143

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وبعث الله نبيه ورسوله محمدا ﷺ خاتما للنبيين وجعل رسالته خاتمة الرسالات، فكانت الدعوة إلى التوحيد أول أمرها وأعظم مقصودها ومفتاح الدخول إليها، وعنيت به أعظم عناية، فكانت حياته ﷺ كلها دعوة إلى التوحيد وجهادا في سبيله حتى بنى تلك القاعدة المتينة الراسخة من أصحابه رض الله عنهم في مكة قبل هجرته إلى المدينة ثم في المدينة بعد الهجرة، فآمنوا بها بصدق وحملوها بجد وتلقوا كل التكاليف بعد ذلك وهم في غاية الامتثال والخضوع والمحبة والطاعة لله ورسوله ﷺ، وبذلوا أموالهم وأنفسهم رخيصة في سبيل الله حتى دخل الناس في دين الله أفواجا، وبلغت هذه الدعوة أرجاء المعمورة، وشهد التاريخ منهم ما لم يشهده من قبل ولن يشهده من بعد، وأتت تلك الدعوة التي أسسها رسول الله ﷺ في خلال الفترة المكية ثمارها اليانعة في المدينة، فجنى المؤمنون ثمارها إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسأذكر فيما يلي نبذة عن دعوته ﵊ في مكة وطبيعة هذه الدعوة وموقف المشركين منها.
وقد سبق الكلام بالتفصيل عما كانت عليه الحال في جزيرة العرب قبل بعثته ﷺ وتاريخ الشرك فيها، وأن جزيرة العرب وبما فيها قريش التي كانت لها ولاية البيت وضيافة الحجيج، كانت فيها صور شتى من الشرك من عبادة الأصنام والأوثان من أشجار وأحجار وعبادة الكواكب والنار، وديانة يهودية ونصرانية، مع وجود بقايا للحنفية ملة إبراهيم ﵇، وإن كانت الأصنام والأوثان تحتل المقام الأول عندهم، إلا أن جميع هذه

1 / 160