38

تعدد الزوجات بين حقائق التنزيل وافتراءات التضليل

الناشر

دار القلم للتراث

رقم الإصدار

الثانية-١٤٢٣ هـ

سنة النشر

٢٠٠٤ م

مكان النشر

القاهرة

تصانيف

ولما علم المهندس شحرور أن زواج النبي ﷺ وتشريعه المستمد من القرآن يقف عقبة أمام الخرافات التي يدعو لها، فما كان لمسلم لأن يترك دين الله ليتْبع أباطيل شحرور، كشف عن وجهه، وأعلن مراده من دعوته، وقال: إن البحث في زواج النبي ﷺ هو ضرب من العبث أننا نناقش هذه الزيجات بمقايسنا المعاصرة لا بمقاييس قديمة. وهنا يكمن سوء الفهم والالتباس. هكذا كشف المهندس عن طويته. القرآن يشغل المسلمين في سورة الأحزاب والتحريم بموضوع زوجات النبي ﷺ والمهندس يرى أن هذه مباني في وسط الطريق يجب أن تُزال. يجب ألا يشغل المسلمون أنفسهم بهذا العبس - الذي شغلهم به القرآن. ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ ثم يواصل كلامه في زواج النبي ﷺ فيقول: إن النبي في زيجاته لا يعتبر أسوة لنا أبدًا. وكذلك زوجاته لا يعتبرن أسوة لنساء المسلمين، ثم يحاول أن يخدع القارئ فيقول: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾ ثم يقول: وهذا - يعني حديث القرآن عن نساء النبي تعليم وليس تشريع. عفى الله عن شحرور وهذه للحق. أما كتابه الضخم فأحوج الأمة إليه هي "أفغانستان" في محنتها، لأن درجة البرودة عندهم في الشتاء عشرون تحت الصفر ولا يجدون حطبًا يدفئهم. فلْيَسْعَدْ أهل أفغانستان بكتاب شحرور في التَّنُّور فهو المكان المناسب لهذا الكتاب القيم. العدل أم الإحسان؟ ضيّع أولاده صغارًا عندما أعطى كلّه للزوجة الجديدة الحسناء أهملهم وأمَّهم. فشقوا طريقهم في حياة كالصخر حتى أتمُّوا دراستهم.

1 / 39