قضية منزل فرنتشايز

جوزفين تاي ت. 1450 هجري
34

قضية منزل فرنتشايز

تصانيف

نظرت العمة لين نظرة غامضة. ثم التفتت إلى روبرت، وكأنها تنظر إلى أرض ثابتة. «هل علي أن أزورهما يا عزيزي، إن كنت ستتعامل معهما؟ أو أطلب من زوجة القس أن تزورهما؟»

قال روبرت، بنبرة جافة: «لا أظن أن علي إلزام زوجة القس بأي شيء لا رجعة فيه هكذا.»

نظرت بريبة لوهلة، لكن مهام المنزل محت الأمر من عقلها. وقالت: «لا تتلكأ كثيرا في شرب الشيري وإلا سيفقد ما لدي في الفرن مذاقه. الحمد لله، كريستينا ستنزل غدا مرة أخرى. على الأقل آمل هذا؛ فأنا لم أعرف أبدا أن خلاصها يستغرق أكثر من يومين. ولا أعتقد حقا أني سأزور هاتين السيدتين في فرنتشايز يا عزيزي، إذا كان الأمر سيان عندك. بخلاف أنهما غريبتان وغريبتا الأطوار بشدة، فهما يخيفانني بصراحة تامة.»

أجل؛ كانت تلك عينة من رد الفعل الذي قد يتوقعه عندما يتصل الأمر بالسيدتين شارب. كان بن كارلي قد بذل جهدا عظيما ليخبره بأنه، إذا حدثت مشكلة مع الشرطة في منزل فرنتشايز، فلن يمكنه الاعتماد على هيئة محلفين منصفة. وكان لزاما عليه أن يتخذ إجراءات لحماية السيدتين شارب. وعندما يراهما يوم الجمعة، سيقترح عليهما إجراء تحريات خاصة، مستعينين بمحقق مدفوع الأجر. إن ضغط العمل على الشرطة شديد للغاية - وهذا هو الحال عقدا أو أكثر - وثمة احتمال أن تصبح تحريات رجل واحد يعمل بترو أكثر نجاحا مما قد توصلت إليه التحريات التقليدية والرسمية.

الفصل السادس

لكن بحلول يوم الجمعة كان الوقت قد تأخر كثيرا على اتخاذ إجراءات لضمان سلامة ساكنتي منزل فرنتشايز.

كان روبرت قد أخذ بعين الاعتبار عمل الشرطة بجد واجتهاد، والانتشار البطيء للإشاعات، لكنه لم يكن قد أخذ في حسبانه صحيفة «أك-إيما».

كانت صحيفة «أك-إيما» أحدث نموذج من الصحف الصفراء يدخل الصحافة البريطانية من الغرب. كانت تعمل بمبدأ أن دفع ألفي جنيه كتعويض هو ثمن زهيد مقابل تحقيق مبيعات قيمتها نصف مليون جنيه. عناوينها الرئيسية كانت أكثر سوادا، وصورها أكثر إثارة، وفحواها أكثر حماقة عن أي جريدة مطبوعة حتى الآن في الصحافة البريطانية. وقد أطلق عليها مجتمع الصحافة في فليت ستريت اسما خاصا به - وهو من لفظ واحد لا يصلح للنشر - لكنه لم يتمكن من إيقافها عن الصدور. كانت الصحافة دائما هي الرقيب على نفسها، فتقرر المسموح به وغير المسموح به وفقا لمبادئ من تقديرها الحكيم وذوقها الرفيع. إذا قررت مطبوعة «وضيعة» ألا تنصاع لتلك المبادئ، فليس هناك قوة قد تجبرها على الانصياع لها. في غضون عشر سنوات كانت صحيفة «أك-إيما» قد تجاوزت بنصف مليون جنيه صافي المبيعات اليومية لأفضل الصحف مبيعا في الريف إلى الآن. في أي عربة سكك حديدية داخل إحدى الضواحي تجد سبعة من بين عشرة أشخاص يقصدون عملهم في الصباح يقرءون صحيفة «أك-إيما».

وكانت هي صحيفة «أك-إيما» التي فجرت قضية فرنتشايز.

كان روبرت قد خرج مبكرا إلى الريف في تلك الجمعة صباحا ليلتقي بسيدة عجوز على فراش الموت أرادت أن تغير وصيتها. كان هذا إجراء تكرره بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر وطبيبها لم يخف حقيقة أنها في رأيه «سوف تعيش حتى تبلغ من العمر مائة عام». لكن بكل تأكيد لا يسع محاميا أن يخبر موكلا استدعاه على وجه العجلة في الساعة الثامنة والنصف صباحا أن يتوقف عن التصرف بحماقة. لهذا كان روبرت قد أخذ بعض نماذج الوصية الجديدة، وأحضر سيارته من مرأب السيارات، وقادها إلى الريف. ورغم صراعه المعتاد مع الطاغية العجوز الراقدة بين الوسادات - التي لم يكن ممكنا أبدا إفهامها حقيقة بسيطة، وهي أنها لا يمكن أن تهب أربعة أنصبة يساوي نصيب الواحد منهم الثلث - فإنه استمتع بأجواء الريف المنعشة. ودندن لنفسه في طريق العودة، متطلعا إلى رؤية ماريون شارب في غضون أقل من ساعة.

صفحة غير معروفة