موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين
الناشر
مكتبة الرشد،الرياض
مكان النشر
شركة الرياض للنشر والتوزيع
تصانيف
٣- ذكر البخاري حديث عمرو البكالي عن عبد الله بن مسعود أنه رأى رجالًا كأنهم الزط ليلة الجن مع رسول الله ﷺ ... الحديث، وقال البخاري بعده: (ولا يعرف لعمرو سماع من ابن مسعود) (١) .
ثم قال البخاري: (وقال لنا موسى لنا وهيب عن داود عن عامر عن علقمة قال قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع النبي ﷺ ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد فقدناه بمكة فقلنا: اغتيل أو استطير فانطلقنا نطلبه في الشعاب فأقبل من قبل حراء فقلنا: أشفقنا عليك فبتنا بشر ليلة فقال: أتاني داعي الجن فذهبت أقرئهم فإذا آثارهم وآثار نيرانهم.
وقال شعبة عن عمرو بن مرة قال قلت لأبي عبيدة: أكان أبوك مع النبي ﷺ ليلة الجن؟ قال: لا) (٢) .
والظاهر من تصرف البخاري أنه يرى أن أصحاب عبد الله بن مسعود وأهل بيته وهم أعلم به من غره أثبتوا أن ابن مسعود ﵁ لم يشهد ليلة الجن، وخالف في ذلك عمرو البكالي بالحديث الذي رواه، ومما يؤكد ضعف رواية عمرو البكالي عدم ثبوت سماعه من ابن مسعود، فضلًا عن مخالفة الثقات لما رواه.
٤- قال البخاري: (خثيم بن مروان عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "لا تشد المطي إلا إلى مسجد الخيف، ولا يعرف لخثيم سماع من أبي هريرة) (٣) .
ولا ريب أن هذه اللفظة منكرة أعني "مسجد الخيف" فإن المحفوظ ما رواه الثقات عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد رسول الله ﷺ، ومسجد الأقصى" (٤) .
(١) التاريخ الكبير (٢/٢٠٠)، ومثله في التاريخ الصغير (١/٢٣٤) .
(٢) التاريخ الكبير (٢/٢٠١)، ومثله في التاريخ الصغير (١/٢٣٣-٢٣٤) .
(٣) التاريخ الكبير (٣/٢١٠) .
(٤) صحيح البخاري (٣/٧٦/ [١١٨٩])، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة.
1 / 256