قضية منزل فرنتشايز

جوزفين تاي ت. 1450 هجري
45

قضية منزل فرنتشايز

تصانيف

نظرت السيدة وين لأول مرة في ريبة إليه؛ متشككة في دافعه من السؤال. «لا. لا، كانت ترتدي ملابسها المخصصة لعطلة نهاية الأسبوع ... أتعرف أنها لما عادت كانت لا ترتدي سوى فستان وحذاء؟»

أومأ روبرت بالإيجاب. «أشعر أنه من الصعب تصور سيدتين تصل بهما الوضاعة لدرجة أن تعاملا طفلة ضعيفة بتلك المعاملة.» «إذا كان بوسعك مقابلة السيدتين، يا سيدة وين، فربما تجدين أن تصور الأمر لا يزال يزداد صعوبة.» «لكن أكثر المجرمين شرا يبدون أبرياء وغير مؤذين، أليس كذلك؟»

سمح روبرت لذلك بأن يمر مرور الكرام. وأراد أن يعرف عن الكدمات التي بدت في جسد الفتاة. أكانت كدمات جديدة؟ «آه، جديدة تماما. أغلبها لم يبدأ في «تغيير» لونها .»

هذا أدهش روبرت قليلا. «لكن أعتقد أن هناك كدمات أقدم كذلك.» «إن كانت هناك، فإنها قد اختفت كثيرا لدرجة تحول دون ملاحظتها وسط جميع الكدمات الجديدة البشعة.» «كيف تبدو الكدمات الجديدة؟ كضرب بالسياط؟» «يا إلهي، لا. كانت في الواقع قد ضربت في أماكن متفرقة. حتى وجهها الصغير الضعيف. كان أحد فكيها متورما، وكدمة كبيرة وجدت على صدغها الآخر.» «تقول الشرطة بأنها دخلت في حالة هيستيرية لما أوعز إليها بأن تخبر الشرطة بقصتها.» «كان ذلك لما كانت لا تزال مريضة. وبمجرد أن حصلنا على القصة منها وحظيت بوقت راحة طويل، أصبح من السهل بدرجة كافية إقناعها بإعادة سردها على الشرطة.» «أعلم أنك ستجيبين بصراحة عن هذا السؤال يا سيدة وين. ألم يساورك أي شك قط بأن قصة بيتي ربما تكون غير حقيقية؟ أي شك ولو للحظة؟» «ولا للحظة واحدة. ولم من المفترض أن يساورني شك؟ كانت دوما طفلة صادقة. حتى وإن لم تكن، كيف لها أن تختلق قصة مفصلة تفصيلا طويلا مثل تلك من دون أن تكشف؟ سألتها الشرطة كل الأسئلة التي أرادت أن تطرحها؛ لم يكن هناك أي اقتراح قط بعدم قبول إفادتها كما هي.» «عندما أخبرتك بقصتها، هل قصتها بالكامل دفعة واحدة؟» «أوه، لا؛ سردتها على يوم أو يومين. الخطوط العريضة، أولا. ثم أخذت تضيف تفاصيل كلما تذكرتها. تفاصيل مثل أن النافذة في العلية كانت دائرية.» «لم تكن الأيام التي قضتها في غيبوبة قد شوشت على ذاكرتها.» «لا أظن أنها أثرت بأي حال من الأحوال. أقصد، مع نوعية عقل بيتي. فهي تتمتع بذاكرة فوتوغرافية.»

تساءل روبرت في نفسه عما إذا كانت كذلك حقا، وقد انتبهت كلتا أذناه وأصغتا بتمعن. «حتى وهي طفلة صغيرة كان بإمكانها أن تلقي نظرة على صفحة من أي كتاب - كتاب أطفال، بالتأكيد - ثم تكرر أغلب المحتويات من الصور التي اختزنتها في عقلها. وعندما كنا نلعب لعبة كيم - أتعرفها؟ لعبة الأشياء على الصينية - كان علينا أن نقصي بيتي من اللعبة لأنها تفوز دائما. يا إلهي، غير معقول، كانت ستتذكر ما رأته.»

حسنا، تذكر روبرت لعبة أخرى كان الهتاف فيها «ازدد حماسة!» «تقولين إنها كانت دوما طفلة صادقة - والجميع يؤيدك في ذلك - ألم تكن تستمتع بإضفاء طابع رومانسي على حياتها الخاصة، كما يفعل الأطفال أحيانا؟»

قالت السيدة وين، بحزم: «أبدا.» بدت الفكرة أنها لا تستحوذ على اهتمامها. أضافت قائلة: «لم يكن بوسعها ذلك. ما لم يكن الشيء حقيقيا، فلا فائدة منه في نظر بيتي. حتى لعبة حفلات الشاي مع الدمى، لم يكن لها أن تتخيل أبدا الأشياء على الأطباق مثلما يسعد أغلب الأطفال أن يفعلوا ذلك؛ كان لا بد أن تكون الأشياء حقيقية، حتى ولو كان مجرد مكعبات صغيرة من الخبز. عادة كان شيئا أكثر لطفا، بالطبع؛ وكانت طريقة جيدة لطلب مزيد من الأشياء، فكانت دائما طماعة نوعا ما.»

أعجب روبرت بالحيادية التي فكرت بها في ابنتها التي أحبتها كثيرا واشتاقت إليها طويلا. أهي آثار النزعة المتشككة التي تنتهجها معلمات المدرسة؟ على أي حال، هذا أمر أكثر أهمية بالنسبة إلى طفل من الحب الأعمى. من المثير للشفقة أن ذكاءها وتفانيها لم يلقيا تقديرا.

قال روبرت: «لا أريد الاستمرار في موضوع لا بد أنه مزعج لك.» ثم تابع قائلا: «لكن لعل بإمكانك أن تخبريني بشيء عن والديها.»

سألت السيدة وين، متفاجئة: «والديها؟» «أجل. هل تعرفينهما جيدا؟ كيف كانا؟» «لم نعرفهما مطلقا. ولم يسبق لنا رؤيتهما قط.» «لكنك استقبلت بيتي لمدة ... كم كانت؟ - تسعة شهور؟ - قبل أن يقتل والداها، أليس كذلك؟» «صحيح، لكن والدتها كتبت خلال مدة قصيرة بعد أن جاءت بيتي إلينا وأخبرتنا بأن مجيئها لرؤيتها لن يتسبب سوى في إزعاج الطفلة وسيجعلها تعيسة وأن أفضل شيء للجميع سيكون تركها معنا إلى حين تمكنها من العودة إلى لندن. وقالت إن كان من الممكن أن أتحدث إلى بيتي عنها ولو مرة واحدة كل يوم.»

صفحة غير معروفة