66

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

يبعثون، وأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك؟ فينظر فإذا هو بذبح متلطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار"١. وهذا الحرص من الخليل ﵇ على هداية أبيه يشبه حرص رسول الله ﷺ على هداية عمه أبي طالب، وحرصه الشديد على ذلك حتى وهو في سكرات الموت، وهو يقول:"يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله"٢،ولكن جلساء السوء ما زالوا به يذكرونه ما كان عليه من دين آبائه وأجداده حتى مات وهو على كفره، ووعد رسول الله ﷺ بالاستغفار له حتى نزل قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ ٣. ونزل في أبي طالب خاصة: ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ ٤.

١ البخاري مع الفتح ٦/ ٣٨٧. ٢ البخاري مع الفتح ٨/ ٥٠٦، ومسلم بشرح النووي ١/٥٤ من حديث المسيب بن حزن ﵁. ٣ الآيتان من (١١٣ – ١١٤) من سورة التوبة. ٤ الآية (٥٦) من سورة القصص.

1 / 80