زاد الداعية إلى الله
الناشر
دار الثقة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
مكان النشر
مكة المكرمة
تصانيف
النبي ﷺ، قال معاوية ﵁: فوالله ما رأيت معلمًا أحسن تعليمًا منه، اللهم صلي وسلم عليه، والله ما كهرني، ولا نهرني وإنما قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح، والتكبير وقراءة القرآن» (١) . أو كما قال ﷺ، انظر إلى الدعوة المحببة إلى النفوس يقبلها الإنسان وينشرح بها صدره.
ونأخذ من الحديث من الفوائد الفقهية: أن من تكلم في الصلاة وهو لا يدري أن الكلام يبطل الصلاة فإن صلاته صحيحة.
* المثال الثالث: جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله هلكت. قال: «ما أهلكك؟» قال: وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم. فأمره النبي ﷺ أن يعتق رقبة، فقال: لا أجد، ثم أمره أن يصوم شهرين متتابعين، قال: لا أستطيع، ثم أمره أن يطعم ستين مسكينًا، فقال: لا أستطيع، فجلس الرجل. فأتي النبي ﷺ، بتمر فقال: «خذ هذا فتصدق به» . ولكن الرجل طمع في كرم النبي ﷺ، الذي هو أعظم كرم لمخلوق، فإن رسول الله ﷺ أكرم الناس، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني، فضحك النبي ﷺ حتى بدت أنيابه أو نواجذه. لأن هذا الرجل جاء خائفًا يقول: «هلكت» فذهب غانمًا، فقال النبي ﷺ: «أطعمه أهلك» (٢) فذهب الرجل مطمئنًا غانمًا فرحًا بهذا الدين الإسلامي، وبهذا اليسر من الداعية الأول لهذا الدين الإسلامي صلوات الله وسلامه عليه.
* المثال الرابع: ولننظر كيف عامل النبي ﷺ مرتكب الإثم: رأى النبي ﷺ رجلًا وفي يده خاتم ذهب فنزعه النبي ﷺ بيده الكريمة وطرحه في الأرض، وقال: «يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيضعها في يده» . فالنبي ﷺ لم يعامله معاملة الأولين بل نزعه من يده وطرحه في الأرض، فلما انصرف النبي ﷺ قيل للرجل خذ خاتمك انتفع به فقال: «والله لا آخذ خاتمًا طرحه النبي ﷺ» (٣)، الله أكبر هذا الامتثال العظيم من الصحابة رضوان الله عليهم.
المهم أنه يجب على الداعية أن يدعو إلى الله ﷿ بالحكمة
_________
(١) أخرجه مسلم كتاب المساجد باب تحريم الكلام في الصلاة (٥٣٧)
(٢) أخرجه البخاري كتاب الصوم باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيئ فتصدق عليه فليكفر (١٩٣٦) ومسلم كتاب الصيام باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان (١١١١)
(٣) أخرجه مسلم كتاب اللباس باب تحريم خاتم الذهب على الرجال (٢٠٩٠)
1 / 20