64

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

خاتم الأنبياء والمرسلين محمدًا ﵊، وكان من إكرام الله تعالى لخليله ﵇ أن أمر رسوله محمدًا ﷺ وأمته باتباع ملة إبراهيم ﵇، وقص الله تعالى دعوة إبراهيم عليه في سور كثيرة من كتابه١. والحديث عن إبراهيم ﵇ ودعوته طويل، والمواقف والعبر فيها كثير، أكتفي بذكر أهمها: ١- في دعوة أبيه٢: كان أبوه أول المكذبين بدعوته، والمعرضين عنها، والمعارضين لها، وقد بذل إبراهيم ﵇ جهده في دعوة أبيه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وتخليصه من عبادة غير الله تعالى، واتسمت دعوته لأبيه بالأدب الجم والتواضع العظيم، مع بلاغة في الحجة، وقوة في البرهان، وقص الله تعالى ذلك في كتابه الكريم فقال سبحانه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا إِذْ قَالَ لأبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ

١ منها: سورة الأنعام، وإبراهيم، ومريم، والأنبياء، والشعراء، والصفات، والممتنحة. ٢ اسمه: آزر بن ناحور، وقيل: اسمه تارح، والصواب آزر لما ورد من التصريح به في آية الأنعام، ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَر﴾ . وما جاء في البخاري مع الفتح ٦/ ٣٨٧ من حديث رسول الله ﷺ: "يلقى إبراهيم أباه آزر وعلى وجه آزر قترة وغبرة". وقيل: له اسمان علمان، أو أحدهما لقب والآخر علم. انظر: البداية والنهاية لابن كثير ١/ ١٣٢ – ١٣٤.

1 / 78