كان عدد الموظفين في تلك الأيام مقننا، أما اليوم فيخشى أن تأتي ساعة نصبح جميعنا موظفين. فكم من بلدة وقرية صار معظم أهلها على الكراسي، وقد نستطيع أن نسمي هذا الزمان زمان الأخوة، والأسر، والمخاتير، وسماسرة الانتخابات. ومن يلوم الشباب إذا قاموا وقعدوا وثاروا حين يرون من هم فوقهم دونهم كفاءة وأقل منهم جدارة؟!
ما أوجه هذه الكلمة التي قالها رئيس جمهورية إندونيسيا: إذا كنت أعيش عيشة الفاقة، وإذا كنت قد نبذت كل أسباب الراحة، وأبعدت عني أصدقائي وأنسبائي؛ فذلك لاعتقادي أن رئاسة الشعوب ما هي منصب ولا تجارة، بل هي خدمة وتضحية.
فهل يذكر المسئولون هذا الكلام؟ هل يفكرون بالشعب ويحسنون توزيع المنافع فلا يكون لهم ولأنصارهم وللائذين بهم كل الجزور، فيأكلون لحمه ويمصمصون عظمه.
ظلت قضية زيادة معاشات الموظفين الصغار، رهن البحث، ولا تزال قيد الدرس؛ لأن الميزانية لا تتسع لهم مع أنهم صغار ... لا يسمعون من الجالسين على الكراسي إلا «تكرم عيونكم» سنرى الميزانية ... وكيف تتسع الميزانية لهؤلاء إذا كان موظف كبير يتقاضى شهريا كما يلي:
1400
ليرة من إحدى الوزارات.
1200
من إحدى اللجان التخمينية.
2400
من مصرف سوريا ولبنان.
صفحة غير معروفة