تقريب فتاوى ابن تيمية

أحمد بن ناصر الطيار ت. غير معلوم
25

تقريب فتاوى ابن تيمية

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤١ هـ

مكان النشر

السعودية

تصانيف

(الْعِلْمُ مُسْتَلْزِمٌ لِلْعَقْلِ) ٣٤ - الْعِلْمُ مُسْتَلْزِمٌ لِلْعَقْلِ، فَكُلُّ عَالِمٍ عَاقِلٌ، وَالْعَقْلُ شَرْطٌ فِي الْعِلْمِ. [٧/ ٣٩٩] * * * (التكلم بغير علم أو بغير عدل) ٣٥ - الْكَلَامُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِالْعِلْمِ وَالْقِسْطِ (^١)، فَمَن تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِغَيْرِ عِلْمٍ دَخَلَ فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: ٣٦]، وَفي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ١٦٩]. [١١/ ٤٤١] ٣٦ - مَن تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلَا عِلْمٍ كَانَ كَاذِبًا وَإِن كَانَ لَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ (^٢)، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا قَالَتْ لَهُ سبيعة الأسلمية وَقَد تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَكَانَت حَامِلًا فَوَضَعَتْ بَعْدَ مَوْتِ زَوْجِهَا بِلَيَالٍ قَلَائِلَ فَقَالَ لَهَا أَبُو السَّنَابِلِ بْنُ بعكك: مَا أَنْتَ بِنَاكِحَةٍ حَتَّى يَمْضِيَ عَلَيْكِ آخِرْ الْأَجَلَيْنِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "كذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ بَل حَلَلْتِ فَانْكحِي".

(^١) فكل من تكلم في الدين وغيره يجب عليه أنْ يجمع بين أمرين: الأمر الأول: العلم. والثاني: العدل. فكلّ من لم يكن مُحيطًا بما سيتكلم عنه؛ فإنه سيتكلم بجهل وهوى غالبًا. ومن تكلم بعلم ولكنه لم يُنصف وحكم هواه فإنه سيقع في الظلم والحيف والخطأ. (^٢) الكَذِب ينقسمُ إِلى أَقسام: الأول: تَغْيِيرُ الحاكي ما يَسمَعُ مُتعمّدًا، وقولُهُ ما لا يَعْلَمُ نقلًا ورِوَايَةً. الثّاني: أَنْ يقولَ قولًا يُشْبهُ الكَذِبَ، ولا يَقْصِد به إِلَّا الحَقَّ، ومنه حديثُ: "كَذَبَ إِبراهِيمُ ثَلاثَ كَذباتٍ"؛ أَي: قالَ قَولًا يُشْبِهُ الكَذِبَ، وهو صادقٌ في الثّلاث. الثّالثُ: بمعنى الخَطَأ، وهو الذي يعنيه شيخ الإسلام. والرّابعُ: البُطُولُ والرجوع والفتور، يُقال: كَذَبَ الرَّجُلُ: بمعنى بَطَلَ عليه أَمَلُهُ وما رَجاهُ، أو فتر ولم يصدق العزيمة. ويُقال: حَمَل عليه ثم كَذَب؛ أي: خار وجبن، وقالوا: حملوا حَمْلَة صادِقَة، وصَدَق القومُ القِتالَ، إذا ثبتوا وصبروا.

1 / 31