والأرضين كيف شاء الله تعالى، فيرى في المنام ما شاء الله عز وجل، ثم ترجع إلى الجسد أسرع من لمحة البصر .
والروح تصعد إلى السماء في المنام وتخرج من النفس كيف شاء الله، ثم ترجع إلى النفس أسرع من طرفة عين كيف شاء الله وقدره الله، بعد أن ترى ما لا تقدر العين على أن تراه في اليقظة.
المقالة الرابعة
في ذكر ملك الرؤيا
قال دانيال عليه السلام: اسم الملك الموكل بالرؤيا صديقون، ومن شحمة أذنيه إلى عاتقه مسيرة سبعماية عام. فهو الذي يضرب الأمثال للادميين، ويريهم بضياء الله عز وجل، من علم غيبه تعالى في اللوح المحفوظ ما هو كائن من خير أو شر، لا يشتبه على شىء من ذلك. ومثل هذا الملك كمثل الشمس، فإذا وقع نورها على شىء أبصرت ذلك الشىء به، كذلك يعرفك هذا الملك بضياء الله تعالى معرفة كل شىء، ويهديك بهدى الله، ويعلمك ما يصيبك من خير أو شر في دنياك وآخرتك، ويبشرك بخير قدمته أو تقدمه، وينذرك معصية قد ارتكبتها أو تريد ارتكابها لتنزجر. فإذا أراك رؤيا منذرة، فإنها تخرج في وقت تراها لئلا تكون مغموما، وإذا أراك رؤيا حسنة، فإنها تخرج بعد ذلك بأيام لتكون في نعمة وسرور وفضل من الله.
المقالة الخامسة
في ذكر مائية الرؤيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الرؤيا كلام يكلم العبد به ربه في المنام. والدليل على
صفحة ٩١