قال شارح المفصل في شرح قول الزمخشري: «الله أحمد على أن جعلني من علماء العربية، وجبلني على الغضب للعرب وللعصبية، وأبى لي أن أنفرد عن صميم أنصارهم وأمتاز، وأنضوي إلى لفيف الشعوبية وأنحاز.» والشعوبية مصدر الشعوبي بضم الشين، وهو الذي يصغر شأن العرب، ولا يرى لهم على العجم فضلا، إذ الفضل بالتقوى وهو منسوب إلى قوله تعالى:
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . وقال ابن الحاجب في شرح المفصل أيضا: والشعوبية بضم الشين، قوم متعصبون على العرب، مفضلون عليهم العجم، وإن كان الشعوب جيل العجم إلا أنه غلبت النسبة إليه لهذا القبيل، ويقال: إن منهم معمر بن المثنى، وله كتاب في مثالب العرب، وقد أنشد بعض الشعوبية للصاحب بن عباد يمدحه:
غنينا بالطبول عن الطلول
وعن عنس عذافرة ذمول
فلست بتارك إيوان كسرى
لتوضح أو لحومل فالدخول
وضب بالفلا ساع وذئب
بها يعوي وليث وسط غيل
إذا نحروا فذلك يوم عيد
وإن ذبحوا ففي عرس جليل
صفحة غير معروفة