57

قضاء الحوائج

محقق

مجدي السيد إبراهيم

الناشر

مكتبة القرآن

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

٩٤ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيِّ: إِنِّي وَإِيَّاكَ كَمُجِيرِ أُمِّ عَامِرٍ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَا مُجِيرُ أُمُّ عَامِرٍ؟ قَالَ: خَرَجَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ الصَّيْدَ فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا الضَّبُعَ فَأَلْجَئُوهَا إِلَى خَيْمَةِ أَعْرَابِيٍّ، فَارَادُوهَا فَنَادَى: يَا آلَ بَنِي فُلَانٍ، فَذَهَبُوا وَتَرَكُوهَا، فَأَقْبَلَ يَغْذُوهَا بِاللَّحْمِ وَاللَّبَنِ حَتَّى أَسْمَنَهَا، فَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ وَتَرَكَ أَخَاهُ فِي جَانِبِ الْخَيْمَةِ مَرِيضًا، فَرَجَعَ فَوَجَدَ الضَّبُعَ قَدْ ذَهَبَتْ وَوَجَدَ أَخَاهُ مُقَطَّعًا، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الطويل] وَمَنْ يَصْنَعُ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ ... يُلَاقِي الَّذِي لَاقَى مُجِيرُ أُمِّ عَامِرِ أَدَمَ لَهَا حِينَ اسْتَجَارَتْ بِرَحْلِهِ ... لِتَأْمَنَ أَلْبَانَ اللِّقَاحِ الدَّرَائِرِ فَأَسْمَنَهَا حَتَّى إِذَا مَا تَكَامَلَتْ ... فَرَتْهُ بِأَنْيَابٍ لَهَا وَأَظَافِرِ فَقُلْ لِذَوِي الْمَعْرُوفِ هَذَا جَزَاءُ مَنْ ... أَرَادَ يَدَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ شَاكِرِ. « الْبَيْتُ الْأَخِيرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ» قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا يَحْيَى الْحَارِثِيَّ يَقُولُ: لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَالِحٍ: إِنَّمَا قَالَ هَذَا الْكَلَامَ أَبُو جَعْفَرٍ لِزِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيِّ
٩٥ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَارِثَةَ صَاحِبُ بَيْتِ الْمَالِ قَالَ: اسْتَعْمَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمُفَضَّلَ بْنَ بِلَالٍ الْغَنَوِيَّ عَلَى بَارٍ وَسَمَاءٍ، فَقَدِمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَشْرَكْتُكَ فِي أَمَانَتِي فَخُنْتَنِي، مَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ إِلَّا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: مَا مُجِيرُ أُمِّ عَامِرٍ؟ ⦗٨٤⦘ فَأَخْبَرَهُ بِالْقَصَّةِ، فَقَالَ الْمُفَضَّلُ: لَا وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا خُنْتُكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَا أَصَبْتُ إِلَّا هَذَا الْمِثْقَالَ، قُلْتُ: أَتُكَارِي بِهِ فَأَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي كَمَا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ، قَالَ: هَلُمَّ، نَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ

1 / 83