوليتزر عام 1990م، ليصبح أول أمريكي من أصل كوبي يفوز بتلك الجائزة المهمة. وقد صدر له بعد ذلك «الأخوات الأربع عشرة لإميليو مونتيز أوبرين» (1993م) و«كريسماس السيد آيفز» (1995م).
تشستر هايمز
HIMES, Chester (1909-1984م)
ولد لأبوين من السود؛ أب حالك السواد، وأم ذات بشرة تقارب البياض؛ ولذلك كانا دائما في شقاق؛ إذ الأم تعتبر نفسها مختلفة عن الأب! وقد حفلت كتب «هايمز» الأولى بوقائع حياته عن العلاقات بين السود والبيض، وعن العلاقة بين شديدي سواد البشرة وأولئك ذوي البشرة الفاتحة. ثم تحول إلى كتابة الروايات البوليسية التي راجت في فرنسا، وتحولت روايتان منها إلى فيلمين، ولكنه ليس معروفا على نطاق واسع في أمريكا.
وقد درس هايمز في جامعة «أوهايو»، ولكنه دخل السجن من 1929م حتى 1936م في جريمة سطو مسلح. وبدأ الكتابة عام 1945م، وله روايات: «الحملة المنفردة» (1947م)، «ألق أول حجر» (1952م)، «الجيل الثالث» (1954م). وقد رحل إلى أوروبا بعد ذلك، ونشر في فرنسا رواياته البوليسية، ومنها «غضب في هارلم» (1957م)، «كلهم قتلوا بالرصاص» (1960م)، «كوتون في هارلم» (1965م). وقد نشر أيضا كتابا يضم قصصه الأقل طولا، وكذلك سيرة ذاتية في جزءين.
أوليفر وندل هولمز
HOLMES, Oliver Wendell (1809-1894م)
تخرج في جامعة هارفارد ⋆
عام 1829م، وتربى في ظلال تقاليد جماعة البراهمة. ⋆
وفي أثناء دراسته للطب في هارفارد وبوسطن، نشر في «نيو إنجلاند ماجازين» بحثين بعنوان «الحاكم المطلق لمائدة الإفطار» (1831-1832م) يعبران عن آرائه التي سيكتب عنها مستقبلا. وبعد عمله طبيبا تفرغ لمهنته، إلى أن بدأ في إلقاء محاضرات في المحافل الثقافية، واشترك في اختيار عنوان مجلة «أتلانتك منثلي»، ⋆
وشارك في الكتابة الأدبية والفكرية فيها. وأصدر نسخة مزيدة من كتاب القصائد الذي كان قد أصدره عام 1836م قبل تفرغه للطب. ونشر في مجلة «أتلانتك» رواية بعنوان «إلزي فنر» (1861م) كواحدة من ثلاث «روايات طبية »، كما وصفها، وهي تعبر عن آرائه الدينية والبيولوجية ودراساته في علم النفس. وقد جمع بعض مقالاته في المجلة في مجلدين صدرا عامي 1864 و1883.
وليام دين هاولز
HOWELLS, William Dean (1837-1920م)
ولد في ولاية «أوهايو»، وبدأ في سن التاسعة في مساعدة أبيه في صف ألواح الحروف في مطبعته. وقد وصف «هاولز» حياته المبكرة في ثلاثة كتب من السيرة الذاتية. وحين استقرت الأسرة في مدينة «كولومبس» بالولاية، شارك «هاولز» في صحيفة «ولاية أوهايو» في الفترة من 1856م إلى 1861م، وأصدر مع «ج. بيات» ديوان شعر بعنوان «قصائد صديقين» (1860م). وقد عمد في هذه الفترة إلى دراسة اللغات وقراءة الكتب الأوروبية التي تقع عليها يده، ووصف ذلك في كتب مثل «شغفي الأدبي» (1895م)، و«أصدقاء ومعارف أدبيون» (1900م)، و«سنوات شبابي» (1916م).
وبعد أن كتب «هاولز» سيرة شخصية لإبراهام لنكولن لاستخدامها في حملته الانتخابية كرئيس للولايات المتحدة، اختير للعمل قنصلا في فينيسيا (البندقية)، وأثمرت سنواته الأربع فيها كتبا عن الحياة هناك وعن الشعراء الإيطاليين. وبعد عودته إلى أمريكا، عمل مساعدا للتحرير في المجلة الأدبية «أتلانتك منثلي» ثم رئيسا لتحريرها لمدة كلية قدرها خمسة عشر عاما حتى 1881م. وقد كتب «هاولز» الرواية بدءا من عام 1872م برواية «رحلة الزفاف»، وله أيضا «مسئولية مخيفة» (1881م)، ويصف فيهما شخصيات إيطالية وأمريكية ويعالج الصراع بين الحب والطبقة الاجتماعية للمحبين.
وترك «هاولز» عمله في مجلة «أتلانتيك منثلي» عام 1881م، وبدأ في نشر قصصه مسلسلة في مجلة «سنشري ماجازين»، وتغيرت نظرته الأدبية إذ شرع في كتابة القصص الاجتماعية الواقعية، والشخصيات التي تصارع مشكلات أخلاقية. وأصدر عدة روايات تتعلق بوضع المرأة الأمريكية وما تصادفه من مواقف، خاصة في منطقة نيو إنجلاند، ⋆
بوسطن وما حولها. وفي روايته «آنجي كيلبير» (1889م) التي أظهرت ما غشي حياة «هاولز» من تغيير، يعالج المؤلف التناقض بين القيم التي تسود مجتمع مدينته في نيو إنجلاند من مشاعر الإحسان الزائف وبين العدالة الاجتماعية الحقيقية، بما فيها من اتهام للنظام الاقتصادي القائم وقتها. وقد انتقل المؤلف إلى نيويورك محررا في مجلة «هاربر» حيث أصبح مهتما بمشاكل التصنيع الذي بدأ في الانتشار في أمريكا بشكل أوسع. وتبع ذلك إيمانه بالاشتراكية وتطويع رواياته الواقعية كيما تلتحم بوضع العمال في الصناعة، وظهر ذلك في رواية «فضيلة الرحمة» (1892م)، وروايتي «رحالة من ألتروريا» (1894م) وملحقها «من خلال ثقب الإبرة» (1907م).
وقد كتب «هاولز» أيضا القصة القصيرة، والعديد من المسرحيات، وكتب الرحلات، والسير الذاتية، والشعر. وقد لقي المؤلف في سنواته الأخيرة مظاهر التكريم والاعتبار في الولايات المتحدة وخارجها، واستخدم نفوذه الأدبي لمساعدة الكتاب الناشئين في أيامه ومنهم «ستيفن كرين» ⋆
و«فرانك نوريس» ⋆
و«روبرت هيريك». ⋆
وقد سجل نظريته الأدبية في كتاب «النقد والقصة» (1891م) الذي ساند فيه المذهب الواقعي مع التصوير الحقيقي للدوافع والمبادئ التي تشكل حياة الرجال والنساء في واقع الحياة.
عواء
HOWL
قصيدة الشاعر «ألن جنزبرج» ⋆
التي وضعها عام 1956م، فغير بها مسار الشعر الأمريكي، وخرج به من نطاق ت. س. إليوت الذي يركز على إخراج «الشخصانية» من العمل الفني، ومن نطاق النقد الجديد. وقد بدأها الشاعر في سان فرانسيسكو عام 1955م، وبلغت في جزئها الأول 78 سطرا، ثم أكملها في ثلاثة أجزاء وحاشية، ونشرتها «سيتي لايتس» عام 1956م. ويتناول محتواها حياة وأفكار وأعمال زملائه البوهيميين، ومحادثاتهم «الدستويفسكية» وصلواتهم، وهم الزملاء الذين أطلق عليهم صديقه «جاك كرواك» ⋆
لقب «الجيل المضروب». ⋆
وقد ساهمت القصيدة بعد ذلك في حركات «الشكل المفتوح» في الشعر الأمريكي، وكثفت الصور الشعرية عن طريق لغة تحذف الترابطات
Connectives
وتستبدل بها التقابلات
Juxtaposition . وقد دأب الشاعر على إلقائها في المحافل الأدبية بطريقة فنية مؤثرة، خاصة أبياتها الأولى، التي جاءت كما يلي:
لقد رأيت أفضل عقول جيلي
وقد دمرها الجنون،
عراة هيستيريين،
يتضورون جوعا،
يجرون أنفسهم
عبر طرقات الزنوج فجرا،
باحثين عن جرعة غاضبة.
وقد أحدثت القصيدة ردة فعل مناوئة لدى المتزمتين لما تحويه من كلمات وعبارات صريحة، إلا أنها صمدت للنقد والزمن، وأصبحت من العلامات الفارقة في الأدب الأمريكي الحديث.
لانجستون هيوز
HUGHES, Langston (1902-1967م)
أحد أعضاء جماعة «نهضة هارلم» المبرزين، قضى وقته في الترحال في أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، إلى أن بدأ في إصدار كتبه العديدة بدءا بديوان «الألحان الحزينة المرهقة» عام 1926م، الذي جمع فيه قصائد عن السود ذات إيقاع ولغة نغمات الجاز. وقد أتاح له نجاح هذا الكتاب إتمام تعليمه الجامعي في جامعة لنكولن ببنسلفانيا. وقد كتب في فنون أدبية مختلفة، إلا أنه اشتهر بالشعر، الذي أصدر فيه أكثر من عشرة دواوين، أشهرها «شكسبير في هارلم» (1941م)، «حقول الدهشة» (1947م). ويظهر في قصيدته اهتمامه بعنصر السود وحياتهم في المدن، ووعيه الاجتماعي. وكتب أيضا روايتين، وقصصا قصيرة، ولكن أشهر أعماله النثرية هي المتصلة بشخصية «جيسي ب. سمبل»، وهي اسكتشات ساخرة عن أحد سكان «هارلم». وكتب «هيوز» عدة مسرحيات، منها مسرحيات غنائية ناجحة.
زورا نيل هيرستون
HURSTON, Zora Neale (1901-1960م)
درست الأنثروبولوجي ووضعت دراسات في علم الإنسان في «هايتي» وجزر الهند الغربية. نشرت مجموعة قصص بعنوان «بغال ورجال» (1935م) عن السحر (الفودو) بين السود في الجنوب . وأشهر رواياتها هي «كانت عيونهم ترقب الرب» (1937م)، وتحكي عن تحرر فتاة تدعى «جاني» التي تحلم بحياة شذية ترمز لها بأزهار أشجار الكمثرى. وتمر بتجربتي زواج من رجلين متسلطين، وتتحمل الزوج الثاني إلى أن قابلت حبها الحقيقي ويدعى «تيكيك»، وهو مقامر يعمل كعامل تراحيل لجمع المحاصيل في مزارع فلوريدا، فتذهب معه وتعمل معه في الحقول، بيد أنها تقتله دفاعا عن نفسها بعد إصابته بحالة جنون بعد أن عقره كلب مسعور. وتصور الرواية ببراعة موضوعات سطوة الرجل مقابل رغبة المرأة في الاستقلال بذاتها. وصارت الرواية نصا نسويا أساسيا. وأصدرت بعدها عدة روايات تتعلق بالسود في ولاية فلوريدا. وقد أصدرت «أليس ووكر» ⋆
عام 1979م مختارات من كتاباتها.
I
مع سبق الإصرار
In Cold Blood
رواية «ترومان كابوتي» المشهورة، التي وصفها المؤلف بأنها «رواية غير خيالية». وهي تقص جريمة قتل مزارع ثري في «كانساس» وزوجته وطفليه، على يد اثنين من القتلة حين كانا بسبيل سرقة منزل المزارع عام 1959م. ويفر القاتلان إلى المكسيك، ثم يتم القبض عليهما ومحاكمتهما واستئناف الحكم، ثم إعدامهما شنقا في أبريل 1965م. وقد قابل «كابوتي» المجرمين، وتحدث معهما طويلا، وخرج بهذه الرواية التسجيلية التي تصف بالتفصيل وقائع الجريمة، على نحو يفتح أسئلة اجتماعية كثيرة مثيرة للجدل. وقد نشر الرواية عام 1966م ونالت نجاحا ملحوظا.
وليام إنج
INGE, William (1913-1973م)
مؤلف روائي، له «عودي يا شيبا الصغيرة» (1950م)، و«نزهة» التي نال عنها جائزة بوليتزر عام 1953م، عن شاب وفتاة وأحلامهما في حياة سعيدة معا. ثم نشر «موقف الأوتوبيس» (1955م) التي اشتهرت بالفيلم المأخوذ عنها من تمثيل مارلين مونرو. وقد تحولت الروايتان الأوليان أيضا إلى فيلمين شهيرين. وكتب بعد ذلك عدة روايات تنحو الوصف النفسي، منها «الظلمة أعلى الدرج» (1957م)، و«فقدان الورود» (1959م).
جون إرفنج
IRVING, John (1942م-...)
روائي من ولاية «نيو هامبشير»، كتب عدة روايات قبل أن يسطع نجمه بروايته «العالم كما يراه جارب» (1978م) عن روائي موهوب ذي حياة مليئة ثرية، يقتله أحد قرائه الغاضبين وهو في الثالثة والثلاثين. أصدر بعد ذلك «فندق نيو هامبشير» (1981م)، و«قواعد سايدر هاوس» (1985م)، التي تحولت كلها إلى أفلام سينمائية ناجحة.
واشنطن إرفنج
IRVING, Washington (1783-1859م)
من مواليد نيويورك، ترك دراسته مبكرا والتحق بمكتب محاماة ثم بعدة مهن أخرى إلى أن بدأ يكتب بانتظام في جريدتين كان يصدرهما أخوه «بيتر». وبعد ذلك سافر إلى أوروبا في الفترة من 1804م إلى 1806م للاستشفاء ولجمع مادة لكتاباته. ورغم أنه نال إجازة العمل بالمحاماة، فقد فضل الكتابة على المحاماة، وبدأ في نشر كتابه «سالماجندي» (1807-1808م) وهو سلسلة من المقالات الساخرة عن مجتمع نيويورك، مما جعل اسمه كمؤلف لماح ينتشر بسرعة. ثم ابتكر شخصية «ديدريش نيكر بوكر» ⋆
الأمريكي-الهولندي في كتاب «تاريخ نيويورك» (1809م)، الذي يوصف بأنه أول كتاب أمريكي كوميدي، وهو يتعلق بنيويورك عندما كانت هولندية تحت اسم «نيو أمستردام».
وقد أثرت فيه وفاة خطيبته «ماتيلدا هوفمان»، حتى إنه هجر الأدب واشترك في التجارة مع أخويه، ولكنه فشل في ذلك بعدة سنوات، واضطر إلى العودة إلى اتخاذ الكتابة كمهنة له، فكتب «كتاب الاسكتشات» (1819-1820م)، وهو مقالات عن الحياة الإنجليزية، وصورة أمريكية لبعض الحكايات الشعبية الأوروبية في قصة «رب فان وينكل» و«أسطورة سليبي هولو». وقد نجح الكتاب وذاع صيت «إرفنج» في إنجلترا وفرنسا، وجعل منه صديقا للكتاب المشهورين مثل «لورد بايرون» و«سكوت» و«مور».
ورحل إرفنج بحثا عن مادة لكتاباته إلى ألمانيا (1822-1823م)، وفرنسا، ثم إنجلترا، ثم عمل ثلاث سنوات ملحقا دبلوماسيا في إسبانيا خلال الأعوام 1826م حتى 1829م، حيث جمع في أثنائها مادة كتابه عن «كريستوفر كولومبس»، الذي أتبعه بكتابيه عن إسبانيا: «تاريخ غزو غرناطة» (1829م) و«قصر الحمراء» (1932م).
وبعد ذلك عمل «إرفنج» في مفوضية أمريكا في لندن ثلاثة أعوام من 1829م إلى 1832م، عاد بعدها إلى نيويورك بعد غياب امتد 17 عاما، حيث استقبل بحفاوة بوصفه أول كاتب أمريكي ينال شهرة عالمية. وعكف على كتابه عن مغامرات الحدود، عن الولايات التي لم تكن قد انضمت بعد إلى الاتحاد، وبعد أن رفض عدة مناصب هامة، وافق على العودة إلى البلد الذي استهواه؛ إسبانيا، فذهب إليها وزيرا مفوضا (1842-1845م)، ولكن مهمته هناك صادفتها عقبات النزاع مع إسبانيا حول أراض لها في أمريكا الشمالية. وبعد العودة إلى نيويورك، قضى ما تبقى له من العمر في منزله في «سني سايد» بصحبة بنات أخويه، كتب خلالها عدة كتب سير شخصية، أهمها «محمد وخلفاؤه» (1849-1850م) في مجلدين، و«حياة واشنطن» (1855-1859م) في خمسة مجلدات.
كريستوفر إشروود
ISHERWOOD, Christopher (1904-1986م)
ولد في بريطانيا، ونال الجنسية الأمريكية عام 1946م. تعاون مع الشاعر «أودن» ⋆
في كتابة مسرحيات نثرية وشعرية ساخرة. وعاش في برلين قبل الحرب العالمية الثانية، وكتب عن هذه الفترة روايتين: «آخر أخبار السيد نوريس» (1935م) و«وداعا برلين» (1939م). وبعد ذلك رحل إلى الولايات المتحدة حيث واصل كتابة رواياته، ومنها رواية حياة ذاتية بعنوان «في زيارة هناك» (1962م). ثم كتب ثلاثة كتب شخصية هي «كاثلين وفرانك» (1972م) عن والديه والأثر الذي خلفاه فيه؛ و«كريستوفر وأشباهه» (1976م) عن حياته وعلاقاته المثلية، و«معلمي وتلميذه» (1980م) عن تجاربه الدنيوية والروحية. وقد كتب «إشروود» أيضا القصة القصيرة والشعر والمقالة.
J
هنري جيمس
JAMES, Henry (1843-1916م)
روائي مشهور، ولد في نيويورك لأسرة عريقة في التعليم والثقافة، أنجبت أيضا شقيق هنري: وليام جيمس، ⋆
فيلسوف الأديان المعروف. درس في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، ورغم إقامته الطويلة في ربوع أوروبا، احتفظ بمقر إقامته الأمريكية في مدينة كمبردج. بدأ حياته الأدبية بكتابة مقالات نقدية وقصص قصيرة، وظهر في مقالاته إعجابه بروايات الروائية البريطانية جورج إليوت، وقصص ناثانييل هوثورن. ⋆
وقد ركز جيمس اهتماماته بالعالم الأوروبي بالأمريكيين الذين يعيشون في الدول الأوروبية. وفي باريس، التقى الروائي الروسي «تورجنيف» والروائي الفرنسي «فلوبير»، ولكنه انتقل بعد ذلك إلى لندن واستقر بها عام 1876م، وبقي في بريطانيا بقية عمره. أول رواياته المشهورة عنوانها «رودريك هدسون» (1876م)، وتتناول حياة مثال أمريكي يعيش في روما ويؤدي نمط حياته غير المنتظمة إلى فشله. وتتوالى رواياته الهامة: «الأمريكيون» (1877م)، «الأوروبيون» (1878م)، «ديزي ميلر» (1879م). وفي روايتيه «واشنطن سكوير» (1881م) و«أهل بوسطن» (1886م)، يحكي عن الأمريكيين في نيويورك ونيو إنجلاند ⋆
بنبرة فيها شيء من السخرية. ثم عاد إلى الخلفية الأوروبية في رائعته «صورة سيدة» ⋆ (1881م) التي ظهر فيها نضجه الروائي في تصوير الواقعية النفسية، محللا علاقات شابة أمريكية بمجموعة من الأوروبيين والأمريكيين المغتربين. وكتب جيمس بعدها العديد من الروايات التي لاقت نجاحا باهرا بين المتحدثين بالإنجليزية ، ومن روائعه الأخرى «السفراء» (1903م)، «ما عرفته ديزي» (1897م)، «دورة اللولب» (1898م)، «جناحا الحمامة» (1902م)، «القدح الذهبي» (1904م). وقد صدرت بعد ذلك مذكراته (1948م)، وخطاباته (1974-1980م) في ثلاثة أجزاء. وحين نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، أراد أن يعبر عن حبه لأوروبا، فحصل على الجنسية البريطانية رسميا عام 1915م.
وكانت رواياته مادة ثرية للشاشة الفضية؛ إذ تحولت معظمها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية، وأشهر الأفلام هي «صورة سيدة» (الذي مثلت فيه نيكول كيدمان دور البطلة)، و«جناحا الحمامة»، و«ديزي ميلر».
وليام جيمس
JAMES, William (1842-1910م)
قضى فترة تعليمه في أوروبا بصحبة أخيه الروائي هنري جيمس، ⋆
وكلاهما ابنا «هنري جيمس الأب». ثم درس وليام في كلية العلوم بهارفارد ثم كلية الطب بنفس الجامعة. وقد أدت بعض العلل الجسمانية به إلى عدم ممارسة الطب، فنقل اهتمامه إلى النظريات السيكولوجية، ثم عمل أستاذا للفيزيولوجي في هارفارد لمدة طويلة بدأت عام 1872م، وقد جعله ذلك يهتم بالصلة بين علم النفس والفلسفة والطبيعة، ودرس نظريات «داروين» و«سبنسر»، فبدأ يدرس منهجا في «فلسفة التطور»، ونقل دروسه إلى قسم الفلسفة بالجامعة، كما افتتح أول معمل سيكولوجي.
وأهم مساهمة قام بها جيمس هي كتابه «مبادئ علم النفس» (1890م) (ومختصره الذي أصدره عام 1892م)، الذي أصبح من كلاسيكيات الكتب المعرفية. وأصدر جيمس بعده عدة مقالات وأطروحات عن الشعور والعواطف والدوافع الإنسانية. وقام برحلات علمية عدة لإلقاء المحاضرات في جامعات الدول الأجنبية؛ مما ساهم في شهرته وذيوع صيت أعماله.
وقد عمل جيمس أستاذا زائرا في جامعة «إدنبرة» في عامي 1901-1902م، وألقى هناك سلسلتين من المحاضرات ظهرا بعد ذلك ككتابه المعروف «أنواع التجربة الدينية» (1902م)، الذي اعتبر فيه الدين منطقة حقائق سيكولوجية، وتناوله من وجهة نظر العلم والعقل، وأوضح القيم العملية للعقيدة الدينية في مجال العمل والسعادة.
وقد استخدم جيمس اصطلاح «البراجماتية» منذ عام 1898م للتعبير عن اتجاهه الفلسفي، وأصدر كتابا في عام 1907م بهذا العنوان، يشرح فيه الفلسفة العملية، التي تتلخص في أن قيمة أي فكرة تتحدد وفقا لما يترتب عليها في كل من عالم الشعور وعالم الدوافع. ثم دافع جيمس مجددا عن اتجاهاته الفلسفية في كتاب جديد بعنوان «معنى الحقيقة» (1909م). وأصدر بعد ذلك «الكون الجمعي» (1909م)، وبه المحاضرات التي ألقاها في جامعة «أكسفورد» عام 1908م.
توماس جفرسون
JEFFERSON, Thomas (1743-1826م)
ثالث رئيس للولايات المتحدة (1801-1809م). يتركز إسهامه في الفكر والأدب الأمريكيين في ما كتبه دفاعا عن استقلال بلاده وحقها في أن تصبح أمة أمريكية؛ فقد أصدر عام 1774م «نظرة مختصرة في حقوق أمريكا البريطانية»، يعرض فيه ببراعة وجهة النظر القائلة بأن البرلمان الإنجليزي لا سلطة له على المستعمرات، التي لا تربطها بإنجلترا سوى التبعية لملكها. وكان بوصفه عضوا في «المؤتمر القاري» (1775-1776م) مسئولا عن روح ونص إعلان الاستقلال، الذي يمثل أعظم تراث له في الأدب وفي النظرية السياسية. وقد عمد بعد ذلك في حياته العملية على تطبيق هذا النص الجوهري على القوانين السارية وتغييرها لتتطابق معه، فيما يتعلق بالتعليم، والحرية الدينية، والمساواة الاقتصادية، ومناهضة الرق، وغير ذلك من مظاهر الإصلاح الإنساني.
وقد ناصر «جيفرسون» على الدوام الحرية السياسية والفردية، وعارض أي اتجاهات فيدرالية تنحو بالبلاد نحو النظام الملكي الذي كان يدعو له البعض. ولما تولى رئاسة الجمهورية مرتين، أضاف ولاية إلى ولايات الجمهورية بشراء «لويزيانا» من فرنسا، ورعى الأبحاث العلمية، والحملات الاستكشافية. وبعد ذلك، أنشأ جامعة «فرجينيا» وجعل منها مؤسسة حديثة للتعليم الجامعي. وشجع الابتكار المعماري الكلاسيكي بتصميم بيته «مونتيسللو»، ومبنى برلمان فرجينيا، وأقسام من واشنطن العاصمة، مما ترك بصمة حضارية له في كل هذه الأنحاء.
وتفرغ بعد ذلك للكتابة ولجمع خطبه وأعماله، وقد بدئ في عام 1950م مشروع لنشر تراثه في ستين مجلدا.
جيمس جونز
JONES, James (1921-1977م)
خدم في الحرب العالمية الثانية في المحيط الهادئ، فكان ذلك خلفية روايته المشهورة «من هنا إلى الأبدية» (1951م)، التي تحكي عن حياة الجندية في هاواي عشية الهجوم الياباني على «بيرل هاربر». وأصدر بعد ذلك قصصا وروايات ذات خلفية عن الحروب والخدمة العسكرية. ويجمع النقاد بين روايته الأولى تلك، ورواية «الخط الأحمر الرفيع» (1962م) و«الصغير» (1978م) في ثلاثية عن الحرب العالمية الثانية. وقد تحولت الرواية الأولى إلى فيلم ناجح.
لي روا جونز
Jones. Le Roi
انظر: أميري بركة
See: BARAKA, Amiri
ص201.
إريكا جونج
JONG, Erica (1942م-...)
من رواياتها المعروفة «الخوف من الطيران» (1973م) عن امرأة عصبية حادة الطباع في الثلاثينيات من عمرها، وعلاقتها القصيرة مع رجل إنجليزي يؤمن بالوجودية. ثم أتبعتها برواية «كيف تنقذ حياتك» (1977م) عن نفس المرأة، وقد أصبحت روائية ناجحة في نيويورك. وتوالت رواياتها عن الشخصية نفسها، فيما يستبين أنها من واقع حياة «جونج» الذاتية. وتتميز رواياتها بالأسلوب الاعترافي ونزعة الإغراق في التجارب العاطفية والجنسية.
K
وليام كنيدي
KENNEDY, William (1928-2001م)
ولد في «ألباني» عاصمة ولاية نيويورك، وتدور رواياته كلها في تلك المدينة، وأهمها «أيرون ويد» (1983م) التي نالت جائزة بوليتزر للرواية عن ذلك العام، وتحولت إلى فيلم ناجح. والرواية تتناول حياة رياضي شهير يدمن الكحوليات وينتهي إلى حياة بائسة بين الواقع والخيال. وروايته «عظام عتيقة» (1992م) تحفر في ماضيه الشخصي وتاريخ عائلته.
جاك كيرواك
KEROUAC, Jack (1922-1969م)
ابن لوالدين أمريكيين-فرنسيين، ومن هنا اسمه الفرنسي. قضى عامين في جامعة كولومبيا، تعرف فيهما على «ألن جنزبرج» ⋆
و«وليام بوروز»، ⋆
ثم عرف «نيل كاسادي»، وقد شكلوا مع آخرين «الجيل المضروب» ⋆
The Beat Generation
أو
The Beats . وكتب «كيرواك» الرواية الأساسية للمجموعة وهي «على الطريق» (
On The Road
1957م)، التي كتبها في ثلاثة أسابيع على أسطوانة ورقية طولها مائة قدم على الآلة الكاتبة. وهي شبه سيرة ذاتية يظهر هو فيها مع أصدقائه السابق ذكرهم؛ إذ كانوا يجوبون أنحاء الولايات الأمريكية بحثا عن تجارب جديدة وعن الإشباع الذاتي. أما روايته «متشر دو دراما» (1958م)، فهي تتجه نحو اكتشاف الحقيقة أو «الدراما» عن طريق البوذية. وكتب عن أحلامه في «كتاب الأحلام» (1960م) الذي استخدم فيه تيار الوعي، وفي «إشراق في باريس» (1966م) وصف رحلته إلى باريس بحثا عن أصوله العائلية، وعن تجارب صوفية إشراقية.
كن كيزي
KESEY, Ken (1935م-...)
عمل مرة حارسا في مصحة للأمراض العقلية، مما ألهمه روايته التي اشتهر بها «طيران فوق عش الوقواق» (1962م)، وهي رواية سخرية سوداء، تحكي على لسان نزيل مصحة عقلية كيف هبط عليهم نزيل آخر من أرومة آيرلندية نجح في تحويل سجنه إلى الإقامة بالمصحة، ولما لم يكن مريضا حقيقة، فقد عمل ما بوسعه لتحدي رئيسة الممرضات ذات النزعة السادية القاسية؛ كيما يتجنب تناول الأدوية القوية التي ترغم المرضى على ابتلاعها حتى تسيطر عليهم. وقد تحولت الرواية إلى فيلم مشهور من بطولة «جاك نيكلسون». وكتب «كيسي» بعدها روايات ناجحة منها «أمة عظيمة أحيانا» (1964م)، كما كتب المقالة والقصة القصيرة والشعر.
ستيفن كنج
KING, Stephen (1947م-...)
أشهر كتاب قصص وروايات الرعب المعاصرين. ذاعت روايته «كاري» (1974م) عن فتاة لها قدرة تحريك الأشياء عن بعد وأعمال خارقة أخرى. ثم توالت رواياته ومنها «الالتماع» (1977م) التي أصبحت من كلاسيكيات أدب الرعب، وتحكي عن روائي - اسمه جاك تورانس - يأخذ زوجته وابنه للعمل مشرفا على فندق سياحي وسط الجبال، ويتضح أن الفندق يعمر بالأشباح والأرواح الضالة منذ قتل المشرف الذي عمل قبل الروائي زوجته وبناته في نوبة جنون. وتصور الرواية صراع جاك ما بين عجزه عن الكتابة وانحداره إلى هاوية الجنون. وقد وصف كنج هذه الحالة وصفا جعل الرواية ترقى إلى مستوى الروائع. وواصل «كنج» إصدار رواياته بغزارة، وفي كل منها شيء جديد، ومن أهمها سلسلة روايات باسم «البرج المظلم» صدر منها ما بين عامي 1982 و1996م أربع روايات. وقد تحولت روايات كثيرة له إلى أفلام سينمائية ناجحة.
جماعة نيكر بوكر
Knickerbocker Group
ابتكر كلمة «نيكر بوكر» الكاتب «واشنطن إرفنج» في كتابه «تاريخ نيويورك» (1809م) في قصص واسكتشات تتناول الأصل الهولندي للولاية؛ وبذلك أصبح الاسم يعني الهولنديين في نيويورك.
وقد نشأت جماعة تحمل ذلك الاسم تبعا لإرفنج، فحاول أعضاؤها بعث أسلوبه في الكتابة وروح مقالاته في أعمالهم السطحية المنمقة، ومثلتهم «مجلة النيكر بوكر»، ولكن الجماعة ذبلت بعد إنشائها بقليل، وقد سخر منهم إدجار آلان بو ⋆
في كتابه «الأدباء».
جون نولز
KNOWLES, John (1926م-...)
روائي درس في جامعة ييل العريقة، وكتب عن تجارب مر بها في حياته؛ فأول رواياته «سلم منفرد» (1960م) تدور حول ذكريات تجارب مريرة في مدرسة داخلية للبنين في «نيو إنجلاند»، ⋆
وتعود «تيمة» أيام الدراسة في روايتين أخريين له هما «السلم يتصدع» (1980م) وهي ملحق للرواية الأولى، ورواية «ماض مسروق» (1983م) عن صداقات الدراسة الجامعية. كما كتب روايتين تدور أحداثهما في فرنسا: «الصباح في عنتيبي» (1962م) التي تحكي عن أمريكيين على شاطئ الريفييرا، و«نيران منتشرة» (1974م) وتجري وقائعها في جنوب فرنسا.
جرزي كوزنسكي
KOSINSKI, Jerzy (1933-1991م)
كاتب من أصل بولندي، هاجر إلى الولايات المتحدة 1957م، وتخرج في جامعة كولومبيا وبدأ يكتب بالإنجليزية. روايته الأولى بعنوان «الطائر المرسوم» (1965م) تحكي غزو الألمان لبلده الأصلي، مما اضطر أسرته اليهودية إلى الاختباء ووضع «جرزي» طفلا في رعاية سيدة ما لبثت أن توفيت، مما ترك الطفل البولندي وحيدا في ظروف مخيفة وتجوالات لا تنقطع. وروايته «أن أكون هناك» (1971م) تصور رجلا بسيطا يواجه الثقافة الأمريكية الحديثة ببراءة تقترب من الطفولة، وتحولت إلى فيلم ناجح قام ببطولته ببراعة الممثل «بيتر سيلرز». وأصدر «جرزي» بعد ذلك عددا من الروايات، إلا أنها لم تنل من النجاح ما لاقته روايتاه السابقتان. وقد انتهت حياة هذا الكاتب بالانتحار عام 1991م.
ستانلي كونتز
KUNITZ, Stanley (1905-2006م)
شاعر ومحرر للكتب المرجعية، تخرج في أكسفورد وعمل مدرسا للشعر. يتميز شعره بالنزعة الميتافيزيقية التي سادت عصر «ملتون» في إنجلترا. نال جائزة بوليتزر في الشعر عن ديوانه «قصائد مختارة» عام 1958م.
L
لويس لامور
L’AMOUR, Louis (1910-1988م)
اشتهر بإنتاجه الضخم من الروايات وكتب القصص القصيرة، التي بلغت 200 رواية و14 مجموعة قصصية، باعت 182 مليون نسخة حتى عام 1987م!
آخر قبيلة الموهيكان
The Last Of the Mohicans
من الروايات الشهيرة لجيمس فنيمور كوبر، ⋆
التي أصدرها عام 1826م. والرواية تدور أحداثها إبان حصار الفرنسيين والهنود الحمر لحصن أمريكي عند بحيرة جورج عام 1757م قبل استقلال أمريكا عن إنجلترا. ونرى فتاتين إنجليزيتين، «كورا» و«أليس مونرو»، ابنتي القائد الإنجليزي، وكان يصطحبهما «دنكان» خطيب أليس، و«ديفيد» مدرسهما للموسيقى، و«ماجوا» أحد الهنود الحمر الذي كان يعمل لحساب الفرنسيين، ولكن خطة «ماجوا» لخيانة أصحابه تفشل بفضل مساعدة رجل الكشافة «هوكيي» ورفاقه من الرؤساء الباقين من سلالة «الموهيكان». بيد أن «ماجوا» يهرب ويعود ليأسر الفتاتين، وبعد سقوط الحصن، يدخل «هوكيي» في معارك طاحنة للدفاع عن الفتاتين إلى أن يطلق سراح «أليس» وتذهب بعيدا عن مسرح القتال. وبعد أحداث كثيرة، وقتال بين القبائل الهندية، تفقد «كورا» حياتها، ويقتل «هوكيي» «ماجوا» آخر الأمر، ويعود من تبقى إلى المناطق الآمنة عدا «هوكيي» الذي يبقى في عمله على الحدود.
أوراق العشب
Leaves of Grass
ديوان شعر مشهور للشاعر الأمريكي والت ويتمان (1819-1892م). صدرت أول طبعة منه عام 1855م تضم 12 قصيدة، وكتب لها المؤلف مقدمة يعلن فيها «أن الشاعر المثالي يجب أن يكون عاشقا حقيقيا للكون، ويستمد موضوعاته من الطبيعة، كأنه عراف يكشف عن الناموس الكوني الذي يوحد في اتساق بين الماضي والحاضر والمستقبل.» واتسمت قصائد ويتمان على الدوام بما ذكره في المقدمة، وبما عمد إليه من بساطة التعبير وعفويته، دون التقيد بالإيقاع والأوزان الشعرية التقليدية؛ لأن القصيدة في رأيه يجب أن يكون لها نمو حي مثلها مثل الكائن الحي أو الأشجار والأزهار، حيث كل عضو يناسب الكل ويتسق معه.
وقام الشاعر طوال حياته بإصدار الديوان بنفس العنوان بعد أن يضيف إليه كل مرة قصائد جديدة يكتبها، واشتهر الديوان أيامه بسنوات صدور كل طبعة، مما يشير إلى القصائد الجديدة فيه وتطويره للقصائد القديمة. وقد صدرت الطبعة الثانية عام 1856م، وتحتوي على 33 قصيدة منها «سلاما أيها العالم» التي ذاع صيتها، وضمت كذلك نص الخطاب الذي أرسله الشاعر والكاتب الأمريكي «رالف والدو إمرسون» ⋆
لويتمان، والذي أثنى فيه على قصائده قائلا إنها تبشر بمولد شاعر أمريكا المرجو.
ثم صدرت الطبعة الثالثة من الديوان عام 1860م في 456 صفحة واحتوت على 122 قصيدة جديدة، منها القسم الخاص بقصائد «كالاموس» التي أثارت على «ويتمان» حفيظة الكثيرين واعتبروها لا تتفق مع الأعراف والتقاليد السائدة في تلك الفترة بما احتوت عليه من التركيز الصريح على علاقات الحب والحس بين بني البشر. وقد وقعت هذه الطبعة في يد الوزير الذي كان ويتمان يعمل تحت إدارته عام 1865م، فهاله ما جاء في قصائده وأصدر قرارا بفصل الشاعر من وظيفته الصغيرة بالوزارة، ولكن قام مساعد النائب العام في واشنطن العاصمة بتعويضه بأن دبر له عملا مناسبا في مكتب النائب العام.
وقد استمرت الحرب الأهلية الأمريكية أربع سنوات (1860-1864م) قام خلالها «ويتمان» بزيارة جرحى الميدان والتخفيف عنهم. وقد كتب قصائده عن الحرب وعن اغتيال الزعيم لنكولن في قصائد سماها «دقات الطبول»، أضافها كلها إلى الطبعة الرابعة من أوراق العشب - إلى جانب قصائد أخرى جديدة - وصدرت عام 1867م. وكانت الطبعة الخامسة مجرد إعادة للطبعة الرابعة، مع وجود قصيدتين جديدتين في «بعض» نسخ تلك الطبعة. ونشرت الطبعة السادسة عام 1876م في مجلدين بمقدمة جديدة، وتضمن المجلد الثاني منهما قصائد «نهيران». وقد عرفت هذه الطبعة باسم «طبعة الشاعر» أو «طبعة المئوية».
أما الطبعة السابعة من الديوان (1881-1882م) فقد جددت أحزان الشاعر؛ فقد صدرت لأول مرة في بوسطن وتحتوي على 20 قصيدة جديدة، إلا أن بعض أهل المدينة المتزمتين أبلغوا النائب العام باحتجاجهم على قصائد الديوان باعتبارها أدبا إباحيا. وطلبت النيابة من ويتمان حذف بعض القصائد، بيد أن الشاعر رفض أي تغيير جوهري في ديوانه، ففرض حظر عليه. ونقل ويتمان حقوق النشر إلى ناشرين آخرين في فيلادلفيا، وصدر بها.
وضمت الطبعة الثامنة عام 1889م قصائد مجموعة «أغصان نوفمبر».
وصدرت الطبعة التاسعة والأخيرة (1891-1892م) بإشراف «ويتمان» نفسه، وتضمنت قصائد «أصداء الشيخوخة» و«وداعا يا غرامي» و«نظرة من الخلف إلى طرق سلكتها».
هاربر لي
LEE, Harper (1926م-...)
روائية تعتمد شهرتها على كتابها «مقتل طائر غرد» ⋆
الذي حاز جائزة بوليتزر عام 1960م. ونالت الرواية نجاحا كبيرا، وفازت بجوائز أخرى متعددة، وصدرت في طبعات مختلفة، وقد تم إعداد القصة في فيلم سينمائي ناجح من تمثيل جريجوري بيك.
واحتلت الرواية رقم 82 في قائمة أفضل 101 رواية عالمية التي وضعها مؤلف القاموس الحالي.
سنكلير لويس
LEWIS, Sinclair (1885-1951م)
بدأ حياته الأدبية بكتابة روايات غير مهمة، حتى أصدر رواية «العمل» عام 1917م، والتي أتبعها برائعته «الشارع الرئيسي» عام 1920م، التي تصور التناقضات بين ثقافة الحواضر الكبيرة وثقافة المدن الصغيرة. وروايته «بابيت» تقدم صورة ساخرة لرجل أعمال أمريكي. ونالت روايته «أروسميث»، عن حياة أحد العلماء، جائزة بوليتزر لعام 1926م، بيد أنه رفض الجائزة. ومن أشهر رواياته «إلمر جانتري» (1927م) التي تفضح الدعاة الدينيين المزيفين. وفي عام 1930م، أصبح لويس أول أمريكي يفوز بجائزة نوبل للأدب؛ لتفوقه في مجال الآداب العالمية. ومن رواياته المعروفة بعد ذلك «لا يمكن أن يحدث ذلك هنا» (1935م) عن الفاشية التي بدأ انتشارها في دول عديدة، وإمكانية ظهورها في أمريكا. ومن المفارقات أن كاتب هذه السطور قد ابتاع نسخة من هذه الرواية بإهداء من المؤلف إلى صديقة له، كتب لها فوق توقيعه: «يمكن أن يحدث ذلك هنا»! ومن رواياته المعروفة أيضا «كاس تمبرلين» (1945م).
وأسلوب سنكلير لويس في رواياته أسلوب ساخر في تصوير الطبقة الوسطى في أمريكا في حياته وأفعالها ، على نحو يتسم بالواقعية التي تكتسي طبقة من التعاطف.
مكتبة الكونجرس
Library of Congress
هي المكتبة القومية للولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم إنشاؤها بموجب قانون من الكونجرس عام 1800م، ومقرها الأول في مبنى «الكابيتول» وهو الكونجرس. وكان شراء مكتبة جفرسون المكونة من 6457 مجلدا هو نواة تكوين المجموعات بالمكتبة.
وتقع المكتبة الآن في ثلاثة مبان ضخمة بالقرب من الكابيتول، تحتوي على فضاءات يقدر حجمها بحوالي 64,6 أكر (أفدنة). وتضم المكتبة الآن ما يقرب من 151 مليون مادة، في 470 لغة، ما بين الكتب والمجلات والدوريات، ومنها 66,6 ملايين مخطوط، وأكبر مجموعة من الكتب النادرة. وتشمل تلك المواد الوثائق والمجلات والأعمال الموسيقية والغنائية، والخرائط والأفلام السينمائية، كما أنها دخلت عالم الوثائق الرقمية منذ نشأته. وقد ساعد على وجود كل الكتب الأمريكية في المكتبة قانون المطبوعات الصادر عام 1846م بإيداع نسخة من كل كتاب يصدر في أمريكا، زيدت إلى نسختين في عام 1870م. ويمكن البحث في فهارس المكتبة على الإنترنت، والبحث عن وجود أي كتاب بأي لغة.
لوليتا
Lolita
رواية فلاديمير نابوكوف ⋆
ذات السمعة السيئة. وقد أبرزها إلى عالم الرواية الجيدة الروائي الإنجليزي «جراهام جرين» الذي امتدح الناحية التحليلية فيها واللغة النثرية المتميزة التي كتبها بها نابوكوف.
والرواية تحكي قصة حياة «همبرت همبرت» الذي ينتظر محاكمته بتهمة القتل في سجن خاص؛ فقد تزوج من امرأة لأنه هام بابنتها ذات الاثني عشر عاما المسماة «لوليتا». وأصبح دائم الشجار مع زوجته التي تكتشف رغباته غير العادية، إلى أن تلقى حتفها في حادث سيارة. وبعد ذلك يأخذ «همبرت همبرت» «لوليتا» في عربة يطوف بها معها عدة ولايات، وتتبدى أثناءها مشاعره تجاه الفتاة ومشاعر الفتاة تجاهه، مما يدفع «لوليتا» إلى الهرب من القيود التي فرضها عليها وهو يعيش معها. ولم يعثر همبرت على «لوليتا» إلا بعد خمس سنوات من اختفائها، ويجد أنها قد تزوجت وهي حامل من زوجها. وتقص عليه كيف أنها أحبت كاتبا مشهورا هو «كلار كيلتي» حينما كانت تعيش معه؛ أي همبرت؛ مما يشعل الغيرة القاتلة في صدر هذا الأخير. ورغم أن علاقة «لوليتا» بكيلتي قد انتهت منذ زمن، فإن همبرت يبحث عن «كيلتي» حتى يجده ويقتله مع سبق الإصرار. ويموت همبرت في سجنه قبل المحاكمة من جراء نوبة قلبية.
وقد نشرت الرواية أولا بوصفها من الأدب الإيروسي، إلى أن أبرز النقاد الجانب الفني فيها، من أنها تورية ساخرة - في جزء منها - من إدجار آلان بو في قصيدته «أنابيل»، وما بها من صياغات لفظية تجعلها واحدة من الروايات المتميزة في أسلوبها النثري.
وقد احتلت رواية «لوليتا» المركز رقم 22 من قائمة أفضل 101 رواية عالمية التي وضعها كاتب القاموس.
جاك لندن
LONDON, Jack (1876-1916م)
من مواليد سان فرانسيسكو. عاش في صباه حياة متقلبة، جال فيها في ولايات مختلفة، وزار اليابان. اشترك في حملات البحث عن الذهب في كاليفورنيا، مما عرفه بالرجال المجاهدين من أجل حياة أفضل، فانشغل بأمور المجتمع وأصبح اشتراكي النزعة، وانغمس في قراءة «داروين» و«ماركس». وحين عاد إلى مدينة «أوكلاند»، بدأ كتاباته. ورغم فترة حياته القصيرة التي لم تزد عن أربعين عاما، فقد أنتج عشرين رواية، ومائتي قصة قصيرة، ومئات من المقالات. واشتهرت من بين رواياته ثلاث؛ أولها «نداء الطبيعة» (1903م) عن كلب في الشمال القصي يهرب من المزرعة التي يعيش فيها إلى حياة يتقمص فيها دور ذئب. وروايته «ذئب البحر» (1904م) عن قبطان سفينة قاسي القلب. ثم رواية «الناب الأبيض» (1906م) عن كلب بري يجري ترويضه ليصبح مسالما. ورغم أن هذه الروايات تصنف بوصفها روايات أطفال، ففيها مستوى عميق آخر يعالج الطبيعة والبيئة وأثرهما على الإنسان والحيوان. واشتهرت له أيضا رواية «العقب الحديدية» (1908م) بعد ترجمتها ونشرها باللغة العربية في الستينيات من القرن العشرين، وهي تتحدث عن موجة من الحكم الفاشي تغزو العالم، يتبعها عصر ذهبي من المساواة والتآخي بين الناس.
هنري وادزورث لونجفلو
LONGFELLOW, Henry Wadsworth (1807-1882م)
شاعر مشهور، أعد نفسه منذ البداية كيما يصبح من أهل الشعر والأدب واللغة، فسافر إلى العديد من دول أوروبا وعاد ليعمل أستاذا للغات الحديثة في كلية «بودوين»، ثم عمل في هارفارد ⋆
عام 1836م ولمدة 18 عاما. بدأ في نشر قصائده بالقصيدة الطويلة «رحلة فيما وراء البحار» (1833-1834م). وتتابعت بعدها قصائده التي شملت أطيافا واسعة من الأنماط الشعرية، ضمت القصائد الغنائية، والدينية التي تماثل المزامير، والمواويل، وقصائد الأجيال، والقصائد الملحمية، والتراجيدية. ومن دواوينه المشهورة مواويل وقصائد أخرى» (1841م)، «الطالب الإسباني» (1843م) وهي دراما شعرية. وأشهر قصائده الملحمية هي «أنشودة هياواثا» (1855م)، وهي قصيدة قصصية تتكون من 22 أنشودة، وهي تقص أسطورة من أساطير السكان الأصليين من الهنود الحمر، ومعتقداتهم الشعبية. ومن كتبه الأخرى «إيفانجلين» (1847م)، و«قصص خان على الطريق» وهي قصائد متنوعة نشرت على ثلاث دفعات في السنوات 1863م، و1872م و1874م.
أنيتا لوس
LOOS, Anita (1893-1981م)
المؤلفة التي اشتهرت بروايتها «الرجال يفضلون الشقراوات» (1925م). وقد أضفتها إلى هذه الموسوعة بعد أن قرأت أن جيمس جويس كان شغوفا بقراءة تلك الرواية! وحين وجدت «أنيتا» وهي سمراء، أن زوجها قد شعر بالأسى من عنوان الرواية، أصدرت روايتها الثانية بعنوان «ولكن الرجال يتزوجون السمراوات» (1928م).
وقد كتبت «أنيتا» روايات أخرى تقع أحداثها في «هوليوود» عاصمة السينما الأمريكية، وعن حياتها الشخصية وسيرتها الذاتية. وقد ذاعت روايتها الأولى أكثر عندما أنتجتها السينما فيلما ببطولة «مارلين مونرو» و«جين راسل».
الجيل الضائع
The Lost Generation
وهو الاسم الذي أطلقته الكاتبة جرترود ستاين ⋆
على مجموعة من الأدباء الأمريكيين الذين تواجدوا في باريس في الفترة ما بين الحربين العالميتين؛ أي من 1919-1940م. وهو قول وجهته ستاين إلى همنجواي ⋆
حين قالت له «أنتم كلكم جيل ضائع». وقد وضع همنجواي تلك العبارة في مقدمة روايته المشهورة «والشمس تشرق أيضا». ⋆
ومن الشخصيات «الأساسية» في هذا الجيل؛ مالكولم كاولي، ⋆
إ. إ. كمنجز، ⋆
سكوت فتزجيرالد، ⋆
أرشيبولد ماكليش، ⋆
عزرا باوند. ⋆
وقد توسع بعض النقاد في الشخصيات الأدبية التي تضم هذا الجيل، فأدخلوا فيه وليام فوكنر، ⋆
وترومان كابوتي، ⋆
وغيرهما. وقد تميزت كتابات هذا الجيل بالتجديد والزخم في الأحداث، ووصف علل المجتمع والشخصيات التي كانت في الفترة التي كتبوا فيها رواياتهم وقصائدهم، وقد ذكرت ستاين فيما بعد أنها سمعت هذه العبارة من صاحب محل لإصلاح السيارات، كان يوجهها إلى صبي يعمل عنده.
إيمي لويل
LOWELL, AMY (1874-1925م)
شاعرة وناقدة أدبية، ومحاضرة، صنفت قصائدها بانتمائها للمدرسة التصويرية
Imagism ، رغم أن البعض من الناقدين المعاصرين يرى أن ذلك يغمط من قدرها بوصفها قد نجحت في كتابة الكثير من القصائد التجريبية من ناحية الشكل والتكنيك. وقد نشرت خلال ثلاث عشرة سنة ثماني دواوين شعرية، والعديد من الأعمال النقدية والنثرية، منها مجلدان عن سيرة حياة الشاعر الإنجليزي «جون كيتس». صادقت «د. ه. لورانس» و«روبرت فروست»، ⋆
و«عزرا باوند» ⋆
الذي خلفته في تحرير «مختارات من القصائد التصويرية». من أهم دواوينها: «نصل السيف وبذور الخشخاش» (1914م) الذي ضم بعضا من الشعر الحر. «صور العالم الطواف» (1919م) الذي تميز بالصور الشعرية المأخوذة من أحداث حياتها، مثل الحدائق التي زارتها، والرحلات التي قامت بها، وتجاربها في الموسيقى والمسرح. وقد نال ديوانها الأخير «أي ساعة» (1925م)، الذي نشر بعد موتها المفاجئ، جائزة بوليتزر في الشعر عام 1926م.
روبرت لويل الابن
LOWELL, Robert, JR (1917-1977م)
هو حفيد الشاعر والروائي الأمريكي الذي يحمل الاسم نفسه.
تخرج في جامعة هارفارد، ورفض القتال في الحرب العالمية الثانية بدافع أخلاقي وسجن لذلك. وتميز شعره الأول بالتمرد وكشف الفساد والفوضى في الحياة الحديثة، وظهر ذلك في قصائد ديوانه الأول «أرض الاختلاف» (1944م). ودواوينه الأخرى: «قلعة اللورد» الذي حاز جائزة بوليتزر عام 1946م، «طواحين كافانوز» (1951م)، «من أجل الاتحاد الميت» (1964م) يظهر فيها براعته الشعرية وقبوله بالحاضر في صبغة فلسفية. وقد أصدر «لويل» ترجمات عديدة لمسرحيات غير إنجليزية. وقد فاز بجائزة بوليتزر للشعر مرة ثانية عام 1973م عن ديوانه «الدلافين»، ويضم قصائد عن حياته في إنجلترا وفي نيويورك وعن زيجته الثالثة ومولد ابنه.
M
كورماك ماكارثي
McCARTHY, Cormac (1933م-...)
أبرز الروائيين المعاصرين الذين كتبوا عن غرب أمريكا، برؤية إشراقية مبتكرة عن تلك الولايات. ونسج في كتبه شخصيات عليلة ولكنها مثيرة للفضول، وحبكات تصور دأبه على التوصل إلى معاني الحياة. وعمل كل ذلك على تقديمه الغرب الأمريكي بصورة جديدة تبعد عن الصورة التقليدية التي قدمتها روايات وأقلام سابقة. تعتبر ثلاثيته المعروفة باسم «ثلاثية الحدود» أبرز أعماله ، وهي تتكون من روايات «كل الجياد الجميلة» (1992م) و«العبور» (1994م) و«مدن السهل» (1998م). والرواية الأولى تحكي عن بلوغ الصبي «جون جرادي كول» مرحلة الشباب، فيتوجه إلى المكسيك مع رفيقين هما «لاسي رولنز» و«جيمي بليفنز». ويجسد جون كل القيم القديمة التي يبدو أنها قد اختفت من الغرب الأمريكي المعاصر، وهو يوازن أي نزعة تنتابه نحو العنف بلطفه وصحوة ضميره. أما الجزء الثاني؛ العبور، فهو يركز على صبي آخر هو «بيلي بارهام» ذي الستة عشر عاما ورحلاته الثلاث إلى المكسيك، فيما يبدو توازيا مع رحلة جون. أما الجزء الثالث «مدن السهل» فهو يوحد ما بين جون وبيلي في سعيهما إلى استعادة القيم وصور الحياة التي فقدها الغرب الأمريكي. وقد عمل ماكارثي على التنقل بين حدود التجربة في اللغة، مثل تنقله بين حدود الولايات والمدن التي يكتب عنها.
ماري ماكارثي
McCARTHY, Mary (1912-1989م)
كاتبة بارزة أسهمت في عدة مجالات أدبية؛ منها الرواية والنقد الأدبي والمقالات السياسية وكتابات الرحلات. من أشهر رواياتها «الجماعة» (1963م) التي تستكشف حياة ثماني فتيات من خريجي كلية «فاسار» الراقية في نيويورك، والتباين بين أحلامهن والواقع الذي عشنه بعد ذلك. وقد عاشت «ماري ماكارثي» مع جديها في «سياتل» بعد وفاة والديها في وباء الإنفلونزا الذي ضرب مناطق من العالم عام 1918م، وهو ما ترك أثرا بالغا في نفس الكاتبة. وقد التحقت بمدرسة كاثوليكية داخلية؛ مما أمدها بعد ذلك بمادة روايتها «مذكرات فتاة كاثوليكية» (1957م)، التي صورت فيها طفولتها كيتيمة وفشلها بعد ذلك في تقبل الكاثوليكية. وتعزو الكاتبة بدأها في كتابة الروايات إلى زوجها الثاني، الناقد إدموند ولسون، ⋆
وكانت أولى رواياتها «رفاقها» عام 1942م، بداية العديد من الروايات الأخرى ومجموعات القصص القصيرة. وبرغم سخريتها من تصنيف الأدب النسائي، فقد عالجت نفسيات شخصياتها الأنثوية بقدر كبير من المعرفة والحساسية. وقد نشرت قصة حياتها بعنوان «كيف عشت» عام 1987م.
كارسون ماك كلارز
McCULLERS, Carson (1917-1967م)
ولدت في ولاية «جورجيا»، من ولايات الجنوب، وفيها تجري معظم أعمالها الروائية. وقد اشتهرت منذ أولى رواياتها «القلب صياد وحيد» عام 1940م التي تدور حول رجل في الجنوب، أصم أبكم، يفقد صديقا له في مثل حالته ، فيتجه إلى صداقة آخرين يمنحونه ثقتهم وودهم. ومن رواياتها الأخرى «تأملات في عين ذهبية» (1941م)، «عضوة في الزفاف» (1946م) عن تأملات فتاة في الثانية عشرة بمناسبة قرب زواج أخيها. وقد ذاع كتابها «موال القهوة الحزينة» (1981م) الذي يضم روايات وقصصا قصيرة، منها القصة التي جاءت عنوانا للكتاب، والتي قام «إدوارد آلبي» المسرحي الإنجليزي المشهور بتحويلها إلى مسرحية عام 1963م.
أرشيبولد ماك ليش
MACLEISH, Archibald (1892-1982م)
من أبرز الأدباء الأمريكيين في القرن العشرين. تخرج في جامعة ييل المرموقة عام 1915م، ثم عاش في أوروبا مثله مثل أفراد الجيل الضائع. ⋆
وتجلى تأثره بالحرب العالمية الأولى وبأعمال ت. س. إليوت ⋆
وعزرا باوند ⋆
في دواوينه الأولى من «البرج العاجي» (1917م) حتى «الزواج السعيد» (1924م).
وبعد عودته إلى أمريكا في وقت الأزمة المالية في 1929م، تغير اتجاهه إلى إدراك مرهف بالإرث الوطني والاجتماعي والثقافي، وظهر ذلك في كتابه المحارب الذي حاز جائزة بوليتزر عام 1932م، وهو ملحمة عن غزو المكسيك، الذي أنجزه القائد الإسباني «دياز» من أجل الملك والأثرياء والأساقفة والقادة العسكريين. ثم اهتم في دواوينه التالية بالأمور الاجتماعية والواقع الأمريكي أيامها، وظهر ذلك في ديوان «سقوط المدينة» (1937م) الذي يضم قصائد يفضح فيها النظم الشمولية، وكتب ضد الحروب ومدافعا عن الديمقراطية، وكان يؤمن أن الإقناع عن طريق الأذن أقوى منه عن الإقناع عن طريق الرؤية.
وبعد الحرب العالمية الثانية، عاد «ماك ليش» إلى موضوعات الإنسانية، فكتب ديوانه «عبرت هذه الموسيقى بجانبي على صفحة المياه» (1953م) وهو دراما شعرية، ثم عالج قصة أيوب في صورة حديثة في كتاب بعنوان «ج. ب.» نال به جائزة بوليتزر للشعر للمرة الثانية عام 1958م.
وكتب «ماك ليش» المقالة والمحاضرات والنقد الأدبي، وشغل مناصب حكومية وأكاديمية عالية.
نورمان ميلر
MAILER, Norman (1923-2007م)
من أبناء حي بروكلين في نيويورك. بدأ في كتابة القصص قبل تخرجه في هارفارد عام 1943م بعد خدمته العسكرية في المحيط الهادئ. كتب أشهر رواياته «العراة والموتى» عام 1948م، وهي رواية واقعية عن 13 مجندا في كتيبة هاجموا جزيرة يسيطر عليها اليابانيون إبان الحرب العالمية الثانية. وبعدها اتجه نحو القص الوجودي والأليجوري في روايتيه «الشاطئ الهمجي» (1951م) و«متنزه الغزلان » (1955م)، اللتين صور فيهما الصراع المجتمعي على نحو فيه الكثير من المرارة. ثم أصدر «الحلم الأمريكي» عام 1965م عن زواج يتصدع ومجتمع فاسد. ثم نحا إلى الكتابات السياسية بكتابه «لماذا نحن في فيتنام؟» (1967م) و«جيوش الليل» (1968م) التي نالت جائزة بوليتزر. ثم كتب «أغنية الجلاد» عام 1979م، عن قاتل نفذ فيه حكم الإعدام عام 1977م، وكانت أول مرة يتم فيها تنفيذ الإعدام في أمريكا منذ عقد كامل. ثم كتب «مارلين» (1973م) و«عن النساء وظرفهن» (1980م)، وهما عن النجمة الأسطورة «مارلين مونرو». ثم عاد إلى السياسة الأمريكية وأجهزة الحكم بكتاب «شبح العاهرة» (1991م) عن وكالة المخابرات المركزية، ثم «حكاية أوزولد» (1995م) عن قاتل كيندي.
برنارد مالامود
MALAMUD, Bernard (1914-1986م)
روائي من أهالي نيويورك ومن أبوين مهاجرين من روسيا. روايته الأولى «الطبيعي» (1952م) تعالج رياضة البيسبول عن طريق النظرة الأسطورية للبطل الرياضي الأمريكي. ولكنه عالج الواقعية بعد ذلك في رواية «المساعد» (1957م) عن عائلة بائسة من عائلات نيويورك اليهودية وعن المساعد في حانوت البقالة الذي تملكه الأسرة والذي في طريقه للإفلاس، ومحاولات ذلك المساعد في البحث عن طرق لتحسين وضعه الاجتماعي. وتتناول روايته «حياة جديدة» (1961م) حياة مدرس جامعي للأدب الإنجليزي ومحاولاته تغيير نمط حياته. ونالت روايته «المصلح» (1967م) جائزة البوليتزر في الرواية، وهي عن حالة اليهود في أمريكا في مطلع القرن العشرين. ومن رواياته الأخرى: «أفضال الله» (1982م)، ومجموعة القصص «قبعة رمبراندت» (1973م).
ديفيد ماميت
MAMET, David (1947م-...)
مسرحي من أبناء شيكاغو، برع في كتابة الكوميديا في البداية، ثم كتب مسرحيات واقعية منها «ثور بري أمريكي» (1977م)، وهي مسرحية من فصلين تدور حول وقائع إجرامية. وتتالت مسرحياته ومنها «الغابات» (1977م)، «أسرع بالمثابرة» (1988م) عن أجواء هوليوود وأهلها، وتتميز بحدتها وحوارها الفج والإيقاعي. وكان هو الذي كتب سيناريو فيلم «ساعي البريد يدق الجرس مرتين دائما»، وهو الإنتاج السينمائي الثاني لرواية «جيمس كين» المشهورة، الذي عرض عام 1981م.
إدجار لي ماسترز
MASTERS, Edgar Lee (1868-1950م)
محام دخل عالم الأدب كعمل جانبي، ثم اشتهر بديوان «مختارات نهر سبون» (1915م)، وهي مرثيات تكتب على القبور تكشف الحيوات السرية لشاغلي مقبرة «مدوسترن»، وهي بمثابة قصائد قصيرة من الشعر الحر. ورغم إصداره الكثير من الدواوين الشعرية بعد ذلك، فهو لم يحرز النجاح نفسه لقصائده الأولى. وقد نشر عدة كتب نثرية، وسيرا ذاتية لإبراهام لنكولن ووالت ويتمان ⋆
ومارك توين. ⋆
ثم نشر سيرته الذاتية الشخصية عام 1936م بعنوان «عبر نهر سبون».
ف. أ. ماثيسون
MATTHIESSEN, F. O. (1902-1950م)
أكاديمي وناقد أدبي. عمل أستاذا في جامعتي ييل وهارفارد. ⋆
أصدر كتبا نقدية عن هنري جيمس، ⋆
وعن «النهضة الأمريكية» الذي حلل فيه الفن والتعبير في عصر إمرسون ⋆
وويتمان. ⋆
اشتهر في البلاد العربية عامة ومصر بخاصة بكتابه «إنجاز ت. س. إليوت» الذي أصدره عام 1935م وأضاف إليه عام 1947م.
هرمان ملفيل
MELVILLE, Herman (1819-1891م)
روائي ولد في نيويورك سليل عائلة من أصول إنجليزية وهولندية. أفلس والده وتوفي، وكان هرمان في الثانية عشرة من عمره، فاضطر الابن إلى ترك الدراسة بعد ذلك بثلاث سنوات، والعمل في عدة مهن ثانوية. وحين عمل حمالا على سفينة متجهة إلى «ليفربول»، عشق البحر والعمل فيه، فعمل في سفينة لصيد الحيتان قضت 18 شهرا في البحار الجنوبية، ولكنه ترك السفينة وقضى مع أحد زملائه شهرا في جزر «المركيزات» في يوليو 1842م. وقد أمدته تلك الزيارة بمادة ظهرت في روايتيه «تايبي» و«ماردي». وهرب من بعض المتوحشين الذين قبضوا عليه في وادي تايبي وقفز إلى سفينة تجارية أسترالية، هرب منها بعد ذلك ليذهب إلى جزر «تاهيتي»، حيث عمل في حقولها، وظهرت تجربته هناك في رواية «أومو» (1847م). وبعد أن عمل عاما آخر على سفينة أمريكية لصيد الحيتان، عاد إلى بوسطن بعد أن أتم ما أطلق عليه لاحقا تعليمه الوحيد الذي أمكنه أن يتلقاه مماثلا للتعليم في هارفارد وييل. وبدأ في كتابة رواياته التي دخل بها إلى المجتمع الأدبي في نيويورك وبوسطن. وقد نجحت رواياته الأولى التي ذكرناها سابقا نجاحا كبيرا. وقد اقتنى مزرعة في ولاية ماساشوستس بجوار الكاتب «ناثانييل هوثورن» وأصبحا صديقين حميمين. وحين كتب «ملفيل» رائعته «موبي ديك» ⋆ (1851م) أهداها إلى هوثورن. والعجيب أن موبي ديك لم تلق نجاحا لدى القراء والنقاد حين نشرها؛ مما جعل شهرة كاتبها تذوي، وإن استمر في كتابة الروايات. وحين فشل «ملفيل» في كسب عيشه كمحاضر، قنع بوظيفة صغيرة كمفتش جمارك في نيويورك قضى فيها 19 سنة. وتوفي «ملفيل» عام 1891م ولم يكد يشعر أحد برحيله.
وفي عام 1920م، أعاد الأكاديميون الأدبيون اكتشافه، وأزاحوا غبار النسيان عن رواياته، خاصة «موبي ديك» التي أصبحت من كلاسيكيات الأدب الأمريكي والعالمي قاطبة، وظهرت كذلك روايته القصيرة «بيللي بد» التي لم تنشر في حياته، ولاقت أيضا نجاحا كبيرا.
وفي عام 1956م، قدم المخرج «جون هيوستن» فيلمه عن «موبي ديك» بطولة «جريجوري بك»، فنال نجاحا كبيرا. وقد ترجمت الرواية إلى اللغة العربية ترجمة رائعة على يد الدكتور إحسان عباس.
هنري لويس منكن
MENCKEN, Henry Louis (1880-1956م)
صحفي وناقد وأكاديمي، بدأ نشاطه في الصحف المحلية في «بالتيمور»، حيث أصبح رئيسا لتحرير «إيفننج هيرالد»، ثم ذهب إلى ألمانيا مراسلا حربيا في 1916-1917م لصحيفة «إيفننج صن»، ثم في عدد آخر من الصحف المشهورة. وتميز بأسلوب جديد في الكتابة الصحفية يعتمد على التجديد وتحطيم السياسات التحريرية القديمة. وفي كتابات النقد الأدبي، عمل على تشجيع الأدباء الجدد مثل درايزر ⋆
وشروود أندرسون. ⋆
وأهم أعماله الأكاديمية كتاب «اللغة الأمريكية» الذي أصدره عام 1919م، وأصدر طبعات مزيدة منقحة منه في الأعوام التالية حتى عام 1948م. وقد نشرت عام 1993م سيرة شخصية ذاتية له بعد انقضاء 35 عاما على وفاته، حسب وصيته.
جيمس مريل
MERRILL, James (1926-1995م)
يعتبر أحد أفضل الشعراء الأمريكيين في القرن العشرين. وتتميز قصائده بالإحكام الفني والتقنية العالية والتفاصيل الدقيقة؛ مما جعله يحرز جائزة بوليتزر للشعر مرتين. وقد تأثر «مريل» بروبرت لويل ⋆
و«مارسيل بروست» و«أودن». ⋆
ومن دواوينه «البجعة السوداء» (1946م) و«قصائد أولى» (1951م). وظهرت بعض اللمحات الشخصية لحياته في ديوان «طريق المياه» (1962م)، ويبين عن قدرة العقل والصور الشعرية على تغيير التجربة الخاصة وتحويلها إلى مشاركة استشراقية كاشفة. وعمل «مريل» الكبير هو «اللون المتغير في ساندوفر» (1982م)، وهو تجميع لثلاثة كتب؛ هي «كتاب إفراييم» و«ميرابيل» و«سيناريو الاحتفال»، مع خاتمة بعنوان «المفاتيح العليا».
جيمس متشنر
MICHENER, James (1907-1997م)
روائي من نيويورك، جال في الكثير من البلدان وتشرب ثقافات عديدة مكنته من الكتابة عن الولايات الأمريكية وعن دول أخرى. وقد تطوع «متشنر» إبان الحرب العالمية الثانية في احتياطي البحرية، وأسندت له وظيفة المؤرخ البحري في جنوبي المحيط الهادئ، والذي كان أساس كتابه الأول عام 1948م المعنون «قصص جنوب المحيط الهادئ»، وهو مجموعة من القصص تتعلق بالنشاط الحربي الأمريكي في تلك المنطقة إبان الحرب، وقد نال عنه جائزة بوليتزر، وتحول بعد ذلك إلى الفيلم المشهور «جنوب المحيط الهادئ». وهناك أيضا أفلام «العودة إلى الجنة» (1951م) و«جسور عند توكوري» (1953م) و«سايونارا» (1954م)، وكلها مأخوذة من كتبه.
وقد دشن «متشنر» نفسه بوصفه رائدا لنوع جديد من الكتب في تاريخ الأدب الأمريكي، بعد أن أصدر كتابه «هاواي» عام 1959م، فبرغم أن ذلك الكتاب موصوف بأنه «رواية» فهو ليس كذلك تماما، بل هو مزيج من الرواية الخيالية والتاريخ، وأكد ذلك كتب متشنر التالية، خاصة «المنبع» (1965م) و«تشيسابيك» (1978م) وغيرهما. وقد نجحت كتبه نجاحا كبيرا؛ إذ وفرت المعلومات التاريخية لمن لم يقرأ التاريخ، ومزجته بالأحداث القصصية لمن يريد الخيال والقصة. وكان المؤلف يكتب عما يعرفه تمام المعرفة، ويتجنب الكتابة عن المناطق والأمم التي لم يدرسها دراسة تكفي للكتابة عنها. وكتب «العهد» عن جنوب أفريقيا (1980م)، و«بولندا» (1983م)، و«تكساس» (1985م). وقد كتب كذلك عن فتاة أمريكية في أفغانستان في كتاب بعنوان «قوافل» (1963م). وتبدت معاصرته من كتابته «التركة» عام 1987م، وهي رواية قصيرة عن فضيحة «إيران-كونترا» بأمريكا في عهد الرئيس «ريجان».
إدنا سان فنسنت ميلاي
MILLAY, Edna St. Vincent (1892-1950م)
أول امرأة تحوز جائزة بوليتزر في الشعر عام 1923م عن ديوانها «موال الناسج السعيد». وقد أحرزت ميلاي نجاحها في العشرينيات والثلاثينيات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، بما تميزت به الشاعرة من التعبير الغنائي عن روحها الحرة المتحدية، ونالت ثناء نقديا وعاما بسبب حنكتها التقنية في تدبيج قصائدها، ولكنها حين نحت إلى القصائد الفلسفية والسياسية في الأربعينيات، فقدت الكثير من قرائها، وعاب النقاد عليها عدم التحاقها بركب الشعر الجديد الذي قاده ت. س. إليوت ⋆
وعزرا باوند. ⋆
وقد عادت إلى بؤرة الاهتمام مجددا في الثمانينيات من القرن العشرين مع تبلور الحركة النسوية وبروز الأدب النسائي ليحتل مكانة جديدة في أمريكا. وقد تخرجت ميلاي في كلية «فاسار» العريقة، وأقامت في حي «جرينيتش فيليج» الذي يماثل الحي اللاتيني في باريس. وتعرفت هناك على نجوم الفن والأدب، وأقطاب الحداثة والتجديد. وما بين 1917 و1923م، كانت قد نشرت أربعة دواوين من الشعر؛ «النهضة وأشعار أخرى»، «حبات قليلة من التين»، «أبريل الثاني»، «الناسج وقصائد أخرى». وتركزت شخصيتها الفنية في صورة الفتاة غير التقليدية التي تعيش حياة مكثفة، حيث «تحرق شمعتها من طرفيها» كما جاء في إحدى قصائدها. واحتوت أشعارها على تحليل شامل لأنواع الحب المختلفة، في نبرة يسودها الحزن والشجن. وتصاعد نجاح «ميلاي» بدواوينها التالية، ومنها: «ظبي في الثلج» (1928م) و«المقابلة المميتة» (1931م)، وقصائدها ناضجة تزخر بالصور الشعرية الحية.
آرثر ميللر
MILLER, Arthur (1915-2005م)
واحد من أهم كتاب الدراما في أمريكا. أصدر أهم مسرحياته ما بين عامي 1947 و1968م، بدءا من مسرحية «كلهم أبنائي» (1947م). وتمثل أعماله في مجملها اهتمامه بالصراع بين الفرد والمجتمع، بين الضمير الإنساني والضغوط الاجتماعية. وهو يعالج أيضا طبيعة الذنب والحب وأهمية الأسرة بوصفها كيانا أساسيا في المجتمع المعاصر. ورغم أن مسرحياته تتسم بالواقعية الدرامية، فهو يدخل فيها تجارب التقنية التعبيرية. وقد تأثر «ميللر» بالمسرحي النرويجي المشهور «هنريك إبسن»، خاصة في تقنية كشف الأحداث السابقة عن طريق الحوار. ولكن أكثر ما أضاف إلى شهرة «ميللر»، هو انبهاره بتصوير أشخاص مسرحياته - رجالا ونساء - وهم يحاولون الخروج من أزمات أخلاقية واجتماعية عن طريق خيارات لا تمس ضمائرهم بسوء.
ومسرحية «كلهم أبنائي » تتناول الصراع بين أب وابنه حول موضوع مبدئي أخلاقي يتعلق بإخفاء الأب عيوبا في صناعة محركات طائرات حربية في أثناء الحرب العالمية الثانية، مما يهدد الطيارين. وبعد ذلك بسنتين، كتب ميللر رائعته «موت وكيل مبيعات» ⋆ (1949م)، المعروفة في بلادنا بعنوان «موت بائع جوال»، وقد فاز عنها بجائزة بوليتزر. وفي مسرحيته التالية «البوتقة» ⋆ (1953م) وهي عن محاكمات الساحرات في مدينة «سالم» الأمريكية في السنوات الأخيرة من القرن السابع عشر، وأدرج فيها إسقاطات حول مطاردة لجنة الكونجرس المعنية بالأنشطة المناهضة لأمريكا، وعلى رأسها السيناتور «جون ماكارثي»، للمفكرين والفنانين الذين قد يعتنقون أفكارا يسارية وشيوعية، وذلك في ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي . وقد مثل «ميللر» أمام اللجنة بوصفه «يساريا»، ولكنه رفض الإفصاح عن اسم أي شخص يعرف عنه ميوله «الهدامة» تلك؛ مما جعل اللجنة تدينه بازدرائها، غير أن المحكمة العليا ألغت ذلك الحكم في نهاية المطاف، وبعدها جرى انتخابه عضوا بالمعهد الأمريكي للفنون والآداب، ورئاسته لنادي القلم الدولي؛ مما يدل على قدر الاحترام الكبير الذي يكنه له زملاؤه.
وقد واصل «ميللر» ذلك الموضوع المتعلق بخيانة الأصدقاء في مسرحية «منظر من الجسر» (1955م)، وهي تحكي عن رجل ينتهك أعراف وسطه الاجتماعي - مرفأ بروكلين - حين يبلغ السلطات عن عاملين عنده من المهاجرين غير الشرعيين، بينما هو نفسه غارق في علاقة خارجة عن التقاليد. ويقوم المؤلف فيها باستكشاف المنطقة الرمادية التي تقع بين الضغوط الاجتماعية والضمير الفردي. وقد أشار بعض النقاد إلى أن «ميللر» قصد ببطل تلك المسرحية صديقه «إيليا كازان» المخرج المشهور الذي تعاون مع لجنة مكارثي سيئة السمعة.
وقد تزوج «آرثر ميللر» نجمة الإغراء «مارلين مونرو» عام 1956م، ودام زواجهما خمسة أعوام، كتب لها خلالها سيناريو فيلم «الغرباء»
The Misfits
الذي قامت ببطولته مع «كلارك جيبل» عام 1960م. وبعد طلاقه من «مونرو»، تزوج المصورة «إنجبورج موراث»، وعاد إلى نشاطه المسرحي عام 1964م بمسرحية «حدث في فيشي»، وهي المدينة التي أقام فيها الجنرال الفرنسي «بيتان» حكومة فيشي بعد الاحتلال النازي لفرنسا. وقد مثلت هذه المسرحية القصيرة، مع مسرحية «بعد السقوط» التي كتبها في نفس السنة، محاولة من «ميللر» لتصوير عقدة الذنب والقوة التي تمارسها في العلاقات الإنسانية، والمسرحية الثانية شبه سيرة ذاتية يسعى فيها البطل إلى معرفة نفسه وتحليل ماضيه عن طريق استعراض زيجاته وأحداث حياته الأخرى. وقد وجد النقاد في شخصية زوجة البطل، «ماجي»، التي تنهي حياتها بالانتحار، صورة من «مارلين مونرو»، يحاول فيها «ميللر» تبرير علاقته بها والتخلص من عقدة الذنب تجاهها.
وكتب «ميللر» مسرحيات ناجحة بعد ذلك، منها «الثمن» (1968م)، «الساعة الأمريكية» (1980م)، «الزجاج المكسور» (1994م)، ولكنها لم تنضم إلى كلاسيكيات مسرحياته السابقة. وقد كتب «ميللر» سيرة شخصية ذاتية عام 1987م بعنوان «ثنايا الزمن».
هنري ميللر
MILLER, Henry (1891-1980م)
ولد «هنري ميللر» في نيويورك ، وتنقل في عدة ولايات أخرى، قبل أن ينتقل إلى باريس ليقيم فيها عشر سنوات من 1930م إلى 1940م، ثم يقيم في كاليفورنيا بقية حياته. وكنت فترة اغترابه في باريس هي التي كتب فيها الروايات التي أذاعت اسمه بين القراء. وبسبب امتلاء هذه الروايات بما أطلق عليه «الأدب المكشوف»؛ أي العبارات الجنسية الصريحة، لم يتم نشرها في أمريكا إلا بعد صدورها في باريس بسنوات. والروايات هي: «مدار السرطان» (1934م بباريس و1961م بأمريكا)، و«مدار الجدي» (1939 و1961م)، و«الربيع الأسود» (1936 و1963م). فالرواية الأولى تتناول حياة أمريكي في باريس وعلاقاته الحرة بالجنس الآخر، والثانية صورا من حياة المؤلف في شبابه ببروكلين في نيويورك، والثالثة صورا تجمع بين حياته في نيويورك وفي باريس.
ولميللر مؤلفات أخرى نشرت بسهولة في بلاده؛ منها «كابوس مكيف الهواء» (1945م)، و«عملاق ماروسي» عن رحلاته إلى اليونان. ومن كتبه المهمة «الكتب في حياتي» (1952م). ثم عاد في ثلاثيته المشهورة «الصلب الوردي» إلى ذكريات شبابه قبل تغريبته الباريسية، وبعضها خيالي؛ والثلاثية مكونة من «سكسس» (1949م)، «بليكسس» (1953م)، «نكسس» (1960م). وقد تراوحت منزلة «ميللر» الأدبية بين الشجب الأولي من قبل «حراس الأخلاق»، إلى توليه بعد ذلك مكانة بارزة في الأدب الأمريكي الحديث، وامتد تأثيره إلى عدد كبير من الكتاب المعاصرين له ومن جاءوا بعده.
شسلاف ميلوز
MILOSZ, Czeslaw (1911-2006م)
ولد «ميلوز» في «ليتوانيا»، ونال تعليمه في بولندا حيث عمل في السلك الدبلوماسي هناك، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة عام 1960م والتحق أستاذا في جامعة كاليفورنيا، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1970م. وقد أدرجناه في هذا القاموس لهذا السبب، برغم أنه كتب دواوينه الشعرية باللغة البولندية ثم ترجمت إلى الإنجليزية. وأهم أعماله: «العقل الأسير» (1953م) عن تأثير الشيوعية على الكتاب البولنديين، «أجراس في الشتاء» (1978م). وكتب سيرة شخصية ذاتية بعنوان «مملكة بلادي» عام 1968م. وقد حاز جائزة نوبل في الأدب عام 1980م، وصدر له بعدها «قصائد مجموعة» عام 1988م.
مرجريت ميتشل
MITCHELL, Margaret (1900-1949م)
روائية اشتهرت بكتابها «ذهب مع الريح»، ⋆
الرواية التي تناولت الحرب الأهلية الأمريكية (1860-1864م)، عن طريق شخصيات «سكارليت أوهارا» و«آشلي ولكيس» و«رت بتلر»؛ فالبطلة سكارليت تكافح للإبقاء على المزارع التي تمتلكها عائلتها خلال الحرب الأهلية، وما تلاها من هزيمة الكونفدرالية في الجنوب التي تدافع عن الرق.
وقد نظر النقاد إلى الرواية على أنها مجرد أحداث لم تسبغ عليها المؤلفة التقنية الروائية اللازمة كيما يصبح العمل رواية فنية تقف إلى جوار ما صدر في نفس العام عن فوكنر ⋆
ودوس باسوس. ⋆
وبرغم ذلك نالت الرواية التي صدرت عام 1936م جائزة بوليتزر للرواية عام 1937م. وقد زاد من شهرة الرواية ذلك الفيلم الرائع الذي بني على الرواية، وقامت فيه «فيفان لي» بدور سكارليت أوهارا، وشاركها كلارك جيبل في شخصية المغامر بتلر، وقد حاز الفيلم العديد من جوائز الأوسكار في العام الذي عرض فيه.
موبي ديك
Moby Dick (1851م)
رائعة الكاتب هرمان ملفيل. ⋆
لم تلق نجاحا عند ظهورها، بيد أنها الآن تعد من روائع الأدب العالمي. وهي تحكي عن رحلة لصيد الحوت الأسطوري «موبي ديك» الذي سبق أن تسبب في فقدان القبطان ساقه، وتنتهي بعد أحداث رهيبة بتدمير السفينة ومن عليها. وقد بدأ ملفيل الرواية باعتبارها بيانا لعملية صيد الحيتان، بيد أن كتابتها تزامنت مع قراءته لشكسبير وصداقته مع هوثورن، ⋆
مما جعله يتحول بروايته إلى الشك في براءة النفس الإنسانية كما تتجلى في عصره، مما حمل كتابه بإيحاءات تجديفية صدرت عن بطل الرواية القبطان «إهاب». ويفسر بعض النقاد الرواية بأنها مأساة فاوست الجديدة. ومحاور «موبي ديك» الثلاثة هي القبطان «إهاب»، والراوية «إسماعيل»، والحوت «موبي ديك» نفسه. وصراع «إهاب» المرير مع الحوت الهائل ورغبته في الانتقام منه يخلع مسحة أسطورية على الرواية، ويجعلها صراعا للفكر والإيمان؛ فالحوت يستبين كالطاقة المعقدة التي لا يمكن الإمساك بها؛ أي الطبيعة على وجه العموم. ولهذا فإن رغبة «إهاب» في الانتقام التي تطغى على واجبه كقبطان للسفينة وتجاه البحارة والتجارة، تصبح تحديا للكون ذاته، محاولا الكشف عن القناع الذي جعل الحوت ينتهك حرمة جسده. وهذا في النهاية صراع بين الخير والشر؛ إذ لا تفتقد الرواية النظر إلى وجه الطبيعة الحنون، بما يتخذه الراوية «إسماعيل» من مواقف تأملية متفهمة لكل الأحداث؛ وهو ما يجعله في النهاية الوحيد الذي يبقى حيا بعد الكارثة التي حلت بسفينة القبطان «إهاب» نتيجة تحديه للقدر. والرواية فيها الكثير من الرمزية، سجلها ملفيل في «الدبلون» وهي العملة الذهبية التي دقها «كويكج» - أحد الصيادين - على سارية السفينة، وطفق كل واحد يفحصها ثم يفسر ما عليها من نقوش على نحو مختلف تماما عن الآخرين، كل بحسب معتقداته وذكائه وسنه وحساسيته وطبيعته الخاصة.
والرواية ممتعة على أي مستوى يتخذه القارئ تجاهها؛ فهي شائقة في أحداثها، عميقة في رموزها، سخية في تصوير شخصياتها. وقد استحقت «موبي ديك» أن تحرز مكانة رفيعة في تاريخ الأدب.
وقد أدرجت الرواية برقم 10 في قائمة أفضل 101 رواية عالمية التي وضعها كاتب هذه السطور.
ماريان مور
MOORE, Marianne (1887-1972م)
عملت «مور» بالصحافة الأدبية رئيسة لتحرير مجلة «ذي دايال» (1925-1929م)، ولم تدخل مجال نشر مؤلفاتها حتى منتصف الثلاثينيات من عمرها، بديوانها «قصائد» في عام 1924م. وتنتمي «مور» إلى المدرسة الحداثية في الشعر، رغم تصنيف بعض النقاد لها في المدرسة التصويرية. وإسهامها في مجال الشعر الحديث يتمثل في استخداماتها المختلفة للغة، واستكشافاتها التجريبية للكلمات. ولم يقتصر تجديدها على الشكل فحسب، بل إنها عالجت موضوعات ووجهات نظر معنوية ودينية جديدة، وساعدها في ذلك دراستها الفرعية للبيولوجي في الجامعة. ومن دواوينها الأخرى «ملاحظات» (1924م)، و«قصائد مختارة» (1935م) الذي كتب ت. س. إليوت مقدمة له. وقد حازت جائزة بوليتزر في الشعر عام 1951م عن ديوانها «قصائد مجموعة». وفي دواوين تالية، استخدمت دراستها العلمية في صك صور شعرية وبلاغية واستعارات غير مألوفة تتصل بمخلوقات قصية غريبة. وقد صدرت أعمالها الشعرية الكاملة في عام 1967م.
توني موريسون
MORRISON, Toni (1931م-...)
روائية أمريكية-أفريقية معاصرة، اسمها الأصلي «كلو أنتوني وفورد»، تخرجت في جامعة «هاوارد». تعالج في رواياتها مشاكل المرأة السوداء في المجتمع الأمريكي. أشهر رواياتها «محبوبة» ⋆
التي تدور حول امرأة سوداء بعد الحرب الأهلية الأمريكية تضطر إلى قتل طفلتها. وفازت موريسون عنها بجائزة بوليتزر عام 1987م. ومن رواياتها الأخرى: «العين الأشد زرقة»، «أغنية سليمان»، «جاز»، «الفردوس». حازت جائزة نوبل للأدب عام 1993م، فكانت أول أمريكية-أفريقية تحصل عليها.
عملت «توني موريسون» بالتدريس في الجامعة التي تخرجت فيها، ومارست عملية التحرير
Editing
في دار «راندوم هاوس» للنشر، حيث شجعت على نشر العديد من مؤلفات الكاتبات السود. وتعمل «موريسون» منذ عام 1989م أستاذة في جامعة برنستون الشهيرة في ولاية «نيو جرزي».
N
فلاديمير نابوكوف
NABOKOV, Vladimir (1899-1977م)
كاتب متعدد المواهب؛ فهو روائي، وشاعر، وناقد، ومترجم، ومؤلف للقصص القصيرة، كما أنه من هواة الشطرنج وعلم الفراشات. ولد في سان بطرسبرج بروسيا، وهاجرت أسرته إلى برلين عام 1919م بعد الثورة البلشفية. وقد درس في كامبردج الأدب السلافي والرومانسي، عاد بعدها إلى برلين. ثم انقسمت حياته الأدبية بعد ذلك إلى أربع مراحل زمنية؛ في برلين حتى عام 1937م، ومن 1937م إلى 1940م في باريس، ومن 1940م إلى 1961م في الولايات المتحدة، ومن عام 1961م حتى وفاته في سويسرا.
ففي برلين، شارك في صحف عديدة يصدرها المهاجرون الروس هناك، كما كتب الكثير من القصائد والقصص القصيرة، وعمل بالترجمة. ومن رواياته التي كتبها بالروسية، اشتهرت اثنتان منها عند ترجمة تلك الروايات إلى الإنجليزية بعد أن ذاع اسمه كمؤلف؛ وهما: ضحك في الظلام (الروسية 1932م، والإنجليزية 1938م)، و«دعوة إلى قطع رقبة» (1938 / 1959م). وقد بدا أثر كافكا جليا في الرواية الثانية.
وبعد صعود النازية في ألمانيا، انتقل «نابوكوف» إلى باريس، وحين اقتربت ألمانيا من احتلال فرنسا، انتقل مع أسرته إلى الولايات المتحدة، حيث عمل أستاذا للغات والأدب في «كلية ولزلي» وفي «جامعة ييل»، كما أصبح باحثا في علم الفراشات في متحف هارفارد لعلم الحيوان المقارن. وفي تلك الفترة، كتب روايته الشهيرة لوليتا ⋆ (1955م) ورواية بنن (1957م) التي تصور الحياة الأكاديمية الأمريكية من وجهة نظر أستاذ روسي مهاجر. كما أصدر سيرة شخصية ذاتية بعنوان «تكلمي يا ذاكرتي» عام 1966م. وقد عمل نابوكوف كذلك على ترجمة عدة كتب روسية كلاسيكية إلى الإنجليزية، منها «بطل لزماننا» لليرمانتوف، و«يوجين أوجنين» لبوشكين، كما ألقى العديد من المحاضرات عن الآداب العالمية، منها رواية «دون كيشوت» لسرفانتس.
وكان نابوكوف قد كتب عام 1963م ما يمكن أن يعتبر أفضل أعماله، بعنوان «نيران ذابلة»، وهي نثر في نصفها، وشعر في نصفها الآخر. وهي رائعة في الشكل والاتساق اللغوي، وتمتلئ بالإحالات والاكتشافات للقارئ. وقد حدد نابوكوف نظريته الأدبية بأنه يرفض الواقعية السيكولوجية التي سار عليها دستويفسكي ود. ه. لورانس، بينما تحتل الإيروسية والتسلط الذهني والعصاب مركز أعماله. وفي مقابل الواقعية، يقدم «نابوكوف» السيريالية السيكولوجية، والفوضى التي تتسم بالشكل الرفيع.
أجدن ناش
NASH, Ogden (1902-1971م)
من الشعراء الذين تجمعوا حول مجلة «ذا نيويوركر» في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين. تميز شعره بنوع من الفكاهة العالية التي تتطلبها المجلة. وساعد نشر قصائده في مجلات أدبية أخرى على شهرته وسط عامة القراء وصف النقاد قصائده بالافتقار إلى العمق، بين النوع الذي يستمتع به القراء، ولكنهم لا يدرسونه. وتمتلئ قصائده بالتوريات الساخرة، والسطور التي تختلف في النسق الشعري، والتشويه النحوي المتعمد. وكان «ناش» غزير الإنتاج، من دواوينه: «نوايا طيبة» (1942م)، «لا يمكنك التحرك من هنا إلى هناك» (1957م)، «أشعار من 1929م إلى ما بعد ذلك» (1959م).
جائزة الكتاب القومي
National Book Award
تأسست عام 1950 عن طريق عدد من جمعيات الناشرين والمكتبات، ثم أشرفت عليها منذ عام 1976م «لجنة الكتاب القومي». وهي تقدم جوائزها سنويا للأعمال البارزة في مجالات الفنون والآداب، وأدب الأطفال، والقصة، والشئون المعاصرة، والتاريخ، والشعر، والسيرة الذاتية. وبعد عدد من التغييرات التي طالت اللجنة، عادت الجوائز منذ عام 1985م إلى إشراف «مؤسسة الكتاب القومي»، واقتصرت على مجالات القصة، والنثر غير القصصي، والشعر.
النقد الجديد
New Criticism
مدرسة في النقد تعتمد على التركيز على العمل الأدبي بمعزل عن أي تأثيرات أخرى؛ فتحلل معاني الكلمات، والبحر الشعري في القصائد، والصور والاستعارات والرموز. وهي تعالج في العمل الأدبي نبرته ونسيجه وتوتراته؛ للمزج بين الشكل والمضمون لتفسير العمل ونقده، وذلك بدلا من دراسة العصر الذي صدر فيه العمل الأدبي، أو تقاليده، أو حياة المؤلف وأعماله الأخرى. ومن عمد هذا المذهب النقدي: ت. س. إليوت، ⋆
آي. إيه. ريتشاردز، عزرا باوند. ⋆
كما شارك في ترويج هذه المدرسة والكتابة عنها نقاد مشهورون منهم «كلاينس بروكس» و«كينيث بيرك» و«ألن تيت». ⋆
وفي مصر، تبنى الدكتور رشاد رشدي هذه المدرسة في النقد، وجمع حوله عددا كبيرا من الدارسين في قسم اللغة الإنجليزية الذي كان يرأسه في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ممن أخرجوا الكثير من الكتب النقدية على أساس منهج النقد الجديد.
نيو إنجلاند
New England
هي المنطقة في أمريكا التي تشمل الآن ولايات «مين»، نيو هامبشير، فرمونت، ماساشوستس، رود آيلاند، كونتيكت. وقد أطلق هذا الاسم على المنطقة الكابتن «جون سميث» في الخريطة التي رسمها عام 1616م. وقد عملت ظروف المنطقة القاسية من ناحية الطقس والتربة الصخرية وقلة الموارد الطبيعية على عدم تشجيع الاستيطان بها، فقامت جماعة «التطهريين» ⋆
باتخاذها موطنا لهم لممارسة طقوسهم ودينهم الذي هربوا بسببه من بلادهم الأصلية، والتي يطبقون فيها تعاليم الكالفينية (نسبة إلى «كالفين») بالحرف. وقد طبقوا معتقداتهم في أنظمة المدارس العامة، والكنائس، والحكم المدني، وبنوا اقتصادهم على قواعد متينة، بيد أن عقم التربة والبعد عن الأسواق ساهم في تطوير الأنظمة وجعلها تثمر في طريقة حياة تتسم بالمهارة والاستقلال، أطلق الآخرون عليها اسم «اليانكي». وبسبب تجارة المنطقة مع الخارج، ونشوء مرافئ تجارية هامة مثل بوسطن وسالم، تأثرت هذه المدن بالقوانين البحرية التي فرضتها بريطانيا على مستعمراتها الأمريكية؛ مما جعلها تقوم بدور هام في الثورة والاستقلال، مقدمة رجالاتها مثل صامويل وجون آدمز.
وبعد نجاح الثورة وإحراز الاستقلال، تحولت الطبقات التي كانت تعمل بالتجارة في هذه المناطق إلى الانخراط في الانقلاب الصناعي، خاصة في صناعة النسيج، وبذلك أقاموا العلاقات مع الولايات الجنوبية التي تزرع القطن. ولكن ذلك جاء مع الفلسفات الإنسانية، وظهرت الحركة «العلوية» ⋆
في المنطقة وعلى رأسها كتابات إمرسون ⋆
وثورو ⋆
وألكوت ومرجريت فولر. وقاد كل ذلك جامعة هارفارد التي أنشئت عام 1636م، مما جعل نيو إنجلاند مركزا للنشاط الفكري الأمريكي. وقد أثمر الأدب في المنطقة الكثير من المؤلفين المشهورين منذ فترة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية، مثل لونجفلو ، ⋆
بريانت، ⋆
ويتيير ، ⋆
هولمز ، ⋆
هوثورن. ⋆
وبعد الحرب الأهلية، كان هناك لويزا ماي ألكوت ⋆
وإميلي دكنسون. ⋆
وقد عملت الهجرة وظهور طبقة «الأغنياء الجدد» على تغيير صفات الطبقات في ولايات نيو إنجلاند، وعبر عن مرحلة الانتقال تلك روائيون مثل هاولز ⋆
وهنري جيمس. ⋆
وقد غيرت الهجرة من العمال غير الإنجليز من الوفاق الاجتماعي الذي كان سائدا، وعبر عن ذلك الروائي «أبتون سنكلير». ⋆
وقد فقدت نيو إنجلاند قيادتها في مجال الفنون الإبداعية، ولكنها ما تزال تقود المجال التعليمي بجامعات مثل هارفارد، ييل، دارتماوث، آمهرست، إكستير. وكذلك استمرت في إخراج الكثير من المؤلفين الكبار، مثل روبرت فروست ⋆
وتنيسي وليامز ⋆
وجورج سانتيانا. ⋆
أناييس نن
NIN, Anais (1903-1977م)
اشتهرت «نن» بيومياتها التي ضارعت رواياتها وكتبها الاخرى في الانتشار، وقد صدر من اليوميات ستة مجلدات تغطي حياتها من 1966م إلى 1976م، بالإضافة إلى كتابها «لينوت» (1978م) الذي يضم يوميات كتبتها ما بين سن 11 و17 عاما.
وقد ولدت «أناييس نن» في باريس من أرومة إسبانية-كوبية، وعاشت في الولايات المتحدة منذ كان عمرها 11 عاما. وكان أول كتبها نقديا بعنوان «د. ه. لورانس: دراسة غير أكاديمية» عام 1932م. وروايتها تشمل: «بيت عشق المحارم» (1936م) التي تعالج فيها النرجسية، «شتاء الدهاء» (1939م) وهي دراسة نفسية عن العالقة بين الأب وابنته، «جاسوسة في منزل الحب» (1954م) عن الأفكار التي تراود امرأة عن العشاق الذين عبروا حياتها. وقد نشرت أيضا عددا من الكتب التي تحتوي على قصص قصيرة؛ منها «سلالم إلى النار» (1946م)، «مدن الداخل» (1965م)، وأصدرت أيضا «دلتا فينوس» (1968م)، وهي قصص إيروسية كتبتها قبل سنة نشرها لتنفق على جماعة الأدباء الذين التفوا حولها، ومنهم هنري ميللر. ⋆
وقد قالت «نن» عن كتبها: «إنني أكتب كشاعرة في الإطار النثري، وأطالب فيما يبدو بحقوق الروائية .. إنني أعتزم أن يكون تقبل الجزء الأكبر من كتاباتي عن طريق الحواس مباشرة، كما يدرك الشخص اللوحات والموسيقى.»
وقد أصدرت «نن» عام 1968م كتاب «الرواية والمستقبل»، الذي ترجم إلى العربية. وصدرت عام 1965م خطابات هنري ميللر التي كتبها لها.
فرانك نوريس
NORRIS, Frank (1870-1902م)
بعد دراسة قصيرة في مدرسة إعدادية، أرسله أبواه إلى باريس حيث انهمك في كتابة رومانسيات تجري أحداثها في القرون الوسطى. وبعد أن عاد للدراسة الجامعية في جامعة كاليفورنيا (1980-1994م)، وقع تحت تأثير «إميل زولا» الروائي الفرنسي، فترك الرومانسيات وأصبحت كتاباته تتسم بالطبيعية
Naturalism
التي تهتم بتفاصيل الواقعية بكل ما فيها من جوانب مظلمة. وقد اشتهر آنذاك بروايته «ماك تيج» (1899م) التي استقبلها النقاد بالهجوم، ووصفوا نوريس بأنه «ابن زولا»، وإن ساعد ذلك على مناقشة أعمال نوريس بوصفها تقع في السياق الثقافي لزمنه، حين كان العلم والتكنولوجيا وعوامل التقدم تؤثر في القيم الفيكتورية والأخلاقية، وتخلق أجيالا جديدة من المؤلفين والقراء. وقد ذهب إلى جنوب أفريقيا ليكتب عن حرب «البوير»، وإلى كوبا بعد ذلك للكتابة عن الحرب الأمريكية-الإسبانية.
وقد دفع اهتمام «نوريس» المتزايد بالقوى الاجتماعية والاقتصادية إلى وضع تصميم لثلاثية روائية أسماها «ملحمة القمح»، وتتكون من «الأخطبوط» عن زراعة القمح في كاليفورنيا ونضال أصحاب الأراضي ضد مد خطوط السكك الحديدية، ورواية «الحفرة العميقة» عن مضاربات القمح في بورصة شيكاغو؛ و«الذئب» عن استهلاك القمح في صناعة الخبز في قرية أوروبية ضربتها المجاعة.
وفي مقالات كتابه «مسئوليات الروائي» (1903م)، عبر عن شعاره كروائي، بأن ذكر أن «الروائي من دون الناس جميعا لا يمكنه أن يفكر في نفسه فحسب»، بل عليه أن يضحي بالمال والشهرة في سبيل الهدف الأعظم وهو إدراك أنه قد عبر عن الحقيقة والواقع.
O
أيها القائد، أي قائدي!
O Captain! My Captain!
من أشهر قصائد شاعر أمريكا «والت ويتمان». ⋆
ها قد انتهت رحلتنا المخيفة.
لقد تفادت السفينة كل الصخور،
وها قد حزنا ما كنا ننشد من هدف.
لقد دنا المرفأ،
وأسمع الأجراس تدق،
والناس في فرح طاغ،
وأعينهم ترقب قاع السفينة،
بينما هي تشق العباب في ثبات
والسفينة حزينة جهماء.
ولكن ...
أواه يا قلبي، يا قلبي، يا قلبي!
أواه لك أيتها الدماء المراقة!
حين يرقد قائدي على سطح السفينة
جثة باردة حزينة. •••
أيها القائد، أي قائدي،
قم وانهض كي تسمع رنين الأجراس.
قم؛
فالراية قد ارتفعت من أجلك،
وأبواق النصر تصدح لك،
ولك كل هذه الأكاليل والأزاهير،
ولك ازدحمت الشواطئ بالناس.
وهم ينادونك،
الجماهير المتماوجة،
ووجوهها تنشد مرآك.
آه أيها القائد، يا أبتي العزيز،
هذي ذراعي توسد رأسك.
ما هو إلا حلم يتراءى على سطح السفينة؛
فقد سقطت جثة باردة ميتة. •••
قائدي لا يرد.
شفتاه شاحبتان ساكنتان.
أبي لا يشعر بذراعي؛
فليس فيه نبض ولا حياة.
وها قد رست السفينة سالمة.
وقد أنجزت مهمتها.
وصلت السفينة المنتصرة من رحلتها المرعبة،
وعلى متنها هدفها المنشود.
فلتمرحي يا شطآن،
ولتصدحي يا أجراس،
أما أنا،
فسوف أسير على سطح السفينة،
بخطوات حزينة،
حيث يرقد قائدي،
جثة باردة ميتة.
جويس كارول أوتس
OATES, Joyce Carol (1938م-...)
عملت أستاذة للغة الإنجليزية بعد تخرجها في جامعة «سيراكيوز» شمال ولاية نيويورك، ودرجة الماجستير من جامعة «وسكنسن». وقد عملت في الجامعة العريقة «برنستون» منذ عام 1987م. وهي كاتبة غزيرة الإنتاج، بدءا بكتاب قصص قصيرة في 1963م بعنوان «عند البوابة الشمالية»، وعبر سلسلة من الروايات المتتابعة؛ «سقوط مروع» (1964م)، «حديقة المباهج الأرضية» (1967م)، «أناس غاليون ثمنا» (1968م)، ثم الرواية التي حازت جائزة الكتاب عام 1970م: «هم». ثم صدرت رواياتها بصورة متتابعة، متخذة أحيانا أحداثا من واقع الحياة لتصوغ منها عملا روائيا، مثل روايتها «مياه سوداء» (1992م) عن غرق فتاة في سيارة يقودها سيناتور تقع في البحر. وكتبت «أوتس» أيضا القصة القصيرة بنجاح عظيم، ونشرت مجموعات من المقالات والقصائد الشعرية.
فلانري أوكونور
O’CONNOR, Flannery (1925-1964م)
من ولاية جورجيا، بالجنوب. كتبت روايات قوطية وعجائبية. بدأت برواية «الدم العاقل» (1952م) عن متعصب ديني يحاول تأسيس كنيسة لا تعترف بالمسيح في منطقة جبلية في جورجيا، ثم رواية «العنف يذوي» (1960م) وهي قصة تقع في الغابات الخلفية لجورجيا، وفيها جو ديني أيضا. وتمثل الكاتبة نموذجا فريدا في تكوينها في الرواية الأمريكية الحديثة؛ فهي عميقة الإيمان وتستكشف الصراع بين ما هو مقدس وما هو دنيوي، وتفاعلهما، بل وامتزاجهما أحيانا، في أجواء إقليمية صعبة. وقد اشتهرت كذلك بمجموعة قصصها المعنونة «من الصعب العثور على رجل طيب» (1955م).
جون أوهارا
O’HARA, John (1905-1970م)
من الروائيين الناجحين، يقف بموازاة سكوت فيتزجيرالد ⋆
وهمنجواي ⋆
ونورمان مييلر، ⋆
رغم أن شهرته خفتت في الربع الأخير من القرن العشرين. تنحو رواياته تجاه الواقعية، ولكنها واقعية لاذعة، مصقولة، تماثل كتابات بلزاك.
أول ما ذاع من رواياته، «موعد في سر من رأى» (أو سامراء) (1934م)، وهي التي ظلت أشهرها حتى الآن، وتقع في الروايات المائة الأكثر رواجا. وهي تدور حول آخر يومين في حياة بطلها «جوليان إنجلش»، وتدهور حياته نتيجة إدمانه الشراب وشجاراته مع من حوله، إلى أن ينتهي به الأمر إلى الانتحار. والرواية تمتلئ بالإحالات والإشارات المغطاة لمجتمع المدينة التي يعيش فيها بولاية «بنسلفانيا». كذلك عالجت سبع روايات تالية لأوهارا موضوع الطبقة المتوسطة في المدينة والولاية، وكذلك الكثير من قصصه القصيرة. وقد كتب ما يقرب من 400 قصة قصيرة نشرها في مجلة «النيويوركر»؛ مما جعله أكثر كاتب نشرت له هذه المجلة العريقة قصصا.
ورواياته الأخرى تشمل «حمى الحياة» (1949م) و«من الشرفة». وقد تحولت عدة روايات له إلى أفلام ناجحة.
العجوز والبحر
The Old Man and The Sea
ترجمت أيضا بعنوان الشيخ والبحر، تحرزا من استخدام كلمة العجوز على رجل، بيد أن مجمع اللغة العربية بالقاهرة قد أجاز ذلك.
رواية إرنست همنجواي القصيرة، نشرها عام 1952م، ونالت شهرة فورية أضافت إلى أسهم المؤلف للفوز بجائزة نوبل عام 1954م. وقد استلهم المؤلف موضوعها وهو في ضيعته القريبة من هافانا عاصمة كوبا. وأحداثها تدور حول الصياد العجوز «سنتياجو» الذي قضى أسابيع عديدة يخرج لصيد الأسماك فلا يجد شيئا، ويقضي يوم الصيد مع الفتى «مانولين» يقص عليه ذكريات شبابه حين كان أوفر حظا في الصيد، ويحكي له عن رياضة «البيسبول». ولكن أهل الفتى يمنعونه من الخروج مع الصياد العجوز، فيبقى سنتياجو وحيدا. ويخرج يوما وهو يعتزم التوغل في البحر لعله يجد هناك صيدا. ويصف همنجواي في نثر رائع اشتباك قصبة الصيد بسمكة ضخمة، «عجيبة ومذهلة»، وعملية الجذب والإرخاء بين الصياد وسمكته، إلى أن ينجح بعد جهد جهيد في اصطيادها بالحربة وربطها إلى القارب حيث يجرها معه إلى الشاطئ. ولكن تبدأ قوى الشر في مجالدته متمثلة في أسماك القرش المفترسة التي جذبتها دماء السمكة الهائلة التي تزن أكثر من ألف وخمسمائة رطل. وعلى طول رحلة العودة إلى الشاطئ، يرى سنتياجو أحلامه تتبدد؛ إذ ينهش القرش السمكة من هنا ومن هناك إلى أن يتبقى منها الهيكل العظمي فحسب. وعلى الشاطئ، يستلقي سنتياجو في كوخه يستريح وينام، بينما الصيادون الآخرون يتعجبون من حجم الهيكل الذي تبقى للصياد العجوز الذي يتفكر بعد ذلك قائلا لنفسه: «ولكن، ما الذي هزمك؟» ليجيب على نفسه بصوت مرتفع : «لا شيء سوى أنني ذهبت بعيدا.»
وقد أخرج «جون ستيرجز» فيلما عن الرواية، بعد أن تعاقب على محاولة إخراجه أشخاص آخرون، بينما قام بدور سنتياجو الممثل المخضرم «سبنسر تريسي» فأبدع في تمثيله رغم عدم النجاح الجماهيري للفيلم. ويقال إن همنجواي قد تدخل كثيرا في عمل الفيلم، كما أنه ظهر لحظات فيه كعادة هتشكوك في الظهور على هذا النحو في أفلامه.
يوجين أونيل
O’NNEILL, Eugene (1888-1953م)
يعد أونيل، بغالبية آراء النقاد، أعظم كتاب المسرح الأمريكي؛ نال أربع جوائز بوليتزر للدراما عن أعماله، كما حاز جائزة نوبل للأدب عام 1936م.
قضى عاما واحدا في جامعة «برنستون»، ثم طاف في عدة بلدان للعمل واكتساب التجارب. ثم التحق بفرقة مسرحية تدعى «ممثلو برفنستاون» وكتب لها مسرحياته الأولى ذات الفصل الواحد. وحين انتقلت الفرقة إلى نيويورك، بدأ في كتابة مسرحياته الكبرى التي بدأها بمسرحيتي «الإمبراطور جونز» (1920م) و«القرد الكثيف الشعر» (1921م). وكتب أيضا عام 1920م مسرحية لبرودواي هي «فيما وراء الأفق» نال عنها أولى جوائزه للبوليتزر، وهي عن أخوين ذوي طباع متناقضة، ويبدو أن «أونيل» اتخذ من نفسه وأخيه سندا لمسرحيته. وقد أصبح المؤلف يعد أول مسرحي هام في أمريكا، ونجح في خلق شخصيات مشهودة وحبكة أحداث فعالة، كما أنه جرب عدة أساليب فنية ولم يقتصر على أسلوب واحد.
وقد تأثر «أونيل» بأعمال «هنريك إبسن» و«أوجست سترندبرج». ومن بين أهم أعمال أونيل التالية: «آنا كريستي» (1921م)، «رغبة تحت أشجار الدردار» (1924م)، «فاصل غريب» (1928م)، «الحداد يليق بإلكترا» (1931م)؛ «رجل الثلج يجيء» (1946م)، «رحلة النهار الطويلة نحو الليل» (1956م). ومن أغرب مسرحياته «فاصل غريب»، إذ إنها تصل إلى ما يقرب التسع ساعات، مما يتطلب من النظارة وقتا طويلا، يقطعونه في النصف لتناول العشاء، ويعودون لاستكمال العرض. ومن تجاربه في هذه المسرحية استخدامه تيار الوعي المماثل للمناجاة الداخلية عند شكسبير، للتعبير عن الأفكار الداخلية لشخصيات المسرحية. ومسرحية أونيل العظيمة الأخرى هي «رحلة النهار الطويلة نحو الليل»، التي نال عنها رابع بوليتزر له، بعد وفاته؛ وهي عن يوم وليلة في حياة أسرة أونيل نفسه في بيتهم الصيفي في ولاية «كونيتيكت»، ويقدم فيها المؤلف والده وأخاه كما هما، حتى بأسمائهما الحقيقية، واليوم هو اليوم في عام 1912م الذي يعلم المؤلف (وهو الوحيد الذي أعطى لنفسه اسما مختلفا هو اسم أخيه الآخر الذي توفي) فيه أنه مصاب بمرض السل. وتحتوي المسرحية على حوارات طويلة بين الأب وولديه يستبين فيها الكثير عن عوامل الصراع والحب والكراهية والأوهام بين أفراد الأسرة. وقد عرضت المسرحية بعد وفاة المؤلف ونالت نجاحا كبيرا.
سينثيا أوزيك
OZICK, Cynthia (1928م-...)
قصاصة وناقدة. وصفت روايتها الأولى «ثقة» (1966م) بأنها على نمط روايات هنري جيمس. وقد أصدرت كتاب قصص قصيرة بعنوان «الحاخام الوثني وقصص أخرى» (1971م) عن اليهود المثقفين الذين هاجروا إلى أمريكا. كذلك دارت رواياتها التالية حول اليهود الأمريكيين وتجارب المحرقة. كما كتبت المقالات وجمعتها في عدة كتب منها: «الفن والجهد» (1983م) و«الاستعارة والذاكرة» (1987م) و«الاستعارة والأسطورة» (1989م).
P
توماس بين
(1737-1809م)
رغم مولد «بين» في إنجلترا، فقد لعب دورا هاما بكتاباته في سياسات أمريكا وإنجلترا وفرنسا؛ فحين فشل في أعماله بإنجلترا، تعرف على «بنيامين فرانكلين» الذي أعجب بأفكاره واهتماماته، وساعده على الانتقال إلى أمريكا، حيث أقام في «فيلادلفيا» عام 1774م وشارك بمقالاته في «بنسلفانيا ماجازين». وفي عام 1776م، أصدر كتابه المهم «حسن الإدراك» الذي حث فيه الأمريكيين على الاستقلال الفوري عن بريطانيا، وقد ساعدته آراؤه تلك على المشاركة في السياسة الأمريكية بعد الاستقلال. وبعد العديد من الأعمال في ذلك المجال، استقر في مزرعة أهدتها له مدينة نيويورك في ضاحية «نيو روشيل». وحين اندلعت الثورة الفرنسية، أصدر كتابه الهام الثاني بعنوان «حقوق الإنسان» (1791-1792م) يدافع فيه عن الثورة ضد كتابات مواطنه الإنجليزي «إدموند بيرك»، ويحث فيه الإنجليز على إعلان بلادهم جمهورية. وقد فر إلى فرنسا عام 1792م قبل أن تحاكمه إنجلترا غيابيا وتقضي عليه بالنفي، وردت فرنسا على ذلك بمنحه الجنسية الفرنسية. ولكن عهد الإرهاب الذي تلا الثورة الفرنسية على يد «روبسبير» ألقى به في السجن وألغى جنسيته الفرنسية بسبب تحالفه مع الجمهوريين المعتدلين. وبعد الإفراج عنه، توجه إلى أمريكا مرة أخرى عام 1802م، بعد أن نشر كتابه «رسالة إلى جورج واشنطن» (1799م) الذي سبب اضطرابا بين الساسة الأمريكيين وقتها، حين أيد جيفرسون «بين»، بينما هاجمه «كوينسي آدمز»؛ مما سبب عداوة بين الأخير وبين «جيفرسون». وقد قضى «بين» آخر أيامه في ضيعته في «نيو روشيل» عليلا يعاني من العزلة والفاقة، ودفن أولا فيها بعد موته. وقد نقل «وليام موبت» رفاته عام 1819م إلى إنجلترا لإقامة نصب تذكاري له هناك، غير أن ذلك لم يتحقق. وبعد وفاة «كوبت» لم يعلم أحد أين ذهب رفات «توماس بين».
باريس ريفيو
The Paris Review
مجلة أدبية فصلية بدأت في الصدور عام 1953م، تعنى بالشعر والقصة والرواية والفن والنقد الأدبي، وتحرر من باريس ونيويورك، وتجمع اتجاهاتها ما بين المعاصرة والكلاسيكية. من كتابها مالكولم كاولي، ⋆
جاك كيرواك، ⋆
فيليب روث، ⋆
وليام ستايرون. ⋆
وقد امتازت بنشر مقابلات أدبية هامة مع مجموعة متنوعة من المؤلفين، على رأسهم نجيب محفوظ، ومنهم إليوت ⋆
وفروست وهمنجواي ⋆
وهكسلي، وقد تم جمع بعضها في أعداد خاصة.
دوروثي باركر
Dorothy (1893-1967م)
بعد أن ساهمت «دوروثي باركر» في مجالي الدراما والنقد الأدبي في نيويورك، اتجهت إلى الشعر، فنشرت ثلاثة دواوين جمعتها بعد ذلك في مجلد واحد بعنوان «ليس في عمق البئر» عام 1936م. وقصائدها تتسم بالبساطة والسخرية، وموضوعاتها تتراوح بين الحب الفاشل وخيانة المبادئ في الحياة الحديثة. وسادت هذه الصفات نفسها القصص القصيرة التي كتبتها. وقد عملت مراسلة صحفية في إسبانيا في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي دارت رحاها ما بين 1936 و1939م.
ووكر برسي
(1916-1990م)
اهتم أساسا بالكتابة عن شخوص يمرون بأزمة ويبحثون عن غذاء روحي، متأثرا بفلسفة كل من «كيركجارد» و«هايدجر».
وقد أطلق النقاد على كتابات «برسي» «الوجودية الكاثوليكية» رغم تناقض المصطلح. وقد فازت روايته الأولى «مرتاد السينما» (1961م) بجائزة الكتاب القومي لعام 1962م، وهي تدور حول شخصية «بولنج» الذي يشعر بالاغتراب في جو العالم التقليدي في الجنوب، ويحاول تعويض ذلك بعلاقات إنسانية تضفي معنى على حياته. وتظهر نغمة الانتحار في روايتيه التاليتين «الجنتلمان الأخير» (1966م) و«الحب وسط الأطلال» (1971م)، وهي خاطرة تراود بطلي الروايتين.
ثم غلبت الفلسفة والخواطر الدينية على رواياته، كما نجد في «المجيء الثاني» (1980م) و«متلازمة الموت» (1987م).
فيلادلفيا
أكبر مدن ولاية «بنسلفانيا»، وأكبر رابع مدينة في الولايات المتحدة الأمريكية.
كانت المنطقة يسكنها الهنود المحليون وجالية سويدية قبل عام 1682م، حين قام «وليام بن» بتأسيس المدينة بوصفها عاصمة لمستعمرته من طائفة «الكويكرز» ⋆
تحت هذا الاسم المستمد من اللغة اليونانية بمعنى «الحب الأخوي». واشتهرت المدينة بعد ذلك بنشاطها التجاري، وبلجوء طوائف أخرى إليها، منهم مستوطنون ألمان وهولنديون. وأصبحت المدينة مركزا صناعيا هاما في القرن التاسع عشر، وتدفق عليها الكثير من الآيرلنديين، وازدهرت في سنوات الحرب الأهلية من صناعة الأسلحة.
وكانت «فيلادلفيا» إحدى مراكز التعليم الهامة في الولايات المتحدة، منذ أنشأ «بنيامين فرانكلين» ⋆
مع آخرين «جامعة فيلادلفيا» عام 1751م، ثم انتشرت فيها المكتبات، وكليات الفنون والعلوم المستقلة، وقامت فيها دور نشر عديدة، وصدر بها الكثير من الصحف؛ مما جعلها مركزا أدبيا مرموقا.
سيلفيا بلاث
(1932-1963م)
شاعرة وقاصة. ولدت في بوسطن بولاية ماساشوستس، وظهرت موهبتها في الكتابة مبكرا؛ فحصلت على منحة دراسية في «كلية سميث». وقد صاحب موهبتها ما يأتي أحيانا معها من عصابية، فأصيبت بانهيار عصبي عام 1953م، ولكنها تخرجت في كليتها بعد ذلك بعامين، ثم حصلت على منحة دراسية أخرى للدراسة في إنجلترا، حيث تعرفت على الشاعر البريطاني المشهور «تد هيوز» وتزوجته، وعاشا زمنا في أمريكا، حيث قامت بالتدريس في نفس كليتها السابقة، ثم عادا إلى إنجلترا وعاشا كمؤلفين. غير أن خلافاتها مع زوجها دفعتها إلى الانتحار في نهاية الأمر. وصدرت دواوينها الشعرية بعد ذلك في أمريكا: العملاق (1962م)، آريل (1966م)، أشجار الشتاء (1972م). وتميزت قصائدها بالكثافة والشفافية والمشاعر الشخصية. وقد صدرت روايتها الوحيدة
Bell Jar «التي ترجمت إلى العربية بعنوان الناقوس الزجاجي» عام 1963م، وهي مبنية على تجاربها الشخصية في الانهيار العصبي الذي تعرضت له وهي طالبة جامعية، وشفاؤها منه. وقد أصدر زوجها عام 1981م مجموعة قصائدها فنالت عنها جائزة بوليتزر الأمريكية.
بوكاهونتاس
من شخصيات السكان المحليين المشهورة، ابنة الرئيس الهندي الأحمر «بوهاتان»، وعاشت تقريبا ما بين الأعوام 1595-1617م، ولها دور بارز في الأدب الأمريكي. اسمها الحقيقي «ماثوكا»، أما الاسم بوكاهونتاس فيعني «الرياضية». ترجع شهرتها إلى كتاب «التاريخ العام» (1624م) الذي ينسب إلى «جون سميث»، والذي يذكر فيه أن «بوهاتان» كان على وشك قتله، حين وضعت ابنته «بوكاهونتاس» رأسها على رأسه كيما تنقذه من الموت. وقد تناول المؤرخون والأدباء تلك الحادثة في كثير من كتاباتهم. وكان أول من ذكرها «جون ديفيز» في روايته «أول المستوطنين في فرجينيا» (1805م). وما زالت تتتالى بعد ذلك رواية القصة بتنويعات مختلفة إلى يومنا هذا، حين عمدت السينما إلى إخراج فيلمين عن الأميرة وحياتها، أحدهما فيلم «بالكارتون» للأطفال.
إدجار آلان بو
Allan (1809-1849م)
ولد في بوسطن، مدينة الأدب، لأبوين يعملان بالتمثيل. وقد توفي الأب بعد مولده بعام، وتبعته الأم عام 1811م. وقد آواه تاجر ميسور الحال هو «جون آلان»، ورغم أنه لم يتبنه قانونا، فقد اتخذ الشاعر لقبه اسما وسطا له. ولم تكن علاقته ب «جون آلان» جيدة، مما عرضهما لهجوم أحدهما على الآخر بعد ذلك. وقد ذهب إدجار مع أسرته الجديدة إلى إنجلترا خمس سنوات من 1815م إلى 1820م، ثم عادوا جميعا وأقاموا في مدينة ريتشموند بولاية نيويورك. وأصر الأب الجديد على أن يواصل «إدجار» دراسته ليصبح محاميا، مما دفع الشاب إلى العودة إلى بوسطن وبدء نشاطه الأدبي، بنشر مجموعة قصائده «تيمور لنك» عام 1827م على نفقته الخاصة، والتي لم تلق رواجا. والتحق «بو» بعد ذلك بالجيش وأرسل إلى «جزيرة ساليفان» بكارولينا الجنوبية، التي شكلت مهادا لقصتيه «البقة الذهبية» ثم «خدعة البالون». وعاش بعدها في عدة مدن قبل أن يذهب إلى نيويورك حيث نشر «قصائد لإدجار أ. بو» عام 1831م. ثم أقام مع خالته في «بالتيمور» حيث نشر عدة قصص في المجلات أشهرها «المخطوط المكتشف في زجاجة». وهناك تزوج من ابنة خالته الصغيرة السن في 1836م، وشغل وظيفة محرر في مجلة «ساوثرن مسنجر» الأدبية. وبعد فصله من المجلة بسبب إدمانه الشراب، انتقل مع أسرته إلى نيويورك ثم إلى فيلادلفيا حيث عاش حياة عاصفة غير مستقرة، بين وظائف في مجلات أدبية فيما بين 1840 و1845م، وإصدار أهم أعماله ومنها «سقوط أسرة أوشر» و«قصص الغرائب والعجائب» و«جرائم قتل في شارع مورج» و«لغز ماري روجيه». وقد صدرت قصيدته الشهيرة «الغراب» عام 1845م، مع قصائد أخرى. وقد عانت الأسرة من الفاقة الشديدة، وتوفيت زوجته بداء السل، وتبع ذلك نوع من الضياع عند «بو»، وإن لم يمنع إصداره أعدادا جديدة من قصائده. وقد قضى «بو» نحبه على نحو ملغز؛ إذ توجه إلى مدينة «بالتيمور» في طريقه إلى عمته «كلم» شمالا، وتم العثور عليه بعد خمسة أيام في حالة هذيان وثمالة مات على إثرها بأربعة أيام ودفن في «بالتيمور» إلى جوار زوجته.
ويعتبر «بو» من أوائل من كتبوا الرواية البوليسية، وروايات العجائب التي تطورت إلى «روايات الخيال العلمي»
Science-Fiction . ورغم أن أدبه لاقى انتقادا وإهمالا من معاصريه، فقد ظهرت قيمته بعد ذلك؛ حيث تأثر به الشعراء الفرنسيون تأثرا بالغا بعد أن ترجم «بودلير» قصائد له إلى الفرنسية، برموزه الشعرية ونظرياته النقدية. وقد كتب «بو» عددا من الكتب في النظرية الشعرية، دافع فيها عن الفن الخالص الذي لا يهدف إلا إلى الجمال ونقل البهجة والصور الشعرية إلى القارئ، دون الدخول في عظات أخلاقية. وكانت قصائده مليئة بالإيقاعات اللفظية التي جعلت منها صورا غنائية عصية على الترجمة إلى لغات أخرى إلا بصعوبة بالغة.
وقد ترجمت معظم أعمال «بو» إلى اللغة العربية.
كاثرين آن بورتر
Anne (1890-1980م)
ولدت في ولاية «تكساس» لأسرة جنوبية عريقة، وتلقت تعليمها في الدير والمدارس الخاصة. سافرت إلى دول كثيرة قبل أن تبدأ إنتاجها الأدبي عام 1930م بمجموعة قصص عنوانها «يهوذا المزهر» التي لاقت قبولا واسعا من النقاد الأدبيين الذين وصفوا «بورتر» بأنها كاتبة ذات أسلوب راق وتعالج موضوعات معقدة على نحو مقتصد، وفي الوقت نفسه تنفذ إلى نفسية أشخاصها ببراعة فائقة. ومن مجموعات قصصها الأخرى «حصان شاحب، راكب شاحب» (1939م). وقد صدرت قصصها عام 1965م بعنوان «مجموعة القصص». وفي عام 1962م نشرت روايتها المشهورة «سفينة المجانين»، وتدور حول الشر الذي يتم دائما بتعاون غافل من الخير، وتصور فيها مجموعة من البشر يبحرون من المكسيك إلى ألمانيا عشية وصول النازية إلى السلطة هناك.
صور سيدة
The Portrait of a Lady
أشهر روايات «هنري جيمس»، ⋆
صدرت عام 1881م. تدور الرواية حول «إيزابل آرتشر» من «ألباني» عاصمة ولاية نيويورك، الفتاة الشابة المتحررة التي تصمم على تحصيل المعرفة عن طريق الرؤية والتجربة. وترحل في سبيل ذلك إلى إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، حيث تقع في حبائل اثنين من الأمريكيين ؛ مدام «ميرل»، و«جلبرت أوزمند». وتتزوج الأخير بتدبير من مدام «ميرل»، لتكتشف بعد ذلك خطأها الجسيم، ولكنها ترفض أن تتركه، وتكون العاقبة أنها تدخل إلى غمار التقاليد التي حاولت جهدها أن تهرب منها في البداية. وفي الرواية، تتوازى مسألة كيف يتفهم الإنسان الحقيقة ويستمد منها أخلاقياته وتجاربه مع مسألة كيف يتفهم المؤلف والفنان الأمور، ويخلق الانطباع، ويضع نفسه بجوار اكتشاف الشخصيات، ويركب الشكل ويخلق وهم الحياة؛ ولهذا فالرواية عند «هنري جيمس»، بالإضافة إلى كونها شكلا اجتماعيا ومحاولة لخلق الإيهام بالحياة، وتعبيرا عن الحياة المحسوسة، وهي أيضا شكل جمالي يعمد إلى التعرف على قوانينه الروائية الخاصة به كما يراها المؤلف.
وقد تأثر جيمس في رواياته بالروائية الإنجليزية جورج إليوت، وإن فاقها في الغوص النفسي في أغوار شخصياته ودوافعهم.
وقد احتلت رواية «صورة سيدة» مركزا متقدما في سجل أفضل الروايات، وجاءت تحت رقم 14 في سجل الروايات التي عددها واضع هذا القاموس في آخر كتابه «الجيل الرابع»، وتشمل 101 رواية من كل اللغات.
عزرا باوند
(1885-1972م)
شاعر وناقد، ولد في ولاية «إيداهو» والتحق بجامعة بنسلفانيا. ارتحل إلى إيطاليا عام 1908م حيث أصدر ديوانه الأول بالإيطالية «ضوء خافت». ثم أقام فترات طويلة في لندن (1908-1920م)، وباريس (1920-1924م)، ثم في إيطاليا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبالإضافة إلى عدة دواوين تالية بالإيطالية، قام بترجمة العديد من الأشعار عن الإيطالية والصينية إلى الإنجليزية، في ديواني «سونيتات ومواويل جيدو كافالكانتي» (1912م)، و«كاثاي» (1915م). وقد اشتهر باوند بمساعدته الكثير من الأدباء الناشئين في أعمالهم ونشر إنتاجهم، ومن المعروف أن الشاعر ت. س. إليوت قدم إليه قصيدته «الأرض الخراب»، وكانت أطول من نسختها المنشورة بأربعة أضعاف، فأعمل باوند قلمه فيها وحذف منها وعدل فيها حتى أصبحت على النحو الذي نراها عليه الآن.
وساعد «باوند» أيضا «جيمس جويس» ماديا ومعنويا إبان إقامة الأخير في باريس . وقد توفر «باوند» منذ 1919م على إصدار قصائده المعنونة «أناشيد»، وجعل يضيف إليها مرارا إلى أن جمعت ونشرت عام 1970م.
ولباوند إسهامات نقدية وفكرية في عدة كتب منها: «ألف باء القراءة»، «مقالات مهذبة»، «المقالات الأدبية».
وقد تبنى «باوند» قبل الحرب العالمية الثانية سياسة «موسوليني» الفاشية نتيجة عدائه للرأسمالية ولإنجلترا. وفي أثناء الحرب، أذاع من روما سلسلة أحاديث للدعاية الفاشية؛ ولذلك وبعد انتهاء الحرب، تم القبض عليه وقدم للمحاكمة في الولايات المتحدة بتهمة الخيانة، وأودع مصحا عقليا بدلا من الحكم بحبسه. وقد عمد أدباء عدة ممن عرفوه سابقا إلى الدعوة إلى الإفراج عنه صحيا، وهو ما تم عام 1958م، وعاد وبعد ذلك إلى إيطاليا حتى نهاية حياته.
جوزيف بوليتزر
Joseph (1847-1911م)
مؤسس أشهر الجوائز الأدبية في أمريكا. ولد في المجر وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1864م حيث عمل في الصحافة وأصدر صحيفته الخاصة في كاليفورنيا قبل أن يشتري صحيفة «العالم» في نيويورك ويجعلها تتخصص في أنباء الصحافة الصفراء، قبل أن تتحول في آخر الأمر إلى الدفاع عن الحزب الديمقراطي حين كان ما يزال محافظا. وقد أوقف من أمواله لإنشاء جائزة بوليتزر التي فاز بها معظم الأدباء الأمريكيين المشهورين منذ بدايتها عام 1917م. وقد خصص للجائزة فروعا أربعة هي: الرواية، والمسرحية، وتاريخ الولايات المتحدة، والسيرة الشخصية الأمريكية. وقد زاد مجلس إدارة الجائزة بعد ذلك مجالات لتشمل فروعا أدبية وفكرية أخرى. ومن أشهر الروائيين الذين حصلوا على الجائزة إديث وارتون، ⋆
ويلا كاثر، ⋆
سنكلير لويس ⋆ (رفضها)، بيرل بك، ⋆
جون ستاينبك، ⋆
إرنست همنجواي، ⋆
وليام فوكنر ⋆ (مرتان)، سول بيلو، ⋆
توني موريسون، ⋆
جون أبدايك، ⋆
وغيرهم كثيرون. وفي المسرحية، فاز بها يوجين أونيل، ⋆
ثورنتون وايلدر، ⋆
تنيسي وليامز ⋆ (مرتان)، آرثر ميللر، ⋆
إدوارد آلبي ⋆ (مرتان)، وغيرهم. وفي الشعر: إدنا سان فنسنت ميلاي، ⋆
أودن، ⋆
آن سكستون، ⋆
سيلفيا بلاث، ⋆
وغيرهم.
وكل الأسماء المذكورة هنا لهم مدخلات في هذا الكتاب.
البيوريتانية (التطهرية)
فرع من كنيسة إنجلترا، رغب أعضاؤه - في أثناء حكم الملكة إليزابيث الأولى ومن بعدها - في تحقيق إصلاح شامل للكنيسة في الاتجاه السائد للبروتستانتية الأوروبية. وفي البداية، كان هدف البيوريتان - التطهريين - إلغاء بعض المراسم والشعائر المعينة؛ فلم يكونوا من الانفصاليين، بل عملوا في إطار الكنيسة في بلادهم. وحين تطور الأمر وأدى إلى قيام ثورة 1640-1660م، اتخذت الحركة الدينية شيئا من الصبغة السياسية تنادي أساسا بإقامة السلطة البرلمانية في مواجهة نظرية الحق الإلهي للملوك. وكانت الحركة في ذروتها حين وجدت منفذا لتطبيق عقائدها في المستعمرات الأمريكية. ورغم أن الحجاج الأوائل كانوا يؤمنون بالانفصالية، فقد كانت المستوطنات التي أقيمت بعد ذلك من أعضاء الحركة البيوريتانية من أوساط الطبقة المتوسطة في إنجلترا. وعقيدة البيوريتان تتبع لاهوت «الكالفينية»، وتعاليم الكنيسة المجتمعية
Congregationalism . وفيما بعد، تطورت كلمة البيوريتانيزم كيما تعني التشدد الأخلاقي والديني الذي ينحو إلى التعصب، الذي اتسمت به حياة المستوطنين الأوائل في نيو إنجلاند. ⋆
توماس بنشون
Thomas (1937م-...)
روائي، تخرج في جامعة «كورنيل»، وعمل في عدة مهن قبل أن ينشر روايته الأولى
V «ف» في 1963م. وهي قصة فلسفية بطلاها شخصان؛ الأول «بني بروفين»: رجل فاشل في حياته ينتهي به الأمر إلى صيد التماسيح الصغيرة من مجاري نيويورك. والآخر: «هربرت ستنسل» المثقف يجوب العالم بحثا عن «ف»، الجاسوسة الخفية التي تؤمن بالفوضوية، وهو الحرف الذي يقوم بالإنجليزية ليعني «فينوس» و«عذراء» و«فراغ»
Venus, Virgin, Void .
ويصدر «بنشون» بعدها رواية «الحصة 46»، ثم روايته البالغة الطول «قوس قزح الجاذبية» (1973م) التي فازت بجائزة الكتاب القومي، وأحداثها تقع في أثناء السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وفيها أصداء من روايته الأولى «ف».
ويعتبر «بنشون» من بين أبرز الروائيين التجريبيين في الأدب الأمريكي المعاصر، وهو يجمع بين تأثيرات مختلفة ويدخل العلم كثيرا في كتاباته.
Q
الكويكرز (المرتعشون)
QUAKERS
طائفة مسيحية اسمها الأصلي «جماعة الأصدقاء»، وأطلق أعضاؤها على أنفسهم اسم «أبناء النور»، وكذلك «أصدقاء الحق». وقد عرفوا باسم «المرتعشون»؛ إما للحالة الانفعالية التي يكونون عليها وتظهر في ارتعاد أجسادهم، أو لأن زعيمهم صاح مرة بأحد القضاة: «عليك بالارتعاش أمام كلمة الله.» وقد ظهرت الحركة في إنجلترا بزعامة جورج فوكس (1624-1691م)، الذي دعا إلى البساطة في العبادة، والتخلي عن الشعائر الشكلية، مما يجعل فكر الجماعة أقرب إلى الحالة الذهنية أكثر من كونه انشقاقا عن الدعوة المسيحية. بيد أن رفضهم اتباع المراسم الموضوعة للتعبد، ونزعتهم المسالمة، وعدم دعمهم لكنيسة إنجلترا، عرضهم للاضطهاد، إلى أن صدر «قانون التسامح» عام 1689م.
وقد هاجرت أعداد من الجماعة إلى أمريكا في الحقبة الكولونيالية في الخمسينيات من القرن السابع عشر، واضطهدهم «التطهريون» بدورهم لأنهم (المرتعشون) كانوا ضد الحكومة الدينية. ورغم ذلك، تم منحهم مستعمرة «بنسلفانيا»، حين كان زعيمهم في أمريكا «وليام بن». وقد عرفوا بنزعتهم الإنسانية، ومعاملتهم الحسنة للسكان الأصليين ومعارضتهم للرق. وقد انقسموا بعد ذلك إلى عدة فرق، ومنهم الآن في أمريكا ما يقارب 150 ألف نسمة. ومن الأدباء الذين ينتسبون للطائفة «ويتيير» ⋆
و«لوكريشيا موت».
R
سولومون رابينوفتش
RABINOWITZ, Solomon (1859-1916م)
هو الاسم الأصلي للكاتب الأوكراني الذي اختار لنفسه الاسم الذي عرف به بعد ذلك وهو
SHOLOM ALEICHEM (أي السلام عليكم باللغة العبرية). ولد في أوكرانيا، ثم غادر روسيا بسبب اضطهاد اليهود فيها، وكتب في الصحف المغمورة في نيويورك قصصا عن قريته اليهودية، وعرض اثنتين من مسرحياته. ولما لم يلق ما يريد من نجاح، عاد إلى أوروبا ليقدم سلسلة من القراءات لأعماله. وكتب رواية «مغامرات موتهل» (1953م) التي يشبهها النقاد برواية مارك توين ⋆ «مغامرات هكلبري فن». وعند بدء الحرب العالمية الأولى عاد إلى نيويورك ليقضي فيها العامين اللذين تبقيا من عمره، وعمل فيهما على بعض الروايات المستمدة من تجارب حياته، لغة الييديش (مشتقة من اللغة العبرية يتحدث بها يهود أوروبا)، وترجمت بعد ذلك بكثير إلى الإنجليزية، ومنها «البلد العتيق» (1946م)، «بنات تيفي» (1949م)، «السوق العظيم» (1955م). وقد جاءت ترجمة ونشر أعماله بعد رواج أعمال المؤلفين اليهود في أمريكا في الخمسينيات من القرن العشرين وما قبلها وبعدها، خاصة بعد النجاح الذي لاقته المسرحية الغنائية «عازف فوق السطح» (1964م) المأخوذة عن بعض الاسكتشات التي كتبها.
فيليب راف
RAHV, Philip (1908-1973م)
ناقد أدبي من مواليد أوكرانيا، وذهب إلى الولايات المتحدة عام 1922م، وبعد أعوام عشرة كان قد أصبح مشاركا في تأسيس مجلة «بارتيزان ريفيو» الأدبية، ورئيسا لتحريرها.
وقد كتب العديد من المقالات النقدية عن كبار الأدباء من كل زمن، مثل كافكا، وهنري ميللر. ومقالاته مجموعة في عدة كتب؛ منها «الأدب والحاسة السادسة» (1969م)، «مقالات في الأدب والسياسة» الذي صدر بعد وفاته (1978م).
آين راند
RAND, Ayn (1905-1982م)
روائية، ولدت في روسيا وتخرجت في جامعة ليننجراد، وهاجرت إلى أمريكا عام 1926م. اتسم اهتمامها الفكري والأدبي بالفردية المطلقة. روايتها الأولى «نحن الأحياء» (1936م)، تصور انسحاق الأفراد الروس تحت وطأة الحكم الشمولي الشيوعي. وبدأت تشتهر بعد روايتها «النبع» (1943م) التي تمتدح فيها البطل الذي يعمل مهندسا معماريا، رسمته على غرار «فرانك لويد رايت» المعماري الأمريكي المشهور. أما أهم أعمالها فهو «الأطلس ينكمش» (1957م)، التي تفصل فيها قيمة النزعة الفردية بالنسبة لشعب يخطط لإقامة مجتمع جديد ينبني على القول المأثور الغريب: «لن أعيش مطلقا من أجل إنسان آخر، ولن أطلب من أي إنسان آخر أن يعيش من أجلي.» وكتابها «المفكر الجديد» (1961م)، يجمع فقرات من رواياتها توضح فلسفتها «الموضوعياتية» التي تروج لقانون يقوم على «المصلحة الفردية المعقولة».
وقد أثرت «راند» في أجيال عديدة من الشباب الأمريكي، وأصبحت الكاتبة المفضلة لدى المحافظين المتطرفين. ولكن فلسفتها تلك ضعفت في وجه الصعوبات التي صادفت الإنسانية بعد ذلك، وجعلت كل إنسان يعتمد على الآخرين ويتعامل معهم.
جون كرو رانسوم
RANSOM, John Crowe (1888-1974م)
أستاذ جامعي وشاعر وناقد أدبي. أسس المجلة الثقافية المشهورة «ذا كنيون ريفيو»، مركزا على نهج «النقد الجديد». ⋆
نشر قصائده في دواوين دأب على مراجعتها وزيادة قصائدها، مثل ديوانه «قصائد مختارة» الذي صدر عام 1945م، ثم 1963 و1969م. أما كتبه الفكرية فمنها «إله دونما رعد» (1930م)، وهو هجوم على العلم الذي يمس الوجود الإلهي، وعالج نفس الموضوع في كتاب «جسد العالم» (1938م). أما مقالاته الأدبية فجمعها في كتاب «النقد الجديد» (1941م)، وكتاب «الحوم حول الموضوعات» (1972م).
المختار من ريدرز دايجست
The Reader’s Digest,
مجلة شهرية بدأت في الصدور في أمريكا عام 1922م، مقدمة تلخيصات لمقالات مختارة من مجلات أخرى. وقد ذاع صيتها إلى حد أنه في عام 1994م، كمثال، كانت توزع قرابة 17 مليون نسخة في أمريكا وحدها، و31 مليون نسخة من نسخها الصادرة بلغات أخرى بلغت 16 لغة. والمجلة محافظة، وتختار مقالاتها بحيث تناسب الفهم الوسطي، وتعمل على إشاعة التفاؤل وتصوير مباهج الحياة حتى بدخل متواضع، والتغلب على الصعاب والمحن، وأعاجيب العلم والمخترعات الحديثة. وقد أصدرت دار أخبار اليوم في مصر الطبعة العربية من «المختار» في أوائل الستينيات، غير أنها لم تستمر. وصدرت في الثمانينات مرة أخرى في بيروت، ولكنها لم تستمر كذلك.
إسماعيل ريد
REED, Ishmael (1938م-...)
روائي أمريكي أفريقي، تتميز رواياته بالحبكة الرهيبة المقترنة بالفانتازيا التي تقترب أحيانا من السيرالية؛ فروايته «حاملو النعوش العاملون لأنفسهم» (1967م) تصور العنف والفساد في بلد متخيل، وتنتقد بهجاء لاذع سوء معاملة السود فيها. وكذلك كان موضوع روايتيه «الراديو ذو الخلفية الصفراء يتعطل» (1969م) و«طقوس فارغة» (1972م). وجاءت بعد ذلك عدة روايات عن الرق والعلاقات بين البيض والسود. ثم نشر روايات عن الفساد الاجتماعي والسياسي، منها «الاثنان المهولان» (1982م) و«الثلاثة المهولون» (1989م). وقد كتب أيضا الشعر والمقالة.
آن رايس
RICE, Anne (1941م-...)
روائية اختطت لنفسها نوعا من الروايات بين القصص العادي والقصص القوطي
Gothic Novel . وقد بدأت بكتابة «محادثة مع مصاص الدماء» عام 1976م، التي قوبلت من النقاد بردود فعل متفاوتة بين الاستحسان والاستهجان. وقد عملت نبرة حبكة الرعب الممتزج بخيوط من الإيروسية على نجاح روايتها لدى القراء، حتى إنها أصبحت تدرج في الروايات الأكثر توزيعا
Best Sellers . ومن رواياتها الأخرى «ملكة الملعونين» (1988م) و«باندورا» (1998م).
رب فان ونكل
Rip Van Winkle
قصة قصيرة مشهورة من تأليف «واشنطن إرفنج»، ⋆
نشرها ضمن مجموعة «اسكتشات» (1819-1820م). وتدور القصة حول أمريكي-هولندي يدعى «رب»، رجل طيب كسول، يعيش مع زوجته السليطة في قرية تقع على نهر «الهدسون» في السنوات التي سبقت الثورة الأمريكية للاستقلال عن إنجلترا. وفي يوم كان «رب» يصطاد بصحبة كلبه «ولف»، يقابل قزما يرتدي الملابس الهولندية القديمة، فيساعده على حمل برميل صغير، ويشاركه في جماعة تلعب ما يشبه لعبة «البولنج» الآن. وبعد أن يشرب ما قدمه له أفراد المجموعة، يقع في سبات عميق يدوم عشرين سنة، تقع خلالها ثورة الاستقلال. ثم يستيقظ وهو رجل هرم، ويعود إلى قريته التي تغيرت مع الزمن، ويستقبله كلبه الوفي الذي يموت من فرط الفرحة. ويكتشف «رب» أن زوجته قد ماتت من زمن، وقد نسي الجميع كل ما يتعلق به وبأصدقائه، ويعيش «رب» مع ابنته التي نمت وأصبحت أما لأسرة، وينجح في كسب أصدقاء جدد بكرمه وروحه المرحة.
وقد أصبحت القصة من كلاسيكيات قصص الأطفال في أمريكا وفي الأدب العالمي بصفة عامة، ويتردد عنوانها وبطلها في كثير من الكتب والروايات.
توم روبنز
ROBBINS, Tom (1936م-...)
أكثر ما يميز «روبنز» هو أسلوبه المليء بالاستعارات والتلاعب بالألفاظ والحكم. أما حبكاته فتدور حول انتصار الفرد على الأحكام الاجتماعية والدينية والسياسية المقيدة للروح الفردية. ويفضل «روبنز» الأديان والفلسفات الشرقية، حيث النمو الروحي يعتمد على سعي الفرد نحو درجات أعلى من الإدراك، وقد ظهر ذلك منذ أول رواية أصدرها: «تحفة أخرى على الطريق» (1971م). وقد اشتهر المؤلف بروايته الثانية «حتى راعيات البقر ينتابهن الحزن» (1976م)، حيث بطلتها «سيسي هانكشو» تتحدى القواعد وتشق طريقها نحو مزرعة تقوم هي وراعيات البقر الأخريات بشن حرب على القوانين الحكومية التي تحد من نشاطهن. وتابع «روبنز» الخطوط نفسها في رواياته التي تتابعت بعد ذلك «حياة ساكنة مع طائر نقار الخشب» (1980م)، «سيقان نحيلة» (1990م).
ثيودور روثك
ROETHKE, Theodore (1908-1963م)
عمل أستاذا جامعيا، وبدأ نشاطه كشاعر عام 1941م بديوانه «بيت للبيع»، وهي قصائد غنائية قصيرة كثيفة مليئة بالصور الشعرية عن النباتات التي تزدهر ثم تذبل وتموت. ويقدم ديوان «الابن المفقود» (1948م) قصائد عن تجارب من حياته النفسية والمادية من الصبا إلى سن النضج. وحصل ديوانه «الصحوة» على جائزة بوليتزر للشعر عام 1953م، وديوانه «كلمات العالم» على جائزة «بولنجن» عام 1958م. ويظهر في قصائده عموما تأثير «ييتس» و«وليام بليك».
فيليب روث
ROTH, Philip (1933م-...)
أصدر فيليب روث عددا كبيرا من القصص والروايات منذ نشر أول مجموعة قصص بعنوان «وداعا يا كولومبس» عام 1959م، التي تميزت بنوع خاص من السخرية والفكاهة، وقد نال جائزة الكتاب القومي عن تلك المجموعة. وقد حاز الشهرة بروايته الأولى «شكوى بورتنوي» (1969م) التي تصور بنوع من الفكاهة الحادة عالم اليهود من الطبقة الوسطى ممثلة في شخص «ألكساندر بورتنوي»، الذي تجعله معاملة أمه الاستحواذية يشعر بعدم الأمان الذي يدفعه إلى عالم الجنس. ومن رواياته الفكاهية الساخرة التالية: «عصابتنا» (1971م) عن «ريتشارد نيكسون»، و«الصدر» (1972م) التي تقلد عالم كافكا ولكن بصورة ساخرة. أما رواية «المؤلف الخفي» (1979م) فهي عن كاتب شاب يتهمه زملاؤه اليهود بإهانتهم، فيطلب المشورة من مؤلف يهودي أكبر منه، ويكتشف أن ذلك الرجل المتميز له علاقة غامضة مع فتاة، فيبدأ الشاب في تصورها بوصفها «آن فرانك». وقد خلق «روث» شخصية البروفيسور «زوكرمان»، وكتب عنه ثلاثية «زوكرمان مقيدا» (1985م)، وهي ثلاث روايات تغص بالأساتذة والكتاب الذين نجحوا في حياتهم الفكرية وأثاروا الإعجاب والحسد، وهم بعد أن استغلوا الواقع لخلق نجاحهم في الحياة، يعملون على سرقة شخصية خالقهم، المؤلف؛ ولذلك ففيهم كلهم جوانب مختلفة من «فيليب روث» نفسه. ولكل من الروايات الثلاث عناوين خاصة هي «زوكرمان حرا» (1981م)، «درس التشريح» (1983م)، «الزيف» (1986م).
وتتابعت روايات روث التي لاقت نجاحا ووضعته في الصف الأول من الروائيين الأمريكيين المعاصرين؛ «عملية شيلوك» (1993م)، الوصمة البشرية (2000م). وقد نال جائزة بوليتزر للرواية عام 1997م عن ورايته «رعوية أمريكية». وفي 2012م، حاز جائزة «أمير أشتورياس» الإسبانية العالمية.
S
ج. د. سالنجر
SALINGER, J. D. (1919-2010م)
روائي، ولد في نيويورك وعاش في ولاية «نيو هامبشير». شارك في الحرب العالمية الثانية، وكان قد بدأ قبل ذلك في نشر قصص قصيرة في مجلة كولييرز
Collier’s . نشر روايته التي اشتهر بها عام 1951م، وهي «الحارس في حقول الشوفان»، ⋆
التي راجت رواجا كبيرا منذ صدورها. ونشر بعدها قصصا قصيرة بعنوان «تسع قصص» عام 1953م، ثم «فراني وزوي» (1961م). وجمع قصصا كان ينشرها في مجلة «النيويوركر» وأصدرها بعنوان «ارفع عاليا شعاع السقف» (1961م). وهو يعالج في قصصه وروايته نفسية الشباب والمراهقين ومشاكلهم. وقد هجر «سالنجر» المجتمع والناس في أوائل الستينيات وانعزل في بيته الريفي، وابتعد عن الوسط الأدبي، وأخذ يتجنب أن ينشر أحد عنه أي شيء عن طريق ملاحقتهم قضائيا. وقد عاش عيشة طيبة مع ريع كتبه خاصة روايته الوحيدة التي طبعت عشرات المرات وترجمت إلى لغات عديدة.
وليام سارويان
SAROYAN, William (1908-1981م)
ولد في كاليفورنيا من أصول أرمينية، تتسم قصصه القصيرة ورواياته بصبغة تأثرية وتعاطف مع الشخصيات التي تشبهه من الأمريكيين الأرمينيين وأفراد الطبقة الوسطى الذين يسعون إلى تحقيق «الحلم الأمريكي». وقد ساعدته نزعته التلقائية في الكتابة على إصدار عدد كبير من كتب القصص القصيرة ؛ منها «الشاب الجريء على أرجوحة السيرك» (1934م) و«اسمي آرام» (1940م).
وأشهر رواياته «الكوميديا الإنسانية» (1943م)، ومن قبلها «زمن حياتك» (1939م) التي فاز عنها بجائزة بوليتزر في الرواية.
كارل ساندبرج
SANDBURG, Carl (1878-1967م)
ولد في ولاية إلينوي من أسرة سويدية. بعد فترة من الدراسات المتقطعة، ذهب إلى «بورتوريكو» للاشتراك في الحرب الأمريكية-الإسبانية. وبعدها عمل في الصحافة السياسية في ولاية «وسكنسون». ثم بدأ في نشر قصائد قصيرة تمتلئ باللغة العامية والشعر الحر، وتجمع حوله عدد من الشعراء الذين ينحون منحاه في ولاية «شيكاغو». وجمع قصائده في ديوان «قصائد شيكاغو» (1916م)، وقد بان فيها النمط الحيوي المباشر الذي خبره المؤلف، علاوة على ما تعلمه من شعر والت ويتمان. ⋆
وقد ظهر في القصائد التي كتبها بعد ذلك تذوقه الحساس لجمال الناس العاديين والأشياء العادية، وقبوله للفج والوحشي قبوله للرقة والحب. وقد حصل على جائزة بوليتزر خاصة عام 1919م. وفي ديوانه «الشعب، نعم» (1936م) وصف بانورامي بالشعر لأمريكا والروح الأمريكية التي تظهر في التراث والتاريخ الشعبيين، وهو ما يلخص التعاطف الاجتماعي العميق لديه وإيمانه بالطبقات العاملة. ونال جائزة بوليتزر ثانية للشعر عام 1950م عن «القصائد الكاملة».
وقد قاده حبه لتراث ولايات «الغرب المتوسط» إلى وضع مواويل شعبية وأغان فولكلورية عنه، كما كتب عدة كتب للأطفال. وقد خصص إلى جانب كل ذلك وقتا إضافيا لكتابه الهام عن سيرة حياة «إبراهام لنكولن»، الذي يتكون من قسمين كبيرين؛ «سنوات البراري» (1926م) من جزءين، ثم «سنوات الحرب» (1939م) من أربعة أجزاء، نال عنه جائزة بوليتزر للسيرة الشخصية. وقد لخص «ساندبرج» الأجزاء الستة في جزء واحد صدر عام 1954م. وقد صدرت مجموعة رسائله عام 1968م.
جورج سنتيانا
SANTAYANA, George (1863-1952م)
من مواليد إسبانيا، ورحل إلى أمريكا عام 1872م، وعاش في بوسطن حيث تخرج في جامعة هارفارد في 1886م، وحصل على درجة الدكتوراه في 1889م من نفس الجامعة، حيث عمل بعدها أستاذا للفلسفة فيها حتى عام 1912م. وبعد عام 1914م، انتقل إلى أوروبا، أولا في فرنسا ثم إنجلترا، إلى أن استقر بعد ذلك في إيطاليا.
وقد عمل في مجالي الفلسفة والأدب؛ إذ كان أول كتبه ديوان «سونيتات وأشعار أخرى» (1894م)، وقد جمع شعره بعد ذلك عام 1923م. ولكن مع بدايات القرن العشرين، أصدر كتبه الفلسفية، وإن اعتبرت من الأدب أيضا بسبب أسلوبه اللغوي الثري. ومن أوائل كتبه في الفلسفة «حياة العقل» (1905-1906م) في خمسة مجلدات، وهو دراسة للعقل في تفاعله مع المجتمع والدين والفن والعلم، حيث يجد أن المادة هي الحقيقة الوحيدة، وهي مصدر كل الأساطير والمؤسسات والتعريفات التي يستخدمها الناس لوصف تلك الحقيقة أو التعبير عنها. ثم أصدر سلسلة من الكتب تحت مسمى «ممالك الوجود»، تتكون من «مملكة الجوهر» (1927م)»، «مملكة المادة» (1930م)، «مملكة الحق» (1937م)، «مملكة الروح» (1940م). وقد عبر في تلك الكتب عن أن التحليل العقلي قد يؤدي إلى الشك في وجود أي شيء؛ فإن الإيمان الغريزي يقود إلى جوهر الحدس، وهو علامة على البيئة التي تعيش فيها كل المخلوقات وتقاسي في حياتها.
وقد أصدر «سنتيانا» العديد من الكتب لشرح فلسفاته، منها ما هو هجوم على الرومانسية في الفلسفة الألمانية، ومنها ما هو تحليل فلسفي للشخصية الأنجلو-ساكسونية. وقد كتب كذلك عن الصفة الأمريكية، وفي الدين، وصدرت مجموعة رسائله عام 1955م.
وقد اشتهر سنتيانا في العالم العربي بنظريته الجمالية، التي أودعها كتابه «الإحساس بالجمال» (1896م)، وقد كتب الكثير من الأدباء العرب عن الجماليات عنده، كما أعدوا الرسائل الأكاديمية حول ذلك الموضوع.
ماي سارتون
SARTON, May (1912-1995م)
ولدت في بلجيكا، وانتقلت إلى ولاية ماساشوستس في سن الرابعة حين أصبح والدها أستاذا في جامعة هارفارد. بدأت نشاطها الأدبي بكتابة الشعر، وصدر لها ثمانية دواوين شعرية؛ منها «الأسد والوردة» (1948م)، «أرض الصمت» (1953م)، «قصائد مجموعة» (1974م). كما كتب الرواية، بادئة برواية «كلب الصيد الوحيد» (1938م)، ثم «جسور السنين» (1946م) عن الحياة في بلجيكا فيما بين الحربين العالميتين، و«الجراح الوفية» (1955م) عن حياة وانتحار أستاذ مبرز في جامعة هارفارد كرس نفسه للأدب والحركات الاجتماعية والسياسية لليسار؛ نتيجة حملات «المكارثية». ولها كتاب «مسز ستيفنز تسمع الحوريات تغني» (1965م) عن طبيعة الخلق الفني. وقد استمرت في إصدار رواياتها حتى عام 1989م برواية «تعليم هارييت هتفيلد». وقد درست في جامعتي هارفارد وولسلي. وكتبت فصولا من مسيرة حياة ذاتية حتى عام 1993م.
الحرف القرمزي
Scarlet Letter «رواية ناثانييل هوثورن » ⋆
التي نشرها عام 1850م، والحرف القرمزي الذي يشير إليه عنوانها هو حرف
A
الذي يختصر كلمة «زانية»
Adultress
في الإنجليزية. وتقع أحداث الرواية أواسط القرن السابع عشر في مدينة بوسطن التي تسود فيها «البيوريتانية». ⋆
وفيها يرسل أستاذ إنجليزي مسن زوجته الشابة «هستر برين» كيما تحضر بيتهما في بوسطن. وحين يأتي الأستاذ بعد عامين، يجد زوجته في قيود عقاب الزانيات وبين يديها طفلتها غير الشرعية، وهي ترفض البوح باسم عشيقها، فيحكم عليها بأن تحمل الحرف
A
القرمزي. ويخفي الزوج شخصيته ويتخذ اسما جديدا هو «روجر شلنجورث» ويعمل طبيبا ويبحث عن عشيق زوجته. وفي تلك الأثناء، تعمل «هستر» - ذات الشخصية القوية - في الأمور الخيرية لمساعدة البؤساء، مما يكسبها عطف الآخرين. ويكتشف الزوج أن عشيق زوجته هو القس «آرثر دمرديل»، وهو قس شاب يحترمه أفراد أبرشيته، وهو أبو ابنة «هستر»، «بيرل» الفتاة الجميلة الشقية. ويناضل القس سنين طويلة مع ضميره متحملا وطأة الخطيئة التي ارتكبها، ويقوم بأعمال التوبة في السر، وإن كانت الكبرياء تمنعه من الاعتراف بذنبه علنا. وقد سبب كشف الزوج للسر اختلاطا في معاييره الأخلاقية، بينما تعرض «هستر» على القس أن يفرا معا إلى أوروبا، ولكنه يرفض ذلك، ويضع نفسه في القيد الذي كانت «هستر» فيه سابقا، ويعلن أنه المذنب المجهول. ويموت القس بين يدي «هستر» بعد أن حطمه الحمل الثقيل، ولكنها تواصل حياتها في انتصار؛ فقد اعترفت بذنبها منذ البداية، وتكرس نفسها لأعمال الرحمة والخير، ولمستقبل أفضل لابنتها «بيرل» التي أرسلت بها إلى أوروبا لتتعلم هناك.
وقد احتلت هذه الرواية الرقم 80 من أفضل 101 رواية عالمية بتقييم كاتب هذه السطور.
آن سكستون
SEXTON, Anne (1928-1974م)
شاعرة استقرت في ولاية ماساشوستس، وترجع شجرة عائلتها إلى حجاج السفينة «مايفلاور» التي جاءت بأوائل المستوطنين الأمريكيين. بيد أن قصائدها لا تتصل لا بالتراث ولا بالدين، بل بتجاربها الشخصية. وكان ديوانها الأول «إلى عالم الجنون: دعوة جزئية» (1962م) نتيجة إصابتها بانهيار عصبي. وتبدت الكتابة عن تجاربها في كلمات قصائد ديوان «عش أو مت» (1966م) التي حازت عنه جائزة بوليتزر في الشعر. كما ظهرت نظرتها المريرة للحياة في ديوانها «تحولات» (1971م). وكان آخر دواوينها - قبل انتحارها - بعنوان «ملاحظات الموت» (1974م). وصدرت بعد وفاتها خمسة دواوين لقصائد كانت قد كتبتها، ومنها ديوان «45 شارع ميرسي» (1976م)، ثم صدرت مجموعة قصائدها عام 1981م.
إروين شو
SHAW, Irwin (1913-1984م)
كاتب من بروكلين، تتميز مؤلفاته بالكثافة الدرامية والإحساس الاجتماعي. من مسرحياته «دفن الموتى» (1936م)، «حصار» (1937م)، «أبناء وجنود» (1944م). أشهر رواياته هي «الأسود الشابة» (1948م) التي تحكي عن حياة اثنين من الجنود الأمريكيين، أحدهما يهودي، وعن أحد النازيين الذي يقتل الجندي اليهودي، ثم يقتله الجندي الآخر. ومن رواياته الأخرى «أصوات في يوم صيف» (1965م)، «رجل غني ورجل فقير» (1970م) عن حياة شقيقين وأخت لهما في الأعوام منذ الأربعينيات. وأصدر مجموعة قصص قصيرة بعنوان «خمس حقب» (1978م).
سام شبارد
SHEPARD, Sam (1943م-...)
مسرحي عاش في كاليفورنيا. كانت أوائل أعماله مسرحيات قصيرة قدمت على المسارح «المتفرعة من برودواي»، ثم جاءت مسرحياته الطويلة غزيرة بعد ذلك، أولها: «السائحة» (1967م). ومنها: «ضرس الجريمة» (1972م) عن مغني الروك «آندرول»، وهي تعليق على القيم الاجتماعية الأمريكية المعاصرة. «الطفل الدفين» (1978م) التي حاز بها جائزة بوليتزر في المسرحية. وفنه يعتمد في كثير من الأمثلة على المزج بين الخارق للعادة والواقع في تقديم الشخصيات والمواقف، ويتراوح ذلك ما بين الأسطوري والتجريدي. وقد اشتهرت مسرحيته «الغرب الحقيقي» (1980م) عن الأحقاد التي نشأت في أسرة تعيش في لوس أنجيلوس .
وقد كتب «شبارد» القصة القصيرة والشعر، كما وضع سيناريو فيلم «نقطة زابرسكي» عام 1965م.
أبتون سنكلير
SINCLAIR, Upton (1878-1968م)
نشأ في أسرة فقيرة. كان يكتب قصصا خيالية منذ كان في الخامسة عشرة من عمره لينفق على تعليمه. ولكنه أخرج روايات فنية في أثناء دراسته بعد الجامعية في جامعة «كولومبيا»، قال عنها إنه كتبها بدافع من تأثره بيسوع المسيح، ومسرحية هاملت، وشعر شيللي، ولكن خاب أمله حين لم تقابل الدنيا حبه للبشر وثقته بهم بالمثل. وبعد أن أجرى أبحاثا في مجال تربية المواشي في «شيكاغو»، كتب روايته المشهورة «الغابة» (1906م) التي كشف فيها الفساد والخداع في تجارة اللحوم. وأعلن بهذه الرواية تحوله إلى الاشتراكية. وعمل بعدها في محاولات تكوين التعاونيات للقضاء على الفقر، وفي الدعوة لانتخاب الديمقراطيين الاشتراكيين في مؤسسات الحكم. وقد كتب «سنكلير» ما يقرب من مائة كتاب وكراسة منها الرواية والأفكار الاجتماعية والاقتصادية والدينية، كما كتب للأطفال والنشء.
ومن رواياته الأخرى «نهاية العالم» (1940م)، التي بدأ بها سلسلة روايات تظهر فيها البطلة «لاني بد» وهي تطوف العالم وتقابل شخصيات مشهورة، وكتب روايات عن النازية وسقوط باريس. وقد أصدر قبل وفاته مجموعة منتقاة من الرسائل التي تلقاها عن حياته، وسيرة حياة ذاتية.
إسحاق باشفيز سنجر
SINGER, Isaac Bashevis (1904-1991م)
كاتب للرواية بلغة الييديش (عبرية أوروبا)، ولد في بولندا لأسرة يهودية متدينة. رحل إلى مدينة نيويورك عام 1935م حيث عمل محررا في صحيفة تصدر بالييديش هناك. ونشر في جريدة «جويش ديلي فروارد» معظم رواياته. وتعالج أعماله بصورة عامة التراث الغريب لليهود البولنديين، وإيمانهم التقليدي، وحياتهم اليومية في الأرياف، وتصوفهم، وعلاقاتهم الشخصية الطريفة، وتعصبهم الديني، بل وحياتهم الجنسية.
أول رواياته الهامة «الشيطان في جوراي» (1935م بالييديش، 1955م بالإنجليزية).
وتتالت رواياته التي صدر بعضها أولا بالإنجليزية، ومنها «أسرة مسكات» (1950م)، «العبد» (1962م).
وأول رواياته التي تدور أحداثها في الولايات المتحدة هي «الأعداء» (1970م)، عن أحد البولنديين الذي يتزوج الفتاة الأمريكية التي ساعدته على الهرب من النازي، ثم يكتشف بعد ذلك أن زوجته قد نجت أيضا وهي موجودة في أمريكا. وعاد «سنجر» في روايته «شوشا» (1978م) إلى موضوع حياة «الجيتو» في بولندا قبل الحرب العالمية الثانية.
وقد كتب سنجر القصة القصيرة أيضا ونبغ فيها، ومن مجموعاته القصصية: «جمبل الأبله» (1957م)، «يوم جمعة قصير» (1964م)، «صديق لكافكا» (1970م). ثم كتب «موت متوشيلح» (1985م) مستلهما الفولكلور اليهودي. وكتب سنجر أيضا كتبا للأطفال.
وقد حاز سنجر جائزة نوبل للأدب عام 1978م.
سوزان سنتاج
SONTAG, Susan (1933م-...)
اشتهرت بمجموعة مقالاتها المعنونة «ضد التفسير» (1966م) التي تقول فيها إن التقبل الطبيعي للأعمال الإبداعية هو تقبل حسي وعاطفي، وليس تقبلا فكريا. ومن كتبها «رحلة إلى هانوي» (1968م) عن رأيها في الحرب الأمريكية ضد فيتنام، «المرض بوصفه تعبيرا مجازيا» (1978م) عن الآثار السيكولوجية للمرض الجسماني.
وكتبت أيضا الروايات، ومنها: «المحسن» (1963م). وفي عام 1992م نشرت رواية «حب بركاني» التي ترتكز على شخصيات تاريخية هي إما هاملتون والسير وليام هاملتون ولورد نلسون.
الصخب والعنف
The Sound and the Fury
من روايات «وليام فوكنر» ⋆
المتميزة. نشرت عام 1929م. وتقع الرواية في أربعة أقسام من خلال تيار الوعي لثلاث شخصيات هم أبناء لعائلة «كمبسون»؛ بنجي وكنتن وجيسون، ويتلو ذلك قسم رابع من وجهة نظر مستقلة.
كانت أسرة «كمبسون» تمر بمرحلة تدهور اقتصادي بعدما كانت تدير مزارع شاسعة بالقرب من مدينة «جفرسون» بولاية «ميسوري». ويقابل ذلك التفكك الأرستقراطي للأسرة زيادة في قوة العمال السود الذين حررتهم الحرب الأهلية والرئيس لنكولن، ويمثلهم في الرواية العجوز «دلسي» وابنها «لستر» الذي يقوم برعاية «بنجي» المتخلف عقليا والعاجز عن الكلام والحركة إلا بصعوبة بالغة وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. ومن خلال أفكار «بنجي» المتقطعة، نعلم عن طفولته التي سادها أب سكير وأم متكبرة تحاصرها أوهام المرض، وعمه «موري» الضعيف العقل، وأخته «كانديس» التي يحبها جدا لأنها تعطف عليه، ثم هناك أخوه «جيسون» الوضيع، وأخوه المرهف الحس «كنتن» الذي يدرس في هارفارد، والذي ينحو إلى الجنون بسبب عشقه لكانديس، مما يدفعه في نهاية الأمر إلى الانتحار. وبعد أن تتزوج كانديس وترحل عن المنزل، يملأ الحزن قلب «بنجي» ويعوض ذلك باللعب مع ابنتها غير الشرعية، التي تعمد بعد أن تكبر إلى الهرب مع أحد العاملين بالسيرك بعد أن تسرق مبلغا كبيرا من أخيها الشرير «جيسون».
وقد احتلت هذه الرواية المركز 20 في قائمة أفضل 101 رواية عالمية من اختيار كاتب هذه السطور.
ميكي سبلين
SPILLANE, Mickey (1981-2006م)
اشتهر برواياته البوليسية الشائقة التي تحفل بالأحداث المثيرة. أشهر رواياته التي أصبحت من كلاسيكيات الرواية البوليسية: «أنا، المحلفون» (1947م). وله أيضا: «بندقيتي سريعة» (1950م)، «القتل الكبير» (1951م)، ونشر الكثير من هذه الروايات في الستينيات من القرن العشرين. وقد عاد للكتابة عام 1984م برواية «غدا أموت»، ورواية «القاتل» عام 1989م.
دانييل ستيل
STEEL, Danielle (1947م-...)
انتقلت من عملها بالصحافة والعلاقات العامة إلى كتابة الروايات الأكثر مبيعا التي تعتمد على الرومانس والعلاقات الغرامية والشخصيات. كانت أول رواياتها بعنوان «العودة إلى البيت» (1973م)، وأعقبتها برواية كل سنة تقريبا كانت كل منها تبيع ملايين النسخ. تحولت كثير من رواياتها إلى أفلام سينمائية وأفلام تليفزيونية.
جرترود ستاين
STEIN, Gerturde (1874-1946م)
وينطق اسمها بالعربية أحيانا «شتاين».
تلقت تعليمها في كليات مختلفة، ودفعها شغفها بكتابات وليام جيمس ⋆
وتجاربها السيكولوجية الخاصة بها إلى دراسة «تشريح المخ» في جامعة «جون هوبكنز». وحين زهدت في الدراسات العلمية، رحلت إلى أوروبا عام 1902م، واستقرت في فرنسا حتى وفاتها. واشتهر «صالونها» في باريس باجتذاب كبار الفنانين والأدباء، خاصة «بيكاسو» و«ماتيس» «جوان جريس» و«إرنست همنجواي». ⋆
وعمدت في كتبها القصصية الأولى إلى تحطيم الشكل التقليدي للحبكة القصصية والاعتماد على وسائل الحدس للتعبير عن الحاضر، ومنها «حيوات ثلاث» (1909م) و«تكوين الأمريكيين» (1925م). وفي دواوينها الشعرية التي تلت ذلك، عملت أيضا على تحطيم قواعد اللغة والنحو والمنطق التقليدية؛ كيما تعبر عن صفات الأشياء.
ومن كتبها المشهورة «السيرة الذاتية لأليس ب. توكلاس» (1933م)، وهي سيرتها الذاتية هي نفسها التي نسبتها إلى صديقتها وزميلة حياتها التي تحمل الاسم المذكور. وقد أصدرت كتبا كثيرة نهجت فيها نفس النهج الذي يعتمد على تحطيم القواعد، والاتجاه إلى ترديد نفس الكلمة أو الجملة مرات عديدة. وقد بقيت في باريس سنوات الاحتلال النازي ، وكتبت عن تلك الفترة بعد تحريرها. وقد اشتهرت بالوصف الذي أطلقته على الكتاب الأمريكيين في أوروبا في فترة ما بين الحربين العالميتين بأنهم «الجيل الضائع». ⋆
وقد تأثر بها شيروود آندرسون ⋆
وإرنست همنجواي، ⋆
رغم هجومها على الأخير الذي عزاه البعض إلى تفوقه عليها في الشهرة.
جون ستاينبك
STEINBECK, John (1902-1968م)
وينطق خطأ في العربية شتاينبك. ولد في ولاية كاليفورنيا، ودرس في جامعة ستانفورد على فترات متقطعة قبل أن يبدأ نشاطه الأدبي عام 1929م برواية «كأس من ذهب» عن قرصان البحر «هنري مورجان». اهتم بعد ذلك بمشكلة العمال الزراعيين المؤقتين وحياتهم البائسة في ذلك الوقت، وتجلى ذلك أول ما تجلى في روايته «المعركة سجال» عام 1936م، ثم «عن الفئران والناس» (1937م). ثم أصدر أهم رواياته في هذا الموضوع: «عناقيد الغضب» عام 1939م التي فازت بجائزة بوليتزر، ⋆
ولكنها أثارت عليه غضب أصحاب الأراضي لتصويرها معاناة «عمال التراحيل» وقسوة الأغنياء على الفقراء المحرومين. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية أصدر روايته «غروب القمر» التي حولها بنفسه إلى مسرحية عرضت بنجاح. ثم تحول إلى الموضوعات النفسية المغلفة بالرمزية في رواية «شرقي عدن» ⋆ (1952م) التي تحولت إلى فيلم سينمائي قام ببطولته «جيمس دين». ومن آخر كتبه «شتاء السخط» و«رحلات مع تشارلي بحثا عن أمريكا». وقد حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1962م.
وروايات ستاينبك تقرن الواقعية بالصوفية، وتتخذ أحداثها في أغلب الأحيان المناطق الريفية مسرحا، وتنشأ المأساة عنده عندما تتدخل عناصر خارجية في حياة الناس البسطاء السعداء فتقلبها رأسا على عقب. وتنتقد أعماله تلك العناصر الخارجية التي تتمثل في موجات الجفاف وتقلبات السوق وظروف العمل.
إرفنج ستون
STONE, Irving (1903-1989م)
روائي اشتهر بكتابة السير الحياتية للمشهورين في صيغة روائية. ومن رواياته «شهوة الحياة» (1934م) عن حياة فان جوخ، «نجار فوق صهوة حصان» (1938م) عن جاك لندن، ⋆ «الألم والتجلي» (1961م) عن مايكل أنجلو، «هوى العقل» (1971م) عن سيجموند فرويد، «الأصل» (1980م) عن داروين.
هارييت بيتشر ستو
STOWE, Harriet Beecher (1811-1896م)
نشأت في بيئة دينية في ولاية «كونيتيكت»، ثم تنقلت في ولايات أخرى. وفي زيارة لها إلى «كنتاكي» تأثرت بالشعور المعادي للرق هناك، ثم هالها بعد ذلك ما شاهدته وقرأت عنه من حرمان النسوة الرقيقات من أطفالهن لبيعهم وحدهم في سوق العبيد. وهذا ما دفعها إلى كتابة «كوخ العم توم» ⋆
عام 1852م، لتصوير مدى معاناة الرقيق وحياتهم غير الإنسانية. وقد هلل دعاة إلغاء الرق لكتابها، مما أثار عليها المناهضين للإلغاء، مشككين في أحداث الكتاب؛ فأصدرت كتابا سمته «شرح كوخ العم توم» في العام التالي ويحتوي على وقائع مستمدة من القوانين ووثائق المحاكم والصحف كيما تثبت ما ذكرته في كتابها. وقد أصدرت بعد ذلك كتبا ضد العبودية، وروايات ضد العقيدة الكالفينية التي نشئت عليها. وزارت بريطانيا مرتين، استقبلتها في الأولى الملكة فيكتوريا، وفي الزيارة الثانية حصلت من الليدي بايرون زوجة الشاعر الرومانسي المشهور على معلومات عن حياتها مع زوجها، جمعتها بعد ذلك في كتابها «دفاع الليدي بايرون» (1870م). ولكن تضمينها الكتاب إشارات إلى علاقات بايرون المحرمة، دفع معظم الجمهور البريطاني إلى معاداتها والوقوف ضدها. وبعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، أقامت في ولاية فلوريدا حتى وفاتها في 1873م.
وليام ستايرون
STYRON, William (1925م-...)
من مواليد ولاية «فرجينيا ». تخرج في جامعة «ديوك» عام 1947م. نالت روايته الأولى «ارقد في الظلام» (1951م) ثناء النقاد، وهي تقص الحياة المأساوية لفتاة من جورجيا عجزت عائلتها الثرية عن توفير الحب والأمن والتفاهم لها مما دفعها إلى الانتحار. وروايته القصيرة «المسيرة الطويلة» (1953م) عن مسيرة اضطرارية للمارينز الأمريكيين ينتج عنها موت ثمانية منهم. وأشهر رواياته جاءت في عام 1967م وهي: «اعترافات نات تيرنر»، التي نال عنها جائزة بوليتزر للرواية، غير أنها أثارت غضب النقاد السود من ناحية تناول بطل الرواية وأتباعه لحياة «نات تيرنر» التي قادت حركة تمرد العبيد في فرجينيا عام 1831م. وبعد هذه الرواية بثلاثة عشر عاما، نشر ستايرون رواية «اختيار صوفي» (1979م) التي نالت شهرة وأثنى عليها النقاد، حتى إنها تحولت إلى فيلم سينمائي من بطولة «ميريل ستريب»، وهي تصور الحياة في معسكر اعتقال نازي في أثناء الحرب العالمية الثانية. وقد مر ستايرون بفترة اكتئاب حاد، كتب عنه في «ظلام مرئي: ذكريات الجنون» (1990م)، ويصف فيه بنبرة عميقة مخيفة كفاحه كيما يفهم طبيعة ذلك المرض والتغلب عليه.
T
الشمس تشرق أيضا
The Sun Also Rises (وقد ذكرت كثيرا باسم الشمس تشرق ثانية)
أول روايات إرنست همنجواي، عام 1926م. وقد استمد عنوانها من عبارة في «سفر الجامعة» بالعهد القديم من الكتاب المقدس تقول «وتشرق الشمس أيضا، ثم تسرع إلى مكانها في الغرب، حتى تشرق ثانية» (الآية 5).
أما موضوعها فقد استمده من زياراته لإسبانيا وحضوره مصارعات الثيران، خاصة في مدينة «بمبلونة» في العيد المسمى «سان فرمين»، حيث تحتفل المدينة طوال أيام متصلة بالغناء والسهر والعدو أمام النيران التي سيصارعها «المتادور» في الأصيل. وتدور حبكة الرواية حول الليدي «برت آشلي» التي تجمع حولها عدة أصدقاء في باريس هم: «جاك بارنز» المراسل الصحفي (يمثل همنجواي نفسه)، و«مايكل كامبل» خطيبها الذي تنتظر الزواج منه، و«روبرت كون» الذي يقع في غرام الليدي وينافس كامبل خطيبها في محاولة الفوز بقلبها. ولكن «برت آشلي» أصلا تحب «جاك بارنز» ولكنهما لا يستطيعان تحقيق هذا الحب نتيجة عجز جاك لإصابته في الحرب العالمية الأولى. وتهرب الليدي من شجارات محبيها بعشق المتادور الشاب «بدرو روميرو» وتريد الهرب معه، ولكن «كون» يفرج عن غضبه على نحو عنيف بضرب روميرو ضربا عنيفا مبرحا. ومع نهاية مهرجان «سان فرمين» تتحدد الأمور، وتقرر «برت آشلي» البقاء مع خطيبها مايكل كامبل.
وقد سرد همنجواي روايته بأسلوبه المعهود من التركيز في التعبير، واستخدام العبارات التي تصف الحركة والعمل، والابتعاد عن أي زيادات لا يتطلبها السرد. ورسم أحداث المهرجان بدقة تنم عن خبرته بحضور مثل هذه الاحتفالات ومعرفته بالعادات الإسبانية الشعبية، وصور الشخصيات في تفاعلها بعيدا عن الإثارة والعاطفية، وجعل رمز الجدب ممثلا في شخصية جاك بيرنز الذي يعبر عن عقم الحياة دون العثور على الحب الصحيح. وقد تحولت الرواية إلى فيلم ناجح من إخراج «هنري كنج» وتمثيل «تيرون باور» و«آفا جاردنر» و«إيرول فلين» و«ميل فرير».
قصص المبالغة
TALL TALES
اصطلاح أطلق على القصص التي ظهرت عن الحياة على حدود المناطق التي لم يمتد إليها الاستيطان بعد في أمريكا. وهي قصص تميزت بالمبالغة والعنف، وإن احتوت على تفاصيل واقعية عن العادات المحلية والشخصيات التي تنتج في النهاية أثرا غريبا أو رومانسيا أو فكاهيا، على حسب القصة. وقد ابتكر قصاصو الحدود تقليد الحكي الشفوي لقصص المبالغة، وتطورت منها الأساطير الفولكلورية، والأبطال الأسطوريون مثل «بول بنيان»، و«مايك منك»، و«ديفي كروكيت». ⋆
وبعد ذلك، جرى طبع تلك القصص واستمتع بها القراء بوصفها تروي ما يحدث في تلك المناطق الحدودية. وقد تناثرت في روايات «مارك توين» ⋆
الكثير من الفقرات التي جاءت من تلك القصص.
إيمي تان
TAN, Amy (1952م-...)
روائية معاصرة ذات إنتاج غزير. تناولت روايتاها الأوليان: «نادي جون لك» (1989م) و«زوجة المطبخ الإلهية» (1991م) صعوبة التواصل بين الأجيال، حتى بين الأم وابنتها. وفي عام 1995م نشرت روايتها الثالثة «الحواس السرية المائة»، وهي رواية عابرة للزمن والمكان، من الصين في 1850م، إلى أمريكا في السبعينيات من القرن العشرين. وبها غموض كثير؛ إذ تحكي عن الزواج المعقد بين «أوليفيا بيشوب» و«سيمون بيشوب»، وعن شعور أوليفيا خطأ بالذنب عن موت أبيها، وهي تسير في الطريق الذي انتهجته المؤلفة في البحث الدائم عن النفس الحقيقية للشخصيات. قد تلقت «تان» الكثير من الجوائز الأدبية، كما تحولت بعض رواياتها إلى الشاشة الفضية.
ألن تيت
TATE, Allen (1899-1979م)
مؤلف وناقد أدبي وشاعر. بدأ حياته العملية رئيسا لتحرير مجلة «الهارب»، ثم أصدر عددا من السير الحياتية، ودواوين شعرية تميزت قصائدها بالنزعة الميتافيزيقية المصطبغة بحسن الصنعة والسخرية. أما كتبه النقدية فقد حققت له شهرة وأصبحت تدرس في الجامعات. وقد عمل هو نفسه أستاذا بجامعة مينيسوتا من عام 1951م حتى 1968م. ومن عناوين كتبه: الحصاد الأمريكي (1942م)، «بيت القصة» (1950م). وصدرت أشعاره المجموعة عام 1977م.
بول ثيرو
THEROUX, Paul (1941م-...)
كتب «ثيرو» المقالة والرواية كما كتب أدب الرحلات، وكل ذلك من منظور الشخص الخارجي الذي ينظر إلى مادته عن بعد؛ وذلك نتيجة لأنه عاش حياة المغترب البعيد عن وطنه. وقد بدأ حياته عاملا مع «فرق السلام» التي أنشأها «جون كيندي». وحين كان يدرس اللغة الإنجليزية في دولة «مالاوي» الأفريقية، جرى اتهامه بالتجسس نتيجة علاقته بقادة سياسيين في المعارضة، فطرد من «فرق السلام». ولكنه عاد رغم ذلك إلى «أوغندا» للتدريس في جامعة «مكريري» هناك هو وزوجته. وصادق هناك الكاتب «ف. س. نايبول» الذي كان هو ذاته يعتبر نفسه مغتربا عن بلاده «ترينيداد». وبعد أن انتقل «ثيرو» للعمل في سنغافورة أصدر ثلاث روايات ذات خلفية أفريقية، منها «محبو الغابة» (1971م). وبعد أن ترك منصبه كمدرس في جامعة سنغافورة ورحل مع أسرته إلى إنجلترا، أصدر روايته «سان جاك»، عن مغتربين في سنغافورة يتقلبون في حياتهم القلقة هناك. ومن رواياته التالية: «البيت الأسود» (1974م) عن عالم في الأنثروبولوجي يعود من أفريقيا إلى بلده الأصلي إنجلترا ويجد أنها أكثر غرابة من البلد الأفريقي الذي توفر على دراسته. «تاريخي السري» (1989م) عن المغامرات والإحباطات الغرامية لكاتب رحالة. وتوالت بعد ذلك رواياته بغزارة ملحوظة حتى اليوم.
ومن مجاميع قصصه القصيرة: «سفارة لندن» (1982م). وكتب الكثير من المؤلفات عن رحلاته العديدة، بالقطار في آسيا، وفي الأمريكتين، والساحل الإنجليزي، وبولونيزيا. كما أصدر كتابا عن صديقه الروائي «نايبول»، والكثير من قصص الأطفال.
هنري ديفيد ثورو
THOREAU, Henry David (1817-1862م)
ولد في مدينة «كونكورد» بولاية ماساشوستس، وهي المدينة التي مثلت مركز حياته وكتاباته. كانت صداقته بالكاتب الأمريكي «إمرسون» ⋆
نقطة تحول في حياته، وتأثر بكتابه «الطبيعة»، فشاركه فلسفته التي أطلقا عليها «العلوية»
Transcendentalism ، ⋆
وهي ما يمكن أن يطلق عليه «المثالية الأمريكية» أو «الأفلاطونية الحديثة» أو «مذهب كانط الأمريكي».
أصدر «ثورو» عدة كتب هامة، قبل أن يصدر أهم كتبه «والدن»، وهو اسم بحيرة حيث عاش «ثورو» في كوخ يملكه «إمرسون» هناك سنتين متقطعتين، مجربا الحياة البدائية البسيطة سعيا وراء اكتشاف جوهر الحياة الحقيقي. وقد حققت له هذه التجربة ارتباطا وثيقا بالطبيعة. وفي أثناء إقامته هناك، كتب كتابيه الأولين، ومقاله الهام «العصيان المدني» (نشر المقال بعنوان «مقاومة الحكومة المدنية» عام 1849م، ولكنه أصبح يعرف باسم «العصيان المدني»). وقد تأثر قادة كثيرون بهذا المقال، منهم «غاندي» و«مارتن لوثر كنج». وقد طبق «ثورو» نظرته تلك في العصيان المدني بامتناعه عن دفع ضرائبه، فاعتقل وسجن يوما واحدا؛ إذ إن شخصا مجهولا سدد عنه الضرائب المطلوبة.
وقد كتب «ثورو» مسودة كتابه «والدن» حين كان يعيش إلى جوار البحيرة، وأصدره عام 1954م، والكتاب يصف تجربة لعيش الحياة في أبسط صورها، وتحقيق كل ما يريده المرء من حياته حسب خطة يضعها، دون أن يدع الظروف هي التي تحدد له نظام حياته، مطبقا نظرية «العلوية» في تنمية الذات وتثقيفها. ويستبين من بعض فصول الكتاب كيف أن «ثورو» يرى توازيا بين زراعة الأرض وتثقيف العقل، وهو ما يبين باستخدام الكلمة الإنجليزية
Cultivating . وقد عالج الكتاب موضوعات كثيرة؛ منها الاقتصاد، والهدف من الحياة، والقيمة العظمى للحرية الشخصية. وبدأ «ثورو» منذ عام 1849م أول رحلاته التي يقضيها سيرا على الأقدام، والتي بلغت أربع رحلات، كتب بعدها عن أهمية التنقل ودراسة الطبيعة والأمكنة التي لا يمكن استيعابها إلا بالسير في أنحائها وقريبا منها.
وقد شارك «ثورو» أيضا في إلقاء المحاضرات العامة التي شرح فيها آراءه الأساسية، والتي ظهرت كاملة في «اليوميات» التي صدرت بعد وفاته في أربعة عشر مجلدا عام 1906م. وهي ليست يوميات بالمعنى المعهود، بل هي أقرب لدائرة معارف خاصة به، تحدث فيها عن الطيور والحيوانات والأسماك والحشرات، وعن النباتات والأشجار، في مدينته «كونكورد». وفيها أيضا تعليقاته على الكتب التي يقرؤها، وعن أفكاره عن الحياة وعن الطبيعة. وكان ثورو من مناهضي «الرق»، ودعا دائما إلى إلغاء نظام الاستعباد. وقد قضى «ثورو» صغير السن بعد إصابته بداء الدرن.
جيمس ثيربر
THURBER, James (1894-1961م)
أصيب «ثيربر» في إحدى عينيه وهو صبي، فلم يعد يستطيع المشاركة في اللعب والرياضة مع أقرانه، فقضى وقته في القراءة وأحلام اليقظة؛ مما ألهمه خيالا دفاقا استخدمه في رواياته. وعمل في شبابه مراسلا صحفيا للطبعة الباريسية لصحيفة «شيكاغو تريبيون»، ثم التحق بمجلة «النيويوركر» الشهيرة عام 1927م، حيث ابتكر أسلوبه النثري القصير الشفاف الذي اشتهر به . وحين نشر كتابه الساخر «هل الجنس ضروري؟» عام 1929م بمشاركة أحد زملائه في تحرير المجلة، استقرت شهرته كموهبة فكاهية كبرى. ثم نشر كتاب «حياتي والأوقات الصعبة» عام 1933م، وهو مقالات تشبه السيرة الذاتية، مليئة بالصور الساخرة والفكاهة. وتميزت قصص «ثيربر» ورواياته التالية بموضوعات الرجل ضد المرأة والخيال ضد الواقع. وفي عام 1941م، أصيب «ثيربر» بالعمى التام، ومنذ ذلك التاريخ تفرغ للكتابة «المبسطة»، فكتب قصصا وصورا خرافية للأطفال، فيها من التفاؤل الكثير، وإن كان يمرر في بعضها نهايات مؤسية ومواعظ كئيبة.
مجلة تايم
TIME Magazine (1923م-...)
المجلة الأسبوعية التي تصدر في نيويورك، أسسها «بريتون هادن» و«هنري روبنسون لوس» بغية تقديم ملخص شامل للأخبار الجارية، مقسمة على عدة أبواب متخصصة مختلفة، تتغير أو تزداد من وقت لآخر، وكل عدد يحتوي على موضوع تفصيلي يتصل بصورة غلاف العدد. والعدد الذي يصدر في أول كل عام يشمل غلافا وموضوعا عن «شخصية العام».
وللمجلة مراسلون في جميع أنحاء العالم، وهي تشترك في خدمات وكالات الأنباء المختلفة. وتوزع المجلة في جميع أنحاء العالم تقريبا، وهي تصدر الآن عن الشركة الأم: «تايم إنكوربوريتد» التي تصدر عنها مطبوعات أخرى. وفي عام 1989م اندمجت الشركة مع شركة «وارنز للاتصالات» ليكونا أكبر مركز إعلامي وترفيهي في العالم.
مقتل طائر غرد
To Kill A Mocking Bird
من أشهر الروايات في تاريخ الأدب الأمريكي الحديث، «كتبتها «هاربر لي»» وصدرت عام 1960م، وتكرر صدورها والاحتفاء بها بعد ذلك مرات عديدة.
والرواية تقصها فتاة تسمى «جان لويز فينش» عمرها ست سنوات، التي تعيش مع والدها المحامي وأخيها في بلدة بولاية «آلاباما». وتشهد الفتاة وأخوها أحداث دفاع أبيها عن «توم روبنز»، الرجل الأسود المتهم باغتصاب فتاة بيضاء تدعى «مابيلا إويل». وقبل المحاكمة، يتعرض الأخوان لمضايقات زملائهما بالمدرسة بسبب وقوف أبيهما إلى جوار أحد السود للدفاع عنه. ويتصاعد التوتر بانعقاد المحاكمة، حيث يفشل الأب المحامي في إقناع المحلفين ببراءة المتهم الأسود برغم الأدلة التي قدمها. وتقدم المؤلفة إلى جوار ذلك شخصية «بو رادلي» الذي يتعرض لاضطهاد السكان بسبب مشاكساته البريئة، رغم أنه في النهاية يقوم بأعمال طيبة، منها إنقاذ الأخوين من انتقام والد الضحية البيضاء ضدهما. وهكذا يستبين غرض المؤلفة من عدم جواز استباق الحكم على الأشخاص بسبب لونهم أو مسلكهم البريء، وهو الدرس الذي يتفهمه الأخوان «جان لويز» و«جيم».
وقد أثنى النقاد على البراعة السردية لمؤلفة الرواية، واستخدامها الفعال للرموز، حتى إنها قدمت فيها «عرضا ملحميا للسلوك الإنساني». وقد ظهر فيلم عن الرواية بطولة «جريجوري بك» أحرز نجاحا كبيرا.
وقد احتلت هذه الرواية رقم 82 بين أفضل 101 رواية عالمية من وضع كاتب هذه السطور.
العلوية
Transcendentalism
وتترجم أحيانا بكلمة «الاستعلائية»؛ مما يعطي انطباعا خاطئا لمعنى فلسفتها. وهي حركة أدبية وفلسفية نشأت في ولايات نيو إنجلاند، ⋆
خاصة في مدينة «كونكورد» نحو عام 1836م، كرد فعل للنزعة القومية، وفلسفة الشك لدى «لوك»، والتشدد الديني في اتباع مذهب كالفن لدى البيوريتانيين. ⋆
وكانت تلك العقيدة العلوية، بما فيها من رومانسية ومثالية وصوفية وفردية بمثابة اتجاه في التفكير أكثر منها فلسفة منهجية. وكانت لها مصادر عدة، منها الإيمان بنور إلهي يقذفه الله مباشرة إلى القلوب، والكنيسة التوحيدية. وقد اتخذ هذا الاتجاه اسمه والكثير من مبادئه من كتاب «كانط» «نقد العقل العملي» (1788م)، كما تأثر بكتابات «فختة» و«شيلينج» و«نوفاليس».
وللعلوية أشكال متعددة، ولكن من أساسياتها إيمانها بأن كل شيء في العالم هو كيان مصغر
Microcosm
يحتوي في ذاته على جميع قوانين الوجود ومعانيه. وكذلك ، فإن روح كل فرد تماثل روح العالم وتحتوي على كل ما يحتويه العالم. وبوسع الإنسان تحقيق إمكانياته إما عن طرق حالة من الوجد الصوفي، أو الاتصال بالحقيقة، والجمال، والخير، المتجسدة في الطبيعة. ومن دعاة العلوية في أمريكا: «ثورو»، ⋆ «إمرسون»، ⋆
ومن حولهما كثير من المفكرين والأدباء.
مجلة ترانزيشن
TRANSITION, Magazine (1927-1938م)
مجلة أدبية هامة تأسست في باريس بوصفها «مجلة أدبية للتجربة الإبداعية»، على يد «يوجين جولاس» و«إليوت بول»، وكانا يؤمنان بأن الخيال الأدبي لعصرهما واقعي أكثر من اللازم، وأن دراسة اللامعقول شرط مبدئي لإعطاء الخيال أبعادا جديدة؛ ولهذا فقد استكشفا عالما جديدا كان مهملا، وحاولا تحرير اللغة التقليدية عن طريق استخدام كلمات جديدة وقواعد لغوية جديدة لابتعاث حالات عقلية ووجدانية للتعبير عن الأحلام والهلوسة واللاوعي. وقد نشرا فيها أجزاء من عمل جيمس جويس «فنيجانز ويك» تحت عنوان «عمل في طور التنفيذ». وشارك فيها بالكتابة إرنست همنجواي ⋆
وهارت كرين، ⋆
كما نشرت المجلة ترجمات عن مؤلفين أجانب. وقد توقفت المجلة ما بين عامي 1930 و1932، حين «هدد نجاحها بأن تصبح مجلة تجارية»!
ليونل ترلنج
TRILLING, Lionel (1905-1975م)
أستاذ الأدب بجامعة «كولومبيا» بنيويورك. كتب في المجلتين الشهيرتين «كينيون ريفيو» و«بارتيزان ريفيو». أصدر دراستين عن «ماثيو آرنولد» (1939م) و«إ. إم. فورستر» (1943م). واشتهر بكتابه النقدي «الخيال الحر» (1950م). ومن كتبه الأخرى «فرويد وأزمة ثقافتنا» (1956م) وهو مجموعة محاضرات له، و«العقل في العالم الحديث» (1973م). وصدرت مجموعة أعماله بعد وفاته في 12 مجلدا. وتتميز مقالاته وأبحاثه بتأثير المدارس السيكولوجية في الأدب والفن عليها.
مارك توين
TWAIN, Mark (1835-1910م)
الاسم الأدبي الذي عرف به «صمويل لانجورن كليمنس»، أحد أشهر المؤلفين الأمريكيين. نشأ وسط أسرة مفعمة بروح المغامرة في سبيل الثراء، فانتقلت إليه في صباه روح المغامرة تلك، وانعكست في أهم روايتين له؛ «توم سوير» و«هكلبري فن». وبعد وفاة والده، ترك المدرسة وعمل بالطباعة، ثم الصحافة كاتبا في جريدة أخيه «أوريون». عمل بعد ذلك قبطانا بحريا للقوارب البخارية التي تجوب نهر «المسيسيبي». وفي أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، عمل في عام 1862م ضمن محرري صحيفة «ترتوريال إنتربرايز»، واتخذ عندها اسم «مارك توين ». وكان أول ما لفت الأنظار إليه كتابه الساخر «الضفدعة النطاطة» الصادر عام 1865م، فطاف في المدن يلقي المحاضرات التي تصف زياراته وعمله السابق في البواخر، ثم يقوم برحلته الشهيرة إلى الأراضي المقدسة والشرق الأوسط، التي وصفها في كتابه «الأبرياء في الخارج» (1869م). وفي عام 1870م تزوج من «أوليفيا لانجدون» واستقر معها في ولاية «كونيتيكت»، وبعدها توالت كتبه ما بين السرد الساخر، وكتب الرحلات. ثم عاد إلى تجارب صباه بإصداره «مغامرات توم سوير» (1876م)، «الحياة على المسيسبي» (1883م)، «مغامرات هكلبري فن» (1884م)، وكلها تمتلئ بالحكايات الغريبة ومغامرات الصعلكة الصبيانية التي عرفها من قبل. وقد أدت بعض الاستثمارات الخاطئة إلى إعلان إفلاسه عام 1894م، مما اضطره إلى القيام بجولة لإلقاء محاضرات في أماكن متفرقة من العالم، رغم كراهيته لذلك الأمر. وكانت كتبه التي تلت مليئة بالمرارة، وعاد فيها إلى توم سوير إذ يصوره في الخارج مرة، وكمحقق مرة أخرى.
ومنذ عام 1906م، انشغل بإملاء سيرته الذاتية على سكرتيره، وأصدر مجموعة من خطاباته. وبعد وفاته، أصدر وكلاؤه الأدبيون عددا آخر من أعماله.
آن تايلر
TYLER, Anne (1941م-...)
روائية اتخذت المدن الجنوبية الصغيرة مسرحا لأحداث معظم رواياتها. نشرت ثلاثا من رواياتها الأولى قبل سن الثلاثين، وهي «لو جاء الصباح» (1965م)، و«شجرة العلب الصفيح» (1966م)، و«حياة تنزلق إلى أسفل» (1970م)، وتتناول الصعوبات التي تواجه أسرا بسبب الفراق نتيجة الموت والعزلة. ونشرت بعد ذلك الكثير من الروايات التي تتضمن بدرجات مختلفة هذا الموضوع ذاته. واشتهرت لها روايات «ممتلكات أرضية» (1977م)، «السائح العارض» (1985م)، «دروس في التنفس» (1988م) التي حازت جائزة بوليتزر للرواية.
وقد تحولت بعض رواياتها إلى أفلام ناجحة.
U
كوخ العم توم
Uncle Tom’s Cabin
رواية «هارييت بيتشر ستو» ⋆
التي كشفت فيها الأهوال التي يعيشها الرقيق في ولايات أمريكا، والتي صدرت عام 1852م.
والعم توم عبد أسود شديد التدين ذو تفكير نبيل، يعمل لدى أسرة «شيلبي» الطيبة. وحين تمر بالأسرة ضائقة مالية يعمدون إلى بيع عبيدهم. ويباع العم توم إلى تاجر رقيق، بينما تهرب زوجته الخلاسية «إليزا» مع ابنتها. وحين يبدي توم شهامة عند انتقاله مع التاجر، بإنقاذه «إيفا» الصغيرة ابنة «سان كلير»، يشتريه الأخير ليصبح خادما لأسرته في «نيو أورليانز». وحين تنهار أسرة «سان كلير» بموت الابنة ومقتل الأب، يباع العم توم بالمزاد ويشتريه «سيمون لجراي» صاحب المزارع قاسي القلب السكير. وحين تهرب العبدتان «كاسي» و«إمانيل» من مزرعة «لجراي»، يرفض العم توم أن يفشي سر المكان الذي تختفيان فيه. ويأمر السيد بجلد العم توم حتى يموت بين يدي سيده الأول رب عائلة «شيلبي» الذي جاء ليعيد شراءه، وحين يموت توم ، يقسم رب العائلة أن يكرس حياته في سبيل إلغاء الرق.
وكانت هذه الرواية من الكتب التي أغرم بقراءتها الرئيس «أبراهام لنكولن» وأثرت فيه كثيرا. وهي من كلاسيكيات الأدب الأمريكي، ويعاد طبعها كل حين، وتدخل في مقررات المدارس على الدوام. وكانت الرواية من أول القصص التي اتجهت إليها هوليوود، حتى في عصر السينما الصامتة، فحولتها إلى فيلم في عام 1927م.
جون أبدايك
UPDIKE, John (1932-2009م)
من خريجي جامعة هارفارد ⋆
عام 1954م. عمل بمجلة «النيويوركر» (1955-1957م) قبل أن ينشر أول رواياته «سوق الفقراء» (1959م).
بدأت شهرته بنشر رواية «إجري يارابيت» (1960م)، وهي أول قسم من رباعية تدور حول شاب غير مستقر وغير ناضج، ما يزال متعلقا بأيامه في المدرسة الثانوية حيث تألق كرياضي، ويدفعه ذلك إلى هجر زوجته وابنه. والقسم الثاني «رابيت مرة أخرى» (1971م)، ثم «رابيت غني» (1981م) التي فازت بجائزة بوليتزر للرواية، وآخرها «رابيت يستريح» (1990م) التي تقص آخر أوقات البطل «هاري رابيت آنجستروم» وتهويماته، حتى وفاته.
وغير تلك الرباعية المشهورة، كتب «أبدايك» العديد من الكتب والروايات؛ منها «السنطاءور» (1963م)، «أزواج» (1968م)، «ساحرات إيستوود» (1984م).
ومن رواياته «س» (1988م) التي تدور حول «سارة ورث» التي تنضم إلى مستعمرة دينية في أريزونا، وتكتب من هناك رسائل لزوجها وأقربائها. وتمتاز روايات أبدايك بلغتها وأسلوبها المميزين، وقد كتب القصة القصيرة والشعر والنقد الأدبي أيضا.
ليون يوريس
URIS, Leon (1924-2003م)
كاتب اشتهر برواياته الجماهيرية؛ مثل «صيحة المعركة» (1953م) عن المارينز الأمريكيين في الحرب العالمية الثانية، «التلال الغاضبة» (1955م) عن فرقة فلسطين التي حاربت في اليونان، «الخروج» (1958م) عن قصة إنشاء إسرائيل، «توباز» (1967م) وهي رواية رومانسية عن التجسس السوفييتي في فرنسا، «الحاج» (1984م) عن الفلسطينيين في علاقتهم ببقية العرب وبإسرائيل ، «ممر متلا» (1988م) عن روائي أمريكي يذهب إلى إسرائيل خلال حرب سيناء عام 1956م حيث يقع في الحب هناك، «آيرلندا: جمال مرعب» (1975م) عن آيرلندا في ذلك الوقت الذي كتب فيه الرواية بما فيه من قلاقل ونزاعات.
V
جور فيدال
VIDAL, Gore (1925-2012م)
مؤلف عدد من الروايات التاريخية، والمقالات، وحتى بعض الروايات البوليسية التي نشرها تحت الاسم المستعار «إدجار بوكس».
من رواياته الأولى: «المدينة والعمود» (1948م)، التي نالت شهرة فضائحية لمعالجتها النوازع المثلية في ذلك العهد المبكر.
وبدأ فيدال رواياته التاريخية عام 1964م برواية «جوليان» عن اندحار «المثرائية» أمام المسيحية في القرن الرابع الميلادي. ثم أصدر سلسلة من الروايات المتصلة بالتاريخ؛ منها «واشنطن دي سي» (1967م)، «بير» (1973م)، «1876» (1976م)، «الإمبراطورية» (1987م). ومن رواياته المشهورة أيضا «الخلق» (1981م) و«لنكولن» (1984م).
ومن رواياته الأحدث أصدر «هوليوود» (1990م)، و«بث مباشر من جولجوثا»، وهي بمثابة العهد الجديد حسب رواية فيدال.
كيرت فونجت
VONNEGUT, Kurt (1922-2007م)
كاد يدرس الكيمياء الحيوية حين استدعي للتجنيد في الحرب العالمية الثانية. وفيها أسرته القوات الألمانية، وكان يعمل في مجزر تحت الأرض بمدينة «درسدن» الألمانية حين دمرت القنابل الأمريكية والبريطانية المدينة عن بكرة أبيها. وخرج من مخبأ المجزر ليجد 135 ألف نسمة قد قضت القنابل عليهم.
وبعد الحرب درس «فونيجت» الأنثروبولوجيا في جامعة شيكاغو، وعمل في العلاقات العامة لمؤسسة «جنرال إلكتريك». وجاءت أول رواياته «البيانو العازف» (1952م) التي يسخر فيها من سطوة الميكنة التي لاحظها في المؤسسة الضخمة. ثم أصدر روايات يغلب عليها طابع الخيال العلمي كوسيلة للسخرية من مخترعات العصر الحديث. وبرزت شهرته مع رواية «المجزر رقم خمسة» أو «حرب الأطفال الصليبية» (1969م) عن تجربته في «درسدن»، واستخدم فيها أيضا الخيال العلمي وبعض المشاهد السيريالية، وتتميز بالكوميديا السوداء والتأمل الفلسفي.
وتوالت رواياته تباعا، وبرز منها: «الطائر الحبيس» (1979م) عن شخصية خيالية شاركت في فضيحة «ووترجيت» في عهد الرئيس «نيكسون». وروايته الثالثة عشرة بعنوان «اللحية الزرقاء» (1987م) وهي تتناول موضوع الفن، عن طريق الرسام «رابو كارابكيان»، المغرق في الحداثة، والذي يعمل طوال الرواية في تنفيذ تحفة سرية، ويعالج فيها مسائل ماهية الفن، أهو تصوير واقعي للحياة كما هي، أم هو تعبير تجريدي ؟
W
أليس ووكر
WALKER, Alice (1944م-...)
من أكثر الكتاب الأمريكيين تنوعا وإنتاجا؛ فقد كتبت القصة القصيرة، والرواية، والنقد، وقطعا من سيرتها الذاتية، والشعر. وهي كذلك ذات صوت متميز في عالم السياسة منذ أواخر القرن العشرين. وكثير من أعمالها يتناول الحالة في الجنوب الأمريكي، وحركة الحقوق المدنية في الستينيات، وتاريخ الشتات للأمريكيين السود. وتتسم أعمالها كذلك بتأكيد حقوق المرأة السوداء؛ وقد دعاها ذلك إلى صك كلمة
Womanist
لتصف بها نفسها بوصفها امرأة سوداء أو ملونة تدعو إلى حركة النسوية
Feminism .
ورغم أن روايات وقصص «ووكر» تنحو نحو الواقعية، فكثير منها يتعلق بالروحانية أو الظواهر فوق الطبيعية. وهي صوفية أيضا، تؤمن بأن كل شيء ما هو إلا جزء من خلق الله، والإرادة الإلهية، والطبيعة.
ويظهر في كتبها ضرورة أن يحتفظ المرء بنفسه سليما متكاملا في مواجهة أي عدوان.
وقبل أن تبدأ «ووكر» كتاباتها، أدركت ضرورة الاطلاع على الأمثلة التي تعبر عن أفكارها في الأدب الأمريكي والإنجليزي، فطالعت كتابات «فلانري أوكونور»، ⋆
و«فرجينيا وولف»، و«زورا هيرستون» ⋆
التي أصبحت مثالا لها وراعيتها الروحية. وكانت أول رواياتها «الحياة الثالثة لجرانج كوبلاند» (1970م) عن العنف الذي ساد أجيالا ثلاثة من الرجال في أسرة من السود. أما أشهر رواياتها فهي «اللون الأرجواني» (1982م) التي نالت جائزة بوليتزر للرواية، والتي تحولت من فورها إلى فيلم سينمائي ناجح، عن شقيقتين من السود وعلاقتهما عن طريق تبادل الرسائل، فإحداهما تعيش في ولاية جورجيا، بينما رحلت الأخرى لتعيش في أفريقيا. وتصف الرواية الحياة المأساوية التي مرت بها «سللي» التي تعرضت للاغتصاب من زوج أمها، ثم للسخرة من الزوج الذي اضطرها أبوها بالتبني إلى الزواج منه. وتصور «ووكر» كيف تخرج تلك المرأة من المحن التي صادفتها إلى حياة روحانية في مجتمع ليس فيه تمييز عنصري أو استغلال.
وفي روايتها «معبد أليفي» (1989م) تحاول «ووكر» تصوير رواية هائلة عبر مئات الآلاف من السنوات من حياة السود في الأمريكتين وأوروبا وأفريقيا خلال ال 500000 سنة الماضية! وقد اشتهرت الرواية ولكنها لم تلق ما لاقته «اللون الأرجواني» من نجاح.
وقد تضامنت «ووكر» مع الناشطة النسوية «براتيبها بارمار» في تأليف كتاب نثري عن الأضرار الجنسية التي تصادف المرأة وعلى رأسها تشويه أعضائها التناسلية. وهي ما زالت تصدر كتبها للدفاع عن المستضعفين في كل الأنحاء، مركزة على المرأة وعلى السود.
نوح وبستر
WEBSTER, Noah (1758-1843م)
عالم لغويات ومعجمي مشهور من أهل ولاية كونيتيكت. بدأ عمله بعد أن تخرج في جامعة ييل في 1778م بنشر «تأسيس أجرومي للغة الإنجليزية» (1783-1885م). وقد أصبح القسم الأول من هذا الكتاب مؤلفه المشهور «كتاب الهجاء»، الذي قام بدور هام في المدارس والجامعات لتثبيت قواعد الهجاء التي اختلفت في أمريكا عنها في إنجلترا. وقد بلغ من انتشاره أنه بحلول عام 1890م كان قد باع ستين مليون نسخة! وقد كافح «وبستر» سياسيا من أجل الحصول لأول مرة على حقوق التأليف والنشر لكتابه على المستوى الفيدرالي للولايات الثلاث عشرة التي كانت في الاتحاد عند ذلك.
وكتب «وبستر» كذلك المقالات المطولة عن العلوم والاقتصاد والسياسة، قبل أن ينشر قاموسه «العمدة»: «قاموس أمريكي للغة الإنجليزية» في مجلدين (1828م). وعند صدوره كانت الحرب مشتعلة بينه وبين المعجمي الآخر «جوزيف ورسستر»، بيد أن قاموس «وبستر» - إذ أضاف ما يقرب من خمسة آلاف كلمة لم ترد من قبل في أي قاموس إنجليزي - أصبح هو القاموس المعتمد في أمريكا. وفي عام 1840م، أصدر قاموسا فريدا ضم 70 ألف كلمة بدلا من الطبعة السابقة التي ضمت 38 ألف كلمة فقط.
وما يزال قاموس «وبستر» مرجعا معتمدا بالطبعات المزيدة المنقحة التي صدرت بعد وفاة مؤلفه وحتى اليوم.
إيودورا ولتي
WELTy, Eudora (1909-2001م)
تتميز كتبها باتخاذ المنطقة التي عاشت فيها (المسيسبي) مسرحا لها، مثل كتابها «ستارة خضراء» (1941م)، و«الشبكة العريضة» (1943م) و«التفاحات الذهبية» (1949م)، و«بحيرة القمر» (1980م). وهي قصص تقدم شخوصا - غريبة في معظمها - تفشل في التعرف على أنفسها أو على جيرانها.
ومن قصصها الأطول: «العريس اللص» (1942م)، وهي حكاية تمزج بين قصص الجن بصيغة المواويل الشعبية. وقد فازت روايتها «ابنة المتفائل» (1972م) بجائزة بوليتزر، وتصور الصراع بين ابنة قاض في «نيو أورليانز» وزوجته الثانية.
وقد كتبت «ولتي» كتبا للأطفال، وتحولت روايتها «ابنة المتفائل» إلى مسرحية غنائية مثلت على مسرح برودواي عام 1973م.
ناثانيل وست
WEST, Nathanael (1903-1940م)
روائي أصدر خلال عمره القصير أربع روايات، أشهرها «يوم الجرادة» (1939م) التي أنتجت منها هوليوود فيلما ناجحا.
لم تلق روايات «وست» الأولى نجاحا عند ظهورها؛ إذ كان كاتبا اجتماعيا، يكتب عن الأشياء كما يراها أمامه. ولما كانت روايته الأولى «الحياة الحلمية لبالسو سنيلي» قد صدرت عام 1931م، وسط الكساد الاقتصادي الرهيب الذي ضرب أمريكا منذ عام 1929م، فقد قابل القراء جوها الكئيب المزري وكوميديتها السوداء بعدم القبول. وروايته الثانية «الآنسة الوحدانية» (1933م) عن رجل يحرر عمودا في إحدى الصحف بهذا العنوان، يرد فيه على مشاكل الناس الذين يراسلونه، بالنصح والإرشاد، وهو يبذل كل جهد كل تلك المشاكل بجدية، برغم سخرية زملائه من محاولاته. وتنتهي الرواية بأن يقوم أحد من كان يحاول إزجاء النصح له بإطلاق النار عليه، فيما يبدو المؤلف كأنما يريد القول بأن هذا هو قدر الفنان.
وفي روايته المشهورة «يوم الجرادة»، يعالج «وست» موقف الفنان الذي يبغي أن يساعد الناس اليائسين، ولكنه يصاب بالإحباط نتيجة شرور الناس وخياناتهم. ويجد أنه قد أصبح مثلهم؛ فحين لا يستطيع الانتهاء من فيلم له، يثير شغبا دون قصد ينتهي به إلى اللجوء إلى العنف كيما يحمي نفسه من عنف الناس.
إديث وارتون
WHARTON, Edith (1862-1937م)
سليلة عائلة أمريكية أرستقراطية، أثارت عجب النقاد حين دخلت مجال الأدب، بيد أنه كان لديها عاملان يجعلان منها كاتبة؛ طفولة شقية، وموهبة أدبية.
نشأت «وارتون» في أسرة ثرية في نيويورك، وتلقت تعليمها في البيت، خلافا لإخوتها الذكور الذين تعلموا في هارفارد. وقد توفرت على مكتبة والدها وعمدت إلى اختراع القصص بدلا من اللعب مع صاحباتها؛ ولذلك ساد «وارتون» دائما الشعور بأنها «غريبة» عن وسطها. ورغم أنها تزوجت صديقا لأحد إخوتها، فهي لم تكن سعيدة معه طول مدة الزواج، وانتهى الأمر بالطلاق. وانتقلت بعد وفاة أمها إلى باريس 1907م، حيث جمعت حولها كوكبة من الأدباء والفنانين هناك.
من رواياتها المعروفة: «بيت المراح» (1905م) عن سيدة من نيويورك تحاول أن تجعل من زواجها شيئا ناجحا، فتلاقي الإقصاء بسبب خروجها على التقاليد. ووارتون هنا تماثل هنري جيمس ⋆
في تصوير القيم الخاصة التي تؤدي بصاحبها أو صاحبتها إلى المأساة.
وفي فرنسا، تكتب روايتها القصيرة «إيثان فروم» (1911م) التي تصور أناس نيو إنجلاند، وبطلها «فروم» رجل غير فاعل، يجبن أمام طغيان زوجته «زينا» عن طلاقها ليتزوج من ابنة عمها التي تعيش معهما ويقع في حبها. ولكن المؤلفة تصور ابنة العم «ماتي» مترددة، حيث إنها لا تشجع فروم على ترك زوجته من أجلها، وتقوم معه برحلة انزلاق على زحافة جليد، تنقلب بهما فيصاب فروم بالعرج وتصاب هي بالشلل، ويصبح الاثنان في نهاية الأمر عالة على الزوجة القاسية.
ومن خلال روايات «وارتون»، يمكن للقارئ أن يتبين مشاعرها العاطفية والجنسية المثلية، وهي واضحة في اختيار شخصياتها النسائية، حتى وإن لم يبدين هذا الاتجاه. ويظهر هذا التحليل النسائي المركب في روايات مثل «سن البراءة» (1920م) التي نالت عنها جائزة بوليتزر للرواية، والتي تصور فيها تقاليد العصر الفيكتوري الإنجليزي كما تتبدى في نيويورك وسط الطبقات الراقية.
ومن رواياتها الأخرى العديدة: «النوم عند الغسق» (1927م)، «الأطفال» (1928م)، «وصول الآلهة» (1932م).
وقد نشرت «وارتون» أيضا ديوانين من الشعر، ولكن أكثر ما كتبت بعد الرواية، القصص القصيرة التي أصدرت منها الكثير من المجموعات؛ منها «شينجو وقصص أخرى» (1916م) و«الطبيعة الإنسانية» (1933م). وكتبت «الكتابة الروائية» (1925م) التي يستبين منها مدى إعجابها بهنري جيمس ⋆
وتأثرها به.
جيمس ويسلر
WHISTLER, James (1834-1903م)
من مواليد ولاية ماساشوستس. قضى سنواته الأولى في روسيا وإنجلترا وأمريكا. وفي عام 1855م رحل خارج الولايات المتحدة حتى وفاته، فذهب أولا إلى باريس، ثم لندن حيث اشتهر بلوحاته، وطريقته في طباعة الألوان. وقد أزعجت طريقته المعتمدة على نظرية الفن للفن جماعات الفنانين في ذلك الوقت الذين كانوا ينتمون إلى مدارس مختلفة عن مدرسته. وقد دخل عالم الكتابة والنقد الفني حين هاجمه الناقد الإنجليزي المشهور «جون رسكن»، فأقام «ويسلر» دعوى قضائية ضده، ومع أنه كسبها فإنه أنفق عليها أكثر من التعويض الهزيل الذي حكم له به؛ فجعله ذلك يكتب عن الموضوع كتابا ساخرا بعنوان «ويسلر ضد رسكن: الفن والنقد الفني » (1878م). ثم كتب «الفن الجميل في اكتساب الأعداء» (1890م). وقد صدرت ترجمة لحياته عام 1908م، ويومياته عام 1921م.
والت ويتمان
WHITMAN, Walt (1819-1892م)
أكبر شاعر أمريكي في القرن التاسع عشر، ويلقب بشاعر الشعب الأمريكي لتناوله في قصائده الموضوعات والمسائل التي تتعلق بآمال الشعب وطموحاته في بناء دولة ديمقراطية يقوم كل فرد فيها بالعمل والحياة في يسر ورخاء.
كان مولد الشاعر في 31 مايو 1819م في ضاحية «لونج أيلاند» بنيويورك، التي كانت آنذاك مزارع ريفية، فأغرم منذ صباه بالتجوال في الحقول والهيام بالطبيعة الجميلة هناك. ولم يواصل حياة الدراسة، بل هجر المدرسة ليعمل في مهن كثيرة وهو بعد صبي، ولكنه عكف في الوقت نفسه على القراءة عن طريق المكتبات المتنقلة التي كانت منتشرة في أيامه. وذكر أن كتاب «ألف ليلة وليلة» قد ترك أبلغ الأثر في وجدانه وخياله. وتشرب «ويتمان» منذ طفولته ما شهده من أفراد أسرته من الإيمان بالديمقراطية وحرية التفكير وحب الإنسانية جمعاء. ثم حببه عمله في كثير من الصحف، في الكتابة والأدب، وبعد أن طالع قصائد عدد كبير من الشعراء، من بينهم دانتي وشكسبير وشيللي وكيتس، بدأ في تدبيج قصائده التي نشرها بعد ذلك في ديوان صغير عام 1855م نشره على نفقته الخاصة باسم «أوراق العشب». ⋆
ولما قرأ الكاتب الكبير المعاصر لويتمان «رالف والدو إمرسون» ⋆
الديوان، أثار إعجابه الشديد وأرسل خطاب تقريظ للشاعر كان من أهم العوامل التي شجعت «ويتمان» على المضي في طريق الشعر. وتمثل نشاط «ويتمان» الشعري فيما بعد في إصدار طبعات جديدة لنفس الديوان مضافا إليها كل مرة قصائد جديدة، حتى وصل عدد الطبعات إلى ما يقرب العشر. وقد عاصر الشاعر الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865م) وكتب عنها قصائد كثيرة بعنوان «دقات الطبول»، ثم كتب مرثيات للرئيس أبراهام لنكولن بعد اغتياله في عام 1865م، وضم كل ذلك في الطبعة الرابعة من «أوراق العشب». وقد ذاع صيت ويتمان في بلاده حيث أطلقوا عليه لفظ «الشاعر الأغبر الحميد»، وفي إنجلترا كذلك، حيث امتدحه شعراء وكتاب الإنجليز من معاصريه: روزيتي، وكارلايل، وسوينبرن ، وتنيسون، وأوسكار وايلد.
وقد تكالبت الأمراض على «ويتمان»، ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة إنتاجه ؛ فإلى جانب الطبعات المزيدة من «أوراق العشب»، أصدر عدة دواوين منفصلة أخرى؛ منها «نهيران» (1874م) و«أغصان نوفمبر» (1891م)، كما صدر له كثير من الكتب النثرية التي تضم مقالاته التي كان ينشرها في الصحف. وتوفي الشاعر العظيم في 26 مارس 1892م، وفي جنازته جرت تلاوة نصوص من كونفوشيوس وبوذا، والكتاب المقدس، والقرآن الكريم.
جون وتيير
WHITTIER, John (1807-1892م)
شاعر من منطقة نيو إنجلاند، ⋆
من أسرة من طائفة الكويكرز ⋆
الدينية، فاستمد معظم تأثيراته الفكرية من الدين ومن الكتب التي قرأها في طفولته وخصوصا شعر الإنجليزي «روبرت بيرنز»؛ مما جعله يرى الرومانسية التي تكمن في الحياة اليومية في ريف نيو إنجلاند. نشر قصائده الأولى في صحف محلية، حتى أفرد له «جاريسون» وظيفة محرر في جريدة ببوسطن في عام 1829م. ثم أصدر أول كتبه بعنوان «أساطير نيو إنجلاند نثرا وشعرا» (1831م). وبعدها نقل جهوده إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وأصبح نصيرا نشطا لقضية إلغاء الرق، ونشر الكثير من الكتيبات والقصائد عن تلك القضية. وقد أنشأ حزب «الحرية» وأصدر صحفا تعبر عنه. ولم يمنعه ذلك من الاستمرار في اتجاهاته الأدبية السابقة، فأصدر رواية عنوانها «صفحات من يوميات مارجريت سميث في مقاطعة خليج ماساشوستس من 1678-1679م» (1849م) التي اعتمد فيها على وثائق محاكمات الساحرات في بلدة «سالم»، وهي تكشف أعمال «التطهريون» ⋆
في نيو إنجلاند كما فعل «ناثانييل هوثورن» ⋆
بعد ذلك.
وقد كتب الشعر وعبر في قصائده من عواطفه الإنسانية. وفي ديوانه الأول «قصائد» (1849م) يقول إنه برغم عدم قدرته على مجاراة المستويات الغنائية القديمة لقصائد «سبنسر» وسيدني، فهو يعوض عن مواطن ضعفه الفنية بكراهيته الشديدة للطغيان، وتعاطفه مع آلام إخوته من البشر.
واستمر «وتيير» في الكتابة ضد الرق قبل الحرب الأهلية وفي أثنائها بحسب ما كان يقع من أحداث، ويسن من قوانين تتعلق بذلك الأمر. وبعد انتهاء الحرب وإلغاء الرق، عاد «وتيير» إلى كتابة الشعر، وكتب قصائد طويلة على نهج «لونجفلو»؛ ⋆
منها «الخيمة على الشاطئ» (1867م)، وفيها قصيدة «الخير الأبدي» التي يمجد فيها الذات الإلهية وحبها لمخلوقاتها.
وتقع كتابات «وتيير» في ثلاث مراحل؛ فالقصائد التي كتبها حتى عام 1833م، كان فيها تابعا رومانسيا للشاعر «بيرنز». ومن عام 1833م حتى 1859م، يبدو فيها من نشطاء الكويكرز ⋆
في معتقداتهم الإنسانية والسياسية الليبرالية. أما بعد ذلك وحتى وفاته، فيبدو في قصائده شاعر الطبيعة ومفكرا ثابتا في عقيدته الدينية التي دفعته إلى التسامح الديني والنزعة الإنسانية والعدالة الديمقراطية، ويستبين ذلك في أجلى صورة في قصيدته «نحو الجليد».
وقد نشرت رسائل «وتيير» في ثلاث مجلدات في عام 1975م.
ريتشارد ولبر
WILBUR, Richard (1921م-...)
عمل أستاذا في هارفارد بعد حصوله على درجة الماجستير منها، ثم عمل بجامعة «وسليان» منذ عام 1955م. بدأ حياته الأدبية بديوان «تغيرات جميلة» (1947م) ذي القصائد الناضجة المصقولة. وبرغم تأثره بالرمزيين الفرنسيين، وماريان مور، ⋆
و«والاس ستيفنز»، ⋆
جاء شعره أصيلا في صفته الفكرية واحتوائه على السخرية اللماحة. وقد حاز ديوانه «قصائد» (1957م) جائزة بوليتزر في الشعر، ونال بوليتزر أخرى عام 1988م عن ديوانه «قصائد جديدة ومجموعة». وقد كتب أيضا في نقد الشعر، وترجم عددا من المسرحيات الفرنسية إلى اللغة الإنجليزية.
ثورنتون وايلدر
WILDER, Thornton (1897-1975م)
من أبرز كتاب المسرحية والرواية في القرن العشرين. وقد عرضت مسرحيته «بلدتنا» (1938م) أكثر من أي مسرحية أمريكية أخرى، ومسرحيته «منغصات حياتنا» (1942م)
Under Our Skin
تقدم أكثر الابتكارات الفنية في تاريخ المسرح الأمريكي.
تلقى «وايلدر» تعليمه الأولي في كاليفورنيا وفي الصين، حيث عمل والده قنصلا هناك، ثم حقق رغبته في الالتحاق بجامعة ييل عام 1917م. وبعد تخرجه ذهب ليدرس منهجا في علم الآثار في روما، مما ألهمه موضوع روايته الأولى «الكابالا» (1926). ثم نالت روايته «جسر سان لويس ريي» ⋆ (1927م) نجاحا عظيما وحصل بها على جائزة بوليتزر ⋆
للرواية. وبعد أن كتب عدة مسرحيات من فصل واحد، كتب مسرحيته «بلدتنا» التي حصل بها على جائزة بوليتزر للمسرحية عام 1938م، ويصور فيها التقاليد التي يرتبط بها سكان بلدة صغيرة في نيو إنجلاند. ⋆
وقد ترجمت المسرحية إلى عديد من اللغات، ومثلت على مسارح بلدان كثيرة، منها مصر، وكذلك اقتبست لتماثل الأجواء المحلية في لغات أخرى.
وقد كتب «وايلدر» مسرحية فكاهية عن مسرحية سابقة له، وسمى الجديدة «الخاطبة» (1954م)، وهي التي تحولت إلى الفيلم الغنائي المشهور «هاللو دوللي» (1963م) بطولة بربارا ستريزاند.
أما مسرحيته «منغصات حياتنا» فقد ذكر بعض النقاد أنه تأثر فيها برواية جيمس جويس «فنيجانز ويك». وفي المسرحية، يمثل البطل والبطلة رمزين لآدم وحواء، وابنهما «هنري» يقابل «قابيل»، ولهما ابنة، وتعيش الأسرة في نيو جرزي، وتصادف أهوالا سيريالية؛ منها جبل جليد كاسح، وحرب كبيرة يقودها الابن، وتنجح خادمة الأسرة في إغواء الأب وإبعاده عن زوجته. وبعد الحرب، يعود التفاؤل حين يعتزم الأب إعادة بناء الأسرة معتمدا على الكتب كيما تغير له طريقه.
ومن رواياته الأخيرة: «اليوم الثامن» (1967م) التي تؤكد على قيم وواقع المعاناة الإنسانية.
وأسلوب «وايلدر» كلاسيكي مصقول ترفده الموضوعية والمفارقات الساخرة؛ ففي رواياته، تغلب عليه النبرة الأخلاقية المتفائلة، وفي مسرحياته تظهر ابتكاراته التقنية وتحليلاته للحقائق الإنسانية العامة.
تينيسي وليامز
WILLIAMS, Tennessee (1911-1983م)
شارك «وليامز» في كتابة المسرحية والشعر والقصة القصيرة. أول مسرحياته الناجحة «مجموعة الحيوانات الزجاجية» (1945م)، وهي مسرحية يستبين فيها أثر «تشيكوف»، تحكي عن أم محبطة تقع ضحية أوهام، وعلاقتها المضطربة بابنتها، وفيها سمات من السيرة الذاتية لوليامز نفسه. ومسرحيته الثانية هي «عربة اسمها الرغبة» (1947م) التي وثقت شهرته وأصبحت من أهم المسرحيات في «ريبرتوار» المسرح الأمريكي والعالمي. وهي عن «بلانش ديبوا» التي كانت حياتها مأساوية قبل بداية أحداث المسرحية، فتذهب للعيش مع أختها الصغرى - ستيلا - في «نيو أورليانز»، فتفاجأ بأنها تعيش في العشوائيات مع زوجها «ستانلي». وتدور الأحداث بين الشخصيات الثلاث في سلسلة من الوقائع الفضائحية التي تنتهي بلجوء بلانش إلى مستشفى للأمراض العقلية. ورغم المآسي التي تصورها المسرحية، تلقفها النقاد بقبول حسن، وراحوا يبينون الرموز التي توجد بها، والسبك الرائع لحبكتها والتصوير الواقعي لشخصياتها.
ثم توالت مسرحيات «وليامز» الرائجة: «صيف ودخان» (1948م)، «وشم الوردة» (1950م)، «قطة على سطح من الصفيح الساخن» ⋆ (1955م) التي حاز عنها جائزة بوليتزر في المسرحية، «فجأة في الصيف الماضي» (1958م)، «ليلة الإجوانا» (1962م).
ومن الجدير بالذكر أن جميع المسرحيات التي ذكرناها سابقا قد تحولت إلى أفلام ناجحة فنيا وتجاريا، مثل فيها المشهورون مثل «مارلون براندو» و«إليزابيث تيلور».
وفي مسرحية «طائر الشباب العذب» (1959م) يصور ممثلة سينمائية وقد تقدمت في السن وهي تبحث عن حبيبها الشاب السابق، الذي نراه في آخر المسرحية وهو على شفا الإخصاء.
ورغم العنف الذي يسود أعمال «وليامز»، وأكثره عنف جنسي، كالاغتصاب وأكل لحم البشر والإخصاء، فقد اعتبر واحدا من أفضل الكتاب المسرحيين في العالم.
وكتب وليامز القصة، فله رواية قصيرة بعنوان «ربيع مسز ستون في روما» (1950م)، وعدد من القصص القصيرة، وروايات قصيرة قوطية ومن الخيال العلمي. وكتب الشعر، ومذكراته التي يقص فيها ظروف كتابته لمسرحياته. وقد انتهت حياة وليامز نهاية مأساوية كذلك؛ إذ اختنق في فندق كان يقيم فيه بنيويورك عقب ابتلاعه غطاء زجاجة دواء كان يحاول فتحها بأسنانه.
وليام كارلوس وليامز
WILLIAMS, William Carlos (1883-1963م)
درس الطب ومارس عمله طبيبا للأطفال في نيو جرزي. تعرف على عزرا باوند ⋆
وه. د ⋆
وتأثر بقصائدهما «التصويرية». وبدأ في نشر دواوينه الشعرية منذ عام 1909م بديوان «قصائد». وكتب عدة دواوين في قصائدها سمات المدرسة التصويرية، قبل أن يتحول إلى التعبيرية في قصائده التالية. وقد تأخر الاعتراف الواسع بشعره مقارنة بزملائه ت. س. إليوت ⋆
وعزرا باوند ⋆
ووالاس ستيفنز، ⋆
إلى أن نشر قصيدته الضخمة «باترسون» في خمسة أجزاء في الفترة من 1946م إلى 1958م، وهي قصيدة تحتوي على الكثير من الاقتباسات النثرية، تتعلق بالتاريخ الحقيقي والخيالي لنشأة مدينة في ولاية نيو جرزي وعن شخص فيها، نصفه سيرة ذاتية له والآخر أسطوري.
وكتب وليامز النثر؛ فله كتاب «الرواية الأمريكية العظمى» (1923م) وهي مقالات انطباعية عن الرواية، و«مقالات مختارة» (1954م). كما أنه كتب عدة روايات منها ثلاثية مكونة من «بغل أبيض» (1937م)، و«في المال» (1940م)، و«البناء» (1952م) عن أسر مهاجرة تحاول التوافق مع الحياة في أمريكا. ونشر في 1951م سيرة ذاتية، ثم «خطابات مختارة » في 1957م.
إدموند ولسون
Wilson, Edmund (1895-1972م)
ناقد وأكاديمي، ولد في ولاية نيو جرزي وخدم في الحرب العالمية الأولى، ثم تخرج في جامعة «برنستون». وعمل بعد ذلك في مناح أدبية وصحفية عديدة، ولكنه حرص أن يكون مستقلا عن أي مؤسسة أو جماعة. ومن أعماله المشهورة كتاب «قلعة آكسل» (1931م) الذي بحث فيه عدة أعمال أدبية من ناحية رموزها، ومنها قصيدة «الأرض الخراب» لإليوت، وقصيدة «المقبرة البحرية» للفرنسي بول فاليري، وأحداث رواية «عوليس» لجيمس جويس، ورواية «مارسيل بروست» الضخمة «البحث عن الزمن الضائع». ونقده لهذه الأعمال يعتمد على الشرح والتفسير وتقريب تلك الإبداعات الأدبية للقارئ. وفي كتابه الهام الآخر «الجرح والقوس» (1941م) يمضي قدما في الاعتماد على سير حياة الأدباء لتفسير عملهم، وقد تناول فيه «تشارلز ديكنز» و«رديارد كيلنج» و«إديث وارتون» ⋆
و«إرنست همنجواي» ⋆
وغيرهم. ويظهر في كتابه ذاك تحليلات نفسية وإلماحات عن أثر الطبقية في قصص ديكنز. وقد أراد بعنوان الكتاب أن الإنتاج الفني والموهبة الإبداعية تنتجان عن العناء والألم في نفس المبدع؛ أي الجرح. وقد أسهم أيضا في مجال القصة والرواية والشعر. وكان من أوائل الذين كتبوا عن اكتشاف لفائف البحر الميت في فلسطين وعن أهميتها التاريخية والدينية.
ومن كتبه البارزة الأخرى: «إلى محطة فنلندا» (1940م) «هزة التعرف» (1943م)، «مذكرات مقاطعة هيكيت» (1946م).
توماس وولف
WOLFE, Thomas (1900-1938م)
هو الكاتب الذي قال عنه «فوكنر» ⋆
أنه أفضل من همنجواي ⋆
وفتزجيرالد، ⋆
بل ومنه هو نفسه. وقد بنى «فوكنر» حكمه على إمكانيات «وولف» وعلى جرأته والمجال الواسع لفنه، أكثر من إنجازاته.
بدأ «وولف» بكتابة عدد من القصص القصيرة، تم نشر روايات قصيرة منها «صورة لباسكوم هوك» (1932م). ولكنه اشتهر بروايته «عد إلى بيتك أيها الملاك» (1929م). ولما كان «وولف» قد قضى في سن صغيرة، تاركا خلفه الكثير من الأعمال غير الكاملة والشذرات والقصص، فقد عمد محرره «إدوارد آسويل» وزميل ناشره «مكسويل بركنز» إلى جمع هذه الأشتات وإصدار أعمال منها، بعضها رائع والآخر ليس على شيء، ولذلك لا يعرف الدارسون لهذه الأعمال ما الذي منها من وضع «وولف» وما الذي هو من تدخل «آسويل».
وبرغم كل ذلك، يبقى مكان «وولف» في تاريخ الأدب الأمريكي الحديث واضحا، ونال احترام زملائه الروائيين لعلو شأنه في لغته وفي التركيب الروائي، واعتبره البعض ضمن «الجيل الضائع» ⋆
مع همنجواي ⋆
وفتزجيرالد. ⋆
وقد تخرج «وولف» في جامعة نورث كارولينا عام 1920م، ودرس الدراما في هارفارد، وكتب مسرحيات لم تنشر إلا بعد وفاته بكثير. وعمل أستاذا في جامعة نيويورك في الفترة من 1924م إلى 1930م، ثم تفرغ للكتابة بعد نجاح روايته التي سبق ذكرها «عد إلى بيتك أيها الملاك»، وبها انطباعات من حياته، صورها بأصالة وتركيز وفيها ملامح من درايزر ⋆
وسنكلير لويس ⋆
وجويس. ثم كتب لها رواية ملحقة بعنوان «لا يمكنك العودة»، نشرت بعد وفاته عام 1940م وهي دعوة إلى التقدم إلى الأمام لا العودة إلى الوراء.
وقد جمعت رسائله الموجهة إلى امرأتين، ونشرت عام 1983م.
توم وولف
WOLFE, Tom (1931م-...)
اشتهر بوصفه عاملا أساسيا فيما يطلق عليه «الصحافة الأدبية» الأمريكية، ورمزها ما كانت تحتوي عليه مجلة «نيويوركر» من: البحث المتين، والنثر المركز، وموضوعية الكاتب وحياده في الموضوع الذي يكتب عنه. وقد اتبع «وولف» هذه العوامل، إلا أن أسلوبه اتجه نحو التعبيرية وإبراز آرائه ككاتب؛ فكان ذلك من أسباب نجاحه. وقد كتب «وولف» في كل الموضوعات، محللا كل جوانب الحياة الأمريكية، من أكثرها جماهيرية إلى أكثرها نخبوية. وقد جمع مقالاته في كتب كثيرة ذات عناوين غريبة. وقد عمد «وولف» إلى تطبيق تقنيات مأخوذة من الفن الروائي على النثر غير القصصي، وشرح طريقته تلك في الكتاب الذي أشرف على تحريره بعنوان «الصحافة الجديدة» (1973م).
وقد أثارت نزعته المعارضة للراديكالية والحركات الحداثية في الفن عداوة الكثير من الفنانين، وكذلك إعجاب المحافظين الذين كانوا يعترضون على غموض الفنون الحديثة في الرسم. وأصدر «وولف» «الكلمة المرسومة» (1975م) الذي يصر فيه على أن الفن الحديث هو فن يتعلق أساسا بالموضوع، والتركيز فيه لا على الشيء المرئي، بل على النظرية التي أنتجته.
وفي الثمانينات تحول «وولف» إلى كتابة الرواية، فأصدر «محرقة الغرور» في 1987م التي نالت نجاحا جعلها تتحول إلى فيلم مشهور. ثم عزز «وولف» نجاحه الروائي برواية أخرى هي «رجل كامل» (1998م).
صفحة غير معروفة