142

القبس في شرح موطأ مالك بن أنس

محقق

الدكتور محمد عبد الله ولد كريم

الناشر

دار الغرب الإسلامي

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٩٢ م

تصانيف

لأجل الصلاة، وقد أنكر أبيُّ بن كعب وأبو طلحه على أنس، ﵃، مسألته التي جاء بها من سفرته وهي الوضوء مما مست النار، فندم أنس، ﵁، ورجع عن قوله (١). والمسألة اليوم ساقطة الاعتبار لإجماع علماء الأعصار عليها، وإنما خص النبيُّ ﷺ، لحوم الإبل بذكر الوضوء في ذلك الحديث للإشارة (٢) إلى غلظها وزهمتها، والصلاة ينبغي أن تكون على أكمل نظافة (ولأجل) ذلك شرعت فيها الطهارة. جامع الوضوء: ترجم مالك ﵁، على إزالة النجاسة بالوضوء نفيًا فقال ما لا يجب منه الوضوء (٣) وإثباتًا فقال جامع الوضوء (٤). واختلف عنه أصحابه في حكمها فقال أشهب

(١) رواه مالك في الموطّأ: ١/ ٢٧ عن موسى عن عبد الرحمن بن زيد الأنصاري أن أنس بن مالك قدم من العراق فدخل عليه أبو طلحة وأبي بن كعب فقرَّب لهما طعامًا قد مسته النار، فأكلوا منه، فقام أنس فتوضأ فقال أبو طلحه وأبي بن كعب: ما هذا يا أنس أعراقية؟ فقال أنس: ليتني لم أفعل ..... ورواه البيهقي في السنن الكبرى: ١/ ١٥٨ والطحاوي في معاني الآثار: ١/ ٦٩ وعبد الرازق في المصنف: ١/ ١٧٠. أقول: الحديث فيه عبد الرحمن بن زيد بن عقبة المدني الأنصاري عن أنس، ﵁، وروى عنه موسى بن عقبة وبكير بن الأشج وعمرو بن يحيى المازني قال أبو حاتم عن أبيه: ما بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، تعجيل المنفعة ص ٢٥٠ ووقع في شرح الزرقاني: ١/ ٦١، والسيوطي في تنوير الحوالك: ١/ ٤٩ عبد الرحمن بن يزيد، والصواب بن زيد كما في تعجيل المنفعة وجامع الأصول: ٧/ ٢٢٢ وأوجز المسالك: ١/ ٢٢٠. درجة الحديث: نقل السيوطي عن ابن عبد البر عند هذا الحديث قوله: مرسلات مالك كلها صحيحة مسندة تنوير الحوالك: ١/ ٤٩ وصححه عبد القادر الأرناؤوطي في تعليقه على جامع الأصول: ٧/ ٢٢٢. (٢) في "م" إشارة. (٣) الموطأ: ١/ ٢٤. (٤) الموطّأ: ١/ ٢٨ وقال عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله ﷺ، سئل عن الاستطابة فقال "أولاَ يَجِدُ احدُكُمْ ثَلاَثةَ أحْجَارٍ"، وهو بهذه الطريق مرسل وقد وصله أبو داود: ١/ ٣٧، والنسائي: ١/ ٤١ - ٤٢ كلاهما من طريق أبي حازم عن أبيه عن مسلم ابن قُرْط عن عروة عن عائشة وأحمد. انظر الفتح الرباني: ١/ ٢٧٨. والدارقطني: ١/ ٥٤ - ٥٥. وقال إسناد صحيح. أقول: الحديث فيه مسلم بن قُرْط. بضم القاف وسكون الراء بعدها مهملة. المدني مقبول من السادسة/ دس. ت ٢/ ٢٤٦ وقال في ت ت ذكره ابن حبان في الثقات وقال: هو يخطئ. قال الحافظ قلت هو مقل جدًّا وإن كان مع قلة حديثه يخطئ فهو ضعيف وقد قرأت بخط الذهبي لا يعرف وحسَّن الدارقطني حديثه ت ت ١٠/ ١٣٤ وقال الذهبي في الكاشف: ٣/ ١٤٢ نكرة، وقال السيوطي لا يعرف هذا الحديث بغير هذا الإسناد. النسائي ١/ ٤٢.

1 / 148