قلت: فحاتم بن حريث الطائي كيف هو؟ فقال: لا أعرفه.
فقال عثمان عقبه: هو شامي ثقة.
قلت: ومن المقرر عند العلماء أن من عرف حجة على من لم يعرف قال ابن عدي في الكامل
٢ / ٤٣٩، عليه:
ولعزة حديثه لم يعرفه يحيى وأرجو أنه لا بأس به.
فهذان إمامان عرفا الرجل ووثقاه ويضم إليهما توثيق ابن حبان إياه ٤ / ١٧٨، وقول ابن سعد: كان معروفا أي: بالعدالة كما حققته في الاستدراك الذي سبقت الإشارة إليه فما الذي جعل هذا المغرور الذي أهلكه حب الظهور ولو بالطعن في أحاديث الرسول ﷺ على مخالفة القاعدة العلمية المنطقية: من عرف حجة على من لم يعرف؟.
ومن تمام تدليسه وغمزه إياي قوله عقب ما تقدم نقله عنه:
ومن حسن أمره ليس كمن تكلم فيه
يشير إلى توثيقي إياه بعموم قولي في المكان المشار إليه من الصحيحة:
قلت: ورجاله ثقات غير مالك بن أبي مريم.
إذا عرفت هذا فقد ذكرني قوله المذكور بالمثل المشهور: رمتني بدائها وانسلت وذلك لأن لفظة: حسن أمره إنما يعني بها التوثيق ولكنه عدل