فقال الرئيس: «بأي هيكل شئت فقد أقسمت لك، فبم تقسم لي أنت؟»
قال: «إني أقسم بالتاج الذي آمل لبسه، ومهما يكن من الأمر فمصلحتنا واحدة، وأما إذا استولى هؤلاء الملوك على أورشليم فإنهم يردون فرقة الهيكليين إلى أعمالها القديمة، وهي تمريض المرضى ومداواة الجرحى، وينزعون من يدي البلاد التي أنا مستول عليها.»
فقال الرئيس: «الأرجح ما تقول، ولكن أيليق بنا أن نترجى رجوع هؤلاء الملوك مدحورين، وترك البلاد في حوزة صلاح الدين؟»
قال المركيز: «نعم، وصلاح الدين لا يستغني عنا، فإذا أعطيناه يمين الطاعة وانضممنا إلى جنده وقت الحاجة قهر بنا كل أعدائه، وطاعتنا له لا يدوم أمرها؛ فإن الممالك أسرع زوالا في بلاد المشرق من الظل الزائل، فغدا يموت فنستقل نحن ونوسع نطاق ولاياتنا، ويأتينا المدد من أوروبا فنستولي على البلاد كلها ونستأثر بالملك فيها.»
فقال الرئيس: «هذا هو الصواب، ولكن يجب أن نكون على حذر؛ لأن فيليب ملك فرنسا من أحكم الملوك.»
قال المركيز: «ولهذا السبب أراه ينتهز الفرصة للرجوع إلى بلاده من هذا الجهاد الذي اقتيد إليه عن غير إرادته، لا سيما وأنه يغار من ملك الإنكليز ويود أن يعود إلى بلاده فينتقم منه هنالك.»
فقال الرئيس: «وما قولك في دوق النمسا؟»
قال: «إنه أشد غيرة من ملك فرنسا. أما ملك فرنسا فحكيم مدبر، وأما هذا فجاهل غرير. وجملة القول: إننا نود خروجهم من هذه البلاد وهم أيضا ميالون إلى ذلك كما ظهر لي من مجلسهم الأخير.»
فقال الرئيس: «إن ذلك كان ظاهرا كالشمس في رائعة النهار، ولكن قل لي لماذا اجتهدت أن ترسل الرسالة إلى صلاح الدين مع ذلك الفارس الاسكتلندي؟»
قال: «لغرضين؛ الأول أنه يسهل عليه مقابلة صلاح الدين لأنه من جنود ريكارد، والثاني أنه لا يخشى من دخوله على ريكارد بعد رجوعه وإخباره بشيء مما جرى لأن ريكارد يكرهه.»
صفحة غير معروفة