قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة

ابن تيمية ت. 728 هجري
64

قاعدة جامعة في توحيد الله وإخلاص الوجه والعمل له عبادة واستعانة

محقق

عبد الله بن محمد البصيري

الناشر

دار العاصمة،الرياض

رقم الإصدار

الأولي

سنة النشر

١٤١٨هـ/١٩٩٧م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

مسلمة له طوعًا وكرهًا، فإذا شهد العبد ذلك وأسلم له وخضع، فقد آمن بربوبيته، ورأى حاجته وفقره إليه صار سائلا له متوكلا عليه مستعينًا به، إما بحاله أو بِقَالِه، بخلاف المستكبر عنه المعرض عن مسألته. أنواع شؤال العبد ربه: ثم هذا المستعين به السائل له، إما أن يسأل ما هو مأمور به، أو ما هو منهى عنه، أو ما هو مباح له، فالأول حال المؤمنين السعداء الذين حالهم: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥]، والثانى حال الكفار والفساق والعصاة الذين فيهم إيمان به وإن كانوا كفارًا، كما قال: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾ [يوسف: ١٠٦] فهم مؤمنون بربوبيته، مشركون فى عبادته، كما قال النبى ﷺ لحُصَيْن الخزاعى: " يا حصين، كم تعبد؟ " قال: سبعة آلهة؛ ستة فى الأرض وواحدا فى السماء، قال: " فمن الذي تدع لرَغْبَتك ورَهْبَتك؟ "، قال: الذي فى السماء، قال: " أسلم حتى أعلمك كلمة ينفعك الله تعالى بها "، فأسلم، فقال: " قل: اللهم ألهمني رشدي، وقِنِي شر نفسي " رواه أحمد وغيره.

1 / 90