وأمه: صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، عمة رسول الله ﷺ.
قيل: أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وقيل: اثنتي عشرة. وقيل: ست عشرة. ولم يتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة غزاها. ويروى أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فما يُدخل بيته منها درهمًا، بل كان يتصدق بذلك كله وينفقه في وجوه البر. وناهيك أن فضَّله حسان بن ثابت ﵄ في شعره على جميعهم في ذبِّهِ عن النبي ﷺ.
ومن جميل مناقبه أنه تحاكم مع رجل من الأنصار إلى رسول الله ﷺ في ماء يُسقى به زرع، فقال النبي ﷺ: «اسق حتى يبلغ الكعب». ثم أرسل إليه، فقال الأنصاري: أن كان ابن عمتك. فغضب النبي ﷺ، فقال: «احبس يا زبير حتى يبلغ الجدار». ثم أرسل إليه فأنزل الله تعالى: (فلا وربِّك لا يؤمنون حتى يُحَكِّمُوك فيما شجر بينهم) وقد قال النبي ﷺ في حقه: بشّر قاتل ابن صفية بالنار.
وقتل يوم الجمل بعد انصرافه عن قتال عليّ نادمًا، وهو ابن سبع وستين سنة.
قال الطبري: وكان له عشرة أولاد: أحدهم: عبد الله، وأمه: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وهو الذي بويع له بالخلافة في خلال خلافة بني أمية.