موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض
مكان النشر
شركة الرياض للنشر والتوزيع
تصانيف
الرجل بالفلاة معه البعير ليس له خطام) (١) .
وقال أيضًا: (كل حديث ليس فيه "حدثنا"، و"أنبأنا"؛ فهو خل أو بقل) (٢) .
وكل هذه النصوص تؤكد اعتناء شعبة بتفقد السماعات في الأسانيد، وقد طبَّق كلامه السابق في عدة نصوص سآتي على ذكرها الآن.
٢ - قال شعبة: (قد أدرك رُفيع أبو العالية علي بن أبي طالب، ولم يسمع منه شيئًا) (٣) .
ورُفيع بن مهران، أبو العالية الرياحي، البصري، أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبي ﷺ بسنتين، ودخل على أبي بكر، وصلى خلف عمر (٤) .
وقد أثبت علي بن المديني سماعه من عمر بن الخطاب ومن علي بن أبي طالب (٥) . والبخاري أيضًا أثبت سماعه من علي (٦) .
وليس معنى قول شعبة: (ولم يسمع منه شيئًا) أنه لم يرو عنه، فقد قال البخاري: (وقال آدم حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا العالية، وكان أدرك عليًا قال: قال علي: القضاة ثلاثة) (٧) .
وشعبة لم يقنع بمجرد المعاصرة وإمكان اللقاء، بل جزم بأن أبا العالية لم يسمع من علي بن أبي طالب مع تيقنه بأنه أدركه وروى عنه.
٣ - وقال حجاج بن محمد الأعور: (قلت لشعبة: قد أدرك ربعي عليًا؟
_________
(١) كتاب المجروحين لابن حبان (١/٣٧) .
(٢) كتاب المجروحين لابن حبان (١/٩٢) والمحدث الفاصل (ص٥١٧) وسير أعلام النبلاء (٧/٢٠٨) .
(٣) تهذيب التهذيب (٣/٢٨٤) .
(٤) تهذيب التهذيب (٣/٢٨٥)، ولم أجد نص علي بن المديني في القطعة المطبوعة من كتابه " العلل".
(٥) التاريخ الكبير (٣/٣٢٦) .
(٦) التاريخ الكبير (٣/٢٢٦ - ٣٢٧) .
(٧) طبقات ابن سعد (٦/١٢٧) وتاريخ دمشق لابن عساكر (٦/٢٠٠) .
1 / 78