السيرة النبوية في دائرة المعارف البريطانية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
للملأ من أهل مكة؟ لقد أخبرنا العزيز الحكيم بما تم فعلا في هذا الاجتماع في قوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ ([الأنفال: ٣٠]، وإذا كان يعترف بأن هناك خطرًا يهدد محمدًا ﷺ وأتباعه، فما هو هذا الخطر؟ ولماذا لا يكون الخطر هو محاولة الاغتيال؟ وكيف يفترض احتمال رجم محمد ﷺ دون دليل؟ أو يشكك وات في المصادر الأولى بحجة أنها "لم تخل من الإضافات" ثم يأتي باحتمال لا نعرف من أين أتى به؛ ليوهم القارئ بأنه لم شتات ما بَعثر.
الشبهة الثانية: التشكيك في نزول الوحي يزعم المستشرقون أن الوحي إنما هو استشعار داخلي ولكنه صادق، فهم لا يشككون بصدق شعور النبي ﷺ بالنبوة، ولكنهم يظنون إنما هو استشعار داخلي وقناعة ذاتية دون أن يكون هناك شيء خارجي اسمه الوحي (١)، وأن كلمة "الوحي" لا تعني تلقي النص من الله ﷾ بل تعني اقتراحًا أو إشارة suggestion أو تكلم ذهني intellectual locution. وفي حوالي ٦١٠م بينما كان يتدبر في أمور كهذه تراءى لمحمد مخلوق ذو أبهة (قيل فيما بعد إنه الملك جبريل) وسمع صوتا يقول له: "أنت رسول الإله". وشكلت هذه بداية مهنته رسولًا من الإله ([بالعربية] رسول الله) أو نبيًا. ومن وقت لآخر تلقى، على فترات متتابعة، حتى موته "وحيًا"، _________ (١) أكرم ضياء العمري، "موقف الاستشراق من السنة والسيرة النبوية"، ص ٦٠.
الشبهة الثانية: التشكيك في نزول الوحي يزعم المستشرقون أن الوحي إنما هو استشعار داخلي ولكنه صادق، فهم لا يشككون بصدق شعور النبي ﷺ بالنبوة، ولكنهم يظنون إنما هو استشعار داخلي وقناعة ذاتية دون أن يكون هناك شيء خارجي اسمه الوحي (١)، وأن كلمة "الوحي" لا تعني تلقي النص من الله ﷾ بل تعني اقتراحًا أو إشارة suggestion أو تكلم ذهني intellectual locution. وفي حوالي ٦١٠م بينما كان يتدبر في أمور كهذه تراءى لمحمد مخلوق ذو أبهة (قيل فيما بعد إنه الملك جبريل) وسمع صوتا يقول له: "أنت رسول الإله". وشكلت هذه بداية مهنته رسولًا من الإله ([بالعربية] رسول الله) أو نبيًا. ومن وقت لآخر تلقى، على فترات متتابعة، حتى موته "وحيًا"، _________ (١) أكرم ضياء العمري، "موقف الاستشراق من السنة والسيرة النبوية"، ص ٦٠.
1 / 23