100

حماية الرسول ﷺ حمى التوحيد

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣٢هـ/٢٠٠٣م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

كما روى أبو واقد الليثي١ ﵁ قال: "خرجنا مع رسول الله ﷺ إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أتواط، فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله ﷺ: "الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ﴾ لتركبن سنن من قبلكم" ٢. وسيأتي الكلام عن ذلك إن شاء الله عند الحديث عن دعوة نبينا محمد ﷺ. الموقف التاسع: سؤال موسى رؤية ربه تعالى لما كلم الله تعالى رسوله موسى ﵇ تطلعت نفسه أن يرى ربه سبحانه، فسأل الله تعالى ذلك، ولما كان موسى لا يطيق تحمل ذلك، أمره ربه ﵎ أن ينظر إلى الجبل، فسوف يتجلى الله تعالى للجبل، فإن بقي الجبل وثبت فلعل موسى ﵇ يثبت لذلك، وإن لم يثبت مع كبره وقوته، فموسى من باب أولى، فما أن تجلى الله ﷿ للجبل حتى اندك على أوله، فلما رأى موسى ذلك لم يطق تحمله فخر مغشيًا عليه،

١ اسمه الحارث بن عوف بن أسيد بن جابر الليثي صحابي جليل شهد بدرًا والفتح وحنين وغيرها من المشاهد والغزوات، توفي ﵁ سنة ٦٨ هـ وقيل: ٨٥ هـ. انظر: الإصابة لابن حجر ٤/ ٢١٢. ٢ مسند الإمام أحمد ٥/ ٢١٨، والترمذي في السنن ٤/ ٤٧٥، وقال: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني. انظر: صحيح سنن الترمذي ٢/ ٢٣٥.

1 / 114