173

أصول الدعوة وطرقها ٢ - جامعة المدينة

الناشر

جامعة المدينة العالمية

تصانيف

ثانيًا: ضوابط المنهج الحِسِّي: وضع الإسلام ضوابط المنهج الحسي،، وجعله في إطار ما أمر الله به ونهى عنه، وقد بيَّن القرآن الكريم والسنة النبوية وجوب صون الحواس وكفِّها عمَّا حرَّم الله، ومن هذه الضوابط: ١ - الالتزام بالنصوص الشرعية، التي توضِّح حدود السَّمع والبصر: ومن ذلك عن أبي سعيد الخدري ﵁ عن النَّبيِّ ﷺ قال: «إذا أصبحَ ابنُ آدم؛ فإنَّ الأعضاءَ كلَّها تُكفِّر اللسان -أي تذلُّ له وتخضع- تقول: اتَّقِ الله فينا، فإنَّما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوجَحْت اعوججنا» رواه الترمذي. وعن أبي موسى ﵁ قال: قلت يا رسول الله: أيُّ المسلمين أفضل؟ قال: «مَن سلِم المُسلمون، مِن لسانه ويده» متفق عليه. ٢ - عدم النظر فيما لا يستطيع الإنسان الإحاطةَ به، أو لم يُكَلَّف بالنظر فيه: قال تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا﴾ [الإسراء:٣٦]. وقال ﷺ: «مِن حُسن إسلام المرء، تركُه ما لا يعنيه». قال تعالى موضحًا صفات المؤمنين: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون:٣]. وقال تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا﴾ [الفرقان:٧٢].

1 / 193