============================================================
......... قضايا أمير المؤمنين علي طتا قال الشيخ المفيد ش : والقضاء بين الناس درجة عالية، وشروطه صعبة شديدة، ولا ينبغى لأحد ان يتعرض له حتى يثق من تفسه بالقيام به ، وليس يثق احد بذلك من تقسه حتى يكون عاقلا كاملا عالما بالكتاب، وناسخه ومتسوخه، وعامه وخاصه، وتديه وايجابه، ومحكمه ومتشابهه، عارفا بالسنة، وناسخها مجتنبا للذنوب والسبيات، شديد الحذر من الهوى، حريصا على التقوى.(1) وكان أساس أحكام القاضي ومدارها هو الكتاب، فالنبي بلا كان يرجع في قضائه إلى الكتاب الكريم، وما يوحيه إليه ربه، أو ما يراه بفطنته، وكثيرا ما كان يستشير اصحابه فى بعض الآمور، وفد تبت فى السنة انه كان يجتهد في بعض الأحكام ، وكان يستشير في بعضها مما ليس فيه وحي، فلما توفى كانت آفعاله واقواله نورا يهتدى به ، فمن ثم نشا مصدر اخر للقضاء بعد وفاته وهو السنة بنوعيها: القولية والفعلية.
ال و من بعد رسول الله بل كان علي بن أبي طالب أقضى الأمة، وأعلمها بغوامض أحكام الاسلام، وأعرفها بالقرآن والسنة، ويحوادث زمانه.
وكيف لا يكون كذلك وهو مع النيي بلاي في البيت وفي المسجد، يكتب و حيه ومسائله، ويسمع منه ويسأله ، وروي أن النبى كان إذا نزل علبه الوحي ليلأ لم يصبح حتى يخبر به عليا، وإذا نزل عليه الوحي نهارا لم يمس حتى يخبر به عليا.
صفحة ١٣