قضية منزل فرنتشايز

جوزفين تاي ت. 1450 هجري
26

قضية منزل فرنتشايز

تصانيف

شيء أشبه بدمعة لمع في عيني الآنسة بينيت الزرقاوين.

قال روبرت بنزعة مادية قاسية: «أتمنى أن تؤجل الخلاص إلى أن تصنع فطائر الزبدة.» ثم أضافت: «هل استمتعت بفيلمك؟» «حسنا عزيزي، عجزت عن نسيان أنه كان له خمس زوجات.» «من الذي له؟» «كان له يا عزيزي. الواحدة تلو الأخرى. جين دارو. في رأيي، أن تلك البرامج البسيطة التي يذيعونها ثرية بالمعلومات لكنها مضللة بعض الشيء. كان طالبا، كما ترى. أقصد في الفيلم. شابا يافعا ورومانسيا. لكني ظللت أتذكر زوجاته الخمس، فكدرن علي وقت العصر. يأسرك النظر إليه أيضا. يقولون إنه جعل زوجته الثالثة تتدلى من نافذة الطابق الخامس من الرسغين، لكني حقا لا أصدق ذلك. أحد الأسباب أنه لا يبدو قويا بالدرجة الكافية. يبدو كأنه كان يعاني من مشكلة في الصدر وهو طفل. تلك النظرة الشاحبة والرسغان النحيلان. ليس قويا بما يكفي ليدلي أي أحد. وقطعا ليس من الطابق الخامس ...»

استمر هذا المونولوج اللطيف، طوال تناول طبق البودينج؛ فشرد روبرت بانتباهه وتفكيره نحو منزل فرنتشايز. اتضح عليه ذلك وهما ينهضان من المائدة ويتجهان إلى غرفة الجلوس لاحتساء القهوة.

كانت تقول: «إنه ثوب لا يوجد لجماله مثيل، لو أن الخادمات تعي ذلك.» «ما هو؟» «المئزر. لقد عملت كخادمة في القصر، كما تعرف، وكانت ترتدي تلك الهلاهيل السخيفة من قماش الموسيلين. إنه جذاب للغاية. هل سيدتا منزل فرنتشايز لديهما خادمة، بالمناسبة؟ لا؟ حسنا، لا يدهشني ذلك. لقد حرما آخر خادمة عملت لديهما من الطعام، كما تعرف. أعطتاها ...» «عجبا، يا عمة لين!» «أؤكد لك. في الإفطار كانت تحصل على بقايا الخبز المحمص الذي تناولاه. وعندما كانتا تتناولان بودينج الحليب ...»

لم يسمع روبرت الجريمة المنكرة التي نتجت عن بودينج الحليب. بالرغم من عشائه الشهي، انتابه من دون مقدمات شعور بالتعب والإحباط. إذا كانت العمة لين لم تر ضررا من تكرار تلك القصص السخيفة، فماذا قد تفعله الثرثرة الفعلية في ميلفورد مع أخبار عن فضيحة حقيقية؟ «بمناسبة الحديث عن الخادمات - السكر البني نفد يا عزيزي؛ لذا عليك أن تحصل على قطع لهذه الليلة - وبمناسبة الحديث عن الخادمات، فإن الخادمة الصغيرة لكارلي قد أوقعت نفسها في مأزق.» «تقصدين أن شخصا آخر قد أوقعها في مأزق.» «نعم، آرثر ووليس، نادل مطعم ذا وايت هارت.» «ماذا، ووليس مرة أخرى!» «أجل، الأمر أبعد من أن يكون حقا مجرد مزحة، أليس كذلك؟ لا يسعفني التفكير في سبب أن الرجل لا يتزوج. ربما يصير الأمر أقل تكلفة بكثير.»

لكن روبرت لم يكن يصغي إليها. عاد بذهنه إلى قاعة استقبال منزل فرنتشايز، حيث سخر منه بأسلوب لطيف على حساسيته القانونية تجاه التعميم. عاد إلى القاعة البائسة ذات الأثاث الذي انطفأ لمعانه، حيث تلقى الأشياء على كراس ولا يكلف أحد نفسه عناء حملها.

وحيث لا أحد، كما خطر في باله الآن، يلاحقه بمطفأة السجائر.

الفصل الخامس

مضى بعدها ما يزيد على أسبوع عندما دس السيد هيزيلتاين رأسه النحيل الصغير الشائب من باب روبرت ليخبره بأن المحقق هالم حضر في المكتب ويود مقابلته لحظة.

إن الغرفة في الجهة المقابلة من الردهة التي يمارس فيها السيد هيزيلتاين سلطته على الكاتبين كان يشار إليها دائما باسم «المكتب»، رغم أن غرفة روبرت والغرفة الصغيرة خلفها التي يشغلها نيفيل بينيت، على الرغم من سجادها وخشبها الماهوجني كانتا مكتبين أيضا بصورة واضحة. خلف «المكتب» توجد غرفة انتظار رسمية، وهي غرفة صغيرة مضاهية لغرفة بينيت الشاب، لكنها لم تكن معروفة قط لدى موكلي بلير وهيوارد وبينيت. يدخل الزائرون إلى المكتب ليعلنوا عن مجيئهم، ويظلون غالبا هناك يثرثرون حتى يفرغ روبرت لمقابلتهم. كانت «غرفة الانتظار» الصغيرة قد هيأتها الآنسة تاف منذ مدة طويلة لكتابة خطابات روبرت فيها، بعيدا عن تشتيت الزائرين وشمشمة ساعي المكتب.

صفحة غير معروفة